إيران على خطى القوى الاستعمارية تعلن الوصاية على سورية خلال أيام//علي نون: «القتال» بالواسطة

241

«القتال» بالواسطة
علي نون/المستقبل/09 حزيران/15
النفي الذي صدر عن محسن رضائي بالأمس لنبأ إرسال إيران الآلاف من مقاتليها الى سوريا يبدو أقرب الى التصديق من عكسه.. ويتناسب مع السياسة الإيرانية المتبعة في «العمليات الخارجية». رضائي قائد سابق لـِ»الحرس الثوري» وعضو عامل حالياً في «مجلس صيانة الدستور» الذي يرأسه الشيخ هاشمي رفسنجاني.. ومعروف عنه أنه في منطقة وسط بين «الإصلاحيين» و»المحافظين»، ولا يمكن أي فئة من الفئتين أن تحسبه عليها، ولذلك فإن كلامه فيه شيء من الصدقية رغم أن نفي إرسال مقاتلين إيرانيين بـ»الآلاف» الى سوريا يتناقض مع أجواء التعبئة الهجومية التي بدأت طهران في إشاعتها غداة الاندحارات المتتالية لبقايا سلطة بشار الأسد في الشمال السوري. في العموم والإجمال، أثبتت السنوات الماضية، من لبنان بداية الى غزة ثم العراق ثم سوريا.. ثم اليمن، أن إيران تعتمد في سياستها الخارجية على مبدأين ماسيّين. الأول هو «القتال» خارج نطاق حدودها الجغرافية. والثاني هو «القتال» بالواسطة من دون التورط المباشر! وشاهد اللبنانيون بأم العين، قبل الغزّاويين والسوريين والعراقيين واليمنيين، كيف تفرجت إيران على حرب تموز العام 2006 بين إسرائيل و»حزب الله» من بعيد.. مثلما شاهد أهل غزة، على دفعات، كيف بقي الضجيج الإيراني إزاء الاعتداءات الإسرائيلية، أقوى بما لا يُقاس من الفعل الميداني. وكيف بقي التوعّد النزالي الإمحائي في حق إسرائيل محصوراً في حدود المسّ بالكيان الإيراني ذاته، أي مشروطاً بالاعتداء المباشر عليها. أما دون ذلك فيمكن تغطيته بالمال والسلاح والأمن في تضاريسه العتمية عدا الإطناب في الكلام والشعارات والفتاوى. ولمس سوريو بشار الأسد ذلك منذ بدء الثورة، مثلما سبق وعايش عراقيو المالكي وبعده العبادي، ذلك النمط من الأداء الإيراني، المفتوح إعلامياً وسياسياً وتعبوياً وتذخيرياً وتمويلياً، والمغلق والخفر لجهة التدخل الحربي الميداني المباشر.. وصيغة «المستشارين» تكمل الرواية ولا تنفيها حتى لو كان عدد هؤلاء بالمئات. ومثال اليمن في هذه الأيام جزء من هذه السيرة: كلام إيران عن اليمن كبير وفعلي لكنه لا يتناسق مع الفعل الميداني.. وعلى غلاوة الاستثمارات التي ضخّتها في الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، وضراوة الضربة التي تلقاها مشروعهم الإنقلابي المشترك، فإن اليمن لن يكون في نظر إيران أغلى عندها من «حزب الله» في لبنان، ومع ذلك فإن الأداء واحد في المكانين مثلما هو واحد في العراق وسوريا. «تقاتل» إيران في اليمن بأهل اليمن، وفي العراق بأهل العراق، وفي سوريا بالمرتزقة وسوريي السلطة، وفي لبنان بـ»حزب الله».. وطالما أن الحزب يقوم مقامها في سوريا ويزايد عليها في ذلك، فإنها بالتأكيد تؤثر «الحفاظ على دماء أبنائها» ومحاولة تحقيق أهدافها وغاياتها بدماء حلفائها وصنّاعها. لذلك ولغيره، يتناسق كلام محسن رضائي مع الواقع أكثر من خبريات الحشد، وتوزيع روايات إرسال «الآلاف» من المقاتلين، وصور الجنرال قاسم سليماني، تارة في العراق وطوراً في سوريا.

