الياس بجاني: من هم الياجوج والماجوج في الأساطير وفي الدينات المسيحية والإسلامية واليهودية؟/Who Are The Gog and Magog?

1768

من هم الياجوج والماجوج في الأساطير وفي الدينات المسيحية والإسلامية واليهودية؟
الياس بجاني/26 كانون الثاني/2019

كثيراً ما نقرأ مفردات ومسميات وتشبيهات بالياجوج والماجوج.. فمن هم هؤلاء وأين هو موطنهم وما هو تاريخيهم؟ وهل هم خرافة أم حقيقة. في اسفل بعض المعلومات عنهم وهي مأخوذة من الكتب السماوية ومن دراسات تتعلق بهم.

السؤال: ما هم جوج و ماجوج؟
From Got Questions site
الجواب: كان ماجوج، تاريخياً، هو أحد أحفاد نوح (تكوين 10: 2). وقد إستقر نسل ماجوج في أقصى الشمال من إسرائيل، أي أوروبا وشمال آسيا في الغالب (حزقيال 38: 15). ومع الوقت صار ماجوج هو إسم الأرض التي إستقر بها نسل ماجوج. وقد وصف شعب ماجوج بأنهم محاربين مهرة (حزقيال 38: 15؛ 29: 3-9). أما جوج فهو إسم قائد في المستقبل سيقود جيشاً لمحاربة إسرائيل. ويتنبأ الرب بمصير جوج: “يَا ابْنَ آدَمَ, اجْعَلْ وَجْهَكَ عَلَى جُوجٍ أَرْضِ مَاجُوجَ … وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِ” (حزقيال 38: 2).
يتم ذكر جوج وماجوج في حزقيال 38-39 وفي رؤيا 20: 7-8. وفي حين أن هذين المقطعين يذكران نفس الأسماء، إلا أن الدراسة الدقيقة للكلمة تبين أنهما لا يشيران إلى نفس الأشخاص أو الأحداث. ففي نبوة حزقيال، سيكون جوج قائد لجيش عظيم يهاجم أرض إسرائيل. وقد تم وصف جوج بأنه “جُوجٍ أَرْضِ مَاجُوجَ رَئِيسِ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ” (حزقيال 38: 2). وستحدث معركة جوج وماجوج التي يتحدث عنها حزقيال في فترة الضيقة العظيمة، في فترة الثلاث سنوات ونصف الأولى. وأقوى دليل على هذا التفسير هو أن الهجوم سيأتي عندما تكون إسرائيل في سلام (حزقيال 38: 8، 11) – وقد أنزلت الأمة دفاعاتها. ولكن إسرائيل بالتأكيد ليست في سلام الآن، ومن غير المتوقع أن تتخلى الأمة عن دفاعاتها ما لم تقع أحداث هائلة. عندما تتحقق معاهدة إسرائيل مع ضد المسيح في بداية أسبوع دانيال السبعين (فترة سبع سنوات الضيقة – دانيال 9: 27)، ستكون إسرائيل في سلام. وربما تحدث المعركة قبل منتصف السنوات السبع مباشرة. وفقاً لما يقوله حزقيال، فإن الله نفسه سوف يهزم ماجوج على جبال إسرائيل. وسوف تكون مذبحة عظيمة حتى أن دفن الموتى سوف يستغرق سبعة شهور (حزقيال 39: 11-12).
ذكر جوج وماجوج مرة أخرى في سفر الرؤيا 20: 7-8. وهذه معركة مختلفة، ولكن تكرار أسماء جوج وماجوج يبين أن التاريخ سوف يعيد نفسه. فسوف يكون هناك تمرد ضد الله مثل الذي كان في حزقيال 38-39.
يشير سفر الرؤيا إلى نبوة حزقيال عن ماجوج لوصف الهجوم في الأيام الأخيرة على إسرائيل (رؤيا 20: 8-9). وستكون نتيجة هذه المعركة هلاك كل أعداء الله، ويوضع الشيطان في مكانه النهائي الذي هو بحيرة النار (رؤيا 20: 10).
في ما يلي أسباب أخرى لكون المقاطع الواردة في حزقيال 38-38 ورؤيا 20: 7-8 تشير إلى أناس مختلفين ومعارك مختلفة:
1.في معركة حزقيال 38 – 39، تأتي الجيوش أساساً من الشمال، ويشترك في المعركة عدد قليل من أمم الأرض (حزقيال 38: 6، 15؛ 39: 2). أما المعركة في رؤيا 20: 7-9 فسوف يشترك فيها كل الأمم، لهذا ستأتي الجيوش من كل إتجاه، وليس من الشمال فقط.
2.لا يوجد ذكر للشيطان في سياق حزقيال 38-39. أما في رؤيا 20: 7 فإن السياق يضع المعركة في نهاية الألف عام، والشيطان هو المحرض الرئيسي.
3.يقول حزقيال 39: 11-12 أن دفن الموتى سوف يستغرق سبع شهور. ولكن لا تكون هناك حاجة لدفن الموتى إذا كانت المعركة المذكورة في حزقيال 38-39 هي نفس المعركة التي يصفها سفر الرؤيا 20: 8-9، لأنه بعد رؤيا 20: 8-9 مباشرة نجد دينونة العرش الأبيض العظيم (20: 11-15)، ثم تدمير السماء والأرض الحاليتين وإستبدالهما بسماء جديدة وأرض جديدة (رؤيا 21: 1). فمن الواضح أنه لا تكون هناك حاجة لدفن الموتى إذا وقعت المعركة في وقت مبكر من الضيقة العظيمة، لأن أرض إسرائيل سوف تكون محتلة لألف سنة تالية، أي مدة الملك الألفي (رؤيا 20: 4-6).
4.يستخدم الله المعركة في حزقيال 38-39 لكي يرد إسرائيل إليه (حزقيال 39: 21-29). أما في رؤيا 20، فإن شعب إسرائيل كان أميناً لله لمدة ألف عام (الملك الألفي). ويتم هلاك المتمردين في رؤيا 20: 7-10 دون أي فرصة أخرى للتوبة.

What are Gog and Magog?
Got Questions web site
Historically speaking, Magog was a grandson of Noah (Genesis 10:2). The descendants of Magog settled to the far north of Israel, likely in Europe and northern Asia (Ezekiel 38:2). Magog seems to be used to refer to “northern barbarians” in general, but likely also has a connection to Magog the person. The people of Magog are described as skilled warriors (Ezekiel 38:15; 39:3-9).
Gog and Magog appear in Ezekiel 38—39 and in Revelation 20:7–8. While these two passages use the same names, a close study of Scripture clearly demonstrates they do not refer to the same people and events. The events are separated by at least 1,000 years. In Ezekiel’s prophecy, Gog will be the leader of a great army that attacks the land of Israel, which is “peaceful and unsuspecting” at the time (Ezekiel 38:11). Gog is described as “of the land of Magog, the prince of Rosh, Meshech, and Tubal” (Ezekiel 38:2–3). When will Ezekiel’s battle of Gog and Magog occur? There are a couple of theories:
• Before the tribulation begins. This view points to the fact that, after the battle, the people of Israel will be burning the enemy’s weapons for seven years and spend over seven months burying the dead (Ezekiel 39:9–10, 12–16). That length of time most likely requires the battle to be fought before the tribulation, and possibly even before the rapture of the church.
• During the first part of the seven-year tribulation. This view hinges on the fact that Israel is at peace when the attack begins (Ezekiel 38:8, 11). The security Israel enjoys is assumed to be the result of Israel’s covenant with the Antichrist at the beginning of the tribulation, Daniel’s 70th Week (Daniel 9:27a).
According to Ezekiel, Magog will not win. God will intervene to preserve Israel. “There shall be a great earthquake” (Ezekiel 38:19), “every man’s sword will be against his brother” (verse 21), and God “will pour down torrents of rain, hailstones and burning sulfur on [Gog] and on his troops and on the many nations with him” (verse 22). The result is that the nations will see God’s greatness and holiness (verse 23).
Gog and Magog are mentioned again in Revelation 20:7-8. The duplicated use of the names Gog and Magog in Revelation 20:8-9 is to show that these people demonstrate the same rebellion against God and antagonism toward God as those in Ezekiel 38-39. It is similar to someone today calling a person “the devil” because he or she is sinful and evil. We know that person is not really Satan, but because that person shares similar characteristics, he or she might be referred to as “the devil.”
The book of Revelation uses Ezekiel’s prophecy about Magog to portray a final end-times attack on the nation of Israel (Revelation 20:8-9). The result of this battle is that all are destroyed, and Satan will find his final place in the lake of fire (Revelation 20:10).
It is important to recognize that the Gog and Magog of Ezekiel 38-39 is quite different from the one in Revelation 20:7-8. Below are some of the more obvious reasons why these refer to different people and battles.
1. In the battle of Ezekiel 38-39, the armies come primarily from the north and involve only a few nations of the earth (Ezekiel 38:6, 15; 39:2). The battle in Revelation 20:7-9 will involve all nations, so armies will come from all directions, not just from the north.
2. There is no mention of Satan in the context of Ezekiel 38-39. In Revelation 20:7 the context clearly places the battle at the end of the millennium with Satan as the primary character.
3. Ezekiel 39:11–12 states that the dead will be buried for seven months. There would be no need to bury the dead if the battle in Ezekiel 38—39 is the one described in Revelation 20:8–9, for immediately following Revelation 20:8–9 is the Great White Throne judgment (20:11–15) and then the present heaven and earth are destroyed, replaced by a new heaven and earth (Revelation 21:1). There obviously will be a need to bury the dead if the battle takes place before or in the early part of the tribulation, for the land of Israel will be occupied for another 1,000 years, the length of the millennial kingdom (Revelation 20:4–6).
4. The battle in Ezekiel 38-39 is used by God to bring Israel back to Him (Ezekiel 39:21-29). In Revelation 20, Israel has been faithful to God for 1,000 years (the millennial kingdom). Those in Revelation 20:7-10 who are rebellious are destroyed without any more opportunity for repentance.
https://www.gotquestions.org/Gog-Magog.html

