كلمة النائب مروان حمادة في الاحتفال بذكرى اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن

554

كلمة النائب مروان حمادة في الاحتفال بذكرى اغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن
وطنية/16 تشرين الأول/15
والقى النائب مروان حمادة كلمة العائلة قال فيها “الحبيب وسام، ها نحن نلتقي في خاتمة ذكراك الثالثة. انت الذي افتديتنا بعدما عشنا في حماك لسنوات، قبل ان تطالك يد الغدر، تلك اليد التي اقتلعت بداية وبغفلة سنديانة لبنان الحديث وارزة استقلاله الثاني رفيق الحريري. سبقني في العام الماضي الى هذا المنبر الزميل والصديق مرسيل غانم ليروي تلقف سعد الحريري دموعه برسالة تبقى الاغلى عليه وحتما علينا: رسالة الوعد بالانتقام لوسام وكل الشهداء”. وأضاف: “الليلة معكم، عن أنا ومازن ومجد وعن الوالد عدنان، لن اتحدث باسم عائلتك الصغيرة وآل الصهيوني المفجوعين فحسب بل باسم العائلة الاوسع، الاشمل، الاكبر، عائلة الشرفاء والاوفياء ، عائلتك اللبنانية والعربية. وسام، لم تحملني أنا ولم يحملني مازن ومجد آياتٍ من الشكر الخشبي ولا تعابير لوحية من الامتنان للحضور المواسي. حملوني رسائل لم يكتبوها لكنني اشعر انها تترجم مشاعرهم اليوم. أولى الرسائل – ان الامسية هذه ليست ،بعد اعوام ثلاثة، مناسبة لتكرار البكاء ولا لتجديد النحب. فمنذ استشهاد الرئيس وكوكبة الابطال الذين سقطوا والدموع تختلط بالدماء والاسى يتولد غضبا. غضب على ما آل اليه عداد الجريمة الذي لم يتوقف عن الدوران وغضب لانه لم يجد هذا العداد بعد من يختم الحساب وينجز المحاسبة.
الحبيب وسام، صحيح انك فككت اخطر الشبكات الاسرائيلية. وصحيح ايضا انك اوقفت بالجرم المشهود حامل المتفجرات الاسدية.
لكن الجريمة التي لم تغتفر لك هي نفسها التي تسببت لك ولي، للواء ريفي وللرئيس ميرزا ولآخرين مذكرات التوقيف الشهيرة، طبعا لاننا عملنا معا كل من موقعه على فك الغاز جريمة اغتيال رفيق الحريري”. وتابع: “القصة كلها هنا، واضحة، فاقعة: الداتا وسحر وسر كشفها: حاولوا بداية منعها عن التحقيق ثم عن القضاء الدولي، تارة بالرسائل الرسمية الصادرة عن وزراء متواطئين مع النظام الامني وطبعا بالايعاز الى شركات الاتصالات بمحوها او التلاعب بها. احيانا أخرى بتشويه سمعة من كان يدقق فيها. وصولا الى اغتيال من وجد مفاتيح اللغز، الشهيد الشاب المبدع وسام عيد. وبعد محاولة فاشلة لرفض مشروعيتها أمام المحكمة الدولية جاء دور تهديد الشهود ونشر صورهم وعناوينهم على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون لارهابهم، ثم الايحاء عبر المحامين ان الارقام متداخلة او غير مثبتة. حاولوا كل شيء وفشلوا في كل شيء. بقي لهم الانتقام: قتل رأس التحقيق بعد مهندس التحقيق. وكأن غيابك عن لاهاي سيمنع ادانة قديسي السيد حسن من محترفي الجريمة المنظمة. استشهادك يا وسام لم ولن ينقذهم. هربوا اختبأوا، تلطوا، تحصنوا غيروا معالمهم، حذفوا ارقامهم، تنكروا لهوياتهم ولكنهم عرفوا، وكان هذا الاهم. وعرف من خلالهم القاتل المنفذ وصاحب الامر بالجريمة والمحرض عليها والمتدخل فيها والساكت عنها”.
أضاف: “اذا كانت الارواح بيد الله، سبحانه وتعالى، نتساءل منذ عشر سنوات من فوض حزب الله حق اقتطاعها وازهاقها؟. انها حقا محنة تاريخية بدأنا نعيشها بمسلسل اغتيال نخبة من قادة لبنان لتشمل بعد ذلك نحر جماهير، فمذاهب، فطوائف، فاقاليم، فشعوب بكاملها على امتداد وطننا وامتنا وكأننا تحولنا من الخليج الى المحيط الى اضحية للجلادين الاسدي والفارسي، ومنذ ايام، الروسي”. وقال: “الحبيب وسام، رسالتي الثانية هي برسم السلطة القضائية اللبنانية والدولية. هل قرار مجلس الامن الذي تناول الجريمة الاساس وبعض القضايا المرتبطة حتى كانون الاول 2005 اعفى الاجهزة والقضاء هنا وفي الخارج من مسؤوليات متابعة الملفات الاخرى؟. واين نحن منها؟. لبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم ووسام عيد وفرنسوا الحاج وانت واحمد صهيوني ومحمد شطح مكان فيها.
