نص عظة المطران عودة التي القاها اليوم 06 آب/2023 خلال القداس الإلهي الذي ترأسه في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت: علان الحقيقة في مأساة بيروت واجب على القضاء ومعاقبة الفاعلين ضرورية لتكون درس/Text of Archbishop Aoud’s homily delivered today, August 06, 2023, during the Divine Liturgy that he presided over at St. George’s Cathedral in Beirut: Revealing the truth about the Beirut tragedy is a duty for the judiciary, and punishing the perpetrators is necessary to serve as a lesson

29

Text of Archbishop Aoud’s homily delivered today, August 06, 2023, during the Divine Liturgy that he presided over at St. George’s Cathedral in Beirut: Revealing the truth about the Beirut tragedy is a duty for the judiciary, and punishing the perpetrators is necessary to serve as a lesson

نص عظة المطران عودة التي القاها اليوم 06 آب/2023 خلال القداس الإلهي الذي ترأسه في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت: علان الحقيقة في مأساة بيروت واجب على القضاء ومعاقبة الفاعلين ضرورية لتكون درسا

المطران عودة: إعلان الحقيقة في مأساة بيروت واجب على القضاء ومعاقبة الفاعلين ضرورية لتكون درسا
وطنية/06 آب/2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قداسا في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: “نعيد اليوم لتجلي ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح على جبل ثابور أمام تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا. لقد حدث التجلي قبل آلام المسيح وصلبه، وكان هدفه تثبيت التلاميذ في الإيمان بأن يسوع هو ابن الله، كي لا يضعفوا بسبب الأمور التي كانوا مزمعين أن يعاينوها مستقبلا. تجلي الرب هو حدث تتويجي في حياة التلاميذ، إذ عاينوا إشعاع ألوهة المسيح. لقد أظهر لهم يسوع ألوهته لكي لا يشكوا بألوهته عندما يرونه مصلوبا ومتألما. التجلي كان تهيئة لهم قبل الصلب فالقيامة. كلمة «التجلي» تعني تغير الشكل. ففي لحظة، كشف المسيح ما كان يخفيه، أظهر مجد ألوهته الذي كانت طبيعته البشرية متحدة بها منذ لحظة الحبل به في أحشاء والدة الإله. لأجل محبته العظمى، أخفى المسيح ما كان له دوما، كي لا يحترق التلاميذ بسبب عدم أهليتهم، كونهم لم يتهيأوا بعد. يقول القديس يوحنا الدمشقي إن المسيح، في تلك اللحظة، تجلى «غير متخذ ما لم يكنه، ولا متغيرا إلى ما لم يكنه، بل مظهرا ما كان عليه لتلاميذه». ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن المسيح لم يظهر كل ألوهته، بل أظهر قوة صغيرة منها فقط. لقد فعل ذلك ليعطي إشارة عما هو مجد الملكوت الإلهي، بسبب محبته للبشر، حتى لا يخسروا حياتهم عند نظرهم مجد الله الكامل. إذا، التجلي هو، في آن، كشف للملكوت، وتعبير عن محبة الرب لتلاميذه”.
أضاف: “صعد المسيح إلى جبل ثابور لكي يظهر مجد ألوهيته. فضل الجبل، لأن الأحداث المهمة، في الأزمنة السابقة، كانت تتم في أماكن مرتفعة، على الجبال، كما كان الوثنيون يفعلون، إذ كانوا يقدمون تقدماتهم فوق قمم الجبال. أظهر المسيح عظمة مجده على ثابور، كون إظهار مجد الطبيعة البشرية هو من أعظم أحداث التاريخ البشري. لقد قال المسيح إنه أتى ليبحث عن الخروف الضال في الجبال. إذا، صعد الرب إلى الجبل لكي يظهر أنه وجد الخروف الضائع وحرره من الخطيئة والشيطان، وأنه الراعي الصالح والحقيقي، كما يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي. صعود الجبل يرمز أيضا إلى أن كل الذين يريدون رؤية مجد الألوهية في طبيعة الكلمة البشرية عليهم أن يتخلوا عن الدناءة وعن الأمور السفلية الأرضية ويرتفعوا، أي أن يتطهروا من الماديات التي تبقيهم مربوطين بالأرض”.
