حسام عيتاني/جسر الشغور: تغيُر الرياح

408

جسر الشغور: تغيُر الرياح؟
حسام عيتاني/الحياة/26 نيسان/15

خسارة النظام السوري مدينة جسر الشغور وفشله قبل ذلك في هجومه على بلدة بصر الحرير، يسلطان الضوء على جملة حقائق تتعلق بالتطورات الميدانية واستطراداً بمستقبل النظام وإمكان التسوية السياسية. حدث تحرير جسر الشغور ينبغي أن يُقرأ من اللاذقية، «عاصمة» الساحل السوري وليس من إدلب أو المناطق التي تسيطر المعارضة المسلحة عليها. ما ينقله الناشطون ووسائل الإعلام عن الوضع في الساحل السوري يشير إلى انهيار كبير في المعنويات وإلى خروج الجيش السوري من تصورات أهل المنطقة للمعارك المقبلة التي سيضطرون إلى خوضها بالاعتماد على قواهم الذاتية وليس على الجيش الذي تلاحقه الهزائم في جولات القتال المختلفة منذ فشله في هجومه المزدوج على ريف درعا وحلب قبل شهرين والذي جرى بقيادة إيرانية علنية.

أي أن المعركة يتعين فهمها، من وجهة نظر تقول بنضوب الخزان البشري الذي كان يغذي الجيش وقوات الدفاع الوطني الموالين للنظام إضافة إلى تعرض القاعدة الاجتماعية المؤيدة لبشار الأسد إلى رضة خطيرة قد لا تشفى منها في المستقبل المنظور، مقابل قدرة المعارضة، مهما كان اسم التشكيل المقاتل الذي يتصدرها، على تعويض خسائرها بالاستناد إلى كتلة بشرية ضخمة استوعبت مجازر النظام وبادرت إلى التحرك العسكري برؤية استراتيجية جديدة. تفسير النظام وأتباعه للأحداث الممتدة من خساراته في درعا وحلب ومعبر نصيب (ذي الدلالة الرمزية) ووصولاً إلى إدلب وجسر الشغور والمعسكرات والحواجز المحيطة بهم، يقوم على وصول إمدادت كبيرة من تركيا والسعودية وقطر لإضعاف موقف حكومة الأسد في أي مفاوضات سياسية مقبلة. في الوسع البناء على مجريات لقاء «موسكو – 2» التشاوري وعلى كلمة ممثل النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري المليئة بالتهديد للاستنتاج بالإضافة إلى مقابلة الأسد الأخيرة مع القناة الفرنسية الثانية والبيانات العسكرية الشبيهة بالهذيان حول سقوط جسر الشغور، للقول أن النظام لم يغير، في العلن على الأقل، سيرته الأولى في إنكار الواقع واعتبار أنه ما زال ممسكاً بالمبادرة الاستراتيجية التي بدا أثناء العامين 2013 و2014 أنها قد انتقلت إليه وأنه يسير نحو حسم الصراع عسكرياً. عند النظر إلى المسألة من زاوية ثانية، كاستعراض صور الأسرى الذين وقعوا في يد المعارضة في معركة بصر الحرير وتأمل ما كانوا يحملون أو يرتدون من زي غير موحد (قسم من الأسرى يرتدي معطفاً عسكرياً فوق ثياب مدنية). والحال أن مقاتلي المعارضة لم يتمكنوا من اكتشاف هوية أسراهم ومن أين جاءوا لعدم إتقان هؤلاء اللغة العربية ولعدم وجود ما يدل على «بلد المنشأ» إلى أن تبين لاحقاً أنهم من افغانستان والأرجح أنهم من أقلية الهزارا. تقود هذه الحقيقة إلى استنتاج آخر خلاصته أن الراعي الإيراني يعاني هو أيضاً من شح في الموارد البشرية بعد انسحاب المسلحين العراقيين للمشاركة في «الحشد الشعبي» والتصدي لـ «داعش» وعدم رغبة الايرانيين في زج مواطنيهم مباشرة في أتون القتال والاكتفاء «باللحم الرخيص» الذي توفره مخيمات اللاجئين الافغان في إيران والهزارا المعدمين. هذا ناهيك عن المتاعب الكبيرة التي يواجهها «حزب الله» اللبناني على أكثر من جبهة. ستلي معركة جسر الشغور معارك مقبلة أشد خطراً على النظام وأتباعه. ولا يبدو أن إمكاناته كافية لتغيير اتجاه الرياح هذه المرة.

معركة جسر الشغور: المعارضة تسيطرعلى حاجزين وتتسلل إلى المدينة     
وكالات/24 نيسان / أبريل 2015
واصلت فصائل المعارضة السورية، هجومهما على مدينة جسر الشغور، فكمحافظة، اليوم الجمعة، لتحريرها من قوات النظام، حيث دارت اشتباكات عنيفة على حواجز الجسر والعلاوين والمنشرة، وسط تقدم لمقاتلي المعارضة وسيطرتهم على حاجزين في المنطقة، وفق ما أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. وأوضح المرصد أن “الاشتباكات ترافقت مع تنفيذ طيران النظام الحربي ما لا يقل عن 16 غارة استهدف 12 منها مناطق في محيط مدينة جسر الشغور، و4 أخرى مناطق في محيط معسكر المسطومة والقرميد وجبل الزاوية”. كما تمكنت، وفق المرصد، مجموعة معارضة من الدخول إلى مدينة جسر الشغور والتمركز في مبنى قرب الدوار، ودارت على إثرها اشتباكات بين الطرفين، أعقبها هدوء في المدينة، التي اتخذها النظام السوري مركزاً لمحافظة إدلب عقب سيطرة مقاتلي جيش الفتح المؤلف من حركة أحرار الشام الإسلامية وتنظيم جند الأقصى وجبهة النصرة وفصائل إسلامية على مدينة إدلب في الـ 28 من مارس/آذار الفائت من العام الجاري. على صعيد متصل، فجر فصيل معارض عبوة ناسفة بسيارة تابعة لقوات النظام على طريق قريتي كفرنجد – معترم غرب مدينة أريحا، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد. كما ارتفع إلى 13 عدد مقاتلي فصائل المعارضة الذين سقطوا خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في مدينة جسر الشغور ومحيط معسكري القرميد والمسطومة يوم أمس، بينهم قيادي ميداني في أجناد الشام. إلى ذلك، قصف الطيران المروحي صباح اليوم، بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، ومناطق أخرى في بلدة كورين، ولم ترد معلومات عن إصابات حتى اللحظة، كما سمع دوي انفجار قبيل منتصف ليل أمس، ناجم عن انفجار سيارة قرب مشفى بمدينة معرة النعمان، ما أدى لأضرار مادية وسقوط عدد من الجرحى. وكانت قوات المعارضة قد بدأت، معركة كبرى في الجنوب الغربي لريف إدلب، يخوضها ضد قوات النظام السوري، في كل من معسكري القرميد والمسطومة، ومدينة جسر الشغور، مقاتلو جيش الفتح، فيما تولّت أمرها كتائب من الجيش الحر وأخرى إسلامية، في قرى سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، تمهيداً لفصل محافظة إدلب عن اللاذقية.