فيديو ونص كلمة د. جعجع في ذكرى جريمة تفجير سيدة النجاة مع وقائع القداس الذي أقيم بالمناسبة/جعجع: ما بصح الا الصحيح وسيأتي وقت يثبت بالأرقام والدلائل من هو الفاعل

135

جعجع: “حزب الله” قرر تغيير شروط اللعبة ولن نسهل وصول مرشحه إلى الرئاسة
رئيس حزب القوات اللبنانية كشف عن أن “أكثر من طرف داخلي وخارجي حاول إقناعنا بفرنجية ورفضنا”
دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية/04آذار/2023

فيديو ونص كلمة د. جعجع في ذكرى جريمة تفجير سيدة النجاة مع وقائع القداس الذي أقيم بالمناسبة: ما بصح الا الصحيح وسيأتي وقت يثبت بالأرقام والدلائل من هو الفاعل
وطنية – جونية/04 آذار/2023
أقامت منطقة كسروان في حزب “القوات اللبنانية”، قداسا في كنيسة سيدة النجاة- زوق مكايل في الذكرى ال29 لتفجير الكنيسة، تحت عنوان “كانت الخطة لحلنا فبقينا”، وترأس الذبيحة الالهية الأب مارون مدور، في حضور نواب تكتل “الجمهورية القوية” شوقي الدكاش، زياد الحواط ورازي الحاج وسعيد الاسمر وغياث يزبك، الوزير السابق ريشارد قيومجيان، رؤساء بلديات زوق مكايل الياس بعينو، حراجل طوني زغيب، فاريا ميشال سلامة، البوار طانيوس العتيق، عينطورة لبيب عقيقي ووطى الجوز جورج صفير، مختارة زوق مكايل جوزيان خليل، الأمين العام لحزب “القوات” إميل مكرزل، رئيس جهاز الشهداء والأسرى والمصابين شربل أبي عقل، وحشد من مسؤولي المناطق في “القوات” ومحازبين وأهالي شهداء التفجير.
وألقى الأب مدور عظة قال فيها: “تنذكر ونصلي في هذا الوقت من أجل الذين سبقونا إلى دار الخلود وبنوع خاص الشهداء الأبرار الذين ذهبوا ضحية الغدر في هذا المعبد المقدس”.
جعجع
وكانت كلمة لرئيس حزب “القوات” سمير جعجع عبر الشاشة وصف خلالها الذكرى ال29 لتفجير كنيسة سيدة النجاة ب”اليوم المشؤوم في تاريخ لبنان”، مؤكدا ان “القوات اللبنانية ستتوقف عند هذه الذكرى سنويا حتى بعد مرور 290 عاما، انطلاقا من معناها، ولو ان البعض يسأل ان كان احياؤها بيحرز بعد، باعتبار انها جريمة كبيرة جدا، ومن الجرائم القليلة التي حصلت في هذا الحجم والشكل والنوعية في لبنان وقتل فيها أناس ابرياء، في فترة الصوم، كانوا يصلون في كنيسة، من قبل من كان يتوجب عليه حمايتهم”.
وأضاف: “من غير الممكن ان ننسى استشهاد 11 لبنانيا ما زال اهلهم يتألمون الى اليوم هم الباقون في ذاكرتهم وذاكرتنا معا، كما لا يغيب عنا مآسي عشرات الجرحى والدمار الذي شهدته الكنيسة وجوارها. هذا الجانب مؤلم وقاس، ولكن الجانب الاكثر ألما ان السلطة التي من واجبها حماية الناس والسعي الى كشف الحقيقة كانت اول من جهل الفاعل وارسى التهمة على حزب القوات بغية التخلص منه. وبالتالي منذ اللحظة الاولى، سعت الاجهزة الامنية والقضائية، وهذا ما يحزن، الى رمي التهمة على القوات بدلا من السهر لتأمين سلامة البلد واستقراره”.
وتابع: “اتذكر حين كنت في مكتبي وسمعت صوت ذاك الانفجار، لم اعرف موقعه، قبل التواصل مع بعض المراجع التي ابلغتني انه حصل في كنيسة سيدة النجاة وان الوسائل الاعلامية بدأت بالنقل المباشر. التعليق الأول اتى من وزير الداخلية في حينها الذي، وقبل البدء بالتحقيقات ومعرفة المعطيات، اعلن ان خلف هذه الجريمة اسرائيل ونفذها عملاؤها في لبنان ومفهوم من هني، من ثم علت ابواق الممانعة، كما تعرفونها، مرددة هذا الكلام”.