أي بلد هو موطن يأجوج ومأجوج المحتمل؟
دبي – مسعود الزاهد/موقع العربية/07 يناير 2017
ورد ذكر يأجوج ومأجوج في الإسلام والمسيحية واليهودية، وتروي القصص الشعبية بعض الأحداث الخيالية لا علاقة لها بما جاء في الكتب الدينية، خاصة ما جاء ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية ورغم الظن بأن يأجوج ومأجوج ليسوا من البشر إلا أن بعض الروايات الإسلامية تؤكد بصراحة على أن يأجوج ومأجوج من ذرية آدم، فهما قبيلتان من ولد يافث أبي الترك، ويافث هذا هو ابن النبي نوح ولكن يبدو أنه كانت لهما سطوة وجبروت.
هنا لسنا بصدد الخوض في الروايات الدينية ومدلولاتها، فنترك هذا الأمر لأصحاب التخصص في هذا المجال، ونحاول إلقاء نظرة على دراسة يؤكد كاتبها أنه كشف أرض يأجوج ومأجوج، وبهذا قد ينفي دراسات نسبت يأجوج ومأجوج إلى بلدان أخرى خارج آسيا الوسطى.
أسباب تسمية “يأجوج ومأجوج”
قبل الانتقال إلى دراسة قام بها الباحث الأردني عبد الله شربجي في كتابه “رحلة ذو القرنين إلى المشرق”، نستكشف أسباب تسمية يأجوج ومأجوج، حيث يقول محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة السفارينية إن هذه التسمية تأتي من “الأجيج، أي أجيج النّار، والنّار إذا اضطرمت اضطربت وصار لهَبُها يتداخل بعضه في بعض”، أما عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي، حاشية الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، صفحة 81، يقول “لكثرتهم وشدَّتهم، وقيل: من الأُجاج وهو الماء شديد المُلوحة. وقيل أيضا: اسمان أعْجَميّان، وقيل: “وهم لكثرتهم هكذا، وهم من ولد يافِث بن نوح باتّفاق النَسّابين”.
ولكن هذا ليس نهاية المطاف في أسباب تسمية يأجوج ومأجوج، لأن الاسم نفسه موجود في اللغة العبرية، وهذا يرفد القول بأنهما اسمان أعجميان لا يصرفان، فليس لهما اشتقاق، حيث الأعجمية لا تشتق في اللغة العربية، ففي اللغة العبرية، وهي شقيقة العربية كلغة سامية “ما” في “ماجوج” تعني “في” أو “من بلاد”، وبهذا تصبح العبارة “جوج من بلاد جوج”، والنظرية الأخرى تقول إن اسم مأجوج بعد حذف الواو في العبرية كان يطلق على “بابل”، أما نظرية أخرى تقول إن التسمية هي مشتقة من عبارة صينية تعني “قارة شعب الخيل”، وهم من شعوب مجاورة للصين شمالا وغربا، وهذه النظرية تقربنا إلى دراسة الباحث الأردني عبد الله شربجي الذي يعتقد أن جمهورية قيرغيزستان التي تجاور الصين من الغرب وتكثر فيها الخيول هي أرض يأجوج ومأجوج.
“عراض الوجوه” و”صغار العيون”
والعلائم للتركيبة الظاهرية ليأجوج ومأجوج في الروايات الإسلامية تقربنا أيضا من نظرية الباحث عبد الله شربجي، حيث قال أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (735 هـ – 1335 / 807 هـ – 1405) وهو من علماء الحديث النبوي، ومؤلف كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ينقل ما رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة في المسانيد العشرة رجاله ثقات، عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته قالت: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب رأسه من لدغة عقرب فقال: “إنكم تقولون لا عدو! وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج: عراض الوجوه، صغار العيون، صهب الشغاف (شعر أسود فيه حمرة) ومن كل حدب ينسلون، كأن وجوههم المجان المطرقة” (المجن هو الترس، وتشبيه وجوههم بالترس بسبب بسطها وتدويرها، وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها).
لو ركزنا على عبارات “عراض الوجوه” و”صغار العيون” وتشبيه وجوههم بـ”المجان المطرقة” وقارنا كل ذلك بالتسمية الصينية “قارة شعب الخيل” (توجد الخيل بكثرة في آسيا الوسطى وخاصة في قيرغيزستان) فإن الأمر يسهل علينا تأييد نظرية “عبد الله شربجي” إلى حد ما، حيث هذه الصفات يمكن إيجادها في شعوب آسيا الوسطى.
وفي متابعة رحلة إسكندر ذي القرنين لبناء سد أو ردم ليحول “دون تســــرب يأجـــوج ومأجوج” يشير عبد الله شربجي في كتابه “رحلة ذو القرنين إلى المشرق”، إلى منطقة تقع غربي قيرغيزستان وشرقي أوزبكستان في منطقة جبلية على الحدود الفاصلة بين البلدين في آسيا الوسطى، حيث تقطن الشعوب التركية من الأوزبك والكازاخ (القزاق) والقيرغيز والتركمان والأيغور (غرب الصين) ويمتد تواجدهم إلى آذربيجان وشمال غرب إيران (المقاطعات التركية الآذرية) وتركيا.
أما “ردم” أو “سد” ذي القرنين يقع حسب نظرية عبدالله شربجي الموثقة بصور وخرائط، في منطقة تفصل الشعبين الشقيقين القيرغيزي والأوزبكي في منطقة هي أقرب من شمال غرب الصين، حيث يعتقد وجود الردم هناك حسب إحدى النظريات.
الخليفة العباسي الواثق بالله والبحث عن يأجوج ومأجوج
وهناك قصة لرحلة بهدف كشف أرض يأجوج ومأجوج قام بها “سلام الترجمان” بأمر من الخليفة العباسي الواثق بالله (232- 722م) بعد أن رأى في المنام حلماً تراءى له فيه أن السد الذي بناه ذو القــرنين للحؤول دون تسرب يأجوج ومأجوج، قد انفتح، فأفزعه ذلك، وبدأ سلام الترجمان رحلته نحو شمال آسيا بحثاً عن مكان سد ذي القرنين. ويروي الإدريسي في كتابه “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق”، وابن خرداذبه في كتابه “المسالك والممالك” تلك القصة التي اعتبرها المستشرق “دي خويه” واقعة تاريخية لاشك فيها وجديرة بالاهتمام، وأيده في هذا الرأي خبير ثقة في الجغرافيا التاريخية هو “توماشك”، وفي الآونة الأخيرة يرى عالم البيزنطيات “فاسيلييف” أن سلاماً نقل ما شاهده في رحلته للخليفة العباسي بشأن السد وطمأنه بخصوص عدم تسرب “يأجوج ومأجوج”، ولتفاصيل تلك الرحلة هناك مصادر عدة يمكن لمن يرغب معرفة تفاصيلها مراجعة تلك المصادر.
ويرى عبدالله شربجي أن بحيرة “إيسيك كول” في “قيرغيزستان” هي “العين الحمئة” المذكورة في قصة ذي القرنين، حيث تشبه البحيرة القيرغيزية حقا شكل “العين”، حسب صور الأقمار الصناعية، وتصب بها الأنهار وتتغذى على ينابيع ساخنة وبها طين، واسمها باللغة القيرغيزية يعني “البحيرة الساخنة أو الدافئة” وهذه البحيرة لا تتجمد على مدى السنة رغم هبوط درجات الحرارة في قيرغيزستان إلى 25 درجة مئوية دون الصفر بعض الأحيان.
يصب في هذه البحيرة بحسب ما ذكره الباحث حوالي 118 نهراً وجدولاً أكبرها “Djyrgalan” و”Tyup” بالإضافة إلى الينابيع الساخنة التي ترفد هي الأخرى البحيرة بمياهها.
ولمعرفة هذا التشابه بين “العين الحمئة” و”ايسيك كول” التي هي على شاكلة العين نلقي نظرة على صورة الأقمار الصناعية لـ”ناسا” نقلا عن كتاب “رحلة ذو القرنين إلى المشرق”، حيث يمكن رؤية البحيرة كعين عملاقة من الفضاء الخارجي تقع بين سلسلة جبال شاهقة من كافة الأطراف، تحدها من الشمال جبال تدعى “ترسكي آلاتاتو” وتعني المبتعدة عن الشمس، ومن الشمال جبال تدعى “كونجي آلاتاتو” وتعني الواجهة الشمسية.
وحسب قصة “يأجوج ومأجوج” لا يعني أن شعوب آسيا الوسطى هم من نسلهم بل جاء في تفاصيلها أن ذا القرنين استطاع أن يبني ردما أي سداً من حديد ونحاس فأغلق “مكان خروج يأجوج ومأجوج” و”حجزهم وراءه” حتى لا يخرج منه “يأجوج ومأجوج” على بلاد الترك فيعيثون فيها فساداً ويهلكون الحرث والنسل.
إلى هنا نقلنا موجزا مختزلا حول “يأجوج ومأجوج” والأرض التي ظهروا فيها، وهذه المادة لا تتبنى أيا من القصص المتضاربة بهذا الخصوص، أما فيما يخص الروايات الدينية لا نجتهد فيها ونتركها لأصحاب الشأن، وهنا حاولنا البحث عن الأرض أو البلد المحتمل الذي تقول القصص والروايات إنه ضم “يأجوج ومأجوج” وأنشأ فيه ذو القرنين حفاظا على أهل تلك الأرض أي الشعب القيرغيزي وهو من الشعوب المسلمة في آسيا الوسطى يعيش في بلاد تحيطها الجبال الشاهقة المكسوة بالغابات وتتوسطها بحيرة “ايسيك كول” أو “العين الحمئة” فهذا التناغم الطبيعي يمنح البلاد جمالا مميزا يجعلها وجهة سياحية تكاد أن تكون الأرخص بين الوجهات السياحية في العالم.