إيران على خطى القوى الاستعمارية تعلن الوصاية على سورية خلال أيام
عواصم – وكالات:09 حزيران/15
كشفت مصادر غربية, أمس, أن إيران ستفرض الحماية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتعلن الوصاية الكاملة على سورية بموجب اتفاقية أمنية. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مصادر غربية قولها إن إيران تستعد لإعلان الوصاية الكاملة على سورية, وفرض الحماية على دمشق ورئيس النظام بشار الأسد, مثلما كانت تفعل القوى الاستعمارية قديماً, وذلك من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين دمشق وطهران في العام 2006. وذكرت الصحيفة, أمس, أن تلك الأنباء تأتي في ظل تقارير عن انهيار جيش النظام وتفشي الفساد بين ضباطه. وكان موقع “ديبكا” القريب من المخابرات الإسرائيلية نسب إلى مصادر عسكرية واستخباراتية غربية قولها إن طهران ستعلن خلال الأيام القليلة المقبلة الوصاية والحماية العسكرية الكاملة على دمشق, من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين العام 2006, التي تتيح لإيران التدخل عسكرياً في سورية في حال تعرضها لأي خطر عسكري خارجي. وأشارت المصادر إلى أن إيران أعدت وحدات عسكرية يقدر عددها بنحو 100 ألف جندي, دربتهم قوات النخبة في الحرس الثوري, وستنقل تلك القوات جواً إلى دمشق مباشرة لحمايتها من السقوط مع كامل أسلحتهم وعتادهم, لافتة إلى أن طهران جهزت جسراً جوياً لنقل هؤلاء الجنود. وأكدت الصحيفة أن جيش النظام أقر ستراتيجية عسكرية جديدة ترتكز بشأن التخلي عن المدن البعيدة والنائية التي يوجد بها عدد قليل من السكان والانسحاب للتمركز في المدن الكبيرة مثل اللاذقية ودمشق, وترك المدن والقرى الأخرى للمسلحين ليسيطروا عليها.
ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي غربي يزور دمشق باستمرار ضمن جهود الوساطة الدولية لحل القضية السورية, تأكيده أن المسؤولين السوريين أكدوا عدم قدرة جيش الأسد على تأمين جميع حدود البلاد والتواجد في جميع المناطق نظراً لضعف قدراته وتراجع أعداده, وسيكتفي بالعمل في المناطق الستراتيجية المهمة وذات الكثافة السكانية العالية. وأكدت نقلاً عن وزير المصالحة الوطنية في سورية علي حيدر, أن جيش النظام انسحب من مدينة تدمر لتأمين مناطق ستراتيجية أكثر أهمية, وأن الوضع يحكمه الآن الأهمية الاقتصادية والكثافة السكانية لنشر الجيش, أما المناطق التي لا تتوافر فيها هذه الشروط فتترك للمسلحين ليسيطروا عليها. وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر داخل سورية أكدت أن كل شاب يدفع نحو 2000 دولار لضباط بجيش النظام كرشوة للمساعدة على الخروج من البلاد والهروب إلى لبنان وعدم الانخراط في الجيش, حيث بات تهريب الجنود والشباب وبيع الأسلحة مصدر دخل مهم لضباط جيش الأسد الساعين لتأمين أموال لأنفسهم للهروب أيضاً من سورية. ميدانياً, قتل 60 شخصاً, بينهم ستة أطفال في قصف جوي نفذه الطيران الحربي التابع للنظام السوري على قرية في ريف ادلب شمال غرب سورية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن, إن الغارات استهدفت “ساحة عامة في قرية الجانودية بالريف الغربي لمحافظة ادلب تضم الكثير من المحال التجارية”. واشار إلى أن الجانودية تضم, بالاضافة الى سكانها الأصليين, عددا كبيرا من النازحين من مناطق أخرى هربا من أعمال العنف, واصفاً ما حصل في الجانودية “بالمجزرة”. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق بلدة سراقب بإدلب, في حين قتل تسعة مدنيين في ريف دمشق وحلب في أحداث متفرقة.