الهجوم الاسرائيلي على غزة بالارقام
30 آب/14
يقال نت/اسفرت الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في الثامن من تموز/يوليو، عن مقتل اكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين وتدمير مئات المنازل لتلحق مزيدا من الدمار باقتصاد منهار اصلا.
وسقط من الجانب الاسرائيلي 74 قتيلا بينهم 65 عسكريا.
— القتلى والجرحى
اعلنت وزارة الصحة في القطاع الاثنين ان 2143 فلسطينيا قتلوا في العملية العسكرية، سبعون بالمئة منهم مدنيون.
ووفق مكتب تنسيق العمليات الانسانية التابع للامم المتحدة (اوشا) قتل 2104 فلسطينيين بينهم 1462 مدنيا و265 ناشطا في مجموعات مسلحة. وبين القتلى ايضا 495 طفلا و253 سيدة ونحو مئتي مسن.
واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مقتل 121 من ناشطيها بينما قالت اسرائيل انها تمكنت من قتل 900 ناشط في المعارك.
واعدم مسلحون 25 شخصا اتهموا بانهم “عملاء” لاسرائيل.
من الجهة الاسرائيلية قتل 65 جنديا في اكبر خسارة تتكبدها اسرائيل منذ حرب تموز/يوليو 2006 في لبنان، جميعهم بعد بدء الهجوم البري في 17 تموز/يوليو. وبين هؤلاء سقط خمسة “بنيران صديقة”.
كما قتل ستة مدنيين في اسرائيل بينهم عامل تايلاندي وطفل في الرابعة من العمر.
وجرح عشرة آلاف و224 فلسطينيا بينهم 3106 اطفال، حسب صندوق الامم المتحدة للطفولة.
وقال مكتب تنسيق العمليات الانسانية التابع للامم المتحدة ان عددا قد يصل الى الف منهم اصيبوا باعاقة دائمة.
— النازحون
وفق مكتب تنسيق العمليات الانسانية التابع للامم المتحدة، فان حوالى 500 الف فلسطيني فروا من منازلهم اي حوالى 28 بالمئة من سكان القطاع البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة.
ولجأ اكثر من 300 الف منهم الى مراكز تابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). وسيبقى 108 آلاف من هؤلاء على الاقل مهجرين بسبب الاضرار التي لحقت بمنازلهم بسبب الغارات الاسرائيلية.
وفي التفاصيل، لجأ 218367 من اهالي غزة خلال الحرب الى 87 مدرسة تديرها الامم المتحدة، وهو رقم بدأ بالتراجع مع عودة العائلات الى منازلهم.
ولجأ الباقون الى اصدقائهم او اقاربهم او الى المدارس الحكومية.
وفي اسرائيل غادر 28 الفا من المقيمين في مناطق قريبة من قطاع غزة منازلهم خوفا من الصواريخ.
— الصواريخ الفلسطينية والغارات الاسرائيلية
اعلن الجيش الاسرائيلي ان 4591 صاروخا اطلقت من قطاع غزة سقط 3659 منها في اسرائيل بدون ان تسبب اضرارا تذكر او اصابات فيما اعترض نظام القبة الحديدة 735 صاروخا.
ووصلت الصواريخ الى تل ابيب والقدس والخضيرة في الشمال.
قال الجيش الاسرائيلي انه ضرب 5226 هدفا في قطاع غزة جوا او بالقصف المدفعي.
وتابع انه دمر اكثر من ثلاثة آلاف صاروخ و32 نفقا على الحدود على الاقل.
— الدمار
دمر او تضرر بشكل كبير حوالى 18 الف منزل في غزة.
اصيبت 244 مدرسة على الاقل باضرار بما فيها 75 مدرسة للاونروا و140 تديرها حكومة غزة. بين كل هذه المدارس دمرت 25 بالكامل او اصيبت باضرار جسيمة.
قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان مدرستين اسرائيليتين اصيبتا باضرار بسبب صاروخ فلسطيني.
ذكرت منظمة الصحة العالمية ان 51 بالمئة من مستشفيات غزة وعياداتها تضررت و27 بالمئة يجب ان تغلق بسبب تضررها او لاسباب تتعلق بالسلامة.
