طوني بولس: لبنان أمام نموذج انهيار غير مسبوق في العالم/عبد الجليل السعيد: لبنان بلا مساعدات .. والكونغرس بالمرصاد لمليشيا حزب الله

240

لبنان بلا مساعدات .. والكونغرس بالمرصاد لمليشيا حزب الله
عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت/10 حزيران/2020

لبنان أمام نموذج انهيار غير مسبوق في العالم
طوني بولس/راديو صوت بيروت/10 حزيران/2020
لبنان أمام نموذج انهيار غير مسبوق في العالم
مؤشرات كثيرة توحي بتصعيد غربي كبير تجاه لبنان في المرحلة المقبلة، ففي حين يعتقد البعض ان قانون قيصر هو اقصى درجات التصعيد، الا انه في الواقع ليس سوى البداية، فالمعلومات الغربية تشير الى تصميم جدي لضرب أذرع إيران في الشرق الأوسط، وان لبنان من أكثر الدول تأثراً كون أحد أبرز الاذرع الإيرانية يسيطر على السلطة الرسمية. بات هناك قناعة لدى الدول الغربية ان لبنان الرسمي هو نفسه “حزب الله” المصنف تنظيماً ارهابياً في معظم دول العالم، وان الخيط الفاصل بين السلطة في لبنان وحزب الله لم يعد موجوداً منذ ما عرف بالتسوية الرئاسية ووصول ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي باتت العقوبات التي يفترض ان هدفها حزب الله تستهدف السلطة اللبنانية نفسها.
قانون جديد
ووفق مصادر ديبلوماسية أميركية فإن نقاشات جدية تدور في الكونغرس الأميركي حول حزمة كبيرة من العقوبات على لبنان ومنع أي مساعدات عنه، ورجّحت المصادر الى انه قد يتم دمج قانونين معروضين أمام الكونغرس حول فرض عقوبات على لبنان وحكومته، كون غايتهما واحدة، مرجّحين امكانية تمرير الاجراء في إطار قانون عام يطال مواجهة إيران ووكلائها في المنطقة. الخطوات التصعيدية لا تنحصر بالولايات المتحدة الأميركية، فهناك مؤشرات أوروبية ايضاً بدأت بعد اتخاذ مصارف أجنبية قرارات بوقف التعامل مع لبنان، لجهة تحويل الأموال منه وإليه، أبرز هذه المصارف هو مصرف Handels Banken السويدي، الذي يعمل في خمس أسواق أيضاً خارج السويد، وهي: الدانمارك، فنلندا، هولندا، النرويج، بريطانيا. وتشير المعلومات الى ان هذه الخطوة تندرج في سياق السياسة الجديدة التي يعتمدها عددٌ من المصارف في كل من الدانمارك والنرويج والسويد وفنلندا وأيسلندا، مرجحة أن “تمتد هذه الإجراءات لتشمل دولاً أوروبية عدّة، نتيجة الأزمات المتلاحقة التي يُعاني منها القطاع المصرفي اللبناني”.
خيار وحيد
ويتكهن خبراء غربيون الى ان نوعاً غير مسبوق من نماذج الإفلاس تواجه لبنان، حيث لا يرون النموذج اليوناني مطابقاً ولا نموذج فنزويلا ولا أي نموذج سابق في العالم، حيث يعتقد هؤلاء ان لبنان كما سوريا سيكونان نموذجاً بحد ذاته، وانه من نتائج هذا النموذج انهيار كامل للمنظومات السياسية القائمة في هاتين الدولتين، متوقعة ان تجتاح المجاعة شعوب هذه الدول وانحلالاً كاملاً بالمؤسسات الرسمية وحتى تلك الموازية لها، موضحة على سبيل المثال ان منظومة حزب الله الموازية للدولة لديها مصالح اقتصادية وسياسية مع المنظومة الرسمية وبالتالي مصير مشترك.
وبحسب الخبراء فإن لبنان بات اما خيارين فقط، وهما بشكل واضح وصريح: الدولة او حزب الله، ومصير لبنان مرتبط بأحد هاذين الخيارين فقط، مع تشديد تام على غياب أي حل رمادي، حيث يقول الغرب للبنان سلاح حزب الله ودوره الإقليمي او انتفاضة رسمية لاستعادة دورها وسيادتها، والخيار المناسب قد ينقذ لبنان من الكأس المرة والنفق القاتم المقبل.

