رأس “الإخوان” أساس للمصالحة؟
موناليزا فريحة/النهار
26 تشرين الثاني 2014
المصالحة الخليجية – الخليجية الاخيرة تبدو الاكثر جدية مقارنة بمحاولات السنتين الاخيرتين لإعادة ترتيب البيت الخليجي. وعودة سفراء السعودية والبحرين والامارات الى الدوحة تعكس رغبة في “فتح صفحة جديدة” مع الامارة. لكنّ لمّ الشمل الذي فرضته خصوصاً ظروف اقليمية ومواعيد خليجية، يثير في شقه المصري – القطري تحديداً، تساؤلات عن الاسس التي يستند اليها، وما اذا كانت صلبة ما يكفي للبناء عليها.
الترحيب المصري بدعوة الملك عبدالله بن عبد العزيز القاهرة للانضمام الى المصالحة بدا نابعاً من رغبة في حفظ الجميل للرياض التي نزلت بثقلها خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اطاحته حكم “الاخوان المسلمين”. ولم يكن رد الرئاسة المصرية بأي شكل اقتناعاً بوجوب انهاء القطيعة مع الدوحة التي تتهمها القاهرة بدعم “الاخوان” والمجموعات التكفيرية في سيناء وليبيا. حتى إن البيان خلا من اية اشارة الى قطر بالاسم. وعندما سئل السيسي عن المصالحة في روما، اكتفى برد مقتضب رمى فيه الكرة في ملعب قطر.
فعلاً، فاجأت الدوحة الجميع مطلع هذا الشهر عندما اتخذت موقفا ايجابيا من القاهرة في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، مشيدة بالدستور الجديد. وفي وقت سابق، بادرت الى طرد قيادات من”الاخوان”. وعلى رغم الانتكاسة القوية التي منيت بها بلاده بخلع الرئيس محمد مرسي، كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أول المهنئين للسيسي وقبله عدلي منصور بمنصبيهما.
نظرياً، تعتبر رسائل كهذه اشارات ايجابية من دولة خصم، الا أن هذه الديماغوجية القطرية ليست في أي حال أساسا صلباً يمكن البناء عليه في وقت كانت الجبهة الاعلامية خصوصا ، بين الجانبين تشهد “قصفا” عنيفاً متبادلاً كفيلا بتقويض أي رسائل ايجابية. وحتى بعد مناشدة العاهل السعودي “قادة الرأي ووسائل الاعلام” السعي الى تحقيق المصالحة، استمر التراشق بين الجانبين. واستحدثت صحيفة “اليوم السابع” مرصد “جزيرة ميتر” لمتابعة قنوات الفضائية القطرية، مسجلة استمرار الهجوم على القاهرة.
وفي المقابل، لم يحصل اي جديد في شأن صحافيي “الجزيرة” المعتقلين في مصر، ما عدا تصريح السيسي بأن إصدار عفو رئاسي عنهما هو “قيد البحث”.
وعلى جبهة”الاخوان”، بدا لافتاً اعتقال السلطات المصرية بعد ساعات من ترحيبها بالمناشدة السعودية لدعم اتفاق الرياض، محمد علي بشر، وهو من أبرز القيادات “الإخوانية” خارج السجن. ومع أن ثمة من ربط هذه الخطوة بالتظاهرات المقررة للاسلاميين الجمعة المقبل، وجد فيها آخرون رسالة واضحة الى قطر مفادها أن أي تقارب لن يشمل الجماعة.
المصالحة القطرية – المصرية في حاجة الى أكثر من النيات الحسنة. وتتجه الانظار الى القمة الخليجية المقبلة في الدوحة وما يمكن أن يصدر عنها من اشارات تشكل دعائم لهذه المصالحة. فهل يكون رأس “الاخوان” احدى هذه الدعائم؟