رابط فيديو القداس الذي ترأسه اليوم الأحد 05 آذار/2023 في كنيسة بكركي مع نص عظته، ومع نص عظة المطران عودة التي ألقاها اليوم في كاتدرائية القديس جاورجيوس/Video of the liturgy presided over by Patriarch Al-Rahi today in Bkerke Church, with the text of his sermon, and with the text of Archbishop Aoudi’s sermon that he delivered today at St. George’s Cathedral.

74

رابط فيديو القداس الذي ترأسه اليوم الأحد 05 آذار/2023 في كنيسة بكركي مع نص عظته، ومع نص عظة المطران عودة التي ألقاها اليوم في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

*الراعي في أحد النازفة: يتعثر انتخاب الرئيس لأن الخلاف يدور حول إنتمائه
*المطران الياس عوده: كيف يخرج بلدنا من مأزقه والوجوه الحاكمة هي عينها التي أوقعته فيه؟

Video of the liturgy presided over by Patriarch Al-Rahi today, Sunday 05 March 2023, in Bkerke Church, with the text of his sermon, and with the text of Archbishop Aoudi’s sermon that he delivered today at St. George’s Cathedral.

Al-Rahi: The election of the president falters because the dispute revolves around his affiliation
NNA/March 05/2023

Archbishop Aoudi: How does our country get out of its impasse when the ruling figures are the same ones that put it into it?
NNA/LCCC/March 05/2023