وتابع: “يكتب القديس يوحنا الدمشقي في إحدى تراتيله: «يا يسوع، إن الشمس الحسية قد احتجبت من شعاع اللاهوت، لما أبصرتك متجليا على طور ثابور». لقد حصل تجلي الرب في وضح النهار، فرأى التلاميذ الشمسين، الحسية والعقلية، الأمر الذي يعبر عنه القديس إسحق السرياني بقوله إن التلاميذ رأوا شمسين «واحدة في السماء كالعادة، وواحدة فوق العادة». طبعا، لم ير كل الناس على الأرض مجد الشمس العقلية، بل وحدهم الرسل والنبيان اللذان ظهرا. يقول القديس غريغوريوس بالاماس إن كل سكان الأرض يمكنهم أن يروا الشمس الحسية ما عدا العميان، أما شمس البر العقلية فلا يراها إلا المستحقون والمستعدون. تماما كما كشف الثالوث القدوس عند لحظة اعتماد المسيح، كذلك أعلن عن الإله الثالوثي في لحظة تجليه على ثابور. الأقنوم الثاني، الذي صار إنسانا، لمع أمام تلاميذه وأظهر مجد ألوهيته، والآب أكد أن هذا هو ابنه الحبيب، والروح القدس كان السحابة المنيرة التي غطت التلاميذ. يظهر صوت الآب أنه كان على جبل ثابور سماع ورؤية. يقول القديس سمعان اللاهوتي الحديث إن كل حواس الإنسان تصير واحدة خلال رؤية الله والإعلان عنه، لهذا المعاينة هي سماع، والسماع هو معاينة، والمعاينة والسماع هما تذوق وإحساس. يشرح القديس نيقوديموس الآثوسي أن المعاينة هي عادة أكثر جدارة بالثقة من السماع، لأن الإنسان يسمع الأمر أولا ثم يمضي لينظر إليه. هنا حدث العكس، إذ إن التلاميذ رأوا مجد الله ثم تبع ذلك الإثبات من خلال السمع. الفرق بين العهدين القديم والجديد يظهر في التجلي. المألوف في العهد القديم هو أن العمليات تتم بالسمع، فالأنبياء أظهروا الأمور الآتية من خلال التنبؤ والتكهن، إذ كانوا يسمعون الله ثم يرون، على حسب ما يقول أيوب الصديق: «بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني» (42: 5). في العهد الجديد، الأمر مخالف، حيث المألوف أن يسبق النظر السمع. في العهد القديم كان يعلن عن مجيء المسيح، وعندما أتى ابن الله المتجسد، أصبحت رؤيته ممكنة. هذا يحدث في الحياة الروحية، إذ عندما نكون في مرحلة التطهر، المشابهة للعهد القديم، نسمع عن الله، الذي نعاينه عندما يستنير ذهننا، ونتأله عبر الحياة الأسرارية والاشتراك بقوة الله المنيرة المقدسة”.
وقال: “رجاؤنا أن تستنير عقول السياسيين والمسؤولين لكي يدركوا معاناة المواطنين والظلم اللاحق بهم جراء إهمالهم وابتلاع حقوقهم وطمس حقيقة أكبر كارثة حلت بهم فقضت على ما يزيد على المئتين من أبناء بيروت لم يكترث برحيلهم إلا ذووهم، وأصابت الآلاف في أجسادهم وممتلكاتهم وهم ما زالوا ينتظرون العدالة أولا، ومحاسبة الفاعلين، وهذا ما لم يحصلوا عليه بعد، كما لم يحصلوا على المساعدات الموعودة من أجل ترميم منازلهم، ما زاد شدة ألآمهم الجسدية والنفسية ألما ومرارة وخيبة، وما زال المسؤولون عن الكارثة يسرحون وربما يخططون لعمل وحشي آخر، وما زال الزعماء والمسؤولون عاجزين عن القيام بأية خطوة إنقاذية للبلد قد تفرج عن انتخاب رئيس يليه تشكيل حكومة تمنع تدخل السياسيين في عمل القضاء عله يفك أسر التحقيق ويطلق يد المحقق من أجل جلاء الحقيقة وإحقاق العدالة ومعاقبة المسؤولين عن تفجير بيروت وقهر أبنائها”.
أضاف: “هل كان هذا التفجير الأبوكاليبتي قتلا لبيروت وأهلها أم إغتيالا للقضاء بغية نشر الفوضى والإطباق على البلد؟ وهل يعقل أن ينتظر ذوو الضحايا مع أهل بيروت وكل اللبنانيين ثلاث سنوات دون نتيجة؟ ثلاث سنوات من الألم والصبر والمطالبة ولم تنجل الحقيقة رغم بشاعة الإنفجار وجسامة نتائجه. هل هي لامبالاة أم استهانة بحياة بشر أحبوا لبنان ولم يهجروه سعيا وراء حياة كريمة، أم هو عجز أو طمس مقصود لحقيقة لا يريدون لها الظهور خوفا منها؟ وإلا لم عرقلة عمل المحقق؟ وإلى متى يفلت المجرمون من العقاب، كل المجرمين الذين اغتالوا بيروت، وكل الذين اغتالوا أشخاصا كل ذنبهم أنهم أرادوا التعبير عن آرائهم بحرية، وكل الذين أوصلوا هذا البلد الجميل إلى الإنهيار، وكل الذين أساءوا إلى البلد وأهله واغتصبوا حقوقهم أو تخطوا القوانين أو تحدوا الدولة أو قاموا بأي عمل سيء؟ كيف يفلت من العقاب القاتلون والمضاربون والمحتكرون ومغتصبو الأطفال والمتعدون على حياة الأبرياء برصاصهم الطائش؟”
وتابع: “العدالة ضرورية لاستمرار الحياة بأمان والشعور بالمساواة بين المواطنين، وإعلان الحقيقة في مأساة بيروت واجب على القضاء، ومعاقبة الفاعلين ضرورية لتكون درسا لمن تسول له نفسه القيام بجريمة مماثلة”.
وختم عودة: “دعوتنا اليوم أن نلتمس الاستنارة من المسيح المتجلي، شمس العدل العقلية، وأن نصبح بدورنا منارات ترشد الآخرين إلى النور الحقيقي، عبر إنارة دروبهم بنور المحبة المستمد من الله المحب للبشر”.

