المحامي عبد الحميد الأحدب: الفرص الضائعة… لبنان الحقيقي كان في الماضي وهو في الإغتراب! والخلاص الوحيد لن يأتي إلاّ من المغتربين والإغتراب

111

الفرص الضائعة… لبنان الحقيقي كان في الماضي وهو في الإغتراب! والخلاص الوحيد لن يأتي إلاّ من المغتربين والإغتراب.
المحامي عبد الحميد الأحدب/27 تموز/2022

كانت الإنتخابات في 15 أيار فرصة، ولكنها أخرجت لنا نفس المجموعة الحاكمة وعلى أسوأ، و”التغييريين” كانت المفاجأة التي تؤكد انهم اسوأ من الباقين وأن الشعب اللبناني قد تغير تغييراً جذرياً منذ ايام فؤاد شهاب الى ايامنا هذه مع ميشال عون. لم يعد الشعب هو نفسه. صار شعب الفرص الضائعة.

لو أطلّ من شرفة بكركي مع البطريرك الماروني المفتي عبد اللطيف دريان اطلالة وطنية منذ أيام وأطلّ معهما فؤاد السنيورة وأشرف ريفي، يومها لو تحققت هذه الفرصة، لأسقطوا ميشال عون في اليوم ذاته وأسقطوا سلطة حزب الله في إطلالة وطنية، كانت عاصفة اقتلعت من جذورها طبقة الفساد التي قضت على البلد وجاءت بآخرته. ولكنها الفرص الضائعة.

الحقيقة أن الشعب تغير، تغير كثيراً من ايام فؤاد شهاب الى ايام ميشال عون. كيف يحلم الذين يحلمون بالتغيير وبمجيء رئيس للجمهورية يكون من مدرسة فؤاد شهاب وريمون اده وصائب سلام ورياض الصلح، هذه المدرسة زالت من الوجود وحلت محلها مدرسة عونية انتخبوا جبران باسيل والحزب العوني على العتمة، على وعود باسيل بإعادة الكهرباء. ولكن من سرق الكهرباء؟ ومن أقفل المدارس؟ ومن استولى على الجامعة اللبنانية؟ ومن قضى على هيكل القضاء الذي كان مفخرتنا امام العالم؟ من قضى على المال العام وسرق اموال الدولة؟

الكل يعرفونهم والكل اعادوا انتخابهم في 15 أيار. و”التغييريين”، مضحكة القصائد التي يضعها التغييريون في مدح نبيه بري، وما تغيير؟
لقد تغير الشعب كثيراً، لم تعد له علاقة بموارنة ايام زمان حين كانوا حراس الهيكل، ولا السُّنَّة الذين اسقطوا الوصاية السورية ورفعوا شعار “لبنان اولا”، حتى الشيعة تغيروا، كان ثمانون بالمئة منهم بين الحزب الشيوعي وزعامات العائلات، وبدأ الإنهيار حين اسقط امين الجميل كامل الأسعد ليقدمه هدية لحافظ الأسد.

لم يعد في الساحة الشيعية سوى رجال الدين ووصاية ايران والخضوع لولاية الفقيه. ذاهبون الى نظام ثلاثي في الشكل، ولكنه محكوم فعلياً من ايران والميليشيا الإيرانية. كل الفرص التي سُنحت ضاعت. الإنتخابات كانت فرصة، فجاءت بعكس المأمول منها.

اطلالة البطريرك بشارة الراعي كانت فرصة لتكون الإطلالة وطنية وليس طائفية. حقوق المسيحيين التي وضعها جبران باسيل أمانة في يد الشيخ حسن نصرالله، صارت ايرانية، حقوق المسلمين ذهبت مع صائب سلام ورياض الصلح، ولن يستطيع فؤاد السنيورة وأشرف ريفي الصمود وحدهما ومنع سقوط الهيكل. سقط الهيكل، وإلى نظام مثالثة شكلياً وشيعي إيراني فعلياً.

ضاعت الأحلام، لأن كل الفرص التي أُتيحت لنا ضاعت أو أضعناها بحكم التخلف الذي أسقط الثقافة من الشهابية الى العونية. ليس أمامنا سوى ان نتطلع الى رحمة من الله حتى لا نذهب الى تشاوتشيسكو، ابعد من حزب الله والعونية. وكل الخيبات صارت ممكنة وكل الفرص ضاعت والأحلام لم تعد سوى أحلام وألعاب الأطفال من عند قيصر عامر.

لبنان الحقيقي كان في الماضي وهو في الإغتراب! والخلاص الوحيد لن يأتي إلاّ من المغتربين والإغتراب.