قدّاس أحد شفاء النازفة – بكركي
الراعي في أحد النازفة: يتعثر انتخاب الرئيس لأن الخلاف يدور حول إنتمائه
وطنية/05 آذار/2023
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطران انطوان عوكر، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان الاب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: “يا ابنتي إيمانك شفاك … لا تخف، آمن فقط وابنتك تحيا” ( لو 8: 18 و 50)، قال فيها:
1. عندما جاءت المرأة النازفة من وراء يسوع، ولمست طرف ردائه فتوقّف للحال نزيف دمها، الذي دام إثنتي عشرة سنة، وكرّر السؤال: “من لمسني، لأنّ قوّة خرجت منّي”، اعترفت مرتعدة لماذا فعلت ذلك، وكيف توقّف للحال نزيف دمها. فقال لها يسوع: “تشجّعي. يا ابنتي، إيمانك شفاك، إذهبي بسلام”، (لو 8: 18).
ولمّا جاء قوم ينقلون ليائيرس خبر وفاة ابنته الصبيّة، ولا حاجة لإزعاج يسوع بالمجيء إلى بيته ليشفيها، قال له الربّ: “لا تخف، آمن فقط وابنتك تحيا” (لو 8: 50).
2. اللقاء بيسوع يشفي، عندما يكون لقاء إيمانٍ بقدرة الله الشافية، كإيمان المرأة النازفة؛ ولقاءَ رجاءٍ ثابت كالصخر بأنّ الله لا يخيّب، مثل إيمان يائيروس. إنّنا نلتمس من الله اليوم أن يحيي فينا الإيمان، ويثبّتنا في الرجاء. لسنا شعبَ التشكيك، بل شعبُ الإيمان. ولسنا شعب اليأس بل شعب الرجاء. بالإيمان والرجاء نؤكّد أنّ الله هو سيّد التاريخ وحده، فيتدخّل ساعة وكيفما وعندما يشاء. فإن أمهل، لا يهمل.
3. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، فأرحّب بكم جميعًا، وأحيّي كلّ المشاركين عبر تيلي لوميير- نورسات، وسائر وسائل الإتصال الإجتماعيّ. وأوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحومة جورجيت بطرس مرعب، أرملة المرحوم شاكر ياغي مختار العاقورة. وقد ودّعناها بالأسى والصلاة منذ شهر ونصف مع إبنها بولس مختار العاقورة، وأرملة إبنها المرحوم ماجد، وابنتها ماجدة وشقيقها أنطوان، وأرملة شقيقها المرحوم مورات وسائر أنسبائهم. نصلّي لراحة نفسها وعزاء أسرتها.
4. يستهلّ إنجيل اليوم كلامه بأن “الجمع استقبل يسوع، لأنّهم جميعهم كانوا ينتظرونه” (لو 8: 40). فيسوع هو قبلة أنظار كلّ إنسان وشعب يؤمن به، وعلى شفاهه صرخة الأجيال: “تعال أيّها الربّ يسوع” (رؤيا 22: 20). المسيح، فادي الإنسان حيّ وآت أبدًا في حياتنا اليوميّة، كما وعد: “ها أنا آتٍ أجعل كلّ شيء جديدًا. أنا الألف والياء، الأوّل والآخر. أنا أعطي العطشان من معين ماء الحياة مجّانًا” (رؤ 21: 5-6).
5. الإيمان عطش إلى المسيح.
يائيرس، رئيس المجمع، “عطش”، آمن بيسوع فانتظر ووقع ساجدًا على قدميه متوسّلًا أن يأتي بيته ليشفي ابنته الصبيّة المشرفة على الموت. “وعطشت” إلى يسوع أيضًا المرأة النازفة وانتظرته، وآمنت أنّها إذا استطاعت لمس طرف ثوبه تشفى. العطش إلى يسوع المسيح هو عطش إلى الله الواحد والثالوث: الآب الذي يخلق ويحفظ بعنايته، والإبن الذي يخلّص ويشفي، والروح القدس الذي يشرك في الحياة الإلهيّة. بقوّة هذا الإيمان أقام يسوع ابنة يائيرس من الموت بندائه: “يا صبيّة قومي”. فعادت روحها إليها، وللوقت قامت (لو 8: 54-55). وشفى المرأة النازفة بلمس طرف ثوبه: “وحالًا توقّف نزف دمها” (لو 8: 44).
6. هذا الإيمان وهذا الخلاص متواصلان عبر أسرار الكنيسة السبعة التي أسّسها الربّ يسوع لتكون “أداة” لحضوره معنا ولعمل الله الثالوث فينا، و”علامة” لنعمة الخلاص ومنحًا لها. الأسرار هي: المعموديّة، والميرون، والقربان، والتوبة، ومسحة المرضى، والزواج، والكهنوت.
في إنجيل اليوم كانت “الأداة” لمس النازفة طرف ثوب يسوع، وذهاب الربّ إلى بيت يائيرس ومناداته الفتاة الميّتة: “يا صبيّة قومي”. وكانت “النعمة” الشفاء من النزيف والقيامة من الموت. لا يستطيع أحد أن يقبل نعمة الخلاص والحياة الجديدة من دون هذه الأسرار وإيمان قابليها.
7. نزيف تلك المرأة الدمويّ يرمز إلى نزيف القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة، ونزيف السياسة من مضمونها النبيل، ونزيف خزينة الدولة من مالها العام، ونزيف المؤسّسات الدستوريّة من فاعليّتها.