— المساعدات والوقود
وصل حوالى 5562 شاحنة تحمل مساعدة انسانية الى غزة خلال الحرب حسب وزارة الدفاع الاسرائيلية بما في ذلك اكثر من اربعة ملايين لتر (880 الف غالون) من الوقود
ومحطة الكهرباء الوحيدة في القطاع التي قصفت.
ونقل 4757 طنا من الغاز للاستخدام المنزلي.
حماس وفنّ الاحتفال بالهزيمة
خيرالله خيرالله/ميدل ايست أونلاين
29 آب/14
خسرت حماس كل رهاناتها، وكعادتها لم تجد من تنتصر عليه سوى أهل غزّة، ولا من تخدمه سوى اسرائيل.
لا تستحي “حماس” في تصوير وقف اطلاق النار الذي تمّ التوصل اليه في غزّة بأنّه “انتصار”. إذا كان وقف النار الطويل المدى، الذي أمكن التوصّل اليه بوساطة مصرية انتصارا، فكيف تكون الهزيمة؟ قد تكون “حماس” انتصرت. انتصرت مجدّدا على أهل غزّة الذين تعرضوا بفضل صواريخها وأنفاقها لعدوان اسرائيلي جديد كلّف ما يزيد على الفي قتيل معظمهم من المدنيين. كم سيدوم هذا الانتصار على الشعب الفلسطيني؟
فوق ذلك كلّه، هناك دمار واسع تعمّدت اسرائيل الحاقه بالقطاع. من سيعوّض أهل غزّة خسائرهم؟ هل يكفي الإتيان بامرأة من هنا وشاب من هناك يتحدّثان عن “انتصار المقاومة” كي يصدّق الفلسطينيون أنّ انتصارا ما تحقّق على اسرائيل؟
المهمّ الآن، ماذا بعد وقف النار؟ في حال كان هناك انتصار حقيقي، يفترض في “حماس” الإعتراف قبل كلّ شيء بالهزيمة نظرا إلى أنّ الحرب التي تسببت بها لم تحقّق أي هدف من أهدافها. لم تحرج الحرب مصر والعرب والفلسطينيين الآخرين ولم تخرج الحركة الإسلامية التي هي جزء لا يتجزّأ من الإخوان المسلمين من أزمتها العميقة.
ربّما كان الهدف الوحيد الذي حقّقته الحرب بقاء “حماس” ممسكة بالقطاع وهو امر غير مضمون، كما أنّه غير مقبول في المدى الطويل إلّا في حال واحدة. تتمثّل هذه الحال في ضمانات واضحة بأنّه لن تطلق بعد الآن صواريخ من غزّة. فوق ذلك كلّه، سيترتب على “حماس” توفير ضمانات لمصر في شأن منع غزّة من أن تكون مصدرا للإرهاب والإرهابيين ومأوى لمن يسعون إلى التآمر عليها وعلى الشعب المصري.
استغلّت اسرائيل حرب غزّة الأخيرة إلى أبعد حدود. استغلّت الصواريخ التي تطلق في اتجاه مدن وبلدات لتفادي البحث عن مخرج سياسي من أيّ نوع كان. أكثر من ذلك، استغلّت حكومة بنيامين نتانياهو، وهي أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ اسرائيل، كلّ ما تفعله “حماس” للمضي في سياسة تسدّ كلّ الأفاق أمام حل سياسي يساعد في توفير حدّ أدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
الثابت بعد حرب غزّة الأخيرة، فشل “حماس” مصريا وفلسطينيا وعربيا. تبيّن أن ليس لديها مكان آخر تذهب إليه غير مصر. أمّا الضفة الغربية، فقد أكّدت مرّة أخرى أنها مستعدة لأن تتعلّم من أخطاء الماضي عن طريق منع تكرارها، بما في ذلك خطأ “عسكرة الانتفاضة” الذي عاد عليها بالويلات في السنة 2000، أي في تاريخ لم يمرّ عليه الزمن بعد.
