علي الأمين: هكذا يستخف نصرالله وبري بالشيعة اللبنانيين/ظريف يكشف ظرافة الدور الاقليمي لأشاوس لبنان

95

هكذا يستخف نصرالله وبري بالشيعة اللبنانيين
علي الأمين/جنوبية/ 19 يناير، 2017

اثنان واربعون عاما والمجلس الشيعي بلا انتخابات لهيئتية الشرعية والتنفيذية، ولا يجرؤ نواب الشيعة وتحديدا في حزب الله وحركة امل الى الدعوة لانتخابات، الطرفان يشكلان مصدر التمديد الذي اقر اليوم (الخميس) من خارج جدول اعمال الجلسة التشريعية. هذه الخطوة غير المبررة تنم عن سلوك لا يولي للقوانين ولا للانتخابات اي اهتمام فلماذا هذا السلوك؟

في خطوة غير مبررة وتثير الشكوك بالثنائية الشيعية وبرئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الفاقدة للشرعية القانونية، عمد نواب الثنائية الشيعية الى تقديم اقتراح من خارج جدول اعمال الجلسة التشريعية للتمديد للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وفيما اقر مجلس النواب هذا الاقتراح باعتباره يخصّ الطائفة الشيعية واغلبية نواب الشيعة موافقون على اقراره.

الخطوة فجّة وفاجرة فالمجلس الشيعي كما هو في قانون تأسيسه من ضمن مؤسسات الدولة اللبنانية، ويتقاضى رئيسه وبقية العاملين فيه رواتب وتعويضات من الخزينة العامة، وهو لذلك لا يمكن ان يكون لعبة بيد بعض السياسيين. لم تجر انتخابات لهيئتيه الشرعية والمدنية منذ العام 1975 اي منذ 42 عاما، علما ان الانتخابات يجب ان تتم كل ست سنوات.

الخطوة فيها من الفجور والاستباحة واكثر، فان يتم تجاوز القانون بالتمديد من دون مبرر لا سيما اننا اليوم بين انتخابات بلدية جرت قبل اشهر وانتخابات نيابية ستجري بعد اشهر، فما الذي يحول دون اجراء انتخابات في المجلس الشيعي، ولماذا تصر ثنائية بري -نصرالله على عدم اجراء الانتخابات، هل هو خوف مما ستظهره نتائج الانتخابات، هل لأنها ستكشف عن خيارات داخل الطائفة الشيعية خارج سيطرة امل او حزب الله؟ هل لان انتخابات المجلس الشيعي ستفتح افاقا امام تنظيم شؤون الاوقاف المتقاسمة اليوم لحسابات سياسية وشخصية وحزبية؟ هل لأن الدعوة للانتخابات التي تشكل قاعدة الناخبين فيها ما يتجاوز ال40 الف ناخب من النخب المهنية والتعليمية والجمعيات يمكن ان تكون الانتخابات فرصة لتفاعل فيما بينها؟

هل يعلم ابناء الطائفة الشيعية وسواهم ان المجلس الشيعي اليوم لا يعقد اي اجتماعات لهيئتيه الشرعية والتنفيذية من دون مسوغ؟ هل يعلم هؤلاء انه ليس في لبنان مكان يمكن ان يجمع وجوه الطائفة الشيعية المتنوعة؟ الوقاحة تجاوزت كل الحدود في التمديد للمجلس الشيعي اليوم، فنصرالله وبري صاحبا هذا القرار لا يعنيهما ان تستعيد مؤسسة المجلس الشيعي دورها الجامع بل يصران على بقائها مؤسسة ضعيفة غير فاعلة ولا منتجة، اما المغانم فيمكن تقاسمها كما يرتئيان ويشتهيان من دون حسيب ولا رقيب مادام مجلس النواب جاهز لاصدرار قوانين تشرع ما لا يجوز تشريعه.

يبقى ان نقول ازاء هذا التمديد الهمايوني، ومع توقف المجلس الشيعي مرغما عن الاجتماعات الدورية، ومع تقاسم حزب الله وامل منافعه ومواقع القرار فيه، نقترح تعديل اسم المجلس الشيعي وتحويله الى هيئة مشتركة تحت اسم مجلس امل وحزب الله. اما ان يبقى هذا المجلس خارج اي احترام لقوانينه، لا سيما في عدم اجراء الانتخابات الدورية بلا مبرر، وعدم اجراء اي محاسبة واجبة من خلال هذه الانتخابات وغيرها، فهذا فيه استهانة بكل شيعي لبناني طالما ان هذه المؤسسة تدّعي تمثيله في شؤون معينة بحسب قانون تأسيسها وبتمويل من الخزينة العامة في لبنان.

 

ظريف يكشف ظرافة «الدور الاقليمي» لأشاوس لبنان
علي الأمين/جنوبية/ 18 يناير، 2017/
في تصريح ملفت قال وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف من المنتدى الاقتصادي في دافوس-سويسرا اليوم (الاربعاء)، ان السعودية وايران نجحتا في التعاون في وقف عرقلة الانتخابات الرئاسية في لبنان، وهو اول تصريح رسمي يكشف عن الدور الايراني-السعودي في انجاز الصفقة الرئاسية في لبنان ومن ضمنها تشكيل الحكومة الجديدة. ليس غريبا ان يتم انجاز الصفقة اللبنانية بتدخل خارجي، لكن الغريب تنطح السياسيين اللبنانيين بمقولة ان الصفقة الرئاسية كانت لبنانية ولا دور للخارج فيها. كما يمكن استكمال الفكرة بالقول ان التعطيل ما كان ليتم في عملية انتخاب رئيس الجمهورية لمدة عامين ونصف من دون تدخل خارجي. تصريح ظريف جاء في سياق محاولة اثباته ان نجاح التعاون بين البلدين في لبنان يؤهلهما للتعاون في اليمن وسوريا والبحرين من اجل انهاء الاوضاع المأساوية. لم يذكر العراق ربما لأن اوضاعه غير مأساوية او ربما اقتنع ان السعودية ليست من يقف وراء الازمة في العراق كما يقول مسؤولون عراقيون موالون لايران فضلا عن مسؤولين ايرانيين طالما ربطوا بين نشاط التنظيمات الارهابية والسياسة السعودية فضلا عن اتهامها بدعمها المالي لهذه التنظيمات. المهم ان السياسيين اللبنانيين الاشاوس الذين يتغنون بادوارهم الاقليمية واحداث التحولات الاستراتيجية في المنطقة، كانوا عاجزين عن حل مشكلة لبنانية محلية من دون اذن الخارج الاقليمي وليس الدولي. كل هذا التنطح خلاصته كانت ان ايران والسعودية ودائما بحسب ظريف كشفا ان ما يقال عن ادوار لبنانية اقليمية ليست سوى ظرافة لبنانية يحسن التندر بها بين حين واخر ولا سيما في لحظات وهم الدور الاقليمي لدى بعض اللبنانيين الصغار. يا احبائي قصارى ما وصلتم اليه انكم ادوات طيّعة.