عمـاد مـوسـى: بووم بووم بنك

235

“بووم بووم بنك”
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/15 حزيران/16

يأتي توجيه الإتهام إلى حزب الله بتفجير فردان في سياقِ طبيعي وبديهي، وكتحصيلٍ حاصل، إذ سبق لأزلام “الحزب” من صحافيين معتمدين للتسويق التلفزيوني، إلى مسؤولي مراكز أبحاث مموّلة من الحزب، إلى سياسيين درجة ثانية، أن شنّوا حملة على بنك “لبنان والمهجر” بالإسم مستهدفين رئيس مجلس إدارته والمدير العام سعد الأزهري، وهم أنفسهم سارعوا إلى احتواء ما صدر عن ألسنتهم “الشريرة”.
فأحدهم وضع التفجير في رصيد “التكفيريين” الملاعين الشطّار في توجيه الرسائل التذكيرية التي لا تلحق بالمدنيين أذى جسدياً، وآخر اتّهم من يريد إفساد العلاقة الرائعة بين “الحزب” و”المصارف اللبنانية” الملتزمة تطبيق القرار الأميركي الصادر في كانون الأول 2015، وذهب البعض منهم إلى اعتبار جريدة “الأخبار”، المحاذي مبناها لمبنى “بلوم بنك”، مستهدفة حصرياً بالعبوة ومن طريق الخطأ أصيب مبنى الـ”بلوم” بالـ”بوم بووم”.
ومن المرات النادرة يحصل إنفجار ولا يؤتى على ذكر أصابع إسرائيل. حتى الرئيس نبيه بري حصر اتهامه بـ”الأيادي الآثمة التي سعت لإرباك وزعزعة الوضع في لبنان (…)، إنما تستهدف لبنان أولاً وحزب الله ثانياً قبل أن تصل شظاياه لأحد أهم مصارفنا لبنان والمهجر”.
إذاً ثالث المستهدفين بحسب “الإستيذ” هو البنك. قبل بنك لبنان والمهجر هناك مستهدفان: لبنان الحبيب والحزب النجيب الذي امتنع قادته عن التعليق بانتظار ظهور شريط فيديو لأحمد أبو عدس ثانٍ يتبنّى فيه المفجّر عملية “بووم بوووم بنك” وينتهي الأمر. أو ربما تريثوا تحضيراً لسيناريو ما أو لإطلالة تدحض الأكاذيب والإفتراءات والكلام الظالم بحقّ الحزب المترفّع عن مثل هذه الحركات، وقد يكتفي الحزب بتعليقات أتباعه المشكورين على جهودهم التلفزيونية وتغريداتهم في فضاء تويتر. وفي مقدمهم الزميل النشيط سالم زهران.
ففي حديث إلى الجديد قال زهران: “إذا حزب الله فاتح اشتباك علني مع المصارف، وتحديداً بنك لبنان والمهجر، فهل يعقل لحزب الله الذي هزم إسرائيل والحركات التكفيرية أن يكون بسيطاً لدرجة فتح اشتباك علني وبعد 24 ساعة يرسل عبوة؟”. باطل! يرسل شاحنة ميتسوبيتشي.
صحيحٌ من هزم إسرائيل لا يُعقل أيضاً أن يتورّط في خطف مواطن جنوبي مثل جوزف صادر في منطقة نفوذه الأمني. القيام بمثل هذا العمل البسيط لا يليق بحزب هزم إسرائيل.
ومن هزم إسرائيل والتكفيريين لا يُعقل أن يكون بسيطاً ويفشل في اغتيال النائب بطرس حرب. محاولة بائسة فعلاً.
ومن يملك تاريخاً مجيداً في الحروب أيُعقل أن يطلق 3 رصاصات عن بعد ألفي متر على الدكتور سمير جعجع؟ أقلّه لو كان متورطاً لأطلق صاروخي شهاب 3.
تعاطى حزب الله في الأمس مع قضية “بوووم بوووم بنك” بصمت يوازي اللامبالاة. وقبل خمسة أعوام ونيّف إلتزم حزب الله الصمت. لم يكلّف نفسه عناء استنكار إختفاء مواطن في منطقة نفوذه.
ويوم صدر قرار ظنّي بحقّ أحد عناصر الحزب بقضية حرب، سكت الحزب على الضيم. والمسلسل طويل. وما سكوت الحزب في الأمس سوى مضبطة اتهام مكتملة العناصر حتى ثبوت العكس.
حزب الله تعاطى بصمت مع تفجير “بلوم بنك”