واستطرد جعجع: “قبل هذه الحادثة بشهرين، طلب الرئيس الراحل الياس الهراوي بعد عودته من الشام، من شخص ما، ايصال رسالة لنا مفادها بأن النظام السوري ناوي عليي ويجب ان اغادر لبنان مع زوجتي. وهذه الواقعة مدونة في مذكرات الرئيس الهراوي”، لافتا الى ان “النظام الامني اللبناني – السوري، الذي كان آنذاك في عزه، اتبع سياسة اختيار السلطة للفاعل بدلا من القيام بالتحقيقات اللازمة للوصول الى المجرم الحقيقي، كما يحصل في كل الانظمة المماثلة التي، وللأسف، ما زالت تعشعش في بعض جوانب القضاء والامن اللبناني”.
وأكد ان “القرار الظني في هذه الجريمة كان الأسوأ والأتفه في تاريخ القضاء اللبناني، اذ جاءت كل الوقائع مغلوطة لتثبيت التهمة على القوات من خلال استحضار شهود غير موجودين في لبنان او تلفيق شهادات على لسان اخرين او الصاق وقائع حصلت في ايام الحرب في ظروف واماكن وتواريخ مختلفة”، مضيفا “وهنا أتذكر واقعة، حين بدأت محاكمات تفجير الكنيسة، حاولت السلطة والنظام الامني اللبناني – السوري الضغط على اهالي الشهداء ال11 لتقديم ادعاءات شخصية ضدي، الا ان الجميع رفض القيام بذلك، على خلفية ان حدس الناس لا يخطئ، رغم كل الوجع والألم والضغوط التي مارسها ذاك النظام عليهم، كما ان جميع اللبنانيين ادركوا حينها ان القوات لا علاقة لها بتفجير الكنيسة ووجهوا اصابع الاتهام نحو الفاعل الحقيقي. مع العلم، ان هذا الاخير سخر، في الوقت نفسه، معظم الوسائل الاعلامية نحو هذا الاتجاه. انطلاقا من هنا، نؤكد انه ما بصح الا الصحيح، ولو ان الصحيح لم يصحَّ بعد، وسيأتي وقته ليثبت بالأرقام والدلائل من هو الفاعل ومن كلفت السلطة لتنفيذ هذه الجريمة”.
واذ شدد على ان “الأسوا من كل هذا التلفيق أنه نفذ من قبل السلطة القائمة يومها للتخلص من القوات التي كانت تتحضر في تلك المرحلة للقيام بالدور الذي تلعبه في الوقت الحاضر”، اشار جعجع الى ان “الجميع يعي اننا شاركنا في اتفاق الطائف ومباحثاته لوضعه قيد التنفيذ”.
وأضاف: “منذ البداية، تجلت نية نظام الاسد وحلفائه اللبنانيين و”الزقيفه” الآخرين بعدم تطبيق اتفاق الطائف، سعيا منهم لايصالنا الى هذه الوضعية. اذ بعد محاولاتنا الحثيثة لأشهر، كما نعمل اليوم مع السلطة الحالية، تبين لنا ان الاستمرار على هذا النحو هو بمثابة المشاركة في الجريمة المرتكبة بحق لبنان، كما ظهر تباعا. من هنا قررنا الخروج الى صفوف المعارضة، رغم اننا بلغنا ان المعارضة غير ممكنة، فبدأنا باجراء الاتصالات ونظمنا اجتماعا سريا بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبيني في حزيران 1992 بعد ان رأينا ان ما يحصل ليس تطبيقا لاتفاق الطائف”.
وأردف: “قررنا التحضير للعب الدور الذي عدنا ولعبناه اليوم، اي ان نكون رأس حربة في المعارضة الجدية الراغبة بقيام الدولة وتوقيف كل من يريد تغيير هوية لبنان ويفرض نظاما امنيا عسكريا استبداديا قامعا للحريات، الا انهم استلقونا وأوقفونا قبل استكمال التحضيرات، متخذين قرار حل حزب القوات ووضعنا في الاعتقال او تهجيرنا، ولكن ما حصل كان موقتا، ففي النهاية هم من تهجروا ونحن عدنا وبقينا وسنبقى. استهدفوا القوات لانها كانت تستعد للعب الدور الذي تلعبه في هذه المرحلة. من العام 2005 الى اليوم لم نر يوم خير في لبنان، اذ نفذوا جريمة بحجم جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهداء ال17، فكان انفجار هزَّ بيروت في وقت منعوا اي تحقيق جديا الى درجة فركشوا التحقيق الدولي حتى خرج بنتيجة دلت على الفاعل ولكن لم تكن على قدر النتيجة المرجوة”.