نزيف القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة ظاهر في مجتمعنا في المسلك والكلام والتعاطي. فالكلّ يُجمع على فقدان القيم والشعور الإنسانيّ. ومردّ ذلك إلى عدم الرجوع إلى الله ووصاياه ورسومه، وإلى خنق صوت الضمير، الذي هو “صوت الله في أعماق الإنسان” (الدستور الراعويّ: الكنيسة في عالم اليوم، 16). فلنفكّر مثلًا في التلاعب بأسعار المواد الغذائيّة والأدوية، فيما الشعب يتضوّر جوعًا، وأولاد يُحرمون الغذاء اللازم لنموّهم، ومرضى يموتون لعدم إمكانيّة توفير دوائهم. فصرنا أشبه بالسمك الصغير الذي يأكله السمك الكبير.
8. ونزيف السياسة من مضمونها النبيل كفنٍّ لتأمين الخير العام، الذي يوفّر الخير لجميع المواطنين ولكلّ مواطن. فإذا بنا أمام جماعة سياسيّة خالية من أيّة مسؤوليّة، وتمارس السياسة من أجل مصالحها الخاصّة والفئويّة فقط، بل تبيد الخير العام غير آبهة بالشعب الذي أوكل إليها هذه المسؤوليّة العامّة بموجب مقدّمة الدستور (عدد “د”). ومن المؤلم حقًّا غياب رجال دولة عندنا، والبرهان أن لا أحد من السياسيّين والأحزاب أو الكتل النيابيّة، يقدّم مشروعًا واحدًا جدّيًّا لإنهاض لبنان من انهياره الكامل. فإن تكلّم بعضهم فاهوا بالكيديّة والحقد والذهنيّة الميليشياويّة والإساءة الشخصيّة وبثّ سمّ التفرقة والإنقسامات والعداوة، الأمر الذي يزرع الأشواك والألغام على طريق انتخاب رئيس للجمهوريّة.
9. ونزيف خزينة الدولة من مالها العام، بالسرقات والهدر وغياب المحاسبة، وسدّ ينابيع الدخل للدولة بالتعطيل عن العمل والإضرابات المفتوحة، وايقاف أجهزة المراقبة إهمالًا وربما تواطؤًا، وعدم السيطرة على الجمارك في المرافئ البحريّة، والمطار، وإيقاف التهريب بضبط الحدود خروجًا ودخولًا، وسوء الحوكمة باستئجار الدولة مباني إداراتها بالدولار، وإيجار ممتلكاتها بالليرة اللبنانيّة، والتهرّب من دفع ضرائب الماء والكهرباء، واعتماد سياسة الريع بدلًا من سياسة الإنتاج، وإهمال مكمن الخسارة في الفرق الشاسع بين قيمة الإستصدار وقيمة التصدير.
10. ونزيف المؤسّسات الدستوريّة من فاعليّتها، إذ بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة، يتوقّف المجلس النيابي عن صلاحيّة التشريع، وحكومة تصريف الأعمال عن صلاحيّة إصدار القرارات التنفيذيّة وإجراء التعيينات في الإدارات العامة، فتتعطّل مسيرة الدولة، ويتحكّم بها النافذون والمتمرّدون والمدعومون، ويستبيح السياسيّون التدخل في الإدارة والقضاء، وتسود الفوضى ويُمارس الظلم والإستبداد من هذا وذاك من المسؤولين، ومن وزير تجاه المدير العام لأغراض مذهبيّة وطائفيّة وحزبيّة، متجاوزًا هكذا إطار صلاحيّاته.
11. يتعثر انتخاب رئيس للجمهوريّة، لأنّه، وبكل اسف يدور الخلاف حول إنتمائه إمّا لفئة الممانعة،كما يسمى، وإمّا لفئة السيادة. والحلّ الوحيد هو في الخروج من هذه المعادلة، والعمل من قبل الشعب على انتخاب رئيس وطنيّ متحرّر من كلّ إرتباط وانحياز وفئة ومحور. هذا هو الرئيس الذي يحتاجه لبنان لكي يكسب ثقة الجميع في الداخل، وثقة كلّ الدول في الخارج، ولكي يتمكّن هذا الرئيس من قيادة الإصلاحات اللازمة والمطلوبة من أجل نيل المساعدات الدوليّة والإقليميّة.
12. هذه هي أولويّة الأولويّات والضرورات التي يذكّر بها النائبان المعتصمان في المجلس النيابي زملاءهم النواب منذ ثلاثين يومًا. أمّا السعي إلى تمديد الشغور الرئاسيّ من أجل أهداف مبطّنة منافية للهويّة اللبنانيّة، فهو الإمعان في تكبير حجم الجريمة: بهدم مؤسّسات الدولة، واضطهاد المواطنين اللبنانيّين بافقارهم وتهجيرهم من وطنهم، وحرمانهم من تحقيق ذواتهم على أرض الوطن، ومن المساهمة في بنيانه، مثلما يفعلون في بلدان أخرى استضافتهم.
من واجب من يتعاطى الشأن السياسي العمل الجدّي على تجديد العقد الإجتماعيّ الضامن للتنوّع الثقافي والديني بين اللبنانيّين على أسس من الحداثة وإزالة الخوف المتبادل. فيتطلّع الجميع، أفرادًا وجماعات، إلى مستقبلهم الوطنيّ بأمل وثقة، ويتشاركون بروح المسؤولية في صياغة دور رياديّ للبنان في العقود المقبلة، مستثمرين ما يملكه من خصوصيّات وميزات تفاضليّة وقيم حضاريّة.
13. إنّنا بالإيمان والرجاء نصمد بوجه المصاعب ونعمل متضامنين على إزالتها بقوّة النعمة الإلهيّة. والله وحده والثالوث نسبّح ونشكر الآن وإلى الأبد. آمين.
#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #الراعي #بكركي #معا_من_أجل_لبنان #لبنان #زمن_الصوم

