المحامي عبد المجيد محمد/مَنِ الديكتاتور هتلر أم خميني … غوبلز أم خامنئي؟

60

مَنِ الديكتاتور هتلر أم خميني … غوبلز أم خامنئي؟
المحامي عبد المجيد محمد/السياسة/17 آذار/19

هتلر كان ديكتاتورا، أراق الكثير من الدماء في أوروبا، وتسبب بقتل وإعاقة وإصابة عشرات الملايين وخسارة آلاف مليارات الدولارات، وحتى الآن لايزال الشعب الأوروبي خاصة وشعوب العالم عامة تعاني من الآثار المدمرة للحرب التي أشعلها هتلر، وقد أُنتج الكثير من الأفلام والملفات الوثائقية وكتابة العديد من الكتب حتى يتعرف الناس والأجيال الذين لم يشهدوا بشكل مباشر الدمار والخراب الذي خلفه هتلر.
وزير دعاية هتلر كان شخصا شريرا يدعى غوبلز ونظريته كانت، أنه عندما تعاني الحكومة من ضعف الإدارة والفساد وعدم الجدوى والفعالية والأزمات الاقتصادية ولا تستطيع تأمين المتطلبات الأساسية للشعب كالخبز والعمل والرفاهية والأمن فإنها ستواجه موجة من السخط والغضب الشعبي والاحتجاج العام وستتجه البلاد نحو الثورة والسقوط، لذلك في مثل هذه الحالة يجب على الهيئة الحاكمة حرف الرأي العام نحو موضوع فرعي ولكن كبير، ويجب عليها الدخول في حرب والاستفادة من كل فرصة وكل حادثة من أجل التطرق للحرب الدعائية.
يجب دوما التورط في الحرب والتورط في دعايات ضد الدول المجاورة، وضد الدول القوية وضد المنظمات الدولية ويجب خلق الأزمات الاقتصادية، سر نجاح وبقاء الحكومات الضعيفة يكمن في حالة الحرب والأزمات، هذه الظاهرة الخبيثة مرتبطة بالقرن الماضي، أما الجيل الحالي فقد رأى فقط هذه الكوارث في الأفلام السينمائية أو الوثائقية التاريخية أو قرأها في الكتب أو سمعها من الكبار.
في القرن الحالي، إن الظاهرة التي يواجهها الجيل الحالي ويراها كل يوم في الأفلام والمستندات الوثائقية ويقرأ أخبارها لم يعد اسمها هتلر وغوبلز، بل أصبح اسم تلك الظاهرة الخبيثة والمدمرة للحرث والنسل هو أصولية خميني.
في مقارنة بسيطة نجد أن خميني هو هتلر الذي استحدث ظاهريا في إيران، ولكن فعليا فإنه لوث كل الشرق الأوسط وبصورة أوسع العالم كله بخبثه وشره المطلقين، هذه الظاهرة الخبيثة والكارثية أتاحت الفرصة للسينمائيين وصانعي الأفلام الوثائقية والكتّاب وناشري الكتب أن يكتبوا ويبلغوا وينشروا مواضيع عن عمليات الإبادة البشرية والجرائم والكوارث والمذابح التي تسببت بها أصولية خميني وخامنئي.
وغوبلز عصره الآن أي خامنئي يعمل بالضبط وفقا لنظرية غوبلز في زمن هتلر ولأنه فاقد للمقدرة على إدارة البلاد وتأمين أمن ورفاهية وعمل الشعب والبلاد في أسوأ الأوضاع الاقتصادية، فإنه مجبر على خلق الأزمات وتصديرها للدول المجاورة كما فعل غوبلز أثار شائعة ودعايات الحرب والأزمات ونشر الدمار لكي يضمن بقاء واستمرارية حياته المشؤومة، أما خميني منذ البداية قام باغتصاب سيادة الشعب الإيراني لأنه لم يستطع إدارة البلاد وبنى أسس حكمه التوسعي وتصدير الإرهاب وأطلق كذبة أن فتح القدس يبدأ من كربلاء.
ونتاج وحاصل فشله في إدارة البلاد كان فرض حرب لا شرعية استمرت 8 سنوات على العراق والشعب الإيراني وراح ضحيتها مليونا قتيل ومصاب ومعاق وألف مليار دولار من الخسائر والدمار من طرف ايران فقط،ناهيك عن انه قام بتدمير العراق.
خامنئي أكمل مسيرة التدمير، من أجل تدعيم أسس نظامه اللاشرعي المتأرجحة فخطط للتدخل في دول المنطقة من سواحل المتوسط حتى سواحل البحر الأحمر.
