فيديو القداس الإلهي الذي ترأسة البطريرك الراعي اليوم الأحد 30 أيار/2021 في كنيسة صرح بكركي/نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة/الراعي: ما من مخرج من أزماتنا السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية إلا بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة/المطران عودة: أين كان المسؤولون عندما استبيحت أموال اللبنانيين هدرا وسرقة وفسادا؟

70

اضغط هنا لمشاهدة فيديو القداس الإلهي الذي ترأسع غبطة البطريرك الراعي اليوم الأحد 30 أيار/2021 في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي/فيديو فايسبوك

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسة البطريرك الراعي اليوم الأحد 30 أيار/2021 في كنيسة صرح بكركي/ نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة/الراعي: ما من مخرج من أزماتنا السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية إلا بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، برعاية منظمة الأمم المتحدة/المطران عودة: أين كان المسؤولون عندما استبيحت أموال اللبنانيين هدرا وسرقة وفسادا؟

الراعي: أنحن أمام دولة متواطئة بكاملها على شعبها بكامله؟
الأحد 30 أيار 2021
وطنية – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة” عاونه فيه المطران انطوان عوكر، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، الأب مالك ابو طانيوس، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور السفير خليل كرم، أسرة الحركة الرسولية المريمية، وعدد من المؤمنين التزموا الإجراءات الوقائية.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان “عمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس” (متى 28: 19)، قال فيها: “تحتفل الكنيسة المقدسة في هذا الأحد بعيد الثالوث الأقدس، من بعدما تذكرت عمل الآب الخالق الذي أرسل إبنه إلى العالم فأجرى فداء خطايا البشرية بآلامه وموته، وبث الحياة الجديدة بنعمة قيامته، ثم أرسل روحه القدوس منبثقا منه ومن الإبن ليحقق في كل مؤمن ومؤمنة ثمار الفداء. وفيما تحيي الكنيسة هذا الإحتفال، فإنها تقوم برسالتها المثلثة: التعليم والتقديس والتدبير باسم الآب والإبن والروح القدس. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونقدم للثالوث الأقدس سجودنا وعبادتنا، هو الذي باسمه نبدأ، وبمجده ننهي. ويطيب لنا أن نحتفل مع الحركة الرسولية المريمية بعيدها السنوي. فنحيي المشرف عليها سيادة أخينا المطران غي بولس نجيم، ومرشدها العام قدس الأب مالك أبو طانوس، ورئيسها ومجلسها العام ومجالسها الإقليمية والمحلية وسائر أعضائها والآباء المرشدين. إن المنضوين تحت لوائها من مختلف الأعمار يسعون إلى تقديس نفوسهم بالروحانية الإنجيلية المريمية والرسولية، فيكونون خميرة في عجين رعاياهم وبيئاتهم والوطن”.
وتابع: “إن دليل نور وحياة هو مع الإنجيل دستور حياتهم في عيش روحانية الحركة ورسالتها، ما يمكنهم مع غيرهم من المنتسبين إلى منظمات رسولية أخرى، من تأدية رسالة جلى في الرعايا إلى جانب كهنتها، وفي الأبرشيات على مستوى مجالسها ومخططاتها الراعوية والرسولية. إننا نتطلع إلى الحركة الرسولية المريمية في هذا الزمن الصعب من حياتنا الوطنية ليكون أعضاؤها مسيحيين ناشطين، ومواطنين ملتزمين، صامدين بإيمانهم، ومدافعين عن القيم الأخلاقية وناشرينها في أماكن تواجدهم اليوم وغدا. فنقول لكم، أيها الأحباء، ولسواكم من الأجيال الجديدة: استعيدوا الأمل والإيمان بلبنان لأنه سيخرج من بين الأنقاض ويعود دولة مستقلة، قوية، فاعلة، حيادية، حضارية، ديمقراطية، وتعددية. طريق الخلاص مرسوم، ولا ينقصه سوى فعلة شجعان يتمتعون بإرادة بناء وطن للبنانيين، ويتميزون بفكر وطني صاف ومحرر من الولاء للخارج، ويحملون قضية لبنان التاريخية في العقل والقلب. في عيد الثالوث الأقدس، ومن كلام الرب في الإنجيل، ترتسم أمامنا رسالة الكنيسة المثلثة الأبعاد التي سلمها إياها المسيح الإله قبيل صعوده إلى السماء، وهي إياها رسالته كنبي وكاهن وملك، إنها رسالة:
أ. التعليم بإعلان الإنجيل، وتلمذة جميع الشعوب؛
ب. التقديس بتوزيع نعمة الأسرار بدءا من المعمودية-الولادة الجديدة من الماء والروح؛
ج. التدبير برعاية الجماعة على أساس من الحقيقة المحبة”.
