خليل فليحان/هولاند يطلب من بوتين تسهيل الاستحقاق وموسكو تتّصل بطهران لاستكشاف النيّات

242

هولاند يطلب من بوتين تسهيل الاستحقاق وموسكو تتّصل بطهران لاستكشاف النيّات
 خليل فليحان/النهار/18 أيار 2015

أفاد مصدر ديبلوماسي موثوق به “النهار” أن الجديد بالنسبة الى المساعي الدولية المبذولة لانتخاب رئيس جديد للبلاد هو طلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من نظيره الروسي فلاديمير بوتين الاتصال بالقيادة الايرانية “للعب دور تسهيلي يمكن أن يؤدي الى ملء الشغور الرئاسي الممتد منذ 358 يوماً”. ويعوّل هولاند على روسيا، لأن الولايات المتحدة لا تضع لبنان في جدول أولوياتها حالياً، باستثناء الاستقرار الأمني فيه الذي يوفّره الجيش اللبناني، وهو يمده بما يطلبه من عتاد وتجهيز وتدريب، إضافة الى التشاور على أعلى المستويات العسكرية. والزيارة الأخيرة لقائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال وليد ج. أوستن كانت أول من أمس السبت، وقد أجتمع الى كل من رئيس الحكومة تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي. ولفت الى أن ما يشجع هولاند على الاتصال ببوتين يكمن في المعلومات المتوافرة في باريس والرياض وعواصم أخرى عن “نَفَس روسي جديد للتعاطي في منطقة الشرق الأوسط وأزماتها، بالنسبة الى الأزمة السورية وما أفرزته من تنظيمات إرهابية. وبدأوا يقتنعون بأن السند الإيراني السياسي والعسكري غير كاف للقضاء على تلك التنظيمات وإبقاء الرئيس بشار الأسد في سدة الرئاسة. ويعتبر الرئيس الفرنسي أن نظيره الروسي قادر على التأثير في القيادة الإيرانية التي تتمتع بنفوذ كبير ولها حلفاؤها المؤثرون في الانتخابات الرئاسية. وتوقّع أن يوفد بوتين ممثلاً له هو على الأرجح نائب وزير الخارجية الخبير في شؤون لبنان وبعض الدول العربية، ميخائيل بوغدانوف الى طهران لمناقشة رغبة بوتين. وتجدر الإشارة الى أن الرئيس سعد الحريري طلب أيضاً من الرئيس الروسي المساعدة خلال مقابلته له الأسبوع الماضي في المنتجع السياحي في “سوتشي” لتسهيل انتخاب رئيس جديد للبلاد.

أما الفاتيكان فلم يتمكن من الضغط على المرشحين المتنافسين العاجزين عن تأمين نصاب لجلسة انتخابية، نظراً الى الارتباط الإقليمي المعرقل للانتخاب. وذكر أن وزير الخارجية الألماني فرنك فالتر شتاينماير خصّص وقتاً للتشديد على ضرورة إنهاء حالة الرئاسة الشاغرة في قصر بعبدا منذ فترة طويلة، والتي مضت عليها سنة إلا أسبوعاً، وذلك خلال محادثاته مع كل من سلام ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يوم الجمعة الماضي، ولاحظ أمام محدثيه أن لقاءاته لم تشمل رئيس الجمهورية كما كان يحصل في زياراته السابقة، وآخرها خلال العام الماضي للتمهيد لعقد مؤتمر عن اللاجئين السوريين للمرة الأولى. وشدد على أهمية ملء هذا الشغور في أسرع وقت ممكن. ووفقاً لمصدر ديبلوماسي، لم يشعر المسؤول الألماني من خلال محادثاته في بيروت بأن الانتخاب يمكن أن يتم في مطبخ لبناني في وقت قريب.

ودعا الى انتظار انضمام التحرّك الروسي الى التحرّك الفرنسي والفاتيكاني لمعرفة ما اذا كان سينتج رئيساً للبنان، ينهي الفراغ الرئاسي ويعيد الحياة الى قصر بعبدا ومجلس النواب وينهي مصادرة وزراء الحكومة الحالية لبعض صلاحيات رئيس الجمهورية والخلافات القوية التي تنشأ بين بعض الوزراء حول قضايا وطنية حساسة كمثل المحكمة العسكرية بعد الحكم الذي صدر بحق المتهم ميشال سماحة بنقل متفجرات من دمشق الى عكار.