خامنئي ومسؤولوه الإرهابيون قالوها صراحة وعدة مرات أنهم لو لم يتواجدوا على سواحل البحر المتوسط ولو لم يتدخلوا في لبنان وسورية والعراق لكانوا يحاربون الآن في المدن الإيرانية مع الشعب الإيراني، لأن جميع أبناء الشعب الإيراني يعتبرون أن هذا النظام غير شرعي ويطالبون بإسقاطه بشكل تام.
خامنئي مثل غوبلز لا يكف عن إطلاق الأكاذيب من أجل حماية نظامه اللامشروع ولا يكف عن تضخيم المواضيع والتشدق ويجعل من القش جبلا لكي يقمع أي نوع من أنواع الحريات ولذلك يقوم بحرف الرأي العام عن اتجاهه الأساسي، ففي 13 فبراير وبالتزامن مع بدء المؤتمر الدولي في وارسو ادعى خلال رسالة له تم بثها على تلفزيون النظام بأن سرعة التقدم العلمي للنظام كان مدهشا للعالم ووصل لـ 11 ضعفا تسارع متوسط نمو العلوم في العالم؟!
كما أن خامنئي ومسؤوليه المدافعين عن نظامه مثل ظريف ومحمد جواد لاريجاني يدافعون عن الرجم والإعدام وقطع اليد والرجل وقلع حدقة العين والجَلد والتعذيب ويلقون محاضرات وتنظيرات في هذه المواضيع ولكن في الوقت نفسه يعتبرون أنفسهم دكاترة وبروفوسيرات في حقوق الإنسان ويقولون بأن إيران ليس فيها سجون سياسية، وتلك كذبة لا تنطلي إلا على أصحابها ولا تخدع أحدًا غيرهم لأن ملف حقوق الإنسان الشائن يتحدث عن إعدام 120 ألف مجاهد ومناضل وذبح 30 ألف سجين سياسي ومجاهد ومناضل في صيف عام 1988 بفتوى خميني، وهناك 65 إدانة بحق نظام الملالي في الجمعية العامة واللجنة الثالثة في الأمم المتحدة بسبب الانتهاك الوحشي والممنهج لحقوق الإنسان في ايران.
والنظام يملك سجلا عالميا في الإعدام بالنسبة لعدد السكان، وبنظرة خاطفة على التاريخ والسجل الأسود والمشين لأصولية خميني وخامنئي يتبادر هذا السؤال إلى الذهن: أي ديكتاتور استطاع أن يجلب كل هذا الدمار والخراب والقتل والذبح أكثر من الآخر؟
• الحرب في سورية وتشريد ملايين الأشخاص العزل من أجل حماية دكتاتور سورية.
• زعزعة استقرار لبنان عن طريق أدواته ومرتزقه حسن نصر الله مسؤول عام حزب الله.
• زعزعة استقرار العراق من خلال التدخل الواضح واختراق جميع الأجهزة الحكومية في هذا البلد.
• الدعم الواضح للحوثيين في اليمن وزعزعة استقراره واستقرار الدول المجاورة له.
• الكذب على المجتمع الدولي فيما يتعلق بالمشروع النووي والبرنامج الصاروخي وزعزعة استقرار العالم.
• في الداخل: نشر الإدمان على المخدرات والفقر والبطالة، والتضخم الاقتصادي، والغلاء الفاحش، وبيع الكلى والكبد وأعضاء الجسم بسبب الفقر والفاقة، والنوم في بيوت الصفيح والكرتون، وبيع الأطفال، وسجل الإعدام والتعذيب، وتوسع السجون في جميع أنحاء ايران، وشح المياه والجفاف والقحط والأزمات البيئية، والجرائم المنظمة ومن بينها عمليات القتل المتسلسلة وتصفية المعارضين، ورش الأسيد الممنهج والمنظم على وجوه النساء، جميعها حالات قليلة
من الجرائم الكثيرة التي تم فرضها من قبل خامنئي على الشعب الإيراني، وهناك حالات ومآس أخرى كثيرة يمكن إضافتها لها.
والسؤال الذي يبقى: هل توجد ديكتاتورية غير ديكتاتورية خميني وخامنئي استطاعت ارتكاب هذا القدر من الجرائم والفساد بحق الشعب الإيراني والمنطقة؟الجواب قطعا لا.
*كاتب حقوقي وخبير في الشؤون الإيرانية