خلف أحمد الحبتور: حزب الله يستخدم القضية الفلسطينية ذريعة/روزانا بومنصف: هل يقع لبنان تحت سنابك الخيل الإقليمية/وسام سعادة: ما نتهرّب منه: مسؤولية الدولة عن الجماعة العاصية فيها

273

هل يقع لبنان تحت سنابك الخيل الإقليمية؟ المطلوب إجراءات استثنائية لأزمة غير مسبوقة
روزانا بومنصف/النهار/24 شباط 2016

عبّر رد الفعل السعودي الذي ترجم عبر إجراءات جديدة شملت دعوة الرعايا السعوديين الى مغادرة لبنان او عدم زيارته، عن غضب عميق لا يزال يتفاعل، حتى ان الموقف الذي اتخذه مجلس الوزراء قد لا يكون كافيا لحلّ الإشكالات الناشئة في العلاقات بين البلدين ومع الدول الخليجية الأخرى المتضامنة، وان الأمور لا يمكن حلها بعد تعبئة طويلة ومديدة للاحتقان السياسي مع هذه الدول عبر موقف بدا وكأنه أقصى ما يمكن ان يبذل على هذا الصعيد. الاجراءات مؤذية جدا للبنان حتى لو ان في الموقف السعودي تكرارا أو تأكيدا لمواقف سابقة. وقد يكون ممكنا بالنسبة الى كثيرين فهم رد الفعل السعودي والخليجي على بيان وزاري لم يعتبر كافيا أو مرضيا، حتى في رأي أفرقاء لبنانيين كثر عبروا عن ذلك لكونه لم يقدم جديدا يذكر. بل ان سبع ساعات ونصف ساعة من المناقشات حول بضع كلمات في بيان أعد سلفا من اجل تأكيد ما هو بديهي ووارد في الدستور اللبناني كما في البيان الوزاري، أمر كان محبطا حتى للبنانيين، خصوصا أن مدة المناقشات وطبيعتها قد تكون أظهرت بوضوح عدم صفاء النيات. فمسألة الانتماء العربي الى لبنان والتضامن مع القضايا والدول العربية كانت حتى الأمس القريب من البديهيات التي لا يتوقف عندها أي من أفرقاء الداخل، وكان يتم المرور عليها في البيانات الوزارية للحكومات المتتالية مرور الكرام، باعتبارها من المسلمات البديهية التي لا خلاف أو نقاش حولها. النقاش الذي حصل في مجلس الوزراء أخيرا حمل في طياته، بمعزل عن موجبات البحث فيه، أي من أجل محاولة رأب الصدع الذي حصل مع المملكة السعودية والدول الخليجية على وقع مواقف للسياسة الخارجية اللبنانية لم تتضامن مع المملكة، جملة عناصر. فهو كان بمثابة نقل للصراع الاقليمي الى طاولة مجلس الوزراء الذي تفادى طويلا البحث في اي مسألة سياسية قد تطيح الحكومة. يشعر سياسيون كثر بأن لبنان مهدد بأن يذهب تحت سنابك الخيل في ظل معارك اقليمية لن توفره، حتى لو لم تكن عسكرية. ولا داعي لأن يتوهم أحد أن وقف الاعمال العدائية في سوريا يعني أن هناك توافقا او اتفاقا اقليميا بين المملكة وايران يمكن ان ينعكس على لبنان، بل على العكس من ذلك تماما. ويدرك اللبنانيون اكثر من غيرهم على الارجح كم هدنة أعلنت قبل الوصول الى إنهاء الحرب في لبنان. كانت ولا تزال ربما هناك فرصة ليعزل الافرقاء السياسيون لبنان عن هذا الصراع عبر المساهمة في الاتفاق على إحياء المؤسسات الدستورية، بدءا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن هذا لم يحصل، وليس أكيدا انه يمكن ان يحصل في اي وقت قريب لان ادراك مساوىء ربط لبنان بقرارات اقليمية او دولية لم يتعلم منه الافرقاء السياسيون شيئا، يا للاسف.