المطران الياس عوده: كيف يخرج بلدنا من مأزقه والوجوه الحاكمة هي عينها التي أوقعته فيه؟
وطنية/05 آذار/2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: “يدعى الأحد الأول من الصوم الأربعيني المقدس «أحد الأرثوذكسية»، أو «أحد انتصار الأيقونات المقدسة». هاتان التسميتان تعبران عن معنى الإيمان القويم الذي يحدثنا عنه نص رسالة اليوم حيث يقول الرسول بولس: «يا إخوة، بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابنا لابنة فرعون، مختارا الشقاء مع شعب الله على التمتع الوقتي بالخطيئة، ومعتبرا عار المسيح غنى أعظم من كنوز مصر، لأنه نظر إلى الثواب. الأرثوذكسية ليست اسما يحمله أعضاء جماعة أرضية، بل هي إيمان مستقيم يوصل من يحياه إلى ملكوت السماوات، إلى ملاقاة الختن البهي ومشاركة فصحه السري. كثيرون يزعمون أن إيمانهم بالرب كبير، إلا أن الرب يسوع قال: «لو كان لكم إيمان مثل حبة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم» (مت 17: 20)”.
أضاف: “أساس الإيمان القويم هو التواضع الذي به يحصل الإنسان على الرفعة، كما نرتل في كنيستنا للقديسين الذين كانوا رؤساء كهنة: «أحرزتم بالتواضع الرفعة، وبالمسكنة الغنى». المؤمن الحقيقي لا يقبل زيغانا في الإيمان القويم، وهذا ما عناه الرسول بولس عندما أخبرنا أن موسى رفض البنوة لابنة فرعون، التي كانت تعتبر نصف إلهة، لأن الشعب كان يعبد فرعون مصر كإله مخلص. لقد هرب موسى من الخطيئة، ولو على حساب عودته إلى الفقر والشقاء، مع شعبه العبراني المؤمن بالإله الحق خالق الكل، لأن الله بالنسبة إليه كان الكنز الأعظم من كل كنوز الأرض الفانية. هذا مثال عن الإيمان القويم الذي نفتقده في أيامنا، حيث أصبح كثيرون يختارون مصلحتهم قبل إيمانهم، كإعطاء أبنائهم أسماء بعيدة عن أسماء القديسين خوفا عليهم من إضاعة فرصة عمل إذا هاجروا إلى بلدان ذات إيمان مختلف، أو التخلي عن إيمانهم سعيا وراء أمجاد هذا الدهر الباطلة، وهذا الأمر موجود منذ نشأة المسيحية، لهذا ذكر الرسول بولس المؤمنين بسيرة موسى لكي يعود مثل أولئك عن سعيهم الدنيوي. ولكي يدعم فكرة الثبات على الإيمان القويم، يعطينا الرسول أمثلة كتابية أخرى من آباء وأنبياء تمسكوا بصخرة الإيمان رغم أنواع التعذيبات والآلام التي كابدوها، لذا ليس غريبا أن نرتل في زمن الصوم المبارك: «لقد ثبتني على صخرة الإيمان ووسعت فمي على أعدائي»، لأننا باتكالنا على مخلصنا وتشبثنا بالإيمان به نقهر كل الأعداء المنظورين وغير المنظورين، بأسلحة البر. يقول الرسول بولس: «إلبسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكائد إبليس، فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر، وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام، حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة، وخذوا خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله» (أف 6: 11-17).
وتابع: “نفهم من كلام الرسول أن الإيمان ترس، أي هو الحامي لكل الفضائل التي على المسيحي التحلي بها. إنه ترس ضد مكائد الشيطان الذي يجتهد في سبيل إسقاط الإنسان من خلال رميه بوابل سهامه النارية المضرمة للخطايا والشهوات. لذلك لا يقدر أي سلاح يظن المؤمن أنه يحمله، كالتواضع مثلا، أن يقوم بمهامه الكاملة بلا إيمان يحميه من الوقوع في فخ الحقد والظلم والكبرياء القاتلة. لذا، يحثنا الرسول بولس قائلا: «جربوا أنفسكم، هل أنتم في الإيمان؟ إمتحنوا أنفسكم» (2كو 13: 5). هنا، يأتي دور الأيقونات التي نعيد لانتصار المدافعين عنها اليوم، بعدما منع رفعها لفترة من الزمن بتهمة عبادة المادة المصنوعة منها. إلا أن الأيقونة الأهم هي من صنع الله، وهي الإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله. لكن الإنسان خسر المثال عندما سقط في الخطيئة، فجاء آدم الثاني، المسيح الإله، ليؤله الإنسان، أي ليعيده إلى الكرامة الأولى قبل السقوط. المسيح هو الأيقونة الأكمل للآب، وقد قال يسوع لتلميذه فيلبس: «من رآني فقد رأى الآب» (يو 14: 9)، واليوم فيلبس يدل نثنائيل على المسيح قائلا له: «تعال وانظر». في هذه الكلمات دعوة لجميع المسيحيين كي يقبلوا نحو الرب وينظروا، متعلمين كيف يعودون إلى المثال، أي إلى الكمال، كما أن الآب السماوي كامل (مت 5: 48). الأيقونة تدلنا إلى عنصرها الأول، وهكذا الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله، الساعي إلى الكمال، لا يكون حجر عثرة لإخوته البشر، بل نورا يضيء ظلمتهم كما قال السيد: «هكذا فليضئ نوركم قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الصالحة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات» (مت 5: 16)”
وقال: “في هذا اليوم المبارك، ندعو جميع المسؤولين، كونهم من البشر المخلوقين على صورة الله ومثاله، ألا يمعنوا في إعثار إخوتهم المساوين لهم في الخلق والكرامة. فقد أوصلوا الناس إلى حد الكفر بدلا من أن يسهروا من أجل خلاصهم، وتناسوا أنهم سيقدمون حسابا عن ذلك. نحن نعيش في بلد ديمقراطي، يحكمه دستور واضح، والقاعدة فيه تداول السلطة، لكن ما نشهده في الواقع هو تنازع على السلطة، ومتى وصل أحدهم إلى مركز يصبح من الصعب إقصاؤه عنه، وكأنه أصبح حقا مكتسبا. وإن حصل أن تنحى أحدهم فالمركز يؤول إلى خليفته، أحد أبنائه أو أقاربه أو مختاريه، ولو على حساب الدستور والقوانين ورأي الشعب. كيف تريدون أن يتطور بلدنا وأن يخرج من مأزقه والوجوه الحاكمة هي نفسها التي أوقعته في المأزق؟ يرفعون شعارات ويعملون عكسها. يدعون العفة والاهتمام بشؤون الناس ويطبقون على ما تبقى من أموال الناس وأنفاسهم. والمؤسف أنهم يتبادلون الإتهامات فيصبح الكل متهما والكل بريئا. من أوصل البلد إلى ما هو عليه؟ من المسؤول عن انحلال الدولة وعن هذا التدهور الإقتصادي القاتل؟ من يعرقل الإصلاح؟ من يمنع محاسبة الفاسدين؟ هل أصبح المواطن عدوا للمسؤولين؟ ماذا ينفع عقم سياساتهم أمام مشهد انتحار مواطن يئس من حياة الذل والقهر؟”
وسأل: “من بذر أموال الناس؟ من منع النور عنهم وأجهض كل خطة إصلاحية؟ من فجر بيروت ومرفأها وسكانها؟ من يعطل عمل القضاء ويمنع ظهور الحقيقة؟ من عطل دور لبنان الدبلوماسي والثقافي والتربوي والإستشفائي والمالي ولحساب من؟ من سبب تهجير الناس وتجويعهم وسلب الأمل من نفوسهم؟ ومن يعطل انتخاب رئيس للبلاد؟ ومن عطل تشكيل الحكومات ومتى تألفت عطل عملها، لأن الوزراء لا يشكلون فريق عمل متجانسا بل يتبعون مرجعياتهم وينفذون برامج من سموهم؟ هل يعي المسؤولون نتيجة أعمالهم وتأثيرها على المجتمع؟ كل منهم يفكر بنفسه ومصالحه. ماذا عن مصلحة المواطنين؟ وعوض محاولة حل المشاكل والخلافات ينقادون بالحقد الذي يعمي البصيرة ويعيث الخراب عوض الإصلاح. العنف بشتى مظاهره مدمر. العنف الكلامي والسلوكي يدمر كالسلاح. فلم لا يعود كل مسؤول إلى نفسه ويتعلم من دروس الماضي، وعوض التركيز على ما يفرق لم لا يفتشون عما يجمع؟ كفى تعنتا وإهانة لأيقونات الله المسكوبة بشرا، التي تشن ضدها حرب جديدة مدمرة عوض حفظها بهية ومكرمة”.
وختم عوده: “صلاتنا اليوم أن يؤهلنا الرب لأن نكون مؤمنين به حقيقيين، أيقونات حية توصل الجميع إليه، لأنه المخلص الأوحد، ولا نجاة لنا إن لم نثبت على صخرة إيماننا ورجائنا به ومحبتنا له”.