جوج وماجوج/نقلاً عن موقع مار تقلا القبطي
التفسير الرمزي من وحي حزقيال 38
شغلت النبوات ضد “جوج أرض ماجوج رئيس روش ماشك وتوبال” [1]. الواردة في الأصحاحين 38، 39 أذهان رجال العهد الجديد منذ عصر مبكر جدًا، خاصة أن “جوج وماجوج” وردا في سفر الرؤيا (20: 8) بكونهما يمثلان حربًا عنيفة ضد ملكوت الله في آخر الدهور علي مستوي المسكونة كلها، تنتهي بنصرة الحق في النهاية بعد ضيق شديد. لهذا ظهر فريقان من المفسرين أحدهما يرى جوج شخصية حقيقية حملت هذا الاسم كان رئيسًا علي أرض ماجوج قام بحرب ضد إسرائيل الراجعة من السبي، هؤلاء يفسرون ما جاء في هذين الأصحاحين بطريقة حرفية. والفريق الآخر يرى أن ما ورد هنا إنما هو رمز يمثل العداوة لله ومقاومة الملكوت في كل عصر خاصة في أواخر الدهور.
جوج: أصل الكلمة في اللغة الأكادية gagu يعني زينة ثمينة مصنوعة من الذهب.
كان جوج من أرض ماجوج، رئيس ماشك وتوبال[297]، رمزًا للوثنية بكل طاقاتها المقاومة لملكوت الله. ربما أخذ الاسم عن جيجس Guges رئيس عائلة ملكية ليدية تُدعى ميرمنادي mermnadae دعاه الملك الآشوري أشورينبال “جوجو Gugu”. كان جيجس في الحرس الملكي وموضع ثقة الملك، وفي حوالي عام 685 ق.م. قتل سيدة من البيت المنافس للأسرة الهرقلية، وإغتصب عرش مملكة ليدية. كان غنيًا جدًا، قدم هدايا عظيمة لهيكل أبولو في دلفي. لكنه ثار ضد المدن الإغريقية في آسيا الصغرى[298]. وفي سن متأخرة هزمه الغزاة الكامريون (Gimirra, Cimmerians)، غير أنه قام عليهم وهزمهم بمعونة أشور له. لكن إذ عاد جيجس وأعان مصر للثورة علي أشور أثار عمله هذا ملك أشور الذي سلط عليه الكاميريين ليغزوا مملكة ليدية من جديد حوالي عام 645 ق.م، فيها قتل الملك تاركًا ابنه أرديس Ardys خلفًا له.
يرى البعض أن جوج قد ارتبط ب Gaga الواردة في الألواح الخاصة بالعمارنة Amarna وهي مشوهة عن كلمة Gaga ، مقاطعة قفراء بأرمينيا وكبادوكية. عبر شعب هذه المنطقة في بحر النسيان، لهذا ظهر الاسم جوج يحمل معنى بربريًا، أي صارت ذكري لشعب بربري طواه الزمن ونسيه الكل.
آخرون يرون أن جوج جاءت عن إله بابلي يدعي Gaga، أو عن حاكم مدينة Sabi يدعي Gagi وقد أشار أشوربانبال ملك أشور إلي هذه المدينة.
ماجوج: اسم شعب متسلل من ماجوج ثاني أبناء يافث (تك 10: 12، 1 أي 1: 5) أو اسم البلاد التي سكنوها، يبدو أنها كانت في أقصي الشمال.
إذ ذكر هنا أن جوج رئيس ماشك وتوبال يملك علي ماجوج، وأنه قاد حملة عنيفة ضد إسرائيل بعد عودتها، جاء بها من الشمال متحالفًا مع جومر وبيت توجرمه لهذا يرى أن ماجوج هي شعب (أو بلاد) في شمال فلسطين ليست بعيدة عن ماشك وتوبال وطنهم في شمال شرق سيليسيا أو كيليكيا Cilicia كما جاء في الوثائق الآشورية[299].
لقد سمي السوريون بلاد التتر ماجوج، وأيضًا دعا العرب الأرض الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود ماجوج، غير أن الأكثرية قبلت ما جاء في يوسيفوس من أن ماجوج هم قبائل السكيثيون[300]. هذه القبائل أشار إليهم هيرودت Herodotus بأنهم ينتمون إلي شمال كريميا Crimiea[301]، وقد عرفوا بغزواتهم العنيفة الشرسة في آسيا وفي مواضع أخري: زحفوا في القرن السابع ق.م. من جبل قوه قاف وافتتحوا ساردس عاصمة ليدية كما هزموا كياكسرس ملك ميدية ووصلوا إلي مصر فقدم لهم الملك بسماتيك مبلغًا من المال وصرفهم عن بلاده. وصفهم حزقيال النبي كشعب ماهر في الفروسية واستعمال القسيّ ويطابق هذا الوصف ما جاء في تاريخ اليونان، ولكن إذ رأينا أن جوج ملك ماجوج يشير غالبًا إلي جيجس ملك ليدية فلا ينطبق هذا على هذه القبائل اللهم إلا إذا كانت كلمة “ماجوج” هنا تحمل معنى رمزيًا عن عنف جوج وولعه بالهجوم علي الآخرين وشراسته في القتال.
التفسير الرمزي:
إذ ورد اسما “جوج وماجوج” في سفر الرؤيا (20: 8-10) بكونهما يمثلان حربًا تضم جيوشًا من أربع زوايا الأرض تحت قيادة شيطانية لتضليل البشرية ولإثارة حرب ضد القديسين في أواخر الدهور لهذا فسر البعض ما ورد في (حز 38، 39) على أن جوج وماجوج لا يفهمان بالمعنى التاريخي الحرفي بل بالمعنى الرمزي.
أ. يرى البعض أن جوج يرمز للبابليين أو السكيثيين أو Cambyses ملك الفرس أو إسكندر الأكبر أو أنطيخوس الكبير أو أنطيخوس أبيفانيوس إلخ…
ب. يرى آخرون أن جوج ملك ماجوج يشير إلي تحالف حربي وتكتل ضد شعب الله.
ج. يرى آخرون أن ما ورد عن جوج لا يشير إلي أحداث تاريخية معينة وإنما يرمز إلي الحرب الروحية بين إبليس الذي يسيطر علي كثير من الممالك والله الذي يملك علي القديسين. وأنه بالرغم مما يستخدمه إبليس من قوى وعنف لكن النصرة للحق.
د. يُفسر البعض جوج وماجوج علي أنهما رمز لروسيا معتمدين علي كلمة “روش” بكونها اسمًا قديما لروسيا[302]. هؤلاء يفسرون كلمة ماشك كرمز لموسكو عاصمة روسيا وتوبال رمز لتوبالت أيضًا بروسيا. ويرون أن فارس (إيران) وكوش (أثيوبيا) وفوط (ليبيا) [5]… وكأن النبوة تشير إلي آلام تجتازها الكنيسة في آخر الدهور من تحرك عدة شعوب بقيادة روسيا. أما توجرمة فيفسرونها علي أنها ألمانيا (جيرماني) الشرقية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هذا التحرك الحربي يكون علي مستوي ملوك وشعوب من جميع الاتجاهات، لكن أغلبها يأتي من الشمال، إذ يقول: “وتأتي من موضعك من أقاصي الشمال أنت وشعوب كثيرون معك، كلهم راكبون خيلًا، جماعة عظيمة وجيش كثير وتصعد على شعبي إسرائيل كسحابة تغشي الأرض في الأيام الأخيرة يكون” [15]. لكن هذه الشعوب تضم ممالك مثل أثيوبيا وليبيا وسبا وددان وترشيش!!!
أما بخصوص كلمة “إسرائيل” فقد رأى البعض أنها حرب تتجه نحو أورشليم لكن الغالبية يرون أن كلمة “إسرائيل” هنا تعني شعب الله المؤمن، فالحرب موجهة ضد الكنيسة لا منطقة معينة، إذ جاء سفر الرؤيا: “ثم متى تمت الألف سنة يحل الشيطان من سجنه، ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر، فصعدوا علي عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم” (رؤ 20: 7-8).