هناك مسألة داخلية لا تقل خطورة عن العجز في معالجة تداعيات القرار السعودي، وهو أمر قد يكون بديهيا لحكومة عجزت ولا تزال عن حل موضوع النفايات التي تملأ الشوارع وتسيء الى اللبنانيين جميعهم بكل طوائفهم ومشاربهم، من دون أن يشعر الأفرقاء السياسيون بالحاجة الى الاتفاق على حل لأزمة النفايات المذلة للبنان وشعبه، هذه المسألة هي طبيعة النقاش الذي حصل في مجلس الوزراء. هل هذا النقاش ينذر بأن يتصاعد العداء المذهبي وامتداداته الاقليمية، فتحدث فرزا في لبنان على هذا الأساس؟ هناك خطورة تلامس الواقع من خلال الانطباعات التي يتركها العداء الذي تثيره المواقف المذهبية الحادة التي يطلقها بعض القادة. وهناك من يرى خطورة كبيرة أن يحتاج الافرقاء السياسيون او الطوائف في الداخل الى البحث على طاولة مجلس الوزراء في وجوب أن يتضامن لبنان مع الدول العربية ومتى يفعلون ذلك. ففي هذه النقطة الاخيرة ينطوي صراع ليس على هوية لبنان فحسب، بل على النظام وطبيعته من خلفية التغييرات الجوهرية التي يتم استحداثها قسرا تحت عنوان مكاسب ما. في نهاية الأمر، هناك ضربات متلاحقة تتوالى على لبنان، تصيبه على مستويات كثيرة وتهدد استقراره. بالنسبة الى البعض قد يسهل فهم ضرورة معالجة المسألة بالمقارنة مع استنفار أحدثته مثلا العقوبات التي اتخذها الكونغرس الاميركي ضد “حزب الله”. فرئاسة مجلس النواب شكلت وفدا ضم ممثلين لجميع الكتل النيابية في قوى 14 و8 آذار لزيارة واشنطن من اجل محاولة شرح تداعيات الموقف الاميركي في معرض الدفاع عن الحزب ومحاولة تبييض صفحته اميركيا، وهو ما كان ليضطر الى ذلك لولا القرار الاميركي الاخير. يضاف الى ذلك اعداد وزير المال حسن خليل العدة للتوجه الى واشنطن، وعلى جدول لقاءاته البحث في هذا الموضوع فيما كان ينتظر من زيارة لوفد من جمعية المصارف ارجئت بسبب العواصف التي ضربت العاصمة الاميركية اخيرا ان يثير هذا الموضوع ايضا على رغم ثقة المسؤولين اللبنانيين واقتناعهم بان لا خطر على النظام المصرفي اللبناني نتيجة اجراءات الكونغرس ضد الحزب. المقارنة يثيرها البعض من زاوية ان وقف المملكة مساعداتها للجيش لن يتهدد غدا واقع الجيش على المدى القريب بل ربما على المدى المتوسط او الابعد لكن هناك ما يتهدد لبنان كله وليس اي تنظيم او حزب لبناني فحسب، مما يفترض خطوات غير معهودة لرأب الصدع مع الدول الخليجية. إذ ثمة من يقول ان اسلوب المقاربة السعودية قد اختلف جذريا ومفهوم لبنان اختلف ايضا لدى المسؤولين السعوديين.