Video of the liturgy presided over by Patriarch Al-Rahi today, Sunday 05 March 2023, in Bkerke Church, with the text of his sermon, and with the text of Archbishop Aoudi’s sermon that he delivered today at St. George’s Cathedral

Al-Rahi: The election of the president falters because the dispute revolves around his affiliation
NNA/March 05/2023
Maronite Patriarch, Mar Beshara Boutros Al-Rahi, affirmed that “the country finds itself in front of a political group devoid of any responsibility that practices politics according to its interests in the absence of statesmen, and the proof is that no one presents any serious project to revive Lebanon from its complete collapse,” pointing out that the country is bleeding in all its institutions, as well as in manipulating the prices of food and medicines.Al-Rahi said during his Sunday sermon in Bkerke that “when parliament ceases to have the power to legislate, and the caretaker government stops issuing executive decisions and making appointments in public administrations, then the influencers begin to control it, and politicians allow interference in administration and the judiciary and practice oppression and tyranny.” He stressed that “with the faltering of the election of the president, the dispute revolves around his affiliation to the category of resistance or the category of sovereignty, and the only solution is to get out of this equation and work to elect a national president free from all attachment, bias, class and axis,” considering that this is the president that Lebanon needs to gain people’s trust internally and externally and lead the necessary reforms to obtain international aid. Finally, he stressed that seeking to extend the presidential vacancy is a perseverance in enlarging the scale of crime by demolishing state institutions, persecuting citizens by impoverishing them, displacing them, and depriving them of self-realization.