من هم قوم يأجوج ومأجوج
بواسطة: إبراهيم أبو غزالة/نقلا عن موقع موضوع الإسلامي
يأجوج ومأجوج
يُعدّ قوم يأجوج ومأجوج من أحد الأقوام الّذين مرّوا في التّاريخ البشريّ، حيثُ ورد ذكرهم في الدِّيانات السماويّة جميعها، كما تمّ تأليف الأعمال الأدبيّة التي تتعلّق بهم، ويأجوج ومأجوج في الواقع قومان ورد ذكرهما في القرآن الكريم وفي السنّة النبويّة المُطهّرة، ويقترن ذكرهما عادةً مع القوّة والجبروت والكثرة، كما يُعتبر ظُهورهما علامةً من علامات السّاعة الكُبرى.
أصل التَّسْمية والنَّسَب
سُمِّيَ قوم يأجوج ومأجوج بذلك: من الأجيج، أي أجيج النّار، والنّار إذا اضطرمت اضطربت وصار لهَبُها يتداخل بعضه في بعض،[١] وقيل: لكثرتهم وشدَّتهم، وقيل: من الأُجاج وهو الماء شديد المُلوحة، وقيل: اسمان أعْجَميّان، وقيل: وهم لكثرتهم هكذا، وهم من ولد يافِث بن نوح باتّفاق النَسّابين.[٢]
جاء في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وُلِدَ لنوح سام وحام ويافِث، فَوُلِدَ لسام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والتّرك والسقالبة ولا خير فيهم، وولد لحام القبط والبربر والسّودان).[٣]
يأجوج ومأجوج في القرآن والسُّنة
يَرجِعُ ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم والموجود في سورة الكهف إلى زمان الملك الصّالح ذي القرنين والذي كان يَجوب الأرض مُصْلِحاً فيها، قال الله تعالى: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)،[٤] ففي رحلاته في الأرض من أجل الإصلاح مَرّ على قوم كانوا قريبين من يأجوج ومأجوج، فطلب منه أهل تلك البلاد أن يقوم ببناء سَدٍّ يحميهم من يأجوج ومأجوج وشَرِّهم؛ فقد كان يأجوج ومأجوج أهل فسادٍ وشرٍّ في الأرض، ولم يكن لمن في ذلك الزّمان حولٌ بهم ولا قوّة، وهذا ما قام بفعله ذو القرنين؛ إذ قام ببناء سدٍّ عظيم بينهم وبين يأجوج ومأجوج وصفه الله عزّ وجل في القرآن الكريم بأنّه من الحديد والنّحاس المُذاب، ولا يزال هذا السدّ قائماً حتى يومنا هذا في مكانٍ لا يعلمه إلّا الله عز وجل، فإذا انهار هذا السدّ وظهر يأجوج ومأجوج اقتربت السّاعة بعدها. قال الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم: (حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ).[٥] إنّ يأجوج ومأجوج ثلاثة أصناف: صنف طولهم كطول الأرز، وصنف طوله وعرضه سواء، وصنف يفترش أحدهم أذنه ويلتحف بالأخرى فتُغطّي سائر جسده. عن ابن عباس قال: إن نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (لا يَمُوتُ رَجُلٌ مِنْهُمْ حتى يُولَدَ لِصُلْبِهِ ألْفُ رَجُل)،[٦] قال: وكان عبد الله بن مسعود يُعجب من كثرتهم ويقول: (لا يموت من يأجوج ومأجوج أحد حتّى يولد له ألف رجل من صُلبه).[٧]
إفساد قوم يأجوج ومأجوج
وعند قيام السّاعة يقوم قوم يأجوج ومأجوج ويفسدون في الأرض إفساداً عظيماً، فظهورهم يكون بعد الدجّال، وبعد نزول المسيح عيسى بن مريم وظهور المهديّ المُنتَظر، فيظهر قوم يأجوج ومأجوج بعد أن يكون القتال مع الدّجال قد انتهى؛ إذ يوحي الله عزّ وجل إلى عيسى عليه السّلام أنّ يأجوج ومأجوج قد انتشروا في الأرض، وأنّه لا قُدرة لأحدٍ على قتالهم، فهم كثيرو العدد كما ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشكلٍ لا يمكن لأحدٍ تخيّله، وبعد ذلك، يذهب عيسى عليه السّلام ومن معه من المُؤمنين بحماية الله عزّ وجل، ويحتمون في جبل الطّور، ويجوب يأجوج ومأجوج في البلاد مُفسدين فيها، ويبقى الصّالحون مع عيسى عليه السّلام مُحتَمين في جبل الطّور.[٨] وقد قصَّ رسول الله – عليه الصّلاة والسّلام- ذلك لأصحابه؛ فعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (يُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)،[٩] فَيَغْشَوْنَ الْأَرْضَ، وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ عَنْهُمْ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيهِمْ، فَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الْأَرْضِ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَمُرُّ بِالنَّهْرِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهِ، حَتَّى يَتْرُكُوهُ يَابِسًا، حَتَّى إِنَّ مَنْ بَعْدَهُمْ لَيَمُرُّ بِذَلِكَ النَّهْرِ، فَيَقُولُ: لَقَدْ كَانَ هَا هُنَا مَاءٌ مَرَّةً، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا انْحَازَ إِلَى حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ، قَالَ قَائِلُهُمْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ، بَقِيَ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ: ثُمَّ يَهُزُّ أَحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ، ثُمَّ يَرْمِي بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ إِلَيْهِ مُخَضَّبَةً دَمًا لِلْبَلَاءِ وَالْفِتْنَةِ. فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ، بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دُودًا فِي أَعْنَاقِهِمْ كَالنَّغَفِ، فَتَخْرُجُ فِي أَعْنَاقِهِمْ فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى، لَا يُسْمَعُ لَهُمْ حِسٌّ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: أَلَا رَجُلٌ يَشْرِي لَنَا نَفْسَهُ، فَيَنْظُرَ مَا فَعَلَ الْعَدُوُّ، قَالَ: فَيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لِذَلِكَ مُحْتَسِبًا لِنَفْسِهِ، قَدْ وَطَّنَهَا عَلَى أَنَّهُ مَقْتُولٌ، فَيَنْزِلُ فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيُنَادِي: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَلَا أَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ، فَيَخْرُجُونَ مِنْ مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيُسَرِّحُونَ مَوَاشِيهِمْ، فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْي إِلَّا لُحُومَهُمْ، فَتَشْكَرُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا شَكَرَتْ عَنْ شَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ أَصَابَتْ قَطُّ).[١٠] ومن ثمّ يُرسل الله عز وجلّ المطر على الأرض فتقوم بغسل الأرض منهم، ويقوم الله عزّ وجل بأمر الأرض بعدها بأن ترجع بركاتها إليها.[١١]

