وزير الدفاع الإسرائيلي يوجه تهديداً مبطناً للعلماء النوويين الإيرانيين/هل يرد حزب الله على عملية القنيطرة/ثريا شاهين: التحرّك دولياً لفصل ملف لبنان عن رزمة المنطقة أكثر من ضروري

282

 وزير الدفاع الإسرائيلي يوجه تهديداً مبطناً للعلماء النوويين الإيرانيين
برلين – ا ف ب/09 آب/15/
وجه وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون في مقابلة مع صحيفة ألمانية تهديداً مبطناً للعلماء النوويين الايرانيين بقوله إنه “ليس مسؤولاً” عن الحفاظ على حياتهم. وقال الوزير الاسرائيلي لصحيفة “دير شبيغل” بحسب مقاطع من المقابلة نشرت, مساء أول من أمس, “بشكل او بآخر يتعين وقف الطموحات الايرانية النووية. ونفضل ان يتم ذلك عبر اتفاقات او عقوبات. لكن في النهاية على اسرائيل ان تكون قادرة على الدفاع عن نفسها”. وبشأن احتمال تنفيذ هجمات على علماء ايرانيين او تنفيذ عمليات تخريب تستهدف الانظمة المعلوماتية الايرانية, قال يعالون ان على اسرائيل “ان تكون قادرة على الدفاع عن نفسها. لست مسؤولاً عن حياة العلماء الايرانيين”. واعتبر أنه إذا لم تحترم ايران تعهداتها فإن على اسرائيل ان تفكر في شن غارات جوية, واصفاً الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى بأنه “خطأ تاريخي”. من جهة أخرى, يمثل مراسل صحيفة “واشنطن بوست” جيسون رضايان, غداً الاثنين, مجدداً أمام محكمة في إيران في جلسة قد تكون الأخيرة في محاكمته بتهمة التجسس, بحسب محاميته. ورضايان (39 عاما) الذي يحمل الجنسيتين الايرانية والاميركية وكان حتى اعتقاله مراسلاً للصحيفة الاميركية في طهران, معتقل في سجن بالعاصمة الايرانية منذ أكثر من عام. في سياق آخر, دعت السلطات الايرانية, أمس, مواطنيها إلى عدم السفر براً إلى تركيا بعد هجوم استهدف حافلة ايرانية خلف قتيلاً في شرق تركيا. وجاء في بيان “انه بسبب انعدام الامن في شرق تركيا, تنصح وزارة الخارجية المواطنين الراغبين في السفر الى هذا البلد عدم سلوك الطرقات البرية الى تركيا”.

هل يرد “حزب الله” على عملية القنيطرة؟
09 الأنباء الكويتية09/08/15/ نقل عن مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية، أن التقديرات الاستخبارية تشير إلى أن ‘حزب الله” سيرد على عملية الاغتيال التي نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية قبل أسابيع في القنيطرة السورية. وأوضح التلفزيون الإسرائيلي ان قوات الجيش الإسرائيلي أعلنت حالة التأهب على الحدود الشمالية، تحسبا لأي هجوم محتمل من قبل الحزب. ونقلت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت” عن مصادر أمنية قولها، إن من يعتقد ان انشغال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في القتال الدائر في سوريا سيمنعه من شن ردود بحجم المخاطرة في شن حرب شاملة، فهو واهم وعليه أن يعيد حساباته. وأشارت إلى أنه للمرة الأولى منذ عام 2007، هناك في الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية تنبؤات جديدة بموجبها يجب على دولة إسرائيل ان تبني قوتها وقدرتها على المواجهة في حال اندلاع حرب جديدة ضد ‘حزب الله”، لافتة