موناليزا فريحة/تجميد النزاع وتعويم الأسد

263

 تجميد النزاع وتعويم الأسد
موناليزا فريحة/النهار

12 تشرين الثاني 2014

كثفت روسيا تحركاتها في الاونة الاخيرة من أجل إحياء المسار السياسي للأزمة السورية وعقد مؤتمر للمصالحة على أرضها يجمع النظام والمعارضة كصيغة بديلة من مؤتمر جنيف 3. وأبدى وزير خارجيتها سيرغي لافروف بصراحة رغبة بلاده في اعادة احياء مفاوضات جنيف وفقا للقراءة الروسية لصيغته الاولى والتي لا تمس بوضع الرئيس بشار الاسد. وثمة من يذهب الى القول إن وزارة الخارجية الروسية باتت في مرحلة اعداد طاولة المفاوضات وبرنامج التفاوض ولائحة المتفاوضين. من البديهي أن تسعى موسكو في مؤتمرها المقترح، الى سد ما تعتبره ثغرات في مؤتمر جنيف، وهو دعوة ايران للمشاركة، فضلاً عن توسيع وفد المعارضة ليشمل أطيافاً لا تنضوي تحت لواء الائتلاف. لذا شكلت زيارة الرئيس سابقاً للائتلاف الوطني معاذ الخطيب الاسبوع الماضي للعاصمة الروسية دليلاً على شكل حكومة انتقالية تسعى موسكو الى تسويقها. أما الحديث عن دور القاهرة في هذا الجهد الروسي، فهو على الارجح نابع من موقف مصر من الازمة السورية. فمنذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي الى الرئاسة، اتخذت القاهرة موقفاً وسطياً من فريقي النزاع، وخصوصا منذ اكتساح الجهاديين صفوف المقاتلين المعارضين. وهي تجري اتصالات مع جميع الاطراف، بمن فيهم النظام السوري، على المستوى الامني، وهناك قائم بالاعمال مصري في دمشق. وقبل فترة كان رئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة في القاهرة و التقى فيها مسؤولين مصريين. ومع أن مؤتمراً للأزمة السورية ينطلق من أهمية مكافحة الارهاب، هو في مصلحة القاهرة التي تعاني بدورها خطر الجهاديين، تؤكد مصادر عربية أن لا مبادرة مصرية محددة، وإنما اتصالات تجريها موسكو مع دول عدة، بما فيها القاهرة، من أجل استطلاع آراء الدول في أفكار عامة ترمي الى تحريك حل سياسي ممكن لسوريا. وتلفت الى أن الاستجابة المصرية مع التحرك الروسي تندرج في اطار حرص القاهرة على عدم تفتت سوريا والحفاظ على الجيش السوري. تسعى روسيا من خلال تحركها للعودة الى الساحة الاقليمية بعد غيابها السياسي القسري نتيجة انهماكها بالوضع الأوكراني. وهي بالتأكيد تراهن على اغتنام مرحلة خلط الاوراق التي أنتجها البروز القوي لـ”الدولة الاسلامية” والتشكيك المتزايد في المعارضة السورية المسلحة منها والسياسية، فضلاً عن القدرة المحدودة للغارات التي يشنها الائتلاف الدولي على اضعاف “داعش” في سوريا والعراق. لكنّ حظوظ نجاح تحركها غير واضحة بعد، ولا مواقف الاطراف المعنيين، بمن فيهم ايران وواشنطن. أما النظام، فمن الصعب أن يرفض مسعى يعيد تعويمه، وقد وجه أول اشاراته في هذا المجال بموافقته على النظر في خطة المبعوث الدولي ستيفان دوميستورا لتجميد النزاع في حلب.