أضاف: “هذه الرسالة المثلثة تسلمتها الكنيسة بشخص الرسل، وهؤلاء سلموها إلى خلفائهم الأساقفة ومعاونيهم الكهنة بواسطة سر الدرجة المقدسة. وهم يمارسونها بسلطان إلهي بشخص المسيح وباسمه. لكن الأقانيم الثلاثة من الثالوث الأقدس يعملون كلهم في هذه الرسالة الإلهية. ولذا، نبدأ كل عمل باسم الآب والإبن والروح القدس، وننهيه بالمجد للآب والإبن والروح القدس. وأشرك المسيح الرب الشعب المسيحي كله برسالته وهويته بواسطة سري المعمودية والميرون. فبهما أصبحنا كلنا جسد المسيح. ولأن المسيح -الرأس قبل مسحة الروح، فالمسحة عينها تشمل الجسد كله. ولهذا دعينا مسيحيين أي شركاء المسيح في مسحته، وشركاءه في رسالته المثلثة (القديس البابا يوحنا بولس الثاني: العلمانيون المؤمنون بالمسيح. لو أدركت الجماعة السياسية عندنا رسالة لبنان وقيمتها في الأسرتين العربية والدولية! ولو أدركوا خصوصيته وهويته! لحافظوا عليه وقطعوا الطريق عن الساعين إلى تشويهه. إننا نحيي القوى الجديدة المنتفضة على المحاصصة والفساد والمحسوبيات والخيارات الخاطئة والتقصير في تحمل المسؤولية. على هذه القوى الجديدة يبنى لبنان، لا على جماعة سياسية غير قادرة على تأليف حكومة، ولا حتى على تأمين دواء ورغيف وكهرباء ومحروقات، فأعلنت هي بنفسها فشلها”.
وقال: “نعرف الصعوبات ونقدرها، غير أن هناك جزءا من الأزمة مفتعل بسبب الجشع والاحتكار. لقد حان الوقت لترشيد الدعم من دون المس بالاحتياط المالي في مصرف لبنان الذي هو مال المودعين. وهو خصوصا مال الطبقتين الوسطى والفقيرة، لأن الباقين حولوا أموالهم إلى الخارج، على ما يبدو. ولكن، بين تأخير التمويل وهو كاف لحاجة السوق اللبنانية، وبين تخزين الأدوية المستوردة وتكديسها في المخازن من دون توزيعها رغبة بالكسب بعد رفع الدعم، وبين فقدان رقابة وزارة الصحة والأجهزة القضائية والأمنية على هذه المخازن والصيدليات، وبين التهريب والتلاعب في قواعد التوزيع، بين كل ذلك، يدفع المواطنون ثمن هذا الاستهتار بالحياة. فمن واجبات الأجهزة الأمنية والقضائية ومؤسسات الرقابة، القيام بدهم المستودعات ووقف الإحتكار، وإغلاق معابر التهريب. ونتساءل: ما هذا التقصير العام؟ هل أضربت جميع مؤسسات الدولة؟ أنحن أمام دولة متواطئة بكاملها على شعبها بكامله؟”.
وتابع: “إننا من الناحية الإنسانية، إذ نتفهم الموقف السياسي للدول الشقيقة والصديقة التي تربط مساعدتنا بتأليف حكومة تقوم بإصلاحات جدية، فإن الوضع المأسوي الذي بلغه الشعب يدفعنا لنستحث هذه الدول على مساعدة هذا الشعب قبل فوات الأوان. فالشعب بريء من دولته، ومن خياراتها، ومن حكومته، ومن الجماعة السياسية عموما. إن شعب لبنان يستحق المساعدة لأنه يستحق الحياة، وأنتم تعرفونه. أما من الناحية الوطنية، ما من مخرج من أزماتنا السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية إلا بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، برعاية منظمة الأمم المتحدة، غايته:
1) تطبيق قرارات مجلس الأمن بكاملها، إستكمالا لتطبيق وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن مؤتمر الطائف (1989) بكامل نصها وبروحها؛
2) إعلان حياد لبنان بحيث يتمكن من أن يؤدي دوره كوسيط سلام واستقرار وحوار في بيئته العربية، وكمدافع عن القضايا العربية المشتركة، فلا يكون منصة للحرب والنزاع والسلاح؛
3) إيجاد حل لنصف مليون لاجئ فلسطيني على أرضه، والسعي الجدي لعودة النازحين السوريين المليون ونصف المليون إلى وطنهم، وممارسة حقوقهم المدنية على أرضه. فلبنان المنهوك تحت وطأة الأزمات، لا يستطيع حمل عبء نصف سكانه مضافا”.
