من الشراع/مقابلة مع النائب السابق سمير فرنجية/: 14 آذار في حالة صعبة واحتفال عون مبهم ولا علاقة له بالسياسة أبداً

382

النائب السابق سمير فرنجية: البلد في خطر والحل بتجديد التسوية التاريخية و8 و14 آذار يشهدان انهياراً مزدوجاً     

الشراع/حوار: فاطمة فصاعي/24 تشرين الأول/15

*احتفال عون مبهم ولا علاقة له بالسياسة أبداً

*علينا أن نبحث في أزماتنا لأن المنطقة ستشهد تحولات كبيرة

*جهات سياسية حاولت استغلال هذا الحراك ولكنها فشلت

*الحراك الشعبـي ليس مشروعاً سياسياً أميركياً

*14 آذار في حالة صعبة

*إذا أردت أن ألوم حزب الله عليّ أن ألوم كل من حمل السلاح قبله

*الحرب الروسية قد تتوسع لتطال لبنان والعراق

*الحوار لن يصل إلى نتيجة إلا إذا استكمل بحوار على مستوى المجتمع المدني

*أخطر ما قام به الحراك انه كشف عجز كل القوى السياسية

*الملف الرئاسي أمامه مرحلة طويلة

*النظام السوري لن يبقى وإذا أراد ذلك عليه أن يفعل كما فعل حزب الله في لبنان

ينبه رئيس المجلس الوطني لقوى 14 آذار/مارس النائب السابق سمير فرنجية من مخاطر المرحلة المقبلة التي تحتاج إلى نوع من التكاتف وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة لمواجهة أي مستجدات منتظرة على الساحة الاقليمية.

واعتبر ان فريقي 8 و14 آذار/مارس يشهدان حالة من الانهيار بما ان الفريق الأول يخسر والثاني لا يسجل أي نجاح في خطواته.

ودعا إلى ضرورة تغيير بوصلة الحوار لتطال المجتمع المدني الذي من شأنه أن يصل بالحوار إلى نتيجة، وإلا فإن الفشل سيكون مصيره. وحذر أيضاً من مخاطر الحرب الروسية الدائرة في سورية والتي قد تتقدم إلى مناطق مجاورة لسورية وقد يكون لبنان جزءاً منها.

هذه المواضيع وسواها تحدث عنها فرنجية في هذا الحوار معه:

انفصام

# كيف ترى الوضع السياسي الحالي في ظل الفراغ الرئاسي من جهة والحراك المدني من جهة أخرى، يتوسطهما الحوار القائم بين الاقطاب السياسية؟

– هناك حالة انفصام في لبنان تزداد يوماً بعد يوم، وعلينا أن نبحث في أزمتنا من انتخاب رئيس إلى البحث في قانون انتخاب، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولاً تاريخياً سوف يؤثر عليها لفترة طويلة جداً خاصة بعد التدخل الروسي في الحرب السورية الأمر الذي يتطلب تحركاً سريعاً جداً.

إضافة إلى المشاكل التي نعانيها من جراء أزمة اللاجئين السوريين في لبنان حيث أصبح عددهم يفوق ربع سكان لبنان، ومع كل هذا هناك قسم كبير من الطبقة السياسية ما زالت محكومة بصراعها على السلطة، وهذا الأمر مؤسف للغاية.

الحراك جاء ليكتب هزيمة هذه الطبقة السياسية، الحراك لا يملك حدوداً معينة ولكنه كشف في مسألة النفايات، عجز الطبقة السياسية بأكملها، ويفترض أن يدفع هذا الحراك هذه الطبقة إلى التحرك لأن هناك حالة استسلام للأمر الواقع نعيشها حالياً.

# ما رأيك بالتظاهرة التي دعا إليها النائب ميشال عون؟

– هذا التحرك بحاجة إلى قراءة سياسية لأن لا علاقة له بالسياسة أبداً، دعا التيار الوطني الحر الناس بمناسبة ذكرى استشهاد عدد من العسكريين في 13 تشرين الأول/اكتوبر ولكن لا أحد تطرق إلى من قتل هؤلاء العسكريين. الاحتفال مبهم، يتم التطرق إلى الضحية بمعزل عن الجاني، هذا التحرك لا يؤثر على الحياة السياسية ولا تعطيه أي فرصة للحصول على ما يريده، هذا التكرار الممل يدل على انه لا شيء أمامه ليفعله سوى هذا التحرك.