لبنان بلا مساعدات .. والكونغرس بالمرصاد لمليشيا حزب الله
عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت/10 حزيران/2020
مشروع قرار الكونغرس سيتضمن وقف المساعدات الأمريكية إلى دول في الشرق الأوسط لاسيما لبنان
كشفُ بعض وسائل الإعلام الأمريكية عن مشروع قرار جديد يعده الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي بغية فرض عقوبات ضد روسيا والصين وإيران جعل لبنان في عين العاصفة مجدداً ، حيث أكد المشرع الأمريكي غريغ ستيوب بأن مشروع القرار المزمع التصويت عليه سيتضمن وقف المساعدات الأمريكية إلى دول في الشرق الأوسط لاسيما لبنان الذي وضع ملفه على طاولة إدارة ترمب خلال الفترة المتبقية له من دورته الرئاسية الحالية. وأمريكا بشكل عام تنظر اليوم إلى بيروت على أنها معقلٌ رئيسي لحزب الله ، وأن العهد العوني الفاشل لايحظى بأي مصداقية ، ولايوجد سبب وجيه لمواصلة منح لبنان مساعدة دافعي الضرائب في مختلف دول العالم لأن ميلشيا حزب الله الإيرانية تسيطر بشكل منهجي على البلاد وتحكم بعبدا والسراي الحكومي بسلاح غير شرعي. وقضية المساعدات التي تتدفق إلى لبنان ينظر إليها الآن داخل واشنطن بأنها دعمٌ إضافي لخزينة حسن نصر الله ، وماكان سابقاً يأتي في إطار معادلة إستخدام الدولارات الخاصة بدافعي الضرائب الأمريكيين لمواجهة حزب الله أمرٌ لم يعد يصدق أو ينطلي على صانع القرار في البيت الأبيض ، والأموال التي تنفق بطرق تؤدي إلى نتائج عكسية هي مساعدات في نهاية المطاف ينهبها عناصر حزب الله. والخطة الأمريكية كما الخطوات الترامبية التي تحتوي على أشد العقوبات ضد إيران تاريخياً تقتضي محاصرة حزب الله وخنق إقتصادياته المتنوعة وإجباره على الإستسلام وتسليم السلاح ، وستُمنع الإدارة الأمريكية الحالية وغيرها من رفع العقوبات دون الحصول أولاً على موافقة مجلس النواب ومجلس الشيوخ مجتمعين ، أي أن أمد الحرب الأمريكية المعلنة على إيران وأذرعها الإرهابية وفي مقدمتها حزب الله مستمرة. كما أن تلك الحرب ستتخذ خطوة غير مسبوقة لمعاقبة الميليشيا الإيرانية في لبنان من خلال لبننة قانون قيصر الخاص بمعاقبة النظام السوري ، فأي فصيل مسلح تابع إيران كحزب الله شارك ويشارك في الحرب السورية سيدفع وحلفائه الثمن الباهض على مشاركته وسفكه لدماء الأبرياء ، وبالتالي المسؤولية الحكومية والسياسية الملقاة على عاتق الرئيس ميشال عون وحسان دياب ليست من الآن فصاعد عبارة عن نصائح أمريكية لطيفة بل ضربات دبلوماسية و إقتصادية عنيفة ستجعل من حزب الله وأعوانه العونيين ذكرى سيئة يهرب الكثير من ذكرها.