ما نتهرّب منه: مسؤولية الدولة عن الجماعة العاصية فيها
وسام سعادة/المستقبل/24 شباط/16
القضية قبل أن تكون قضية إجماع عربي أو غير اجماع عربي هي قضية مسؤولية. مسؤولية أي دولة تجاه مواطنيها، ومنظومة حقوق وواجب المواطنين في كنف دولتهم، ومسؤولية أي دولة تجاه الدول الأخرى. وهذا يعني بطبيعة الحال أنه لا يسع أي دولة أن تكون لامبالية أو غير مكترثة بمصير مواطنيها ان تعرّضوا لبطش جماعة، حتى لو كانت هذه الجماعة محلية القوام، بصرف النظر عمّن يرعاها ويمدّها بوسائل البطش. ويعني كذلك أنه لا يسع أي دولة أن تكون نائية بنفسها عن قيام جماعة من أبنائها المسلّحين بسلبها قرار الحرب والسلم، أو محو حدودها للقتال في دولة مجاورة، بما يتسبب به ذلك من قتل أناس من هذه الدولة المجاورة، ومقتل أناس من الجماعة العاصية. في كل الحالات لا يسع أي دولة أن تقول إنّ لا تبعات داخلية وخارجية لعجزي أمام الجماعة العاصية، وأنه اذا كانت هذه الدولة لا تملك سبل ايقاف هذه الجماعة عن حدها أو ردعها أو حملها على تغيير ما بأنفس قادتها وجهازها وجمهورها، فان هذه الدولة لا يمكنها أن تتفاجأ من ثم بأنها تتحمّل مسؤولية ما تقترفه هذه الجماعة سواء ضد مواطني الدولة نفسها، أو ضد مواطني الدولة المجاورة، فاذا امتد عدوان الجماعة العاصية الى بلدان أخرى، كذلك الأمر لا يمكن أن تتكل الدولة على تاكتيكات النعامة التي تدفن رأسها في الرمل. الدولة مسؤولة عما يفعله مواطنوها في نهاية الأمر. مسؤولية تختلف مستوياتها ومترتباتها كثيراً لكنها تبقى بصفتها تلك: مسؤولية. لا سيادة وطنية لأي دولة من الدول من دون مسؤولية. لأجل ذلك فمن الهزلي تماماً هذا الطرح الذي يشيعه «حزب الله» حالياً والذي يفترض فيه أن السيادة الوطنية الحقة هي تلك التي تعفي نفسها من شرط المسؤولية. لا يعني ذلك أن الفرقاء الآخرين في حلّ من مشكلة جوهرية مع السيادة الوطنية هم أيضاً، لكن على الأقل، موقعهم يجعلهم، في وجه الذين يتعاملون مع مفهوم الدولة على أنها مطية لهم ساعة اضطروا اليها، وشيء ينبذونه ساعة يدعوهم المرء الى احترام أسسه، وبحجة أنها دولة عاجزة وضعيفة، بدليل امتطائهم لها!! ضعف دولة ما لا يلغي مسؤوليتها حيال «قوة» جماعة عاصية فيها. في الحرب السورية مثلاً، هناك دولة لبنانية ضعيفة نعم، لكن هناك احتلال جماعة لبنانية لأراض سورية، وهناك مسؤولية تتحملها الدولة ككل هنا، وليس الجماعة العاصية وحدها، وهذا ينسحب على كل القضايا الأخرى. حين تنشط هذه الجماعة تخريبياً ضد بلدان أخرى، فهذا أيضاً يطرح مسؤولية على الدولة. من النفاق الايحاء هنا أن السيادة الوطنية تعني أنه يمكن للدولة المعنية حينئذ أن تقول حكومتها أو وزير خارجية في حكومتها أنها غير معنية بأخذ موقف من عمل تخريبي تقومه جماعة عاصية فيها ضد دولة تقيم علاقات ديبلوماسية معها، هذا قبل الدخول في حالتنا، الى مسألة الاجماع العربي. لا السيادة حجة، ولا غياب السيادة حجة، لإعفاء الدولة، أي دولة من مبدأ مسؤوليتها المزدوجة: تجاه أبنائها، وعما يفعله أبناؤها. طبعاً، تحمّل المسؤولية يختلف، باختلاف المعادلات الناظمة للاشتباك او الكباش مع الجماعة العاصية، ناهيك عن تغلغل هذه الجماعة العاصية في الدولة، ان لم يكن استتباع جزء من هذه الدولة. هناك التحمّل الأقصى للمسؤولية: محاسبة هذه الجماعة العاصية على غيّها واطاحتها السيادة الوطنية ومنطق الحدود الوطنية، واعتدائها على بلدان صديقة.وهناك حدّ أدنى من المسؤولية: قول هذه الدولة، أو الجزء الذي لم تأكله الجماعة العاصية منها بعد، أنها دولة منكوبة، منكوبة بهذه الجماعة، منكوبة بالتدخل الأجنبي الذي يسند هذه الجماعة، وأن هذا لا يعفيها من مسؤوليتها، لكنه يقلل قدرتها على ايفاء هذه المسؤولية حقها.