إلى أنه وفقا لمسؤول كبير في الجبهة الداخلية، يجري الحديث عن سيناريو إطلاق قذائف بمعدل 1200 قذيفة في اليوم من لبنان إلى إسرائيل طوال الحرب وعن مئات القتلى الإسرائيليين. وحول الغارة التي شنها سلاح الجو لدى الجيش الإسرائيلي بالقرب من بلدة حضر في ريف القنيطرة، أشارت الصحيفة إلى انه خلافا للتقارير المتداولة في الإعلام، فإن الأسير المحرر سمير القنطار وأيا من عناصر الحزب لم يكونوا في السيارة المستهدفة، ولم يكونوا في الأساس هدفا للهجوم. وإستدركت قائلة: إن الحساب الإسرائيلي مع القنطار طويل. ومنذ ان استهدفت إسرائيل موكبا تابعا لـ”حزب الله” والحرس الثوري الإيراني في ريف القنيطرة منذ نحو 6 أشهر والذي قضى فيه العضو في الحزب جهاد مغنية مع عنصرين آخرين بالإضافة إلى ضابط إيراني، دخلت هذه المنطقة ضمن بقعة ضوء الأحداث السورية بحيث بدأت تتكشف أكثر فأكثر أهميتها بالنسبة إلى طرفي النزاع، النظام السوري والحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” من جهة، والفصائل السورية المعارضة من جهة أخرى. وتقول مصادر ان تحركات ‘حزب الله” عند أطراف القنيطرة وبالقرب من الحدود مع الجولان، تشي بنوايا قد تكون مرتبطة بفتح جبهة جديدة في المستقبل، خصوصا في ظل المعلومات التي تتسرب بين الحين والآخر عن نية الحزب فتح جبهة شبعا لإبعاد الضغط العسكري الذي تمارسه الفصائل السورية المسلحة على العاصمة دمشق، وتحسبا من سقوط بلدة حضر السورية والقرى الملاصقة لها بيد المعارضة مما سيسهل عليها فتح طريق باتجاه الحدود اللبنانية- السورية.

التحرّك دولياً لفصل ملف لبنان عن «رزمة» المنطقة أكثر من ضروري
ثريا شاهين/المستقبل/09 آب/15
بما أنّ القادة اللبنانيين لم يتمكنوا من إيجاد حل لموضوع الرئاسة، حيث كان يُفترض أن يجدوا الحل بمفردهم، بدأ الحديث عن إمكان حصول مساعدة أميركية وخليجية وإيرانية. وتفيد معطيات ديبلوماسية أنّه في المرحلة الأخيرة، وقبل توقيع الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، بدا أنّ التفاوض كان صعباً. ذلك أنّه إذا ما تزامن مع تفاوض حول ملفات المنطقة، ومنها الملف اللبناني، فستتعقّد المفاوضات أكثر، ويصبح التفاوض مع إيران أصعب ممّا كان عليه. فاتفق الغرب وإيران على أنّه في مرحلة التفاوض يجب عدم عرقلة النووي، وأنّه ينبغي أن لا يتم بحث أي ملف آخر. ولبنان كان من بين الملفات التي أرجئ بحثها. الآن وبما أنّ الاتفاق قد تم، فإنّه لم يعد هناك من سبب أمام الدول الكبرى والاقليمية من عدم بحث مواضيع المنطقة ومن بينها الملف اللبناني. هناك وقت مستقطع حتى 18 أيلول من أجل أن يقرّ الكونغرس الأميركي الاتفاق مع إيران. وتكشف المعطيات أنّ الكونغرس سيقرّه، ولو بعد مخاض عسير وصعوبات وتحديات كبرى. والرئيس الأميركي باراك أوباما مرتاح إلى النتيجة منذ الآن. وتكشف أيضاً أنّ المساعي الغربية الراهنة مع إيران من أجل انتخاب رئيس للجمهورية لا تزال في حدود معينة وعلى مستوى التمنّي. وبالتالي، إذا لم يكن هناك قرار حاسم بالتوجّه إلى إيران والضغط في اتجاه انتخاب الرئيس وفي مدّة محدّدة، وهذا غير موجود حالياً، فإنّ النتيجة تبقى ذاتها، ويبقى الردّ الإيراني بأنّ الأمر مسألة لبنانية داخلية. لا شك في أنّ تأثير توقيع الاتفاق النووي هو في أنّه خفّف الضغوط في المنطقة، وأنّ الموضوع اللبناني قد يكون على أجندة البحث في أي حوار غربي إيراني. لكن المهم معرفة إذا ما سيكون الموضوع اللبناني أولوية. من هنا على المسؤولين اللبنانيين تأدية دور على هذا الصعيد، في السعي بشكل دؤوب إلى وضع الملف اللبناني في الأولوية الدولية أولاً، ولفصله عن أية رزمة تفاوضية حول كل المنطقة. وبالتالي السعي إلى فصل الوضع اللبناني عن وضع المنطقة، وهي مسألة بالغة الأهمية ينبغي إقناع الدول بها. فالأمور تأخذ وقتاً وجهداً، وتحتاج إلى محاولة ومسعى تتم بلورته ووضع اطار له، إنّه قرار كبير. الآن هناك تحرّك دولي يعتبر بسيطاً، أمّا الحاجة فهي إلى قرار دولي حاسم وضاغط، يجب أن يقنع لبنان الأطراف الدولية، بأنّ مصلحة لبنان لا تنسجم مع التفاوض حول كل الملفات مجتمعة، وأنّ لبنان لديه طاولة حوار، وحوار قائم بين الأطراف، ولديه وضع خاص يُفترض تحييده سياسياً عن التفاوض حول المنطقة. وتفيد المعطيات أنّ واشنطن ستقوم قريباً بتحرّك حول الملف الرئاسي مع الأطراف المؤثرة، ولن يكون هذا الملف الوحيد في حوارها مع هذه الأطراف، بل هناك السوري واليمني والعراقي. المهم أن يتحرّك لبنان في اتجاه تثبيت أولوية ملفه، وضرورة حلّه في البداية. وتشير المعطيات إلى أنّ تحرّكات الموفد الفرنسي جان فرانسوا جيرو، والموفدة الخاصة للأمم المتحدة في بيروت سيغريد كاغ مهمّة، إنّما غير كافية. حتى أنّ تحرّك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في إيران حول لبنان لم يكن مثمراً، وذلك على خلفية أنّ الموقف الفرنسي مع إيران لطالما لم يكن إيجابياً. لكن في حال قيام تحرّك فرنسي، لكن باسم الدول الكبرى التي فاوضت مع إيران، يكون التحرك أفعل وأكثر ضغطاً، لا سيما إذا ما كان حاسماً.
إنّما التمنّي لا يُعطي نتيجة، فضلاً عن أنّه إذا بقيَ اللبنانيون عاجزين عن اتخاذ قرار، فإنّ الوضع الحالي يستمر طويلاً، المهم الآن الضغط في اتجاه حصول قرار حاسم دولي بفصل لبنان عن المنطقة. الدول مرتاحة إلى موضوع أساسي بالنسبة إلى لبنان، هو أنّه تم فعلاً تحييده أمنياً عن وضع المنطقة، إنّما وضع لبنان السياسي غير مُحيَّد عن وضع المنطقة حيث كل طرف يحاول أن يشدّه في اتجاهه، التحييد الأمني مهم للغاية بدليل أنّه لا توجد أي جهة ترسل سلاحاً، ولا تمويلاً يحرّض على الحرب، بحسب المعطيات نفسها، لكن ليس هناك من قرار كبير بتحييده سياسياً. إنّ تطورات الوضع اليمني، لم تأتِ بالضرورة نتيجة تفاهم ضمني مع إيران، إنّما جاءت بناء على جهد عربي تواصل منذ أشهر بغطاء من مجلس الأمن، فضلاً عن أنّ إيران في مرحلة التفاوض حول النووي، لم تكن تريد مواجهة في هذا البلد. هذا أدّى إلى استعادة الشرعية اليمنية. وفي جو تفاوضي في المنطقة نتيجة الاتفاق مع إيران، لا بد أن يخلق ظروفاً مؤاتية أكثر لتسهيل العلاقات الخليجية الإيرانية. الأمر لا يزال صعباً والمواقف متباعدة، إنّما لا شيء مستحيلاً، ودينامية التفاوض تبقى أقل كلفة من الحروب.