جعجع الذي رأى ان البعض يحاول المقارنة بين تفجير كنيسة سيدة النجاة وتفجير مرفأ بيروت، أكد “ارتباطهما من ناحية الوجع المشترك وسقوط ضحايا من المدنيين كما ان الفاعل واحد في مكان ما، باعتبار انه ينتمي الى الجبهة العريضة المسماة الممانعة”، ولكن اشار الى ان “الفرق الاساسي بينهما ان جريمة تفجير سيدة النجاة نفذت عن سابق تصور وتصميم بغية اتهام القوات بها اما جريمة مرفأ بيروت فمن المستبعد ان تكون كذلك”.
كما شدد على اننا “بانتظار التحقيقات لتثبت هذه النظرية او تسقطها ولكشف حقيقة انفجار مدمر اودى بحياة المئات والاف الجرحى، فضلا عن الاضرار المادية”، موضحا ان “في ما يتعلق بجريمة تفجير الكنيسة اجريت التحقيقات لتلبيسها لفريق آخر، بينما في جريمة تفجير المرفأ يمنعون التحقيق في شتى الطرق، اذ عيِّن المحقق العدلي الاول وأجبر على الاستقالة ليعين بعدها محقق آخر اصر على المتابعة ولم يتراجع رغم كل الضغوط، فاتبعوا عندها سياسة العرقلة من خلال ضرب القضاء”.
ولفت الى ان “المعنيين والمسببين لهذه العرقلة هم ابناء المحور نفسه، محور الممانعة، فهذا اسلوبهم وهم منذ نشأتهم لا يريدون لا حقيقة ولا عدالة ولا شفافية بل يفضلون الغموض والظلام لأن “اللعيبة تبعن” خلف كل هذه الجرائم بشكل او بآخر”.
واذ تقدم بالتعازي من أهالي الشهداء ورفع الصلاة عن راحة أنفسهم، ختم جعجع: “الله يعطينا العمر والجهد والقوة كي لا تبقى حقيقة تفجير الكنيسة ضائعة الى الآبد وسنثابر لكشف حقيقة من فجر مرفأ بيروت حتى لا تلقى المصير نفسه”.
زغيب
وألقى منسق منطقة كسروان في القوات الدكتور شربل زغيب كلمة جاء فيها: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها، أولاد الظلام ظنوا أنهم بتفجيرهم لكنيسة سيدة النجاة في 27 شباط 1994، سيتمكنون من هدم الكنيسة، غافلين عن أنها بشر لا حجر. أرادوا من تفجير الكنيسة، إنهاء القوات اللبنانية لأنها رفضت أن تتحول كبقية القوى السياسية إلى أداة بيد المحتل. أرادوا إسقاط إلتزام القوات بمشروع بناء الدولة وبقضية الإنسان الحر في لبنان. لكننا كنا وبقينا قوات، قوات هذه الكنيسة التي لا تكنز كنوزا في الارض بل في السماء، فركلنا الكراسي، ورفضنا الخضوع، وامتنعنا عن الهروب، واخترنا الوجود الحر رافضين مبادلته بأي ثمن، فكان اعتقال الجسد مقابل حرية الفكر والروح والايمان. فجروا الكنيسة لإنهاء القوات وإسقاط آخر القلاع المدافعة عن الدستور ومشروع الدولة والحرية في أرضنا المقدسة، فباتت العدالة معها، منصة للتسويف وتركيب الملفات ومنطلقا للملاحقات والاضطهادات ودروب الجلجلة التي لاحقت القواتيين وكل الأحرار، ولم تستثن حتى الكنيسة من حملات أولاد الظلام والعملاء”.