المهمّ الآن أن تدرك “حماس” أنّها خسرت كل رهاناتها. لم تحرج مصر. لم تحرج الفلسطينيين الآخرين. لم تحرج العرب. كلّ ما فعلته أنّها خدمت اسرائيل. لم يصفّق لها سوى الذين صفقوا قبل ذلك لصواريخ صدّام حسين و”حزب الله”. ماذا كانت النتيجة؟
حسنا، انتهى صدّام بالطريقة التي انتهى بها، فيما وجد “حزب الله” من ينتصر عليه. انتصر على لبنان واللبنانيين. وها هو الآن يسعى إلى الانتصار على سوريا والسوريين. لم تجد “حماس” من تنتصر عليه سوى أهل غزّة. ولأنّها ليست اكيدة من قدرتها على تحقيق هذا الانتصار، لم تعثر أمامها، قبل أيّام من وقف النار، سوى على ثمانية عشر فلسطينيا أعدمتهم من أجل بث الرعب في القطاع.
ما الذي ينتظر غزّة غداً؟ من يبني البيوت؟ من يعوّض الخسائر التي ابتلي بها الناس العاديون والفقراء؟ لماذا التصعيد مع دولة تمارس الإرهاب وتمتلك من الأسلحة ما يكفي لتدمير كلّ بيت في القطاع؟ أين البطولة في ما فعلته “حماس”؟
قد يكون العمل البطولي الأخير الذي يمكن أن تلجأ إليه “حماس” في وقف الكلام عن شروط تضعها من أجل التزام وقف النار. لم تفعل ذلك، أقلّه إلى الآن. ما زالت تتحدّث عن شروط. ربّما هي في حاجة إلى مثل هذا الكلام من أجا انقاذ ماء الوجه لا أكثر.
في الواقع، إنّ موازين القوى لا تسمح بوضع شروط. كلّ ما تستطيع الحركة عمله يتمثّل في تسليم الأمور لمصر والإقتناع بأنّ الانتصار على اسرائيل ممكن ولكن ليس عن طريق الصواريخ والأنفاق. الانتصار على اسرائيل يكون بإقامة نواة لدولة فلسطينية مسالمة في غزّة بهدف واضح كلّ الوضوح. هذا الهدف هو نزع الذرائع التي تتسلّح بها اسرائيل للهرب من المفاوضات الجدّية في يوم من الأيّام، نظرا إلى أنّ مثل هذه المفاوضات غير واردة في المدى المنظور.
بعد الذي حصل في غزّة سيدّعي نتانياهو أنّه لا يستطيع القبول بدولة فلسطينية مستقلّة بأي شكل، خصوصا بعدما هددت الصواريخ التي أطلقت من غزّة مطار بن غوريون في تل ابيب.سيتحجج بالأمن من أجل افشال أيّ مفوضات جدّية. هل من خدمة أكبر من هذه الخدمة كان يمكن أن تقدّمها “حماس” لإسرائيل؟
في حال لم تع “حماس” هذه البديهيات، ستظلّ تحتفل بانتصارات وهمية من نوع الانتصار الأخير في غزّة. يبدو أنّ هناك فنّا جديدا بحد ذاته اسمه فنّ الاحتفال بالهزيمة من منطلق أنّها انتصار بدل الإقتناع بأنّ ليس في الإمكان إصلاح خطأ عن طريق ارتكاب خطأ أكبر منه. فالخطأ اسمه خطأ. والهزيمة اسمها هزيمة وليس أيّ شيء آخر. لا يمكن لإنسان أن ينتصر يوما إذا لم يعترف بهزيمته وينصرف بعدها إلى الإستفادة من تجارب الماضي. ما تطالب به “حماس” حاليا لغزّة كان متوافرا في العام 1998 عندما كان المطار، مطار ياسر عرفات، رحمه الله، يعمل. كذلك، كان الميناء يعمل، كما لم يكن هناك حصار…
بصراحة ليس بعدها صراحة، عملت “حماس” بمساعدة اسرائيل وتفاهم ضمني معها على تحويل غزّة إلى سجن كبير، لا لشيء سوى لأنّ هدفها لا يختزل باقامة دولة فلسطينية مستقلّة، بل بتغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني وجرّه إلى مزيد من التخلّف والبؤس كي تسهل السيطرة عليه. هذا ما يفترض أن تعترف به “حماس” انطلاقا من أنّ العودة عن الخطأ فضيلة.هل تمتلك الحركة الجرأة الكافية للتراجع، أقلّه من أجل المحافظة على ما بقي من غزّة؟ هذا إذا بقي منها شيء!