Archbishop Aoudi: How does our country get out of its impasse when the ruling figures are the same ones that put it into it?
NNA/LCCC/March 05/2023
In his sermon today Archbishop Aoudi said: “On this blessed day, we call on all officials, being human beings created in the image and likeness of God, not to bother stumbling their brothers who are equal to them in creation and dignity. We live in a democratic country, governed by a clear constitution, and the rule is the transfer of power, but what we are witnessing in reality is a struggle for power, and when someone reaches a position it becomes difficult to exclude him from it, as if it has become an acquired right. It devolves to his successor, one of his sons, relatives, or his chosen ones, even at the expense of the constitution, laws, and the opinion of the people. How do you want our country to develop and get out of its impasse, when the ruling figures are the same ones that put it in the impasse? What is left of people’s money and lives. It is unfortunate that they exchange accusations, so that everyone becomes accused and everyone is innocent. Who brought the country to what it is? Who is responsible for the dissolution of the state and this deadly economic decline? Who obstructs reform? Who prevents accountability for the corrupt? Has the citizen become an enemy of officials? what j What is the use of the futility of their policies in front of the scene of the suicide of a citizen who despaired of a life of humiliation and oppression?
And he asked: “Who wasted people’s money? Who prevented light from them and aborted every reform plan? Who blew up Beirut, its port and its inhabitants? Who disrupted the work of the judiciary and prevented the truth from emerging? Who disrupted Lebanon’s diplomatic, cultural, educational, hospital and financial role, and at whose expense? Who caused people to be displaced, starved and robbed of hope?” Who obstructs the election of a president for the country? Who obstructs the formation of governments, and when does their work consist, because the ministers do not form a homogeneous work team, but rather follow their references and implement programs from their highness? Are the officials aware of the result of their actions and their impact on society? Each of them thinks about himself and his interests. What about Instead of reforming, violence in all its manifestations is destructive, verbal and behavioral violence destroys like a weapon, so why doesn’t every official return to himself and learn from the lessons of the past, and instead of focusing on what differentiates, why don’t they search for what Enough with the intransigence and insult to the icons of God that have been spilled with humankind, against which a new devastating war is being waged instead of preserving them with splendor and dignity.
And he concluded his return: “Our prayer today is that the Lord will qualify us to be true believers in Him, living icons that reach everyone to Him, because He is the only Savior.