أضاف: “عدالة غائبة، ومفجر كنيسة سيدة النجاة حرا طليقا، عدالة غائبة، وقاتل الشهيد رمزي عيراني يتبختر دون حسيب، عدالة غائبة، وقاتل شهداء ثورة الأرز يعاند يكابر فوق أوجاع اللبنانيين ليأتي برئيس دمية على رأس السلطة مرة جديدة، عدالة غائبة، المرتكبون المتورطون المتواطئون المهملون العالمون بجريمة 4 آب، يتقاسمون من تحت الطاولة وفوقها عار الانقضاض على الحقيقة والمحاسبة والملاحقة. لا نرتجي العدالة من حكم الأشرار، لأننا نتكل على من لا تقوى عليه أعتى أسلحة الأرض، ولا نخاف على الكنيسة ولا على ناسها، لأن من سار درب الجلجلة لأجلنا قام وأقامنا معه من كل خوف أو موت أو نهاية، نتكل على خالق السماوات والأرض ومن خلاله على أنفسنا، نحن الذين لم نجلس يوما نادبين على الأطلال بانتظار معونة من هنا وهناك، ومن يظن أنه أقوى من العدالة السماوية أو أنه قادر على إخضاعنا، ندعوه من هنا، من كسروان العاصية أن يقرأ تاريخنا جيدا، تاريخ أرضنا وناسنا وكنيستنا؛ وليعلم أن الكلمة التي تقودنا هي تلك التي قد تزول الارض والسماء ولا يزول حرف منها”.
وختم خليل: “الى أهالي الشهداء، نستمد من إيمانكم كل العزيمة والثبات، وسنبقى معكم نردد حتى تحقيق العدالة: لا تخافوهم، لأن ليس مكتوما لن يستعلن، ولا خفيا لن يعرف، المجد والخلود لشهداء كنيسة سيدة النجاة والثبات والايمان لكنيستنا الشامخة والخلاص لمجتمعنا ووطننا الحبيب”.
بعدها، توجه الحضور وفي مقدمهم النائب الدكاش الى اللوحة التذكارية عند مدخل الكنيسة التي تحمل أسماء الشهداء حيث وضعت أكاليل من الزهر وتليت الصلوات عن أرواح الشهداء.

جعجع: “حزب الله” قرر تغيير شروط اللعبة ولن نسهل وصول مرشحه إلى الرئاسة
رئيس حزب القوات اللبنانية كشف عن أن “أكثر من طرف داخلي وخارجي حاول إقناعنا بفرنجية ورفضنا”
دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية/04آذار/2023
فعلها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وقرر أن يخرج عن صمته الرئاسي معلناً في حديث صحافي دعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وبذلك يكون بري، حليف “حزب الله”، قد كشف للمرة الأولى وبشكل علني عما كان يقال في الغرف المغلقة، أن مرشح الثنائي الشيعي، حركة “أمل” و”حزب الله”، هو سليمان فرنجية. وبرر رئيس المجلس، صاحب القرار الأول والأخير في الدعوة إلى جلسات انتخاب الرئيس، التأخر في إعلان ترشيح فرنجية بسبب “انتظار توافر أوسع تأييد له”. وفي تبنيه العلني لفرنجية مرشحاً جدياً وحيداً يكون بري قد قطع الطريق على قائد الجيش العماد جوزيف عون المنافس الأقوى لفرنجية. وأكد “أن وصول قائد الجيش يحتاج إلى تعديل دستوري، أعتقد أن حصوله في الوقت الحاضر متعذر، إن لم يكن أكثر، فلا الظروف الحالية تتيح حصول مثل هذا التعديل، إضافة إلى عقبة أكثر تعقيداً تمنع تعديل الدستور في ظل حكومة مستقيلة”. وحصر بري الترشيحات الجدية بفرنجية وحده، بعد أن شطب مرشح المعارضة النائب ميشال معوض من لائحة السباق إلى الرئاسة وقال “مرشحنا جدي وأكدنا عليه مراراً، أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية”. وربط كثيرون في لبنان توقيت الموقف الرئاسي لبري وتمسكه مع “حزب الله” بفرنجية، وهو الذي كان يدعو إلى عقد حوار للاتفاق على رئيس، بسلسلة تطورات مرتبطة بالموقفين الفرنسي والأميركي باتجاه الضغط للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، حتى لو كان فرنجية.
