سعود السمكة/يا “14 آذار” … عاش الحوار

222

يا “14 آذار” … عاش الحوار
سعود السمكة/السياسة/28 نيسان/15

منذ فترة والمواطن العربي يسمع عن أن هناك مشروع حوار بين القوى الوطنية اللبنانية ورموز الوجود الإيراني في لبنان “حزب الله”, هذا الحوار منذ ان بدأ حتى اليوم لم ترشح عنه أي تفاصيل أو حتى بعض العناوين حول مواضيعه وحدوده وسدوده وأفقه على سبيل المثال!

بالنسبة للمتابع للشأن اللبناني والنشاط التوسعي للدولة الإيرانية بعد أن أصبحت تحت نظام ولاية الفقيه, لابد ان يكون على علم مسبقا بحدود هذا الحوار الذي تجريه القوى الوطنية اللبنانية مع “حزب الله”, وبالتالي فلن تكون له نتيجة تذكر وهذا تعرفه جيداً هذه القوى! أي أنه حوار طرشان إذا لم تكن نتائجه وتوصياته تصب لصالح المشروع الإيراني في المنطقة.

قوى “14 آذار” أو القوى الوطنية اللبنانية تعلم تمام العلم أنها لا تتحاور مع قوى لبنانية لديها وجهة نظر سياسية في إدارة الشأن اللبناني تختلف عن وجهة نظرها, وبالتالي فإمكانية الوصول الى تفاهمات وتناغمات وحلول وسط متوافرة الى حد بعيد مما يعطي مشروع الحوار مشروعيته واهميته الوطنية, لكنها تتحاور مع مناديب لايران, أي انه حوار لا علاقة له بالشأن اللبناني لا من قريب أو بعيد إلا اللهم شروطاً سوف تقدم من جانب مناديب إيران لتأكيد مزيد من الهيمنة على لبنان من قبل الجانب الايراني!

في بداية عاصفة الحزم التي بدأت تدك معاقل المشروع التوسعي الايراني في اليمن نقل التلفزيون اللبناني الرسمي الناطق باسم الدولة اللبنانية خطابا للمدعو حسن نصر الله زعيم “حزب الله” الذي تتحاور معه القوى الوطنية اللبنانية اليوم, والذي شن فيه حملة شتائم على المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربية التي تشترك في حملة عاصفة الحزم على الحوثيين عملاء ايران في اليمن الذين ينفذون المشروع التوسعي لايران.

كان النقل اساءة بالغة ليس لانه كان يحمل اساءة للمملكة وبقية الدول العربية التي تشترك معها في التحالف, بل على العكس, فالسباب والشتائم كانت مؤشرات ايجابية على نجاح عاصفة الحزم والصراخ عبر عن حجم الألم الذي بلغ في المدعو نصر الله والذعر الذي أصابه من احتمال ان تمتد العاصفة الى جحوره وزملائه عملاء ايران في لبنان … نعم الاساءة كانت مؤلمة لكن ليس لانها احتوت على بذاءات من عميل ليس للوطن عنده ادنى قيمة, لكن لانها جاءت بواسطة أداة رسمية تابعة للدولة اللبنانية التي تحظى عند جميع دول “مجلس التعاون” الخليجي رسميا وشعبيا بدرجة كبيرة من المحبة والاحترام!

من هنا نقول: إن الاساءة كانت بالغة والجرح غائر لا تجبره كلمة اعتذار التي انطلقت على استحياء من بعض رموز “14 آذار” في الوقت الذي فيه جلسات الحوار مع صاحب الخطاب وميليشياته الخطيئة مستمرة!

إن مشروع الحوار الذي يجري بين مجموعة “14 آذار” و”حزب الله” يسير وفق خطين متوازيين لا يلتقيان بالعربي مضيعة للوقت فـ”حزب الله” مشروع ايراني توسعي, وبالتالي لن يكون لهذا الحوار جدوى سوى المزيد من التمكن لإيران, وهنا ستستمر اليد العليا للمشروع الايراني أي لـ “حزب الله” وليس لمجموعة “14 آذار” ولا للدولة اللبنانية!

لذلك على دول “مجلس التعاون” ان تحسم امرها مع هذه الحالة التي لا دولة في لبنان, فإما ان تكون دولة لها الكلمة السيادية فلا تسمح لأي كان لكي يصبح دولة داخل الدولة, وإما لا دولة فترفع دول “مجلس التعاون” يدها عنها فلا مساعدة ولا استثمارات ولا مساهمات سياحية ولا ودائع بنكية حال يستمر لبنان مجرد حاضنة للمشروع الايراني ممثلا بـ “حزب الله” أو عبارة عن بلدية من بلديات طهران!

إن آخر ما نختم به هذا المقال سؤال نتوجه به الى مجموعة “14 آذار” وهو: لماذا كل هذا الوقت الطويل والدولة في فراغ رئاسي, أوليس الأمر أصبح عند ولاية الفقيه في طهران حيث إما شروطه وإما لا رئيس? إذاً عاش الحوار.