دائرة المعارف الكتابية – باب :جوج وماجوج
” جوج هو رئيس روس وماشك وتوبال ( خر 38 : 2 ــ 39 : 16) وكانت بلاده تسمى ارض ماجوج وهو رئيس الحجافل الشمالية التى ستقوم بالهجوم الاخير على اسرائيل في نهاية استمتاعها ببركات ملك المسيا.وتقول نبوة حزقيال ان جيش جوج سيضم تحت جناحيه جيوش فارس وكوش وفوط وجومر (أي الكيمريين) وتوجرمة من اقاصي الشمال الذين سيكونون جيشا عرمرما مختلطا من الشعوب الشمالية النائية متجهزين بكل انواع الاسلحة للحرب وسيصعدون على جبال اسرائيل كزوبعة وكسحابه تغشى الارض للسلب والنهب لان شعب اسرائيل شعب غنى ويسكن في امان في مدن وقرى بلا اسوار وبلا عوارض وبلا مصاريع وسيكون صعودهم على جبال إسرائيل كما جاء في النبوات مواكبا لظواهر عجيبة وانقلابات عظيمة في الطبيعة فيعتريهم رعب عظيم ويعاقبهم الله بالوبا والدم ، ويمطر على جوج وعلى كل جيشه وعلى الشعب الكثيره الذين معه مطرا جارفا وحجاره برد عظيمه ونارا وكبريتا حتى يهلكهم (حز 38 : 15 ـ 23 ) وتسقط جثثهم على جبال اسرائيل وتصبح ماكلا للطيور الكاسرة وللوحوش المفترسه ويستخدم سكان إسرائيل اسلحتهم الهائلة وقودا للنار سبع سنين وتدفن عظامهم في وادي جمهور جوج في شرقي الاردن حتى لا تدنس الارض المقدسة.

ونقرا في سفر الرؤيا انه “متى تمت الالف السنة يحل الشيطان في سجنه ويخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب، الذين عددهم مثل رمل البحر فصعدوا على عرض الارض واحاطوا بمعسكر القديسين بالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند الله من السماء واكلتهم “(رو 20: 7 ــ 9 ).

وقد ذكرهم النبي يوئيل ووصف هذا الجيش الشرقي الشمالي بقوله:
1- اضربوا بالبوق في صهيون صوّتوا في جبل قدسي . ليرتعد جميع سكان
الارض لان يوم الرب قادم لانه قريب.
2- يوم ظلام وقتام يوم غيم وضباب مثل الفجر ممتدا على الجبال. شعب
كثير وقوي لم يكن نظيره منذ الازل ولا يكون ايضا بعده الى سني دور
فدور.
3- قدامه نار تأكل وخلفه لهيب يحرق. الارض قدامه كجنة عدن وخلفه قفر
خرب ولا تكون منه نجاة.
4- كمنظر الخيل منظره ومثل الافراس يركضون.
5- كصريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون. كزفير لهيب نار تأكل قشا.
كقوم اقوياء مصطفين للقتال.
6 منه ترتعد الشعوب. كل الوجوه تجمع حمرة.
7- يجرون كابطال. يصعدون السور كرجال الحرب ويمشون كل واحد في طريقه
ولا يغيّرون سبلهم.
8- ولا يزاحم بعضهم بعضا يمشون كل واحد في سبيله وبين الاسلحة يقعون
ولا ينكسرون.
9- يتراكضون في المدينة يجرون على السور يصعدون الى البيوت يدخلون من
الكوى كاللص.
10-قدامه ترتعد الارض وترجف السماء . الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها.
11- والرب يعطي صوته امام جيشه. ان عسكره كثير جدا  فان صانع قوله
قوي لان يوم الرب عظيم ومخوف جدا فمن يطيقه }(سفر النبي يوئيل الاصحاح الثاني ).

ياجوج وماجوج في انجيل حزقيال الفصل 38 و39
ياجوج ملك ماجوج/حزقيال 38/من 01 حتى23
1 وكان اليّ كلام الرب قائلا
2 يا ابن آدم اجعل وجهك على جوج ارض ما جوج رئيس روش ماشك وتوبال وتنبأ عليه
3 وقل.هكذا قال السيد الرب.هانذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال.
4 وارجعك واضع شكائم في فكيك واخرجك انت وكل جيشك خيلا وفرسانا كلهم لابسين افخر لباس جماعة عظيمة مع اتراس ومجان كلهم ممسكين السيوف
5 فارس وكوش وفوط معهم كلهم بمجن وخوذة
6 وجومر وكل جيوشه وبيت توجرمة من اقاصي الشمال مع كل جيشه شعوبا كثيرين معك.
7 استعد وهيّئ لنفسك انت وكل جماعاتك المجتمعة اليك فصرت لهم موقرا.
8 بعد ايام كثيرة تفتقد.في السنين الاخيرة تأتي الى الارض المستردة من السيف المجموعة من شعوب كثيرة على جبال اسرائيل التي كانت دائما خربة للذين أخرجوا من الشعوب وسكنوا آمنين كلهم.
9 وتصعد وتأتي كزوبعة وتكون كسحابة تغشي الارض انت وكل جيوشك وشعوب كثيرون معك.
10 هكذا قال السيد الرب.ويكون في ذلك اليوم ان أمورا تخطر ببالك فتفكر فكرا رديئا
11 وتقول اني اصعد على ارض اعراء.آتي الهادئين الساكنين في امن كلهم ساكنون بغير سور وليس لهم عارضة ولا مصاريع
12 لسلب السلب ولغنم الغنيمة لرد يدك على خرب معمورة وعلى شعب مجموع من الامم المقتني ماشية وقنية الساكن في اعالي الارض.
13 شبا وددان وتجار ترشيش وكل اشبالها يقولون لك هل لسلب سلب انت جاء.هل لغنم غنيمة جمعت جماعتك لحمل الفضة والذهب لأخذ الماشية والقنية لنهب نهب عظيم
14 لذلك تنبأ يا ابن آدم وقل لجوج.هكذا قال السيد الرب.في ذلك اليوم عند سكنى شعبي اسرائيل آمنين أفلا تعلم.
15 وتأتي من موضعك من اقاصي الشمال انت وشعوب كثيرون معك كلهم راكبون خيلا جماعة عظيمة وجيش كثير.
16 وتصعد على شعبي اسرائيل كسحابة تغشي الارض.في الايام الاخيرة يكون.وآتي بك على ارضي لكي تعرفني الامم حين اتقدس فيك امام اعينهم يا جوج
17 هكذا قال السيد الرب.هل انت هو الذي تكلمت عنه في الايام القديمة عن يد عبيدي انبياء اسرائيل الذين تنبأوا في تلك الايام سنينا ان آتي بك عليهم.
18 ويكون في ذلك اليوم يوم مجيء جوج على ارض اسرائيل يقول السيد الرب ان غضبي يصعد في انفي.
19 وفي غيرتي في نار سخطي تكلمت انه في ذلك اليوم يكون رعش عظيم في ارض اسرائيل.
20 فترعش امامي سمك البحر وطيور السماء ووحوش الحقل والدابّات التي تدب على الارض وكل الناس الذين على وجه الارض وتندك الجبال وتسقط المعاقل وتسقط كل الاسوار الى الارض.
21 واستدعي السيف عليه في كل جبالي يقول السيد الرب.فيكون سيف كل واحد على اخيه.
22 واعاقبه بالوبإ وبالدم وامطر عليه وعلى جيشه وعلى الشعوب الكثيرة الذين معه مطرا جارفا وحجارة برد عظيمة ونارا وكبريتا.
23 فاتعظم واتقدس وأعرف في عيون امم كثيرة فيعلمون اني انا الرب
وانت يا ابن آدم تنبأ على جوج وقل. هكذا قال السيد الرب.هانذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال.

