سلام حرب/بعد قراءة الفاتحة لأم البنين ولـ11 قتيلاً وعشرات الجرحى حزب الله ينتصر مجدداً في فليطة

411

بعد قراءة الفاتحة لأم البنين ولـ11 قتيلاً وعشرات الجرحى… حزب الله “ينتصر” مجدداً في فليطة !؟
٥ كانون الثاني /15
سلام حرب/موقع 14 آذار

لم يكن الهجوم الذي شنه ثوار سوريا منذ يومين على نقاط مسلحي حزب الله في فليطة السورية الأول من نوعه بل جاء ضمن سلسلة هجمات امتدت لأشهر طويلة ماضية. الكر والفر بين حزب الله من جهة وبين المقاتلين السوريين من جهة أخرى، كان عنوان الموقف الميداني في القلمون وماحولها منذ أعلن الحزب انتصاره الاعلامي من القلمون ويبرود وفليطة وما حولها أي منذ ما يقارب العام. فليطة كانت اولى الاهداف الحزب في حملته السابق في القلمون ولكنه جلّ ما نجح فيه هي ارساء حواجز ودشم ومواقع ثابتة على ان تبقى حرية الحركة ملك الثوار السوريين، الذين يشنون الهجمات كلما سنحت لهم الفرصة على تلك المنطقة الواقعة على بعد 4 كلم فقط من الحدود اللبنانية وفي منتصف الطريق الى يبرود.

فعلى سبيل المثال، في تشرين الأول، شن السوريون هجوماً واسعاً على نقطتي شعبة حميدة والثلاجة التابعة لـ”حزب الله” وجيش النظام السوري في جرود فليطة، فانكفأ عناصر الحزب من مواقعهم تاركين بعض الأسلحة والذخائر غنيمة للمهاجمين الذين أفادوا في حينه أنّ الدماء كانت في المكان دلالة على وجود اصابات. ومن ثم في تشرين الثاني، نفّذت”جبهة النصرة” عمليات متوالية في القلمون وبالتحديد على نقطتي مسروب والجب في جرود فليطة ما ادى في حينه الى اصابات اعترف خلالها حزب الله بمقتل احد عناصره هناك.

وهنا يستذكر احد كوادر حزب الله وضع الكر والفرّ بحالة ما كان يعيشه حزب الله مع الاحتلال الاسرائيلي وجيش لحد في الجنوب فقال “كنا نتبع مع الاسرائيلي وعملائه حرب عصابات مشابهة. كنا نستغل أي من عوامل الطبيعة كالأمطار والثلوج والضباب والليل كي نتسلل ونقوم بضربات خاطفة على المواقع العسكرية. وكما يعمد المسلحون السوريون الى محاولة الاقتحام عندما يجدون امكانية لذلك، كنا نفعل الأمر عينه. الآن باتت هذه التكتيكات تستعمل ضدنا”. ويشدد هذا الكادر “أنّ العامل الأساسي الذي استفاد منه المسلحون للقيام بضربتهم هي عنصر المفاجأة من خلال الانقضاض على أحد الدشم الغربية لموقع مسروب ما سمح لهم بتحقق اصابات مباشرة في حامية الموقع واحتلاله لفترة تقارب الساعة. لكن ارتداننا الى الخلف وقيامنا بتفجير عبوات ناسفة موجودة هناك كبدت المهاجمين خسائر فادحة”. اكد الكادر أن المهاجمين قاربت اعدادهم الـ120 مسلح ولم يخف شراسة الاشتباكات التي دارت بعد ذلك وكانت المسافة التي تبعد الحزب عن النصرة لا تتجاوز عشرات الأمتار أحياناً. ويبدو أنّ المدفعية التابعة للجيش السوري النظامي كانت السلاح الأمضى في المعركة حيث تمّ قصف كلّ النقاط الميدانية التي احتلها وتقدم من خلالها الثوار، ما سمح للحزب ولقوات النظام باستعادة هذه النقاط بعد ان ضمن “زنار النار” منع وصول امدادات للمسلحين من القواعد التي انطلقوا منه في المعابر والوديان المحيطة بمسروب.

مصادر حزب الله نقلت من جديد حالة التشتت الذي بات يعتري الجسم العسكري “للمقاومة” بعيد كل هجوم عسكري يتعرض له من قبل السوريين وهذا ما شاهدناه في أشتباكات عسال الورد ودرود بريتال وعرسال وغيرها. التشتت هو في جمع معلومات خاصة بمقاتلي الحزب وحالتهم وفقدان الاتصال بهم؛ فالمعلومات الأولى التي نقلتها مصادر حزب الله نفسها بعيد عملية فليطة الأخيرة يوم السبت، حيث أكدت “استشهاد 11 مقاتلاً من الحزب طالبةً قراءة الفاتحة عن روحهم وعن روح أم البنين”. عادت المحصلة للانكفاء الى 3 شهداء “زفتهم” تدريجياً قبل أن يعود الرقم ويرتفع الى 5 قتلى معلن عنهم هم: من الجنوب كل من فضل فقيه من كفركلا، وعلي بكري من صديقين، حمزة عمار من الطيري وهادي حسن نور الدين من عدلون، ومن البقاع كل من محمد الحاج حسن من بلدة حوش النبي. ويبقى الرقم المثير للاهتمام والذي لا تجروء قيادة الحزب الإعلان عنه هو عدد الجرحى الذي قدرته مصادر حزب الله بما لا يقل عن العشرين في فليطة والذين بعضهم اصيبوا بشكل بالغ.

حتى العام 2000 كان اعلام حزب الله يعلن عن “انتصارات المقاومة” حين كانت عناصر المقاومة في حينه تبقى في احد المواقع لدقائق ومن تنسحب بعد رفع علم هنا وقتل جندي محتل او عميل هناك. الحال الذي انقلب على حزب الله في فليطة وغيرها أكّد أنّ حزب الله ليس بمقدوره أن “ينتصر” مجدداً…حزب لن ينتصر في سوريا.