اتيان صقر _ ابو ارز: اغتيال الحرية وتسخيف حياة اللبنانيين

141

اغتيال الحرية وتسخيف حياة اللبنانيين
اتيان صقر _ ابو ارز/06 شباط/2021

انضم بالأمس لقمان سليم إلى قافلة شهداء الحرية والكرامة والأستقلال، ومع غيابه خسر لبنان مناضلاً عملاقاً ورث ثقافة النضال عن عائلة لبنانية عريقة اشتهرت بمواقفها الوطنية الشجاعة الرافضة لجميع الاحتلالات الغريبة التي ضربت لبنان منذ العام ١٩٧٥ الى اليوم، ونحن شهود على ذلك… كما وخسرت الصحافة كاتباً وباحثاً وناشراً مميزاً غزير الانتاج، والسياسة ناشطاً لا يهدأ، والثورة علماً بارزاً من اعلامها.

لاشيء يوازي فظاعة هذه الجريمة سوى:
– بيانات الاستنكار الكاذبة التي تسارع العصابة الحاكمة مع الجهة الجانية الى إصدارها على قاعدة ” يقتلون القتيل ويمشون في جنازته”.

– التحقيقات الشكلية التي تجريها الأجهزة الأمنية والقضائية، والتي تنتهي عادةً بتمويه الحقائق وإخفاء الادلة وتمييع التحقيق بهدف تجهيل الفاعل، ثم إحالة ملف التحقيق إلى القضاء او ربما الى المجلس العدلي لينام عميقاً في جوارير وزازة العدل الى جانب عشرات الملفات التي سبقته والراقدة هناك منذ عقود.

– استهتار الدولة الوقح والخطير بحياة اللبنانيين والذي ادّى إلى تسخيف حياتهم، وتشجيع المجرمين على التمادي في اجرامهم وانتشار ثقافة القتل، وتعريض حياة المعارضين جميعهم الى خطر التصفية الجسدية، أضافةً الى تقليص مساحة الحرّية الى حدها الأدنى.

-استغباء عقول اللبنانيين عندما ينبري الجاني بوقاحة فاقعة إلى المطالبة بالأسراع في التحقيق وكشف الحقيقة.

يستغرب البعض كيف وصلت البلاد إلى هذا الدرك من الخراب الشامل، وفي هذه السرعة القياسية، فنجيب، تخرب البلاد حتماً عندما يخرب فيها العدل وتغيب عنها الحرية… والدليل الساطع على هذا هو التحقيق المتعثر الجاري في جريمة العصر أي انفجار المرفأ وتدمير نصف بيروت، ولا من يسأل ولا من يبالي.

في قافلة الشهداء هذه، لقمان سليم ليس الأول ولن يكون الاخير، فالشهادة من أجل الحرية تقليد لبناني قديم، ومسيرة النضال من أجل لبنان الواحد السيد المستقل عمرها من عمر التاريخ، ما توقفت يوماً حتى بلغت أهدافها ودحرت اعداءها٠٠٠
و العبرة لمن يعتبر!!!
لبيك لبنان
اتيان صقر _ ابو ارز