هزيمة جوج/حزقيال 39/من01حتى29
1وقالَ ليَ الرّبُّ: «وأنتَ يا ا‏بنَ البشَرِ، تنبَّأْ على جوجَ وا‏نقُلْ لَه ما أقولُ أنا السَّيِّدُ الرّبُّ: أنا خصمُكَ يا جوجُ، يا رئيسَ ماشِكَ وتوبالَ‌، 2فأُديرُكَ وأقتادُكَ وأُصعِدُكَ مِنْ أقاصي الشِّمالِ وأجيءُ بكَ إلى جِبالِ إِسرائيلَ، 3وأكسِرُ قَوسَكَ في يَدِكَ اليُسرى وأُوقِـعُ سِهامَكَ مِنْ يَدِكَ اليُمنى. 4على جِبالِ إِسرائيلَ تسقطُ أنتَ وجميعُ جيوشِكَ والشُّعوبُ الّذينَ معَكَ، أجعلُكُم مأكلا للطُّيورِ الكواسرِ مِنْ كُلِّ نوعٍ ولوحوشِ البرِّيَّةِ‌. 5وعلى وجهِ البرِّيَّةِ تسقطونَ لأنِّي تكلَّمتُ، أقولُ أنا السَّيِّدُ الرّبُّ. 6وأرسِلُ نارا على ماجوجَ وعلى السَّاكنينَ السَّواحلَ آمنينَ، فيَعلمونَ أنِّي أنا هوَ الرّبُّ. 7وأُعرِّفُ إِسميَ القُدُّوسَ في وسَطِ شعبـي إِسرائيلَ ولا يتدنَّسُ مِنْ بَعدُ، فتَعلمُ الأمَمُ أنِّي أنا الرّبُّ وأنا القُدُّوسُ في إِسرائيلَ. 8سيقَعُ ذلِكَ ويتمُّ، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ. وهذا هوَ اليومُ‌ الّذي تحدَّثـتُ عَنهُ. 9فيَخرُجُ سُكَّانُ مُدُنِ إِسرائيلَ ويوقِدونَ النَّارَ ويُحرقونَ السِّلاحَ والتُّروسَ والدُّروعَ والأقواسَ والسِّهامَ والحِرابَ والرِّماحَ، وبِها يُشعِلونَ النَّارَ سبعَ سِنينَ. 10فلا يَحملونَ الحطَبَ مِنَ البرِّيَّةِ ولا يقطَعونَهُ مِنَ الغابِ لأنَّهُم يُشعِلونَ النَّارَ بالسِّلاحِ، ويَسلُبونَ الّذينَ سلَبوهُم، ويَنهبونَ الّذينَ نهبوهُم، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ.
11«وفي ذلِكَ اليومِ أُعطي جوجا مَوضِعَ قبرٍ في إِسرائيلَ، بوادي العابرينَ في شَرقِ البحرِ المَيتِ، فيَسدُّ الوادي‌ على العابرينَ. هُناكَ يُدفَنُ جوجُ وجميعُ جيشِهِ، ويُسمَّى المَوضِعُ وادي جيشِ جوجَ. 12ويدفُنُهُم بَيتُ إِسرائيلَ سبعةَ أشهرٍ ليُطهِّروا الأرضَ مِنْ جُثَثِهِم‌. 13جميعُ شعبِ الأرضِ يَدفنونَهُم، فيكونُ لهُم يومٌ مَشهودٌ يُمجِّدونني فيهِ، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ. 14ويُعيِّنونَ رجالا يجتازونَ في الأرضِ بغيرِ ا‏نقطاعٍ ويَدفنونَ جُثـثَ‌ الباقينَ علَيها ليُطهِّروها. وبَعدَ سبعةِ أشهرٍ يتفحَّصونَها، 15فإذا رَأى أحدٌ مِنهُم عَظْما بشَريًّا، أقامَ بجانبِهِ عَلامةً إلى أنْ يَدفنَهُ الدَّافِنونَ في وادي جيشِ جوجَ. 16وتُسمَّى المقبرةُ همُّونةَ‌ ويُطهِّرونَ الأرضَ».
17وقالَ ليَ السَّيِّدُ الرّبُّ: «وأنتَ يا ا‏بنَ البشَرِ قُلْ للطُّيورِ مِنْ كُلِّ نوعٍ ولجميعِ وُحوشِ البرِّيَّةِ: إِجتمعي وتعالَي ا‏حتشدي مِنْ كُلِّ جهةٍ إلى ذبـيحتي الّتي أذبحُها لكِ، وهيَ ذبـيحةٌ عظيمةٌ على جِبالِ إِسرائيلَ، فتأكُلينَ لَحما وتشربـينَ دَما. 18تأكُلينَ لَحمَ الجبابِرةِ وتشربـينَ دَمَ رؤساءِ الأرضِ وهوَ كدمِ الكِباشِ والحُملانِ والتُّيوسِ والعُجولِ مِنْ مُسمّناتِ أرضِ باشانَ. 19وتأكُلينَ شحْما فتَشبعينَ وتشربـينَ دَما فتسكَرينَ مِنْ ذبـيحتي الّتي ذَبحتُها لكِ. 20وتشبعينَ على مائدتي مِنَ الخَيلِ وراكبـيها والجبابِرةِ وكُلِّ مُقاتلٍ، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ. 21فأُظهِر مَجدي في الأمَمِ ويَرى جميعُ الأمَمِ عقابـي الّذي أنزلْتُهُ بِهِم ويَدي الّتي مدَدتُها علَيهِم. 22ويَعلمُ شعبُ إِسرائيلَ مِنَ اليومِ أنِّي أنا هوَ السَّيِّدُ الرّبُّ 23أمَّا الأمَمُ فتدرِكُ أنَّ شعبَ إِسرائيلَ ذهبوا إلى السَّبْـي بسبَبِ إثْمِهِم. خانوا عَهدي فحجَبتُ وجهي عَنهُم وأسلَمتُهُم إلى أيدي أعدائِهِم فسقطوا في الحربِ جميعا. 24عامَلتُهُم بحسَبِ نجاستِهِم ومعاصيهِم فحجَبتُ وجهي عَنهُم.
25«لذلِكَ قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ: الآنَ أعيدُ ليَعقوبَ أمجادَهُ وأرحمُ كُلَّ بَيتِ إِسرائيلَ وأغارُ على إِسمي المُقدَّسِ، 26وينسَونَ عارَهُم وخيانَتَهُم فيَسكُنونَ أرضَهُم آمنينَ ولا أحدَ يُرعِبُهُم. 27حينَ أعيدُهُم مِنْ بَينِ الشُّعوبِ وأجمَعُهُم مِنْ بُلدانِ أعدائِهِم وأُظهِرُ قداستي فيهِم للأمَمِ الكثيرينَ، 28يَعلمونَ أنِّي أنا الرّبُّ إلهُهُم، لأنِّي سبَيتُهُم إلى الأمَمِ ثُمَّ جَمعتُهُم إلى أرضِهِم. لا أُبقي هُناكَ مِنهُم أحدا مِنْ بَعدُ، 29ولا أحجُبُ وجهي عَنهُم بَعدَ اليومِ، لأنِّي أكونُ أفضْتُ روحي على شعبِ إِسرائيلَ، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ».

الياجوج والماجوج كما جاء ذكرهم في القرآن الكريم
جاء ذكرهما في كل من سورة الكهف وسورة الأنبياء.
سورة الكهف
(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً (83)‏ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَأباً نُّكْراً (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97)‏ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98))

سورة الأنبياء
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)( الأنبياء: 96)