حزب الله” يستخدم القضية الفلسطينية ذريعة
خلف أحمد الحبتور/السياسة/24 شباك/16
لا يألو الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصرالله، جهداً في محاولة لترسيخ مصداقية ميليشياته داخل العالم العربي السنّي وتبرير وجودها. وهو يتعمّد صياغة خطابه بأسلوب يهدف من خلاله إلى خداع العرب، لا سيما الفلسطينيين، عبر حملهم على الاعتقاد بأنه البطل الذي سيدافع عن القدس ويحرّر الأراضي المحتلة.
لم يكتفِ نصرالله بتحويل لبنان دولة تدور في الفلك الإيراني، مدّعياً أنه يضع مصالح لبنان أولاً رغم أنه تسبّب باندلاع حرب مع إسرائيل، وحوّل سلاحه نحو أبناء وطنه، وجرّ بلاده للتورط في النزاع السوري، بل عمد أيضاً، وبكل وقاحة، إلى تصعيد خطابه الموالي لفلسطين والمناهض لإسرائيل من أجل كسب تأييد الفلسطينيين والمتعاطفين معهم. يسعى حسن نصرالله، بحسب ما لفت إليه العديد من المعلقين حول شؤون الشرق الأوسط، إلى كسب حظوة لدى الفلسطينيين عبر إطلاق التهديدات ضد إسرائيل، في حين ينظر إليه العالم العربي السنّي بأنه خائن بسبب دعمه لنظام بشار الأسد الهمجي.
لقد تباهى نصرالله في خطابه الأخير العالي النبرة بأن الحزب يملك القدرة على “إطلاق الصواريخ على كامل الأراضي الإسرائيلية”، مضيفاً أن ميليشياته ستخرج منتصرة في حال اندلاع حرب مع إسرائيل المسلّحة نووياً. وكان أكثر دقّة حتى في عرض مخططاته، عبر التهديد باستهداف مصنع أمونيوم في حيفا من أجل التسبّب بانفجار شبيه بانفجار قنبلة نووية. تلك التهديدات هي مجرد ترّهات، فارغة من أي مضمون، لأنه في حال تنفيذها، سوف تعتمد إسرائيل سياسة الأرض المحروقة انتقاماً، وسوف يصبح كل فلسطيني مستهدَفاً. وإثباتاً على أنه ليست لهذه التهديدات أي قيمة، لو كانت إسرائيل معرّضة لخطر الإبادة، لما جلس أي رئيس أميركي مكتوف اليدين ليشهد على دمارها. هذه حقيقة يعرفها جيداً ذلك النمر من ورق الذي يُكثِر من الكلام.
حتى الآن، لم تُقدِم إيران ولا “حزب الله” على أي خطوة ملموسة لمساعدة الفلسطينيين، ما عدا منحهم حفنة من الدولارات وصواريخ متدنّية النوعية. إنهما يستخدمان ذريعة تحرير القدس بمثابة جزرة لاستقطاب المجنَّدين، فهذه الذريعة تبثّ الأمل لدى المسلمين، وبالطبع لدى الفلسطينيين في المناطق حيث يتحوّل الأمل عملة نادرة. يتعهّد نصرالله سنةً تلو الأخرى بمساعدة الفلسطينيين، لكنه لم يفعل حتى الآن شيئاً ملموساً بهذا الصدد. بل أصدر أوامره بشنّ هجمات على المملكة العربية السعودية؛ ومن الأمثلة على ذلك تفجير أبراج الخُبَر السكنية على مقربة من الظهران، والذي نفّذه فرع “حزب الله” في المملكة. علاوةً على ذلك، تتّهم القاهرة “حزب الله”، إلى جانب مجموعات أخرى، بقتل حرّاس السجون لتهريب مئات آلاف السجناء خلال ثورة 2011، وعدد كبير منهم إرهابيون مدانون. لطالما دافعتُ عن قيام دولة فلسطينية. أتحسّس جيداً معاناة الفلسطينيين وإحباطهم في غياب بصيص أمل ولو ضئيلا جداً. وأتفهّم لماذا قد تتعلّق أقلية صغيرة بحبال الهواء التي يمدّها نصرالله، لكنني على يقين من أن خيبة أمل كبيرة بانتظارهم. أنا واثق أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعي تماماً المناورات المخادعة التي يقوم بها “حزب الله”. لا أشكّ أبداً في وطنيته، لكنني أستغرب صمته. عليه أن يُثني شعبه عن الوقوع في شرك “حزب الله” الذي يطلق كلاماً دعائياً الهدف منه استقطاب المجنّدين الذين سيُرسَلون حكماً للقتال في الخارج.
