خليل حلو/رحم الله بشير الجميل وكمال جنبلاط ورفيق الحريري وصائب سلام … رحم الله الشجاعة والحكمة والنضوج والعقل

357

رحم الله بشير الجميل وكمال جنبلاط ورفيق الحريري وصائب سلام … رحم الله الشجاعة والحكمة والنضوج والعقل
خليل حلو/06 تموز/2019

في العام 1976 وفي أوج المعارك العسكرية بين القوات اللبنانية (كتائب + أحرار + تنظيم + حراس أرز … التابعة للجبهة اللبنانية) من جهة والحركة الوطنية (مرابطون + إشتراكيون + تنظيمات فلسطينية …)

من جهة أخرى، وقبل دخول الجيش السوري إلى لبنان (دخل الجيش السوري في حزيران 1976) كان لقاء بين كمال جنبلاط عن الحركة الوطنية وبشير الجميل عن القوات اللبنانية، في محاولة لتهدئة الأمور وتفادي الدخول العسكري السوري إلى لبنان.

في حينه فهم الزعيمان فداحة الخطيئة التي ارتكبت ألا وهي الحرب الأهلية وفرط مؤسسات الدولة، وتعجب في حينه كمال جنبلاط عندما سمع من بشير الجميل أنه موافقاً على مضمون “البرنامج المرحلي للقوى الوطنية والتقدمية” الذي اقترحته الحركة الوطنية لإصلاح سياسي في لبنان يحقق فيه العدالة الإجتماعية ويوسع من دائرة المشاركة في القرار السياسي فيه.

هذا الإجتماع الذي حصل في بيروت الغربية لم يثمر لأنه أتى متأخراً، إذ كان الدخول السوري إلى لبنان قد حسم في كل من واشنطن وموسكو وتل أبيب والقاهرة وكانت الدبابات السورية قد إجتازت المصنع وأصبحت داخل الأراضي اللبنانية.

كمال جنبلاط وبشير الجميل رمزان فهما أن الدخول السوري كان يعني نهاية الحريات في لبنان، الأول اغتيل على طريق بعقلين دير دوريت في 16 آذار 1977 بعد أقل من عام على الدخول السوري والثاني في 14 أيلول 1982 في بيت الكتائب في الأشرفية في وقت كان السوريون يشعرون بخطر على وجودهم في لبنان من جراء وصول بشير إلى الرئاسة.

الإثنان إغتيلا في عقر دارهما والجهة الغادرة نفسها.
العبرة الأولى: حرص اللبنانيين على حريتهم وعلى دولة القانون والمؤسسات تحميهم من الهيمنة الخارجية، وزرع الأحقاد يولد الإنقسامات ويضعف لبنان ويفتح الباب واسعاً للهيمنة الخارجية (كما هو الحال اليوم).

العبرة الثانية: بشير الجميل الشاب في حينه، وكمال جنبلاط الناضج في حينه، قررا اللقاء لمحاولة الإنقاذ. المؤسف أن هذا الدرس كما غيره الكثير من الدروس، لا يريد حديثو النعمة اليوم الإعتبار به …

العبرة الثالثة: بشير الجميل إغتيل في عقر داره وبين أهله، وكمال جنبلاط إغتيل في عقر داره وبين أهله، وكذلك رفيق الحريري إغتيل في عقر داره وبين أهله …
كلهم إغتيلوا لسبب واحد: رفض الهيمنة على لبنان …

العبرة الرابعة: العنتريات على طريقة “جحا لا يقدر إلا على خالته” مضرة وهي خطيئة مميتة وهي زرع للأحقاد نتمنى ألا تتفجر عواصف سيختفي أمامها العناترة ولن يواجهها سوى العقلاء والحريصين على لبنان والأبطال الصامتين المجهولين.
العبرة الخامسة: اللقاءات على طريقة كمال جنبلاط – بشير الجميل وعلى طريقة صائب سلام – بشير الجميل هي التي تحصن الحريات وتحمي من الهيمنة.

أما عكس ذلك فهو تكريس للهيمنة التي ترقص فرحاً للأحقاد التي تزرع.
رحم الله بشير الجميل وكمال جنبلاط ورفيق الحريري وصائب سلام … رحم الله الشجاعة والحكمة والنضوج والعقل
عاش لبنان