وفي هذا السياق رواية بسيطة: التقيت منذ فترة، في مطار اوروبي كبير قضاة مكافحة الارهاب في فرنسا جان لوي بروغيير الذي كان يتولى ملف التحقيق في قضية سمير قصير. سألني: اين اضحت التحقيقات والمحاكمات في ملف الحريري وباقي شهداء ثورة الارز؟. أجبت باقتضاب: ننتظر انجاز المحاكمة الاولى وتقدم التحقيقات الملازمة. انتفض مستاء: كفى بحثا واستقصاء. الا يعرف القاصي والداني من هو المحرض ومن هو صاحب الامر ومن هو منفذ الجريمة؟. كفى. الجواب في دمشق وطهران.
من هنا الرسالة الثالثة الى حزب الله والى اسياده.
الآلة القاتلة هي هي. امتد نطاقها، توسعت رقعتها وتعمقت شهوتها للدماء. لبنان، سوريا، العراق، اليمن، البحرين، الشر المطلق يستهدف الآن كل الساحات، كل الفئات، كل الشعوب. من خطاب الى خطاب من مغامرة الى مغامرة، من موقعة الى موقعة، ظلوا على جوعهم. لم يشبعوا هيمنة ولم يوفروا ابتزازا ولم يتورعوا امام استفزاز، كأن كل شيء متاح. لم لا والصمت مطبق والمساومة سائدة والتسامح “غالب”؟. يقال لنا نحن ام الصبي. صحيح وبيو كمان. ولكن اين الصبي؟ هل بقي منه قطعة لتقسم وجزء ليشوه؟ ألم تبتر اعضاؤه؟ ألم يثخن جسمه بالجراح؟ ألم يزد نزفه غزارة؟ هل ننتظر من ولي الفقيه ان يرأف بنا بعد اغتيال ابرز رموزنا؟ أو نتوقع من عصابات الاسد ان ترحم من تبقى من السوريين خارج القبور والبحور؟ هل ننظر الى القيصر الذي غزا افغانستان واجتاح اوكرانيا وضم شبة جزيرة القرم واعتدى على جورجيا واسقط طائرات الركاب المدنية بصواريخه، ان يأتي الى سوريا بحل سلمي وديموقراطي؟ هل نأمل بعدْ شيئا من الغرب المتخاذل الذي عاقب صدام على سلاح دمار شامل لم يقتنِه وغض النظر عن استعمال بشار غازات سامة خزنها لاستهداف شعبه؟” وتابع: “بين قدسية مجرمي السيد وقدسية حرب القيصر، يستأهل شعبنا العربي وقفة عز. تريدونها سلمية فلتكن .اما استسلامية فلا والف لا.
من هنا رسالتي الاخيرة، موجهة مني وربما منكم الى الشيخ سعد. دولة الرئيس اشتقنالك. خسرت والدك البطل، صبرت وصبرنا . خسرت اقرب اصدقائك ومحبيك. صبرت وصبرنا. ظلم جمهورك واجتيحت بلداتك واحياؤك .صبرت وصبرنا. جازفت باملاكك وضحيت بمعظم ثروتك خدمة للناس ودعما للنضال السلمي . صبرت وصبر الجميع معك. عد الى لبنان. انت الحبيب وانت القائد بل انت الثورة قبل الثروة. وجودك بين محبيك في لبنان ثروة طائلة. عد لتقنع الخصم بأن مغامراته الحربية انتهت ومسيرته لا بد من ان تعود سلمية سلمية. عد لتقنع الصديق قبل العدو بان مناعتنا الوطنية مصانة لبنانيا، مدعومة عربيا محترمة دوليا. عد لنحقق معك الحلم بالحقيقة والسعي الى العدالة. ثلاث سنوات مرت على اغتيال اخيك وسام، عشر سنوات ونيف على اغتيال والدك الشهيد. ان عدت يعود من تركنا سياسيا في منتصف الطريق. ان عدت يعود من تخلف عنا في البيئة الشعبية.ان عدت نختار رئيسا ونحيي حكومة وننتخب مجلسا . ان عدت تعود الثقة لشعب لبنان وللعالم بمستقبل لبنان. ان عدت تمسح دموعا كثيرة بدءا بعيون أنا ومازن ومجد والوالد المفجوع عدنان وذوي أحمد صهيوني وجورجيت سركيسيان شهيدة الغدر والقدر، فبإسمهم وبإسمنا جميعا اقول لك نحبك، نريدك، ننتظرك”. وختم: “آل الحسن، انسباؤهم وأقاربهم كما آل الصهيوني يعربون لصاحب الرعاية ولممثله الوزير الشجاع نهاد المشنوق ولكل الجمهور الحليف والصديق الذي شاطرنا الليلة هذه الذكرى اصدق مشاعر الامتنان والشكر والعرفان. رحم الله شهداءنا”.