من الأحاديث النبوية
عن ‏ ‏زينب بنت جحش ‏ ‏رضي الله عنهن ‏ ‏أنها قالت ‏ استيقظ النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من النوم محمرا وجهه يقول: (‏ ‏لا إله إلا الله ويل ‏ ‏للعرب ‏ ‏من شر قد اقترب فتح اليوم من ‏ ‏ردم يأجوج ‏ ‏ومأجوج ‏ ‏مثل هذه ‏ ‏وعقد ‏ ‏سفيان ‏ ‏تسعين أو مائة ‏ ‏قيل أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر ‏ ‏الخبث)، رواه البخاري.
عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: (‏ ‏إن‏ يأجوج ‏ ومأجوج ‏ ‏ليحفرون ‏ ‏السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد ‏ ‏الله عز وجل أن يبعثهم إلى الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله ‏ ‏ويستثني ‏ ‏فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم ‏ ‏نغفا ‏ ‏في أقفائهم فيقتلهم بها فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والذي نفس ‏ ‏محمد ‏ ‏بيده إن دواب الأرض لتسمن شكرا من لحومهم ودمائهم)، رواه أحمد.
عن ‏ ‏ابن حرملة ‏ ‏عن ‏ ‏خالته ‏ ‏قالت ‏ خطب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو عاصب إصبعه من لدغة عقرب فقال: (‏ ‏إنكم تقولون لا عدو وإنكم لا تزالون تقاتلون عدوا حتى يأتي ‏يأجوج ومأجوج ‏ ‏عراض الوجوه صغار العيون ‏ ‏شهب ‏ ‏الشعاف ‏ ‏من كل ‏ ‏حدب ‏ ‏ينسلون كأن وجوههم ‏ ‏المجان ‏ ‏المطرقة)، رواه أحمد.
عن ‏ ‏حذيفة بن أسيد الغفاري ‏ ‏قال ‏ كنا قعودا نتحدث في ظل غرفة لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فذكرنا الساعة فارتفعت أصواتنا فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: (‏لن تكون ‏ ‏أو لن تقوم ‏ ‏الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وخروج ‏ يأجوج ‏ ومأجوج ‏ ‏والدجال ‏ ‏وعيسى ابن مريم ‏ ‏والدخان وثلاثة خسوف خسف بالمغرب وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة ‏ ‏العرب ‏ ‏وآخر ذلك تخرج نار من ‏ ‏اليمن ‏ ‏من ‏ ‏قعر ‏ ‏عدن ‏ ‏تسوق الناس إلى ‏ ‏المحشر)، رواه أبو داود.
عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏قال ‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: (‏ ‏يقول الله عز وجل يوم القيامة ‏ ‏يا ‏ ‏آدم ‏ ‏قم فابعث بعث النار فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك يا رب ‏ ‏وما بعث النار قال من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين قال فحينئذ يشيب المولود وتضع كل ذات حمل حملها ‏ ‏وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد قال فيقولون فأينا ذلك الواحد قال فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تسع مائة وتسعة وتسعين من يأجوج ‏ ومأجوج ‏ ‏ومنكم واحد قال فقال الناس الله أكبر فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أفلا ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة والله إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة قال فكبر الناس قال فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ‏ ‏أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض)، رواه أحمد.
( يأتي نبي الله ‏ ‏عيسى ‏ ‏قوما قد عصمهم الله فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إليه يا ‏ ‏عيسى ‏ ‏إني قد أخرجت عبادا لي لا ‏ ‏يدان ‏ ‏لأحد بقتالهم ‏ ‏وأحرز ‏ ‏عبادي إلى ‏ ‏الطور ‏ ‏ويبعث الله ‏ ‏ يأجوج ‏ ‏ ومأجوج ‏ ‏وهم كما قال الله من كل ‏ ‏حدب ‏ ‏ينسلون فيمر أوائلهم على ‏ ‏بحيرة الطبرية ‏ ‏فيشربون ما فيها ثم يمر آخرهم فيقولون لقد كان في هذا ماء مرة ويحضر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله ‏ ‏عيسى ‏ ‏وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم ‏ ‏النغف ‏ ‏في رقابهم فيصبحون ‏ ‏فرسى ‏ ‏كموت نفس واحدة ويهبط نبي الله ‏ ‏عيسى ‏ ‏وأصحابه فلا يجدون موضع شبر إلا قد ملأه ‏ ‏زهمهم ‏ ‏ونتنهم ودماؤهم فيرغبون إلى الله فيرسل عليهم طيرا كأعناق ‏ ‏البخت ‏ ‏فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله عليهم مطرا لا يكن منه بيت ‏ ‏مدر ‏ ‏ولا وبر فيغسله حتى يتركه كالزلقة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل ‏ ‏العصابة ‏ ‏من الرمانة فتشبعهم ويستظلون ‏ ‏بقحفها ‏ ‏ويبارك الله في الرسل حتى إن ‏ ‏اللقحة ‏ ‏من الإبل ‏ ‏تكفي ‏ ‏الفئام ‏ ‏من الناس ‏ ‏واللقحة ‏ ‏من البقر ‏ ‏تكفي القبيلة ‏ ‏واللقحة ‏ ‏من الغنم ‏ ‏تكفي الفخذ فبينما هم كذلك إذ بعث الله عليهم ريحا طيبة فتأخذ تحت آباطهم فتقبض ‏ ‏روح ‏ ‏كل مسلم ويبقى سائر الناس ‏ ‏يتهارجون ‏ ‏كما ‏ ‏تتهارج ‏ ‏الحمر فعليهم تقوم الساعة)، رواه ابن ماجة.
عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: (‏ليحجن ‏ ‏البيت ‏ ‏وليعتمرن بعد خروج‏ يأجوج ومأجوج)، رواه أحمد.
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: (‏سيوقد المسلمون من قسي‏ يأجوج ومأجوج ونشابهم ‏ ‏وأترستهم سبع سنين)، رواه ابن ماجة.

يأجوج ومأجوج هم بشر من غير بني آدم, هم بشر سبق خلق آدم على الأغلب من أنسان نياندرتال او الايركتوس فيأجوج ومأجوج (مفسدون في الأرض), وهي صفات البشر الذين سبقوا بني آدم (إذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة) قالوا عن سابق تجربة (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).[2]
3170 – حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد). قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال: (أبشروا، فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا. ثم قال: والذي نفسي بيده، إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود)
من هنا نستدل على أن عدد قوم يأجوج ومأجوج تقريبا يساوي 1000 ضعف عدد العرب. إذا فهم قوم لايعدوا من كثرتهم. لهم نفس وصف الترك المغول
(عراض الوجوه، صغار الأعين، سواد الشعر مائل إلى البياض وكأن وجوههم المجان المطرقة، أي ذوي رؤوس مستديرة). كما وصفهم الرسول محمد
أحاديث عن بنو قنطوراء (الترك التتر المغول)
” يوشك بنو قنطوراء بن كركر أن يخرجوا أهل العراق من أرضهم، قلت: (ثم يعودون)، قال: إنك لتشتهي ذلك قال: ويكون لهم سلوه من عيش. “
” لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر. “
” ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة، عند نهر يقال له: دجلة، يكون عليه جسر، يكثر أهلها، وتكون من أمصار المهاجرين “
” قال ابن يحيى: قال أبو معمر: (وتكون من أمصار المسلمين، فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء عراض الوجوه صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم، وهم الشهداء “
وفي حديث آخر: ” ليسوقن بنو قنطورا المسلمين، ولتربطنّ خيولهم بنخل خوخا قرب مسجد الكوفة، وليشربنَّ من فُرض الفرات وليسوقُنَّ أهل العراق، قادمين من خراسان وسجستان سوقاً عنيداً، فهم شرارٌ سُلبت الرحمةُ من قلوبهم، فيقتلون ويأسرون بين الحيرة والكوفة “
” إن بني قنطوراء أول من سلب أمتي ملكهم “

أحاديث عن يأجوج وماجوج
رسمت الأحاديث النبوية المنسوبة للرسول محمد ملامح أكثر وضوحاً عن عالم “يأجوج” و”مأجوج” وكشفت عن كثير من نواحي الغموض فيهم. فبنيت أن لديهم نظاماً وقائداً يحتكمون لرأيه، وأن السد الذي حصرهم به ذو القرنين ما زال قائماً، وأنه يمنعهم من تحقيق مطامعهم في غزو الأرض وإفسادها، ولذا فمن حرصهم على هدمه يخرجون كل صباح لحفر هذا السد، حتى إذا قاربوا هدمه أخروا الحفر إلى اليوم التالي، فيأتون إليه وقد أعاده الله أقوى مما كان، فإذا أذن الله بخروجهم حفروا حتى إذا قاربوا على الانتهاء قال لهم أميرهم: ارجعوا إليه غدا فستحفرونه – إن شاء الله – فيرجعون إليه وهو على حاله حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس فيشربون مياه الأنهار، ويمرون على بحيرة طبرية فيشربها أولهم، فيأتي آخرهم فيقول: لقد كان هنا ماء !! ويتحصن الناس خوفاً منهم، وعندئذ يزداد غرورهم ويرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها آثار الدم فتنةً من الله وبلاءً، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وغلبنا أهل السماء، فيرسل الله عليهم دوداً يخرج من خلف رؤوسهم فيقتلهم، فيصبحون طعاماً لدواب الأرض حتى تسمن من كثرة لحومهم. كما روى ذلك ابن ماجة في سننه.
وقد دلت الأحاديث على أن الزمان الذي يخرجون فيه يملكون أسباب القوة ويتفوقون فيها على سائر الناس، وذلك إما لكونهم متقدمين عسكرياً ووصلوا إلى تقنيات تمكنهم من إبادة غيرهم والسيطرة على بلادهم، وإما لأن زمن خروجهم يكون بعد زوال هذه الحضارة المادية، ورجوع الناس إلى القتال بالوسائل البدائية والتقليدية، ويؤكد ذلك ما ورد عند ابن ماجة، وورد في بعض الروايات من أن المسلمين سيوقدون من أقواس وسهام وتروس “يأجوج ومأجوج” سبع سنين. كما عند ابن ماجة وغيره. كما بينت الأحاديث بعض صفاتهم الخلْقية وأنهم عراض الوجوه، صغار العيون، شقر الشعور، وجوهم مدورة كالتروس. رواه أحمد.
وبينت أيضاً مدى كفرهم، وعنادهم وأنهم أكثر أهل النار،
” ففي الحديث أن الله عز وجل يقول لآدم يوم القيامة: أخرج بعث النار، فيقول: وما بعث النار ؟ فيقول الله: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، ففزع الصحابة – رضي الله عنهم – وقالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد ؟ فقال – عليه الصلاة والسلام: أبشروا فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً – رواه البخاري. “
وبينت الأحاديث كذلك أن خروجهم سيكون في آخر الزمان قرب قيام الساعة، وفي وقت يغلب على أهله الشر والفساد،
” قال – صلى الله عليه وسلم -: لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات؛ طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج.. – رواه أبو داود. “
” وعندما دخل – صلى الله عليه وسلم – على زوجته زينب بنت جحش – رضي الله عنها – فزعاً وهو يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ “يأجوج ومأجوج” مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث – رواه البخاري. “
أما ترتيب خروجهم ضمن أشراط الساعة الكبرى فقد دلت الأحاديث على أن الدجال عندما يخرج، ينزل المسيح عليه السلام بعده، ثم يخرج يأجوج ومأجوج، فيأمر الله عيسى – عليه السلام – ألا يقاتلهم، بل يتوجه بمن معه من المؤمنين إلى جبل الطور، فيحصرون هناك، ويبلغ بهم الجوع مبلغا عظيماً، فيدعون الله حينئذ أن يدفع عنهم شرهم فيرسل الله عليهم الدود في رقابهم فيصبحون قتلى كموت نفس واحدة، وتمتلئ الأرض من نتن ريحهم، فيرسل الله طيراً كأعناق الإبل فتحملهم وتطرحهم حيث شاء الله. ويأمن الناس وتخرج الأرض بركتها وثمرتها، حتى تأكل الجماعة من الناس الرمانة الواحدة، ويكفي أهل القرية ما يحلبونه من الناقة في المرة الواحدة.
ويحج المسلمون إلى البيت بعد هلاكهم، كما في الحديث:
” ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج – رواه البخاري “