مخططات نصرالله واضحة للعيان. العام الفائت، دعا جميع الفلسطينيين وأنصارهم إلى دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستخدماً حججاً واهية من قبيل أن “أعداء إيران هم أعداء القدس”. ثم ادّعى لاحقاً أن إيران ودعمها لـ”حركات المقاومة” هما “الأمل الوحيد المتبقّي لهذه المنطقة، بعد الله”.
عندما لا يلطم نصرالله صدره منتقداً إسرائيل، يوجّه سهامه نحو السعودية مهاجماً إياها على خلفية ما يسمّيه “عدوانها” ضد اليمن، مع العلم أنه تدخّل قانوني ومشروع الهدف منه مساعدة الحكومة المنتخبة ديمقراطياً على استعادة زمام الحكم، والحفاظ على أمن المملكة.
يوم الأحد الماضي، قدّم وزير العدل اللبناني أشرف ريفي استقالته قائلاً إنه على نصرالله أن “يخجل” من هجماته على السعودية في حين وصف “حزب الله” بأنه “مجرد أداة” لدى إيران. أضاف ريفي: “يُحوِّل “حزب الله” لبنان إلى غرفة عمليات للنفوذ الإيراني”. هذا الكلام من أصدق ما يكون! وهذا بالضبط ما يريده نصرالله لفلسطين – أن تتحوّل إلى دمية تحرّكها إيران كما تشاء. تتراجع شعبية “حزب الله” كثيراً في أوساط الفلسطينيين الذين استشاط عدد كبير منهم غضباً في ديسمبر العام 2015 عندما ألقى نصرالله خطابه أمام خريطة لفلسطين يتداخل معها العلم الإيراني. في هذه المشهدية دلائل كثيرة عما يضمره من نوايا خفية. فهو لا يكترث للفلسطينيين، بل إن مصالحه مرتبطة بما يُسمّى الهلال الشيعي الآخذ في التمدّد. أناشد الرئيس عباس تشجيع إخواننا الفلسطينيين على رفض أكاذيب نصرالله السافرة التي تهدف إلى اختطاف قضيتهم العادلة، وعليه التركيز بشدّة على أن “حزب الله” يكتفي فقط بالكلام وإطلاق التهديد والوعيد، لكنه لا يقرن أبداً القول بالفعل. ربما شطبت الولايات المتحدة “حزب الله” عن قائمة التهديدات في معرض تودّدها إلى إيران لإبرام الاتفاق النووي، لكن التاريخ لا يكذب. يبقى الحزب تنظيماً إرهابياً تلطّخت يداه بالدماء العربية والغربية. وأدعو أيضاً الفلسطينيين المقيمين في لبنان إلى مساعدة أصدقائهم اللبنانيين على استعادة بلادهم من براثن الهيمنة التي يفرضها عليها “حزب الله” الذي يستجلب العداء للسعودية وغالبية دول الخليج وسواها من الدول ذات الأكثرية السنية. لقد تسبّبت سيطرة “حزب الله” على لبنان، سياسياً وديبلوماسياً وعسكرياً، باتخاذ السعودية قراراً بتجميد المبالغ التي كان من المقرر إرسالها إلى لبنان، وقدرها أربعة مليارات دولار أميركي، لمساعدة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، نظراً الى ان السعودية لا تستطيع أن تستمر بطريقة غير مباشرة في تمويل ميليشيا “حزب الله” العميلة لدى إيران، عدوّة الأمة العربية. استيقظوا أيها الفلسطينيون! أنتم تتعرّضون للتلاعب. ابتعدوا عن “حزب الله” وأسياده. ارفضوا الشركاء الزائفين وتمسّكوا بمن وقفوا إلى جانبكم بكل ما للكلمة من معنى، بدلاً من أولئك الذين يتفوّهون بكلام معسول ويضمرون نوايا ومخططات معادية للسنّة. إذا سمحتهم لهؤلاء بأن يتلاعبوا بكم، سيقودكم كلام نصرالله المراوغ في مسار جهنّمي انحداري لا خروج منه .