“مضى شهر ويومان على نشر موضوع “قصر البطريرك” في جريدة “الأخبار”. حتى اليوم لم ترفع السلطات الدينية المعنية دعوى على جريدة “الأخبار”… ولا على كاتب الخبر الصحافي غسان سعود. ولا أصدرت توضيحاً مقنعاً، ولا أقرت بخطأ وتعهدت إصلاحه وجُلّ من لا يخطىئ، وإذا أخطأ إليك أخوك سبعين مرة سبع مرات… أين المشكلة؟
هل هناك ضرورة للتذكير أيضاً بأن المسألة أبعد من بناء قصر في بكركي؟ للكنيسة أراض شاسعة، وما همّ إذا ابتنى السيّد وليد غيّاض له بيتاً أو قصراً أو حتى عشرة قصور؟ إنما المزعج هو الدلالات التي تحملها هذه القضية والذهنية التي تدير المؤسسة الدينية.
ويا للأسف، كل ما سمعناه وقرأناه من بكركي والقريبين منها بعد انتشار ال”الخبر” هو اتهامات مشينة تُوزع يمينا وشمالاً على الصحافة والصحافيين ببيع ضمائرهم لقاء حفنة من المال، وتلقي تمويل خارجي لضرب دور بكركي الوطني. شعرت بحزن وشعور بالإهانة في آن واحد ، كصحافي وكلبناني ماروني تشكل الكنيسة جزءاً من هويته.
ليت أحداً يوصل رأيي. إن أسوأ رد في مثل هذا الظرف هو عدم الرد. إن التعميم من بكركي وتوجيه الإتهامات إلى الصحافيين أسلوب اعتمده من قبل النائب الجنرال ميشال عون ولم يعطِه أي نتيجة إيجابية. حتى اليوم لا نزال نسمع الرد نفسه عند السؤال عن شيكات تحويل ملايين الدولارات باسم زوجته إلى فرنسا خلال “حرب التحرير”: “هذا اتهام سياسي”. حسناً ، الشيكات موثقة، أليس هناك جواب آخر نفكر في صحته على الأقل؟”