# لماذا، هل استنتجت ذلك من تصريحاته أم ماذا؟

– في هذه اللحظة واضح ان عون يريد أن يستفز عصبية المسيحيين بكلامه عن حقوق المسيحيين والطائفة السنية، برأيي من إيجابيات الوضع الأليم هو عدم قدرته على فعل أي شيء، عندما تكلم عن تظاهرة حول حقوق المسيحيين نزل 140 شخصاً وحصل نوع من التعبئة الطائفية وهذا ينطبق على بقية الطوائف.

شرق أوسط جديد

# يتردد بأن الحراك المدني الدائر تقف خلفه قوى خارجية وانه ليس وليد الصدفة ما تعليقك على هذا الكلام؟

– أذكر انه عندما نظمنا حراكنا بعد اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري قالوا عنه انه حراك أميركي لشرق أوسط جديد وتبين ان لا علاقة له بكل هذا الموضوع. إذا استطاع الأميركيون أن ينـزلوا مليون ونصف المليون شخص في 14 آذار/مارس عام 2005 عندها يمكن القول ان الأميركيين قادرون على كل شيء ولكن هذه ليست حقيقة الوضع.

بغض النظر عما إذا كان هناك جمعيات حصلت على مساعدات، فإن المسألة في مكان آخر، الحراك الذي جرى في العراق وحرك الوضع بكامله، والقول بأن كل تحرك تقف وراءه قوى خارجية هو كلام مبالغ فيه، لنقل بأن هؤلاء الشباب عبروا عن مشاعر الاكثرية اللبنانية. وهذا الأمر صحي للغاية، من الطبيعي أن تحاول جهات سياسية استغلال هذا التحرك ولكنها فشلت لأن التحرك هذا يتخطى السياسة بمفهومه هذا.

الحراك كشف رفض اللبنانيين لقوى الأمر الواقع، وهناك مرحلة أخرى سيشهدها لبنان وهي كيفية تغيير هذا الواقع القائم.

# يتردد بأن القوى الخارجية وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية لم يعد يهمها دعم 14 آذار/مارس مثلاً بقدر ما يهمها دعم الحراك المدني. ما رأيك بهذا الكلام؟

– في أي حراك من هذا النوع في أي مكان في العالم يحظى بتأييد كل الناس وهو يلفت الانتباه لأن الاعلام لا يتناول إلا هذا الحراك بغض النظر عن الاخبار السياسية. لذلك هناك اهتمام بهذا الموضوع، ولكنه ليس مشروعاً سياسياً أميركياً.

# أين 14 آذار/مارس اليوم؟

– 14 آذار/مارس في حالة صعبة، دعيني ألخصها بكلمتين فقط، مشروع 8 آذار/ وصل إلى طريق مسدود وهو يفشل، أما 14 آذار/مارس فهي لا تربح الآن ونحن بهذه الوضعية فريق يخسر والآخر لا يربح.

فريق الشعب السوري

# اذن 14 آذار صارت مكانك راوح؟

– هذا يعني أن هناك انهياراً مزدوجاً، ولكن هناك فريقاً أوضح من الآخر. فريق 8 آذار بالمعنى العملي هو الشعب السوري وليس الشعب اللبناني، ومحاولة ((حزب الله)) لتأخير سقوط نظام بشار الاسد وهذا الامر كلفته عالية جداً. وقد تبين ان هذا النظام غير قادر على استعادة دوره ويعتبر في حالة سقوط.

بالمقابل ليس لدى 14 آذار مشروع آخر، فإذا أردت أن ألوم ((حزب الله)) على استخدام السلاح، عليّ أن ألوم كل من حمل السلاح قبله ايضاً وعليّ أن أقول لنطوِ الصفحة ولنعد إلى ما يجب أن نكون عليه.

وربما مسؤولية ((حزب الله)) اليوم اكثر من غيره، ومسؤولية غيره في السابق يمكن ان تكون اكثر منه، هناك أفكار يتم تداولها الآن والمجال ما يزال مفتوحاً لإيجاد حلول.

