العميد الركن المتقاعد يعرب صخر/قراءة في ما وراء المشهد…أمام إسرائيل ٣ أهداف استراتيجية كبرى لا تتزحزح عنها؛ تحظى بمباركة دولية ودعم أميركي ثابت، وهي بذات الوقت حرج كبير لايران وذراعها الأقوى في المنطقة وهو المعني بهذه الاستراتيجيات
قراءة في ما وراء المشهد أمام إسرائيل ٣ أهداف استراتيجية كبرى لا تتزحزح عنها؛ تحظى بمباركة دولية ودعم أميركي ثابت، وهي بذات الوقت حرج كبير لايران وذراعها الأقوى في المنطقة وهو المعني بهذه الاستراتيجيات العميد الركن المتقاعد يعرب صخر/07 أيلول/2024
استراحة المحارب التي فرضتها أميركا منذ ٢٥ آب على إسرائيل وانقاذ حزبللا وأمه إيران من حرج أوقعوا أنفسهم فيه بإطلاقهم تهديدات غير قادرين على تنفيذها… يبدو أن هذه الإستراحة قد بدأت بالنفاذ.
إذ عادت إسرائيل، وعلى لسان رئيس أركانها بالتوجه شمالا”، لتنفذ بنك أهدافها المحدد مسبقا” وتضرب بعنف أشد من السابق عمق جبهة حزبللا ومكامن صواريخه ومستودعات ذخائره وأسلحته وبقعه اللوجستية وإمداداته الخلفية والوسيطة والمتقدمة… مستغلة” انكشافه الأمني الذي حققته عبر حربها الإلكترونية والسيبرانية والاستخبارية عليه وعلى كل محور إيران.
بالمقابل حزبللا ينوب عن كل هذا المحور ويتلقى عنه الضربات، ويبدو أنه بفعل نجاح إسرائيل في ضرباتها الاستباقية، قد فقد حزبللا عنصر #توازن_الرد بحيث لم يعد يستطيع التعامل برد الفعل بذات الأذى والإيلام؛ فهو غير قادر أو مسموح له باستعمال صواريخه الثقيلة وطويلة المدى ليضرب عمق إسرائيل، أولا” لأن هذا السلاح لا ‘يطلق إلا بأمر الحرس الثوري الإيراني، وأميركا قد ضبطت إيران ورسمت لها حدود الدور والرد.. وثانيا” حتى ولو ‘سمح له بإطلاقها، فتحريك منصاتها وتجهيزها واتخاذ وضعية الإطلاق والتصويب، يستغرق عدة دقائق باستطاعة إسرائيل رصدها وضربها في أرضها قبل إطلاقها، وعمليات الرصد والتتبع الإسرائيلية ومسيراتها ناشطة ودائمة التجوال٢٤/٢٤.
لقد بدا أن حزبللا في ٢٥ آب قد نفذ قتالا” تراجعيا” ليسحب ثقله بعدها من البقعة الجنوبية المتاخمة لشمال إسرائيل التي جعلت هذه البقعة بعمق ٧ – ١٠ كلم دمارا” شاملا” وأرضا” محروقة، غادرها سكانها ولا يستطيعون الرجوع رغم دعوة نصرالله لهم بالعودة بعد إنتهاء عملية رده غير المتناسب على إغتيال رجله الأول شكر؛ مكتفيا” برد كيفما كان فقط لأجل الرد، مقفلا” ملف وعبء هذه القضية.
ولقد بدا وكأنه انسحاب قسري لتطبيق مرحلة أولى من مقتضيات القرار الدولي ١٧٠١ القاضي بإفراغ جنوب لبنان بعمق ٤٠ كلم حتى شمال الليطاني من كل الميليشيات والمظاهر المسلحة، وتسلم الجيش اللبناني لها بمؤازرة اليونيفيل. لذلك ما رفضه الممانع بالدبلوماسية والتفاوض، فرضته إسرائيل بالنار في مرحلة أولى، تلاها بنتيجتها تهدئة نسبية وانخفاض وتيرة القتال، وجهت بعدها إسرائيل وجهها نحو الضفة الغربية بحجة تحييد القلق الناتج عن خلايا مسلحين متماهين مع حماس؛ توازيا” مع المفاوضات المتعثرة حول غزة.
أما وقد أنهت عمليتها تقريبا” في الضفة، وشؤون المحادثات حول غزة بعهدة الأميركي الذي يطيل أمدها دون أي خرق، لإيهام ساحة الانتخاب في أميركا أنه قد أرسى الهدوء ما قبل الحل النهائي للمشكلة.
وأما وقد بدأ الأميركي يلوح بأن حاملات الطائرات والحشود العسكرية لن تستمر طويلا” في المنطقة… هنا أعاد الإسرائيلي وضع خطة عملياته تجاه لبنان على الطاولة وصوب وجهته نحو الشمال وكله عزم على الشروع في المرحلة الثانية تجاه حزبللا، لتعميق مساحة تراجعه حتى الليطاني، بدأ التمهيد لها أمس ومستمر في استهداف عنيف للمناطق الواقعة ما قبل الليطاني وشمال البقعة الأولى للمرحلة الأولى.
وهنا بدأ يظهر أن أمام إسرائيل ٣ أهداف استراتيجية كبرى لا تتزحزح عنها؛ تحظى بمباركة دولية ودعم أميركي ثابت، وهي بذات الوقت حرج كبير لايران وذراعها الأقوى في المنطقة وهو المعني بهذه الاستراتيجيات:
١- ٧ أكتوبر هدد امن إسرائيل ووجودها وزعزع عقيدة التفوق عندها، وهي بعد استعادة توازنها، تريد ترسيخ أمنها وضمان وجودها للعقود المقبلة، بمنع أي مهددات مستقبلية او طوفان أقصى آخر. وحزبللا دون سواه هو عين هذا الهدف. وبسبيل ذلك غيرت في عقيدتها العسكرية القائمة على الحرب الخاطفة إلى الحرب مهما طال الزمن.. هذا هو الخطأ الجسيم الذي وقع فيه هذا الحزب بظنه أن حرب غزة لن تطول كسابقاتها ٤ مرات أكثر من شهرين، ففتح جبهة مساندة واهية كرفع عتب، لم تنفع غزة ولم تضر بالعدو؛ وإذ بالحرب تطول ١١ شهر ومستمرة، والآن تتحول عليه.
٢- في كل ما تقوم به إسرائيل بوتيرة متصاعدة بوجه حزبللا منذ ٨ أكتوبر، بقنص واصطياد رؤوسه المؤثرة وقادته، ونسف مقراته ومخازن أسلحته ومستودعات صواريخه وخطوط إمداده.. ‘يفهم من كل ذلك أنه استراتيجية إنهاك وتشتيت واستنزاف المخزون الحربي للحزب وتقليص قدراته الصاروخية تدريجيا”، الذي من الصعب جدا” تعويضه بظل الرصد والتتبع والاستهداف الدائم وقطع الأوصال، بعكس إسرائيل التي كل الترسانة الغربية والأمريكية بخدمتها.
٣- إيران باتت على أعتاب إنتاج القنبلة النووية، وإسرائيل تجري تمرين التزود بالوقود في الجو.
حتى الآن، كان #الشيطان_الأكبر ينقذ إيران #الشيطان_الأخطر وطلائعه من غلو #الشيطان_الأصغر؛ ويؤلف بينهما.. لكن حتى متى؟
ما استمر منذ ١١ شهر رغم المآسي كأنها تمهيدات؛ والأمور بعدها كأنها بدايات.