وختم الراعي: “إننا بروح الرجاء نواصل طريقنا، وسط المصاعب والمحن، متكلين على نعمة المسيح الفادي والمخلص الضامن لنا بزوغ فجر جديد بقوله: أنا معكم طول الأيام حتى نهاية العالم (متى 28: 20). للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، المجد والتسبيح والشكر الآن وإلى الأبد، آمين”.
بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

المطران عودة: أين كان المسؤولون عندما استبيحت أموال اللبنانيين هدرا وسرقة وفسادا؟
الأحد 30 أيار 2021
وطنية – ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة قداس أحد السامرية في كاتدرائية القديس جاورجيوس، ورقى خلال القداس الإيبوذياكون مايكل إلى رتبة الشموسية وأعطاه إسم باييسيوس، والشماس سلوان إلى رتبة الكهنوت.
وبعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: “المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور، سمعنا اليوم عن لقاء الرب يسوع بالمرأة السامرية، التي خصصت لها كنيستنا المقدسة تذكارا في الأحد الثالث بعد الفصح، إن الماء الذي طلبته السامرية هو الروح القدس. في حواره معها، كشف لها المسيح تدريجيا عطية الله. إلتقاها عند بئر يعقوب حيث جلس ليرتاح من السير، فطلب منها ماء قائلا: “أعطيني لأشرب”. إبن الله المتجسد، الإنسان التام، حمل على عاتقه شقاء الإنسان الفاني، فكان يتعب ويجوع ويعطش، كما بكى على صديقه لعازر الرباعي الأيام. لقد سمح للطبيعة البشرية أن تعمل فيه وتظهر خواصها، وطبعا لم يقو عليه لا الجوع ولا العطش أو الحزن، كما أن هذه الخواص لم تفرض عليه حكما، بل أراد المسيح بنفسه أن يعطش ويجوع ويبكي لأنه هو المحبة. المسيح – المحبة تنازل وأخلى ذاته واتخذ جسدنا، وباتحاده بطبيعتنا، حمل الرب كل خواصها وأحزانها على عاتقه”.
أضاف: “الأقوى من الجوع والعطش هو حوار الرب مع تلاميذه بعدما غادرت السامرية إلى المدينة لتخبر أبناء بلدها عن الإعلان الذي نالته. كان المسيح قد سألها ماء، لكن السامرية، المعروفة في تقليدنا باسم “المعظمة في الشهيدات فوتيني”، نسيت أن تعطيه الماء إثر النقاش، لا بل تركت جرتها وسارعت إلى المدينة. حينئذ، طلب التلاميذ من معلمهم، الرب يسوع المسيح، أن يأكل، فأجابهم: “لي طعام آكله لا تعرفونه أنتم”. وتابع: “طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأن أتمم عمله”.
وتابع: “إن إحدى الحقائق المهمة التي يكشفها لنا لقاء المسيح بالسامرية، هو الترابط بين طريقة الحياة والإيمان. فالمؤمن الحقيقي يعبر عن إيمانه من خلال حياته. إذا توقفنا عند نقاط محددة من حوار المسيح مع السامرية، نجد أن المسيح طلب منها ماء، فذكرته هي بعدم جواز مخالطة اليهود للسامريين. اليهود مؤمنون بالناموس، والسامريون مرتدون عنه. لما وجد المسيح نفسه إزاء أرض خصبة، بدأ يلقي بذار كلمته. شرع يحدث السامرية عن الماء الذي يستطيع أن يمنحها إياه، والذي إن شربت منه لن تعطش أبدا. هكذا، إرتقى بذهنها من مياه البئر إلى نعمة الروح القدس”.