Text of Archbishop Aoud’s homily delivered today, August 06, 2023, during the Divine Liturgy that he presided over at St. George’s Cathedral in Beirut: Revealing the truth about the Beirut tragedy is a duty for the judiciary, and punishing the perpetrators is necessary to serve as a lesson.
NNA/LCCC/Google Translation/August 06/2023
“Our hope is that the minds of politicians and officials will be enlightened so that they realize the suffering of citizens and the injustice inflicted on them as a result of their neglect and the swallowing of their rights and obscuring the reality of the biggest catastrophe that befell them, which destroyed more than two hundred of the people of Beirut. And holding the perpetrators accountable, and this is what they have not received yet, just as they have not received the promised assistance in order to restore their homes, which has increased the severity of their physical and psychological pain, bitterness and disappointment, and those responsible for the disaster are still dismissing and may be planning another atrocity, and the leaders and officials are still unable to Taking any salvage step for the country that might release the election of a president, followed by the formation of a government that would prevent politicians from interfering in the work of the judiciary, in order to unleash the investigation and release the hand of the investigator in order to clarify the truth, achieve justice, and punish those responsible for the Beirut bombing and oppression of its people.
He added, “Was this apocalyptic bombing the killing of Beirut and its people, or the assassination of the judiciary in order to spread chaos and closure on the country? Is it reasonable for the victims’ families to wait with the people of Beirut and all the Lebanese for three years without result? Three years of pain, patience, and demand, and the truth has not been revealed despite the ugliness and magnitude of the explosion.” Is it indifference or underestimation of the lives of people who loved Lebanon and did not abandon it in pursuit of a decent life, or is it incapacity or intentional obscuration of a truth that they do not want to appear for fear of? Otherwise, why would the investigator’s work be hindered? And all those who assassinated people, all their fault is that they wanted to express their opinions freely, and all those who brought this beautiful country to collapse, and all those who abused the country and its people, usurped their rights, transgressed the laws, defied the state, or did any bad act? How do murderers, speculators, and monopolists escape punishment? And the rapists of children and the assaults on the lives of innocent people with their stray bullets?
And he continued: “Justice is necessary for the continuation of life in safety and a sense of equality among citizens, and announcing the truth about the Beirut tragedy is a duty for the judiciary, and punishing the perpetrators is necessary to serve as a lesson for those who tempt themselves to commit a similar crime.”
Aoudi concluded: “Our call today is to seek enlightenment from the transfigured Christ, the rational sun of justice, and to become, in turn, beacons that guide others to the true light, by illuminating their paths with the light of love derived from God, who loves mankind.”