الإعلامي الياس الزغبي لصحيفة “اليوم”: استجداء نصرالله للمصالحة مع “داعش” يعبّر عن مأزقه في سوريّا، والرئاسة اللبنانية يرهنها للقرار الإيراني

160

الإعلامي الياس الزغبي لصحيفة “اليوم”: استجداء نصرالله للمصالحة مع “داعش” يعبّر عن مأزقه في سوريّا، والرئاسة اللبنانية يرهنها للقرار الإيراني
خاص ـ «اليوم» – صفاء قرة محمد ـ بيروت 17\8\2016

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي في حديث لصحيفة لـ«اليوم» السعوديّة أن ما يحصل لـ«حزب الله» بعد تورطه الدموي في الحرب السورية وفي المعضلات العربية الأخرى من العراق إلى اليمن إلى سواهما، جعل وضعه دقيقاً جداً على المستوى الداخلي اللبناني أولاً ثم على المستوى العربي، فضلاً عن صورته السوداء في المجتمع الدولي وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية عبر قانونها الرقابة المالية والتضييق المالي على موارد«حزب الله».

 وشدّد على ان تورط «حزب الله» في هذه الحروب جعله في مأزق فعلي انعكس سياسياً على الداخل اللبناني وهذه مسألة طبيعية، فـ«حزب الله» من خلال تحالفاته وتحديداً المرشحين المحسوبين عليه، العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، يجد نفسه في حالة حرجة جداً لذلك لا يستطيع الإقدام على تسهيل انتخاب رئيس لجمهورية لبنان، وهذا ما بدا واضحاً في كل أدائه خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، بعدما اتضح أن هناك مرشحين فقط من صلبه أو من فريقه.

وقال الزغبي «هذه الصورة السوداء التي توجت كل تورط «حزب الله» في حروب الآخرين جعلت المأزق الرئاسي اللبناني أكثر صعوبة ودقة، لذلك نرى أن القمة العربية في نواكشوط حين تجدد مرة تلو المرة أن «حزب الله» منظمة إرهابية وتدين بشكل صريح وحاسم التدخل الايراني العسكري والمالي والمذهبي في الدول العربية، كل هذا يجعل «حزب الله» في الموقع الأضعف ويجعل حليفيه المرشحين في مأزق فعلي لا يمكن الخروج منه الا بالبحث عن طرف ثالث للرئاسة.

 أضاف: «لذلك فإن «حزب الله» هو الآن من جهة شديد الانغلاق والتأزم، ومن جهة أخرى ينفّذ القرار الايراني بالإبقاء على الشغور الرئاسي في لبنان، لكي لا يأتي أي رئيس يكون رأساً للشرعية اللبنانية بمن في ذلك حليفا «حزب الله» أي ميشال عون وسليمان فرنجية، هو يرفض بطلب من إيران وخضوعاً للسياسة الايرانية والمشروع الإيراني، وصول أي رئيس في هذه المرحلة حتى ولو كان عون أو فرنجية لأن وجود رئيس شرعي على رأس السلطة اللبنانية يأخذ كثيراً من دوره وعلاقاته ويعيد ربط لبنان شاء أم أبى بالشرعيتين العربية والدولية، فلا يبقى لبنان كما هو الآن محرجاً عبر رئيس الحكومة تمام سلام في القمم والاجتماعات العربية، لا بل يخرج من حرجه لأنه يصبح جزءاً لا يتجزأ من النظامين العربي والدولي، وهذا الأمر لا يريده لا «حزب الله» ولا إيران. وهذا ما يفسر بالتمام استمرار الفراغ والشغور الرئاسي الى أمد غير منظور.

ورأى الزغبي أن «الحديث عن مرشح ثالث كـ«شامل روكز» وغيره، نوع من النكتة السياسية غير قابلة للإضحاك ولا للتصريف»، مؤكداً ان هذه المسألة ليست مطروحة سوى في الدردشات الإعلامية والصحافية ليس أكثر، أما الحظوظ بين المرشحين المعروفين فرنجية وعون فهي متساوية باتجاه السلبية وليس الإيجابية، أي انهما يتجهان على خطين متوازيين نحو السلبية أي نحو الابتعاد عن الكرسي الرئاسي لأن هناك مأزقاً لا يمكن تجاوزه بالنسبة الى ترشيحهما، فهناك إشكاليات داخلية في لبنان ليس بالأمر السهل تجاوزها، ولا يستهيننّ أحد بموقف تيار «المستقبل» وموقف حزب «الكتائب» وموقف نواب مستقلين، فلا يكفي أن يقول «حزب الله» أنا أريد ميشال عون أو سليمان فرنجية رئيساً لكي يأتي رئيساً، فهناك أيضاً موقف الرئيس نبيه بري المتأرجح دائماً ما بين الحليف و”حليف الحليف”، وهو بذلك يغطي مأزق «حزب الله» وحرجه.

وختم الزغبي بالقول: « دور الرئيس بري الآن في الملف الرئاسي هو تغطية حرج حزب الله، تارة يتجه نحو اليمين باتجاه فرنجية وتارة نحو اليسار يلمح الى هذا ويشير الى ذاك، ولكن كل هذا الحراك لا يعني أن المسألة باتت محسومة وقريبة وإيران ترتاح الى حالة الفراغ الرئاسي لأنها لم يحسم لها بعد المجتمع الدولي نصيبها من الكعكة الإقليمية في المغانم بعد تسوية هذه الحروب. وقد ظهر ذلك جليّاً في الحديث الأخير لحسن نصرالله الذي دار على نفسه في موّال التأييد النظري الكلامي لعون، وعبّر عن مأزقه ومأزق إيران بتودّده، بل استجدائه للمصالحة مع “داعش”، متخطّياً كل ما قاله في السابق عن الارهاب و”التكفيريين”.