وأردف عودة: “يستخدمون الحق واقوال القديسين كي يدينوا الآخر، عوض أن يقرنوا الإيمان والعقيدة بالمحبة الحقيقية، مثلما فعل الرب يسوع، الآتي من شعب اليهود، مع السامرية. لم يكن يحق لهما الإختلاط، لكن الرب أظهر المحبة الأقوى من كل الصعاب. لقد دلتنا المرأة السامرية إلى كيفية الإستنارة والعبور من المعصية إلى الإيمان الحقيقي، والعبادة الحقيقية للثالوث القدوس. لذلك علينا أن نتعلم منها كيف نتضع ونقبل كل نقد بناء يوجه إلينا لمنفعتنا، بدلا من الإنتفاض وكيل الإتهامات والشتائم لمن يحاول مساعدتنا”.
وتابع: “التواضع فضيلة الفضائل، وحسن الإصغاء أيضا فضيلة. ما ينقص معظم اللبنانيين، والمسؤولين بخاصة، هو التواضع العميق، تواضع القلب والفكر، والإصغاء إلى النقد قبل المديح. لقد حاولنا مرارا وتكرارا، حبا بهم وبوطننا، لفت نظرهم إلى مواطن الخلل في حياتنا ومسيرة وطننا ولكن كما يقول الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. للأسف، لهم عيون ولا تبصر ولهم آذان ولا تسمع. لو شكلوا حكومة اتخذت الإجراءات الضرورية منذ مدة لما وصلنا إلى هذا القعر. لو حولوا شعاراتهم إلى حقائق، وطبقوا ما ينادون به من محاربة الفساد، والتدقيق الجنائي، وحفظ حقوق المواطنين، والتخلص من الطائفية، وغيرها من الشعارات، لما انهار البلد ويئس المواطن. فالمؤسسات الوطنية إقطاعيات للطوائف، والوزارات حكر على أحزاب، والنزاعات الطائفية ازدادت، والمظاهر المسلحة والسلاح المتفلت والإستعراضات الاستفزازية لا تجد من يقمعها، والفساد ما زال مسيطرا على النفوس والإدارات، والإحتكار تفاقم، والغلاء استفحل، والمحروقات ندرت لأنها تهرب أكثر فأكثر، وأزمة النفايات لم تحل، أما الكهرباء فعوض أن تكون من بديهيات الحياة أصبحت كالبدر تفتقد، لأن الهدر زاد عوض معالجته، والجباية تكاد تكون متوقفة وهي مصدر التمويل الأساسي لمؤسسة الكهرباء، وقد سمعنا عن مليارات متراكمة لم تحاول إدارة الكهرباء حتى المطالبة بها، كما لم تحاول توقيف التعديات على الشبكة ومعاقبة الفاعلين، أو وقف الهدر والسرقة، وجباية المستحقات واستيفاء الديون أو وضع برنامج واضح لصيانة المعامل وزيادة الإنتاج وغيرها من الأمور التي تساهم في تأمين الكهرباء للبنانيين”.
ولفت الى ان “اللبناني لم يعد يصدق أن الدولة لم تكن قادرة على إيجاد الحلول لمشكلة الكهرباء طيلة عقود. أي لغز هو لغز الكهرباء؟ هل هي مهمة مستحيلة أم أن هناك سببا آخر نجهله؟ أين التخطيط والإستشراف؟ أين الإدارة الرشيدة؟ وهل يعاقب الشعب بأكمله بسبب بعض الفاسدين والمعرقلين والسماسرة؟ هل على المواطن أن يبقى ضحية الضغينة والحقد والنكايات، أو قصر النظر والإستهتار وعدم التخطيط، وأن يتأقلم مع كل الأوضاع حتى وإن كانت على حساب راحته وكرامته؟ وهل يوجد في القرن الحادي والعشرين بلد يعيش في الظلمة، ويتكل على المولدات الخاصة، عوض بناء معامل الإنتاج، وحتى إنتاج الطاقة البديلة النظيفة؟ أين حاملو لواء محاربة الفساد؟ أين المحاسبة؟”.