موقف فرنسي وآخر أميركي شجع بري
لم يكن الترشيح العلني لرئيس “تيار المردة” وليد الصدفة، فقد سبق موقف بري حركة لافتة للسفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو على المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية، نقلت خلالها طرحاً تقدمت به بلادها في اللقاء الخماسي في باريس، نص على انتخاب سليمان فرنجية رئيساً مقابل الاتفاق على رئيس حكومة توافق عليه المعارضة، واقترح اسم السفير السابق نواف سلام. وكان بري قد تقصد، قبل إعلان تبنيه ترشيح فرنجية تسريب معلومات محددة عن لقاء جمعه بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا قبل نحو الشهر، وأوحى أن أميركا لا تدعم أي مرشح كما لا “فيتو” لديها على أي مرشح. وجرى التركيز على تسريب متعمد لكلام يقال إنه جاء على لسان السفيرة الأميركية عندما سألها بري عن رئيس “تيار المردة” وكان جوابها “لمَ نكون ضد فرنجية، وماذا لو انتخب؟”. وعلمت “اندبندنت عربية” أن فرنسا لا تزال تسعى إلى فكفكة العقد أمام الاستحقاق الرئاسي، وهي تعطي خيار فرنجية مهلة شهر أي حتى نهاية مارس (آذار) الجاري قبل الانتقال إلى مرحلة أخرى. أما السفير السعودي وليد البخاري فلفتت – في خضم الحديث عن تبني بري ترشيح فرنجية – تغريدته التي حملت كثيراً من المعاني وقد كتب “تستهويني كثيراً أطروحة الأمل الذي لا يمنح الثقة ولا يرتقي إلى مستوى التنبؤ- لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقوله (الأمل كالسراب يغر من رآه ويخلف من رجاه)”، فأتى كلامه عن السراب والأمل ليؤكد ما سبق وكشف عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن لقائه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي أبلغه أن لا مساعدات للبنان في ظل تآمر “حزب الله” على الرياض. أما فرنسا فتتحرك مسلمة بعدم القدرة على تخطي “حزب الله” وموقفه المتشدد بدعم فرنجية، وتبذل غريو مع شيا جهداً لإقناع المعترضين وفي مقدمهم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، خصوصاً أن وصول فرنجية يحتاج إلى تصويت مسيحي وازن غير متوافر، بسبب رفض الكتلتين المسيحيتين الكبريين، “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، التصويت له. ولفت في هذا الإطار ما كان كشف عنه جعجع في حديث إلى جريدة “الشرق الأوسط” عن “تواصل تم مع القوات اللبنانية من طرفين أحدهما دولي وآخر محلي اقترحا القبول بانتخاب فرنجية في إطار صفقة ما”، وهو ما أكده مجدداً رئيس حزب “القوات اللبنانية” في حديث خاص لـ”اندبندنت عربية” مؤكداً بأن “هذا الخيار ليس وارداً بالنسبة إلى القوات اللبنانية”.
فرنجية مرشح بري و”حزب الله” منذ البداية
لم يتفاجأ رئيس حزب “القوات اللبنانية” بتبني بري ترشيح فرنجية، مؤكداً أنه كان على علم منذ بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية من ستة أشهر، أن المرشح الجدي والفعلي لـ”حزب الله” وبري وحلفائهما هو سليمان فرنجية، من هنا يضيف جعجع “كانت رد فعلنا برفض الدعوات إلى الحوار (المصطنعة)، على اعتبار أنها ستكون مضيعة للوقت طالما الفريق الآخر متمسك بمرشحه، وأكبر دليل ما صدر عن الرئيس بري”. ويعدد جعجع سلسلة الحوارات القائمة المباشرة وغير المباشرة التي لم تتوقف، وأهمها التي قادها رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط مع “حزب الله” وبري، إضافة إلى الحوار غير المباشر بين بكركي ورئيس مجلس النواب، وبين بكركي و”حزب الله”، وبين المطران طوني أبونجم وكل القيادات المسيحية، وكل هذه الحوارات يتابع جعجع “لم تؤد إلى نتيجة لأن (حزب الله) وحلفاءه لا يريدون إلا فرنجية، فيما المعارضة أعلنت مراراً، مع مرشحها النائب ميشال معوض، أنها غير متمسكة بترشيحه إذا طرح اسم آخر يمكن أن يحصل على 65 صوتاً، ويتمتع بالمواصفات التي تستوفي الشروط التي تتطلبها المرحلة الحالية”.
