رسالة نارية من مواطن جنوبي لـ نصرالله

279

رسالة نارية من مواطن جنوبي لـ نصرالله
18 نيسان/15

إستعاض “تلفزيون المستقبل” إستثنائياً، اليوم السبت، عن مقدمة نشرة أخباره المسائية، وترك الهواء لنقل رسالة من مواطن جنوبي الى الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، جاء فيها:
“سماحة السيد، لم أجد من ينقل رسالتي غير “تلفزيون المستقبل”.
يا سيّد، أنا ابن ضاحية بيروت الجنوبية، أبي نزح من الجنوب وسكن في الضاحية قبل 40 عاماً، وهناك ولدت وأُخوتي حملوا السلاح في حزبك أحدهم استشهد في العام 2000 قبل تحرير الجنوب بأشهر، كنا فخورين به وبك، وآمنا بخياراتك وخياراته، لي أخت لم يسعفها الوقت للملمة أغراضها، فـقتلت تحت المبنى الذي كانت تسكنه في الشياح في تموز 2006، وقلنا يومها، إن كل شيء يهون في الحرب مع إسرائيل، في العام 2008، قتل أخي الثاني في تلة التلات تمانات في الجبل، لم نجد صهاينة من حولِه لنباركَ موته، في 7 أيار قرر أن يختفي من البيت ليحرر لبنان من اللبنانيين، في 11 أيار عاد ملفوفا بعلم حزبك، قلنا لعله يحق للسيد ما لا يحق لغيره، قلنا ندفع فاتورة لم نفهمها، وقلنا إنك لا بدّ أن تكون على حق، وإن لم نفهم لماذا يموت أخي وهو يحاول قتل جيراننا في منزلنا الصيفي بالجبل؛ حيث نتنزه منذ 30 عاما، منذ صار الجنوب ساحة حرب، في العام 2013 أصيب ابن عمي في سوريا، كان يؤدي واجبا جهاديا لم أفهمه، ثم عرفنا أنه يحمي مقام السيدة زينب بالشام، لكنّه مات في حمص، قرب مسجد خالد بن الوليد، لم نجد مقاما يطوبه شهيدا، وقلنا مجددا، ربما تعرف أكثر مما نعرف، ثم أصيب ابن خالتي في تفجير حارة حريك، كان يشتري الدجاج لأولاده حين انفجرت السيارة بالجميع في الشارع، عرفنا لاحقاً أنّ من فجر نفسه خسر بعض أهله بقصف عناصر من حزبك لمنازل سوريين آمنين. امس، استغربت عدم نزول أخي إلى الشارع ليتضامن مع الحوثيين في اليمن، وكان يقرأ مقالات في إعلامك يا سيد؛ تشتم المملكة العربية السعودية؛ فقال لي إن شقيقنا يعمل في الامارات، وجارنا يعمل في السعودية، وبعضا من ابناء قريتنا يملكون مقهى في الكويت، وغيرهم في قطر والبحرين، وكلهم خائفون من تداعيات ما يجري على ارزاقهم، ولا احد منا له مصلحة او رزق في اليمن.
يا سيّد، هل تريد، بعدما خضنا حربا لم نفهم سببها في تموز 2006، وبلسم بعدها جراحنا أهل الخليج، وبعدما قتلنا أهلنا في بيروت والجبل في 7 أيار 2008، وبعدما قتلنا ومتنا ونحن نحارب أهلنا بسوريا في 2013 و2014، أن نذهب إلى اليمن في 2015 لنناصر من يعتدون على اهلِهم، كما حاول أخي أن يفعل في الجبل ذات أيار لبناني؟
تريدنا أن نشتم السعودية والخليج، حيث يعمل أشقاؤنا وأقاربنا؟ تريدنا أن نموت في سوريا والعراق بالاعتداء على الآخرين، وفي الضاحية بالمتفجرات والجوع، و في اليمن بنصرة الظالم؟ لماذا نهاجم يا سماحة السيد من أنقذنا، ولماذا نحاول قطع يد العرب التي امتدت إلينا دوما؟ لماذا يا سيد ننحاز إلى إيران على حساب العروبة؟ ألسنا عربا، ولغة القرآن هي لغة الضاد؟
ولماذا يا سيّد، وسامحني حين لا أكشف سراً، تحولت مناطقنا، في الضاحية والبقاع والجنوب، إلى أوكار يختبىء فيها تجار الممنوعات والمخدرات والسلاح، ومسهلو الدعارة وشبكاتهم؟ لماذا نموت في بلاد الله الواسعة وتضيق علينا الحياة في لبنان؟ هل تريدنا أن نحارب الكوكب كله ؟ فيما إيران تفاوض على دمنا ولا يسقط لها شاب واحد؟ يا سيد، أنا ابن الجنوب، أريد أن أشتري منزلا ﻷعيش فيه، لا لترثه أرملتي وتتزوج غيري، أريد أن أربي أولادي لا أن أضمن غدهم بموتي، وأنا أيتم أولاد السوريينَ والعراقيين واليمنيين، عذراً يا سيد، لكن حروبك باتت أكبر من قدرتنا على الموت، شبابنا في البقاع والجنوب والضاحية، باتوا إمّا شهداء أو محاصرين بارزاقهم في جهات الارض كلها، وإمّا مقاتلين، لا يعرفون دفاعاً عن أيّ قضية، واليوم تريدنا أن نحارب العرب كلهم، وأن نصير جاليات ايرانية في بلادنا”.
وختم المواطن الجنوبي رسالته، بالقول: “بعد كل هذه الحروب تعبنا ونريد ان نرتاح، يا سيّد