السيدة الأولى في أفغانستان اللبنانية رلى سعادة…هكذا دخلت قصر كابول

525

 السيدة الأولى في أفغانستان اللبنانية رلى سعادة…هكذا دخلت قصر كابول
النهار /أسرار شبارو
5 تشرين الأول 2014

أفغانستان الدولة التي اهتم اللبنانيون بمتابعة أخبارها بعد أحداث 11 أيلول 2001، من دون أن يعيروها أية أهمية كبيرة، لمع نجمها في بلاد الأرز بعد انتشار خبر انتخاب أشرف غني رئيساً لها وتتويج زوجته اللبنانية رلى فؤاد سعاده، سيدة أولى على عرش السلطة.

رحلة نجاح رلى من طفولتها وصولاً الى دخولها القصر الرئاسي في أفغانستان مروراً بسنوات دراستها و تعارفها على أشرف غني ، رواها لـ”النهار” شقيقها المهندس الزراعي والدكتور في العلوم الاقتصادية ورئيس “الكونتوار الزراعي للشرق” ، الأستاذ الجامعي رياض فؤاد سعاده وهو الابن البكر لفؤاد سعاده.

ريفية

في عائلة “طبيعية” كما أسماها سعادة ولدت رلى، حيث قال ” أساسنا ريفي من ضهور الشوير، ما عنا كتير فزلكات المدينة لكن الآن أكيد اتحضرنا و اتمدنا”. وأضاف: ” كانت رلى هادئة منذ صغرها تعزف البيانو وتهوى القراءة وتمارس الرياضة كالسباحة، فالرياضة كان لها دور في حياتها لكنها لم تكن محترفة، وكانت تقيم توازناً بين جسمها وعقلها”.

دراسة وارتباط

في “دير الناصرة “، درست الافغانية الأولى لتنتقل بعدها إلى فرنسا حيث أكملت دروسها الثانوية، لتعود بعدها إلى لبنان وتعمل في مجال الصحافة في وكالة الاخبار الفرنسية في مكتب بيروت الذي كان يقع قبالة منزل العائلة في رأس بيروت وذلك بين عامي 1969 و1970، وبعد فترة وجدت أنه من الضروري أن تكمل دراستها، فدخلت الجامعة اليسوعية حيث درست الاقتصاد لسنة، لم يعجبها الجو لتنتقل بعدها إلى الجامعة الأميركية وتدرس العلوم السياسية، وعلى مقاعد تلك الجامعة تعرفت الى أشرف في العام 1973”.

عندما عرضت رلى موضوع رغبتها بالارتباط بأشرف تقبّلت عائلتها الأمر كونها عائلة منفتحة كما وصف سعادة، وشرح: “والدي ماروني متزوج من ارثوذكسية يوم كان ذلك غير مقبول، بالتأكيد فكر بالأمر وقصد أفغانستان قبل ارتباطها بأشرف في العام 1975، حيث تعرف على عائلته وهي من قبيلة البشتون التي لها وزنها في البلد ومن المثقفين وملاك الأراضي حيث كان والده يملك أراض شاسعة ومصالح زراعية وصناعية”.

وأضاف: “عند عودة والدي أخبرها أنها عائلة جيدة لكن ليسوا مثلنا، إذ ان نمط حياتهم مختلف فالملكية في افغانستان كانت في أوجها وكذلك الانفتاح ونحن أهل ريف رغم أننا كنا نسكن في المدينة، لكن رلى امرأة عميقة وفي حياتها اختارت ما هي تريد ويروق لها”.

في حفل عائلي، تزوجت رلى التي ولدت في العام 1949، لتغادر مع أشرف إلى أفغانستان قبل أن تنتقل بعد سنتين إلى أميركا، ومن جامعة كولومبيا الاميركية نال غني phdفي الانتروبولوجيا، فيما نالت رلى phdمن الجامعة نفسها في الاعلام.

كما درس أشرف الانتروبولوجيا في جامعة “جونز هوبكنز”، في الثمانينات من القرن الماضي، والتي انتقل اليها من جامعة بركلي، وكان ايضاً مستشاراً لوزارة الخارجية الاميركية.