مما سبق فإن ياجوج وماجوج محبوسون خلف سد من قطع الحديد والنحاس المصهور بين جبلين يوجد هذا السد كما ذكر ابن عباس في (بلاد الترك) مما يلي أرمينيا وأذربيجان. أي في منطقة سيبيريا الكبيرة. ولم يستطيع أحد الوصول إليهم أو الظهور على موقعهم حتى الآن.
تخرج هذه الأقوام في عهد النبي عيسى بن مريم والذي بحسب الاعتقاد سيعود إلى الأرض حيث يقوم النبي عيسى المسيح بقتل المسيح الدجال. مما سيؤدي إلى ظهور ياجوج وماجوج وستكون لهم فتنة عامة وشر مستطير لايملك أحد دفعهم وسيحاصر نبي الله عيسى ومن معه في طور سيناء بأرض مصر. فيدعون الله فيسلط على ياجوج وماجوج دود يخرج في أعناقهم فيقتلهم كميتة رجل واحد وتنت الأرض بجيفهم وروائحم فيدعي نبى الله عيسى ومن معه فيرسل الله طيرا تحملهم وتقذف بهم في البحر ثم تهطل الأمطار فتغسل الأرض.
جاء شرحهم مفصل في الحديث التالي في زيادة الجامع الصغير:
” تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس كما قال الله عز وجل من كل حدب ينسلون فيغشون الناس وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى إن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يبسا حتى إن من يمر من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول: قد كان ههنا ماء مرة حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم بقي أهل السماء ثم يهز أحدهم حربته ثم يرمي بها إلى السماء فترجع إليه مختضب دما للبلاء والفتنة فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عز وجل دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقه فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس فيقول المسلمون: ألا رجل يشري لنا نفسه فينطر ما فعل هذا العدو فيتجرد رجل منهم محتسبا نفسه قد أوطنها على أنه مقتول فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادي يا معشر المسلمين ألا أبشروا إن الله عز وجل قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم فما يكون لهم مرعى إلا لحومهم فتشكر عنه كأحسن ما شكرت عن شيء من النبات أصابته قط. “

ياجوج وماجوج بين القران والتوراة
الرواية القرانية
يأجوج ومأجوج اسم يطلق على قبائل بربرية كانت تفسد في الأرض وتعتدي على جيرانها بالقتل والسلب والنهب. وقد ورد خبرهم في القرآن الكريم في سياق قصة ذي القرنين، وهو ملك صالح مؤمن اعطاة الله أسباب المُلك والسلطان والفتح والعمران، فانطلق في حملة تهدف إلى نشر دين الله بين الأقوام الوثنية، حتى بلغ مغرب الشمس، أي أقصى حدّ في الأرض المسكونة، حيث تغرب الشمس على أفق المحيط. ثم انقلب راجعاً حتى وصل إلى أقصى شرق المسكونة، حيث تشرق الشمس من وراء بقاع مجهولة، فوجد شعباً يتكلم لغة غريبة ساكنا عند فجوة بين سلستي جبال، تتدفّق من ورائها عليهم تلك الأقوام. نقرأ في سورة الكهف:
” ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكراً. إنَّا مكنَّا له في الأرض وآتيناه من كلّ شيء سبباً (1)، فأَتْبع سبباً (2). حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة (3)، ووجد عندها قوماً. قلنا : يا ذا القرنين إما أن تُعذّب وإما أن تتّخذ فيهم حُسنا. قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يُرد إلى ربّه فيعذبه عذاباً نكراً، وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يُسراً.”
ولكن يأجوج ومأجوج سوف ينقبون السدّ في آخر الزمن، ويكون خروجهم للإفساد في الأرض ثانية من علامات الساعة. وهذا ما تشير إليه بقية القصة في سورة الكهف:
” قال: هذا رحمة من ربي، فإذا جاء وعد ربي (12) جعله دكَّاء (13) وكان وعد ربي حقاً. وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض، ونُفخ في الصور فجمعناهم جمعاً، وعرضنا جهنم للكافرين عرضاً. ” (18 الكهف: 98-100).

الرواية التوراتية
يرد الاسم “جوج” في سفر حزقيال على أنه اسم لملك يحكم على أرض تدعى “ماجوج” أو على شعب يدعى بهذا الاسم. وهو سيقوم بغزو أرض إسرائيل قبل اليوم الأخير. ولكنه يُقتل هو وشعبه في مذبحة هائلة :
” وكان كلام الرب إليَّ قائلاً: يا ابن آدم اجعل وجهك على جوج أرض ماجوج، رئيس روش وماشك وتوبال، وتنبأ عليه وقل … هكذا قال السيد الرب. في ذلك اليوم عند سُكنى شعبي إسرائيل آمنين … تأتي من موضعك من أقاصي الشمال أنت وشعوب كثيرة معك، كلهم راكبون خيلاً، جماعة عظيمة وجيش كثير، وتصعد على شعبي إسرائيل كسحابة تغشى الأرض. في الأيام الأخيرة يكون (هذا)، وآتي بك على أرضي لكي تعرفني الأمم حين أتقدس فيك أمام أعينهم ياجوج … ويكون في ذلك اليوم، يوم مجيء جوج على أرض إسرائيل، يقول السيد الرب، أن غضبي يصعد في أنفي، وفي غيرتي في نار سخطي تكلمتُ أنه في ذلك اليوم يكون رعش عظيم في أرض إسرائيل، فترعش أمامي سمك البحر وطيور السماء ووحوش الحقل والدابات التي تدب على الأرض، وكل الناس الذين على وجه الأرض. وأستدعي السيف عليه في كل جبالي، يقول السيد الرب، فيكون سيف كل واحد على أخيه، وأعاقبه بالوباء والدم، وأُمطر عليه وعلى جيشه وعلى كل الشعوب الذين معه مطراً جارفاً وحجارة برد عظيمة وناراً وكبريتاً. فأتعظم وأتقدس وأُعرف في عيون أمم كثيرة فيعرفون أني أنا الرب. ” (حزقيال 38: 1-23).
وقد تم ذكرهم فى اخر اسفار العهد الجديد بانهم قوم مفسدين يظهرون في آخر الزمن، فيصطدمون بجيش المؤمنين ولكن الله يقضي عليهم:
” ثم متى تمت الألف سنة يُحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب، الذين عددهم مثل رمل البحر. فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة (=أورشليم). فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم. وإبليس الذي كان يُضلهم طُرح في بحيرة النار والكبريت. ” (الرؤيا 20: 7-10).