ويستبعد جعجع، رداً على سؤال أي إمكانية حالياً لتراجع “حزب الله” عن دعم فرنجية، لكنه يشير إلى أنه “إذا قرر ذلك فسيكون باتجاه مرشح لا طعم له ولا لون ولا موقف ولا شخصية، بالتالي فإن موقفنا من مرشح كهذا سيكون نفسه”، ليضيف “يعني أن المعطل الفعلي للاستحقاق الرئاسي هو رفض (حزب الله) لرئيس فعلي جدي للبنان”. ويتهم جعجع الحزب بأنه يريد إيصال رئيس يكون له مئة في المئة وينفذ له سياسته ولا يتجرأ على اتخاذ قرار، و”إلا فسيعطلون الانتخاب”. وعن موقفه المتقدم في شأن حضور الجلسات بعد أن كان يؤكد أن نواب تكتل “الجمهورية القوية” يمكن أن يتغيبوا عن جلسة أو اثنتين فقط، يؤكد جعجع أن لا علاقة لهذا الموقف بأي تطورات أو معطيات جديدة في شأن احتمال وصول رئيس “تيار المردة”. وقال “حتى الأمس القريب كنا لا نزال نطالب بالتقيد بالأصول الدستورية وبعقد جلسات انتخاب مفتوحة، وكنا مستعدين لتقبل نتائجها حتى لو فاز مرشحهم، لكن بعد مرور خمسة أشهر على الشغور الرئاسي، وبعد أن قرروا تغيير شروط اللعبة الديمقراطية، وتعطيل الدستور بانتظار توقيتهم المناسب، فهذا ما لن نقبل به”. وتابع جعجع بحزم “الآدمية شيء والاستقامة شيء، أما الغباوة فشيء آخر، ولا ينتظر أحد أن نكون أغبياء وأن نقبل بأن يعطلوا حينما يشاؤون، ليأتوا في غفلة من الزمن، بعد تأمين ظروف نجاح مرشحهم، ويطلبوا منا تسهيل وصوله”.
جعجع يكشف عن تلقيه عروضاً للمضي بفرنجية
لا ينفي جعجع، صاحب أكبر كتلة مسيحية في المجلس النيابي، مراجعته من قبل أكثر من طرف داخلي وخارجي في محاولة لإقناعه بالقبول بفرنجية لرئاسة الجمهورية، كاشفاً عن أنه تلقى عرضاً يقضي بالسير بفرنجية مقابل رئيس حكومة يكون مقرباً من المعارضة، لكنه رفض. وعندما كان مفاوضوه يسألونه، ما المشكلة بفرنجية؟ كان يجيب بأن المشكلة ليست بشخص رئيس “تيار المردة” بل المشكلة تكمن في أننا نكون قد قمنا بخطوات تزيد الأزمة تأزماً بدلاً من حلها، مضيفاً “إذا وصل فرنجية إلى الرئاسة فإنه سيحكم استناداً إلى القوة التي ارتكز عليها للوصول إلى سدة الرئاسة، أي (حزب الله) وحلفاؤه”. هل يقبل جعجع بدعم فرنجية إذا تعهد الأخير بتنفيذ خطة إصلاحية تحظى بضمانة دولية؟ يجيب سريعاً “هذه الفرضية بعيدة كل البعد من الواقع، خصوصاً أن فرنجية ملتزم خطاً معيناً وكل المعطيات والوقائع طوال السنوات الماضية تثبت ذلك”.
نسأل رئيس حزب القوات اللبنانية أخيراً ماذا لو خيرت بين فرنجية أو الفوضى؟ فيجيب “شو بدك فوضى أكثر من التي نعيشها حالياً”. ويضيف “إما ننتخب رئيساً قادراً على المباشرة بحل الأزمة، وإلا فلماذا ننتخب”. وماذا عن المعارضة هل هي موحدة في مقاربة الاستحقاق الرئاسي وفي موقفها من ترشيح فرنجية؟ يجيب بثقة بأن الأكثرية في المعارضة متفقة على هذه المقاربة، ويجزم خاتماً رداً على سؤال عن المهلة المتبقية قبل تباشير الحل “سيطول الوقت اللازم ليأتي رئيس فعلي للبنان، فبعد كل ما وصلنا إليه لن نقبل أن نصوت إلا للرئيس الفعلي والقادر”.