الدخول إلى القصر الرئاسي

في العام 1991، عمل أشرف في البنك الدولي ليعود إلى كابول في العام 2001 بعد هجمات 11 ايلول، ولفت سعادة :”حينها لم يشجعه أحد على العودة باستثناء والدتي، وقد عمل مستشاراً كبيراً للامم المتحدة، وكان مهندساً رئيسياً للحكومة الانتقالية، ليصبح بعدها وزيراً للمال من العام 2002 حتى 2004 في ظل رئاسة حميد كرزاي ، نزاهته حالت دون توليه حقيبة المال في الحكومة التالية حيث خيّر بانتقاء اي حقيبة أخرى لكنه رفض مفضلاً تولي منصب رئاسة جامعة كابول التي كانت في حالة يرثى لها . بعد أن وضع الجامعة على السكة الصحيحة عاد إلى أميركا وأنشأ مؤسسة تعنى بإعادة إعمار البلدان المنكوبة، من خلالها زار عدة دول، ليترشح في العام 2009 الى رئاسة الجمهورية حيث حصل على3 في المئة فقط من الاصوات، لكن ارادته والدعم الذي تلقاه ممن حوله دفعاه الى الترشح مرة ثانية حيث حصل على 37 في المئة في الدورة الاولى رغم أنه لم يكن لديه حزب”. لكن بحسب سعادة: “فإن قبوله وظيفة رئيس لجنة انتقال السلطة من الناتو للحكومة الافغانية ساعدته على اقامة علاقات مع مختلف المسؤولين في مناطق أفغانستان وهكذا وصل إلى كرسي الرئاسة”.

أب الزراعة في المشرق

والد رلى الذي فارق الحياة في العام 1981 كان أول مهندس زراعي تخرج من أوروبا لذلك يلقبونه أب الزراعة في المشرق،وفق رياض سعادة الذي يقول: “كرس حياته للتنمية الزراعية ، كان عملاقاً في هذا المجال، واذا لم تقع مجاعة في لبنان خلال الحرب العالمية الثانية فذلك يعود إلى كونه تسلم مجلس الميري، الوالد أمّن القمح للبنان من خلال اتصالاته، ليساهم بعدها باطلاق الزراعة اللبنانية”. واستطرد ” كان الرديف اللبناني للفرنسيين في مصلحة الابحاث العلمية الزراعية وهي من أهم مراكز البحوث في البحر المتوسط ، ورئيس مجلس الحرير ومن مؤسسي مكتب الفاكهة “.

مثقفات إلى أقصى الحدود

” النساء في عائلة سعادة مثقفات ويعتبرن أن عليهن دعم أزواجهن، فوالدتي المصرية من أصل لبناني هنرييت غصن ساهمت بشكل كبير في دعم والدي الذي بحكم عمله في الزراعة توصل لأن يتسلم مركز رئيس بعثة تشيلي في المشرق لاثني عشر عاماً، فقد كان دبلوماسياً وهنا لعبت والدتي دوراً كبيراً في حياته كما شقيقتي التي تعتبر مرآة لزوجها”.

ولدا الرئيس

يتحدث رياض سعادة، الذي ولد في العام 1941 عن ابنة شقيقته بكل فخر، فمريم كاتبة وفنانة في التصوير والأداء الفوتوغرافي حصلت على بكالوريوس في الأدب المقارن في 2002 من جامعة نيويورك، وماجستير من مدرسة الفنون البصرية في العام نفسه من نيويورك أيضاً، وهي عالمية الشهرة و تتحدث تسع لغات وتسكن في نيويورك “. اما ابن شقيقته طارق فدرس artificial intelligenceوهو يتابع الـ phdفي جامعة بركلي، وكان سنداً لوالده في امور عدة في عمله.

وختم رياض سعادة: “ما يميّز اشرف وزوجته التي ترأست جمعية موظفي البنك الدولي والتي تتحدث لغات عدة منها الفارسية والألمانية والاسبانية والفرنسية والانكليزية بالاضافة الى العربية، هو تواضعهما فلا يظهران طاقاتهما أمام أحد ولا يتكلمان عن انجازهما” .

قد يمر شهر من دون أن يتواصل أشرف مع شقيقته التي تزور لبنان  مرات عدة في العام حيث تجتمع بصديقاتها من أيام الدراسة، لكن العلاقة العائلية قوية جداَ والامر واضح من خلال الفخر الذي يشعر به الرجل.