طارق السيد/حقيقة أعداد قتلى “حزب الله” تصدم جمهوره

232

حقيقة أعداد قتلى “حزب الله” تصدم جمهوره
طارق السيد/موقع 14 آذار/20 كانون الأول/16

سوف يستمر “حزب الله” في قتل الاطفال والنساء والشيوخ في حلب وفي كل سوريا، طالما ان الانسانية سقطت من قاموسه الاخلاقي وطالما أن بيانات النأي بالنفس عن أي مجزرة، لم تصدر عنه، بل على العكس، فالحزب يُكرّس نفسه قاتلا ومُحتلاً لا يختلف عن نظام الديكتاوتر بشار الأسد ولا عن ممارسة حكم الملالي في ايران وقمعهم للقوميات البعيدة مذهبياً عن سياسة “الولي الفقيه”.

اليوم وبالتزامن مع حركة الاحتلالات التي يعتمدها في سوريا والتصفيات الجسدية التي يُمارسها بحق الابرياء والعزّل، يقوم “حزب الله” خلال المرحلة الآنية، بخطوات استباقية يسعى من خلالها إلى “شرعنة” وجوده في هناك تحسبّاً لأي تسوية دولية يُمكن أن تُستدرك بعد تفاقم الأوضاع هناك على خلفية التوتر الأميركي ــ الروسي. وقد بدأ الحزب يستطلع أجواء ومواقف الدول المعنية بشكل مباشر بالحرب السوريّة ومستقبلها، وطرح أفكار وحلول تتعلّق بالأزمة، علّها تُبقيه على تماس مباشر مع أي صفقة تتعلّق باقتسام “قالب” الجبن أو أقلّه الحفاظ على “المكتسبات” التي حصل عليها منذ دخوله في هذه الحرب.

لا هم من مكتسبات يُجنيها “حزب الله” على حساب دماء طفل فقد عائلته وفقد الامن والامان في وطنه، ولا هم أيضاً أن يسعى الحزب إلى تهجير ابناء قرى وبلدات في القلمون وتحديدا في “مضايا” و”الزبداني”، على حساب سكان اجبرهم على بيع ممتلكاتهم وارزاقهم، مقابل الغذاء والدواء أو تحت ضغط القتل قتلاً امام الاطفال. وغالبا ما ذهب الى انتهاكات ارتكبها بحق نساء سوريا لهن شقيق او زوج او اخ، ينضوي ضمن فصائل المعارضة. وقد تماهى عناصر الحزب في ارتكاباتهم هذه، مع المليشيات الافغانية والعراقية ولاايرانية وليُصبح على مسافة واحدة في نظرة العالم اليهن بعدما كان تسيّد ساحة المقاومة لسنوات طويلة، قبل أن تنكشف حقيقة هذا السلاح ودوره الفعلي في الداخل والخارج.

ستبقى حلب وصمة عار على جبين كل منتىمر عليها وعلى اهلها، وستبقى تلعن الخائن الى ان تلقى وجه ربها يوم الحساب. وهذا الحقد والغل، تمارسه “الممانعة” بكل اطيافها وفئاتها وأخرهم الجنرال جواد غفاري الذي يقود الحرس الثوري و16 ميليشيات شيعية تابعة له في سوريا، بأنه يريد إبادة من تبقى من المحاصرين في شرق حلب”. وغفاري هو الذي عارض الروس منذ البداية في خروج المدنيين ومقاتلي المعارضة من داخل الأحياء المحاصرة، وقام بإفشال الاتفاق الروسي التركي.

ولكن مقابل هذا الاجرام الذي ينتهجه الحزب بعدما تحوّل إلى جهة مُطالبة دولياً بملاحقته بشسبب ارتكاباته بعد ان سبق ولوحق بسبب تجارات المخدرات وتبييض الاموال، يُغيّب أو يُخفي الحزب عن مجتمعه وجمهوره الإحصاءات الفعلية والرسمية لأعداد قتلاه في سوريا منذ تدخله العسكري فيها، فعلى الرغم من المعلومات التي تشير إلى وصول العدد الى نحو يقارب الألف وخمسمائة عنصر، إلّا أنه لم يخرج عن مؤسّسة “الشهيد” في الحزب أي رقم مُحدّد بعد، بل على العكس إذ أن هناك تلاعب دائم وتفاوت بين الحين والاخر لجهة الأعداد الحقيقية، وما يصدر من بيانات عن الحزب في بيروت والتي يعدها “الاعلام الحربي”، لا ينطبق على الاطلاق مع التقارير والبيانات التي تعدها “الوحدة الطبية” في الحزب وهي الوحيدة المخوّلة اعداد هذا النوع من التقارير داخل مركزها الرئيس في احد قرى البقاع بحيث يُمنع عبور اي جثة عنصر من الحزب الى الداخل اللبناني إلا بعد الكشف عليها وترقيمها وبالتالي حسم وجهتها بالتنسيق مع قيادة الحزب في بيروت.

وفي هذا السياق، تكشف معلومات خاصة أن العدد الفعلي لمقاتلي “حزب الله” الذين سقطوا في سوريا منذ العام 2011، يُناهز 1850 قتيلاً، وأن هناك عشرات الجثث المفقودة منذ ثلاث سنوات واكثر بالإضافة إلى ثلاثة اسرى مُعترف بهم حتى اليوم. وهذا العدد نُقل عن كوادر في الحزب معنيين بالدرجة الاولى، بتبليغ القيادة العسكرية عن كل عنصر من الحزب يسقط في سوريا شرط ان تكون الجثة موثقة بكافة التفاصيل التي تؤكد هوية صاحبها.