وقال: “نحن بحاجة إلى محاسبة كل فاسد أو مقصر أو متعد. من هنا يبدأ الإصلاح. وقد أصبح ضروريا لأن حياة اللبنانيين أصبحت في خطر. حتى الأدوية لم تعد موجودة، ومرضى السرطان يعانون، كما تعاني المستشفيات من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية وكل ما تستعمله في المختبرات وغرف العمليات. لم يعد بمقدور المستشفيات أن تقوم بواجبها تجاه المواطنين الذين سرقت أموالهم، واستنزفت ودائعهم في دعم سلع تهرب أو تحتكر، ودولتهم عاجزة عن دعم ما هو أساسي لصحتهم، أعني الأدوية والكواشف المخبرية وغيرها من المستلزمات الطبية. أين كان المسؤولون عندما استبيحت خيرات لبنان وأموال اللبنانيين هدرا وسرقة وفسادا؟ وهل صحة اللبنانيين سلعة أو ورقة مساومة؟.بئس ما وصلنا إليه. والآن يعدون المواطنين ببطاقة تمويلية أخشى أن تصرف مما تبقى من ودائعهم، فنكون كمن يلحس المبرد ويتلذذ بطعم دمه، كما أخشى أن تشكل رشوة انتخابية يستعملها السياسيون لغاياتهم. دعاؤنا أن يرأف الله بنا وأن يلهمنا الصبر وطول الأناة، وأن يضع في قلوب من يتولون أمرنا المحبة والتواضع والرحمة، ويمنحهم صحوة الضمير وبعد النظر وحسن التخطيط وخاصة حسن الإصغاء”.
وأضاف عودة: “بعد قليل سوف نصلي معا ونطلب من الروح القدس أن يحل على الشماس سلوان ليصير كاهنا على مذبح الرب العلي، وعلى الإيبوذياكون مايكل ليصير شماسا خادما لكنيسة المسيح المقدسة. الروح القدس الذي سوف يحل عليهما هو نفسه الروح القدس الذي حل على التلاميذ في العنصرة وكرسهم خداما وشهودا له في المسكونة. ألم يقل الرب يسوع لتلاميذه يوم الصعود: “ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض” (أعمال 1: 8). مهمة الرسل أن يكونوا شهودا للمسيح في كل أصقاع الأرض. والرسل أقاموا خلفاء لهم، أساقفة وكهنة وشمامسة ليرعوا كنيسة المسيح، بقوة وفعل وحلول الروح القدس. منذ الرسل إلى يومنا هذا، نستدعي الروح القدس لإقامة رعاة للخراف الناطقة في رعية المسيح. للمزمعين أن يشرطنا بعد قليل أقول إن مسؤوليتكما الأساسية هي أن تكونا شاهدين للمسيح في كل لحظة من حياتكما وخدمتكما، ولا فصل بين الحياة الخاصة والخدمة في الكنيسة. ما تعيشانه في حياتكما الخاصة يجب أن يكون انعكاسا لإلتزامكما بالمسيح. الشهادة تكون بالقدوة. بحياتكما ترشدان المؤمنين إلى طريق الملكوت. أنتما تمسكان بالإيمان القويم بابن الله الوحيد. أعكسا هذا الإيمان أعمالا ترشد الكثيرين. يقول الرسول يعقوب: “لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت” (يعقوب 2: 26). الكاهن مسؤول عن كل نفس يرعاها. بعد قليل، وبعد استدعاء الروح القدس على القرابين لتتحول إلى جسد الرب ودمه المقدسين، سوف أضع الحمل، جسد المسيح، بين يدي الكاهن المشرطن جديدا وأقول له: خذ هذه الوديعة واحفظها إلى مجيء ربنا يسوع المسيح، حين أنت مزمع أن تسأل عنها”. تذكر أنك تحمل مسؤولية خلاص كل من أعضاء الكنيسة، فكن على قدر المسؤولية. وأنت أيها المزمع أن تشرطن شماسا، سوف نصلي إلى الرب “امنحه النعمة التي منحتها لاستفانوس أول شهدائك وأول الذين دعوتهم لعمل خدمتك”. إذا، نصلي لكي تكون شهيدا على مثال استفانوس، وأن تكون مستعدا لكل شيء، حتى الرجم، من أجل كلمة الرب والمحافظة على كنيسته وأبنائها. والخادم الأمين يبقى مع أبنائه ولا يتركهم مهما اشتدت الصعاب. لنصل معا من أجل المزمعين أن يشرطنا لكي يؤازرهما الرب في خدمتهما ويكون لديهما “جواب حسن لدى منبر المسيح” في اليوم الأخير، ولكي يرسل فعلة إلى كرمه، “لأن الحصاد كثير وأما الفعلة فقليلون؛ فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده” (متى 9: 37-38)، آمين”.