((هوبرة)) 8 آذار

# هل هذا يعني ان كلاً من فريقي 14 و8 آذار لم يعودا موجودين على الخارطة السياسية؟

– اليوم كلا الفريقين اصبحا في حالة ضعف، وفريق 8 آذار ضعيف جداً بالرغم من ((الهوبرة)) التي تظهر من بعض أقطابه، لذلك يجب أن نجدد التسوية التاريخية وعلينا ان نعود الى الطريق الصحيح كي نغرس لمرحلة جديدة في تاريخ البلد، ونسرع في انجاز ذلك لأننا امام مخاطر كبيرة وأهمها:

*خطر توسيع الحرب الروسية، فقد تتوسع مخاطرها الى بلدان جديدة مثل العراق ولبنان.

*الفتنة السنية – الشيعية التي تهدد مستقبلنا جميعاً وكل شخص موجود على هذه الارض.

*مشكلة اللاجئين السوريين.

*الوضع الاقتصادي المتردي والذي يتفاقم يوماً بعد يوم.

لذلك يفترض ان يتم طي الصفحة القديمة.

# ماذا عن الحوار الذي يقوم به الرئيس نبيه بري؟

– الحوار القائم قد يكون قاعدة مهمة في هذا الخصوص ولكن هذا الحوار يجب ان يستكمل بحوار على مستوى المجتمع المدني الذي يجب ان نظهر له مسؤولياته كي نؤسس لمرحلة جديدة.

لذا فإن الحوار اذا توجه بهذا الاطار آمل خيراً منه وإلا فلن يصل الى نتيجة.

# هل يمكن ان يكون الحراك المدني قد أضعف الحالة السياسية لدى 8 و14 آذار؟

– هذا الحوار كان كاشفاً، وأخطر ما فعله هو انه كشف عجز كل القوى السياسية، يعني كل هذه القوى الموجودة في السلطة غير قادرة على حل أزمة النفايات، دور هذا الحراك مهم لأنه حرك دينامية الشباب وهذا أمر مهم.

# هل هذا الحراك متعمد لإسقاط 8 و14 آذار؟

– الجواب على هذا السؤال صعب في الواقع لأنه في النتيجة أدى الى ذلك ولا ادري ان كان في الاساس هذا هو الهدف.

غالب ومغلوب

# ماذا عن حلحلة الملف الرئاسي، هل يمكن أن تحمل زيارة الرئيس الفرنسي الجواب او الحل، ام ان الحل قائم على المستوى الداخلي فقط؟

– هناك غالب ومغلوب دائماً، قلت انه علينا ان نتفاهم فيما بيننا لحل هذه المسألة لأن رئيس الجمهورية هو القادر على طي هذه الصفحة، وانتظار الخارج يعني انه لن يتحرك الا بعد ان يحسم الوضع في سورية، وبتقديري لا توجد اي اشارة تدل على ان الوضع سيحسم لصالح بشار الاسد. لذلك سندخل في مرحلة طويلة وهذه المرحلة ستجعل من الحوار مرحلة صعبة.

فلنخرج من هذه المراوغة كلها.

# هل تخشى على حكومة الرئيس تمام سلام، وهل تتوقع عودتها الى نشاطها السابق؟

– أتصور انه ليس امام احد خيار آخر من كل المعترضين ولن يقبل احد حل هذه الحكومة، فلا احد قادراً ان يتحمل نهاية حكومة الرئيس تمام سلام، لذا المطلوب ان يوقفوا حركاتهم وليتوقفوا عن الابتزاز في أمور صغيرة.

لم يعد هناك كبير في الحياة السياسية وهناك أشخاص مستعدون للعودة 30 سنة الى الوراء ليقولوا انهم ذوو سلطة كبيرة.

# ماذا عن التدخل الروسي في سورية، وهل سيستمر نظام الرئيس السوري بشار الاسد؟

– بالتأكيد لا، لن يستمر نظامه وكي يستمر عليه ان يفعل كما فعل ((حزب الله)) في لبنان، اي ان يرسل قوات على الارض لتقاتل نيابة عنه، وهذا الامر لن يقبله الروس ابداً.

الروس يساهمون في القصف الجوي وهذه محاولة للدخول الى خط المفاوضات من موقع أقوى.