رابط فيديو تعليق سياسي للكاتب والصحافي نبيل بومنصف عنوانه: “سنة وراها سنة”، يلقي من خلالها الأضواء على عار كارثة مرور سنة على آخر جلسة لإنتخاب رئيساً للجمهورية
رابط فيديو تعليق سياسي للكاتب والصحافي نبيل بومنصف عنوانه: “سنة وراها سنة”، يلقي من خلالها الأضواء على عار كارثة مرور سنة على آخر جلسة لإنتخاب رئيساً للجمهورية
نبيل بومنصف/النهار/17 حزيران/2024
مرت في 14 حزيران سنة كاملة على اخر جلسة نيابية لانتخاب رئيس الجمهورية وسوف تمر مدة طويلة بعد قبل ان يعرف اللبنانيون متى سيعود اليهم رئيس جديد . فماذا عن المستقبل القريب لهذه الازمة المستعصية وماذا اذا انفجرت حرب شاملة ؟
الياس بجاني/تعليق يحاكي الواقع على خلفية وطنية وأحاسيس صادقة ورؤية واعية وصائبة.. تبقى الكلمة امضى سلاح لقول الحقيقة والشهادة لها
“رئاسة” لبنان: انطحوا الصخرة! نبيل بومنصف/النهار/17 حزيران/2024
في عز احتدام المخاوف والمؤشرات المنذرة بانفجار حرب إسرائيلية شاملة على لبنان ، على رغم ان معظم التقديرات والتوقعات لا تزال تستبعدها بغرابة شديدة ، يكاد مجمل المشهد السياسي الداخلي في لبنان يتحول الى محرقة ناجزة لفرص انهاء ازمة الرئاسة الشاغرة بدلا من الدفع نحو استنقاذ الرئاسة والنظام ولبنان سواء بسواء . صفق كثيرون على ضفتي الانقسام الداخلي المعتمل بعمق اكبر حول الازمة لتحركات تولتها قوى محلية في لحظة تنذر بإدبار القوى الخارجية والدول المعنية عن لبنان حتى انه يتردد منذ أسابيع ان المجموعة الخماسية ( الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر) قد تكون في طور انهاء مجموعتها ووساطتها وتدخلها الحميد في لبنان في الأسابيع الطالعة . ومع ان العامل الخارجي الأخذ في الابتعاد عن الملف السياسي اللبناني والغارق بأولويات لم يعد يظهر لبنان على أي منها كان ليشكل افضل الدوافع لاختراق داخلي “صنع في لبنان ” تنذر طبيعة تداعيات هذه التحركات ونتاجها ليس فقط بإخفاق تام سيلتحق بإخفاق “الخارجيين” من أصحاب الوساطات بل بأثرها الأعمق على صورة بلد يتهمش موقعه تهميشا قاتلا بإزاء ما يرسم للمنطقة كلا بعد زلزال غزة .
أسوأ الأسوأ في ما يمكن ان يعاينه مراقب عن بعد لمجريات الواقع اللبناني الراهن هو ان يكون البلد العربي الأول والوحيد خارج الميدان الفلسطيني في غزة المستباح لحرب محدودة تتدحرج بقوة خطيرة للغاية نحو حرب شاملة فيما تتعاظم في داخله ازمة – فتنة بكل معايير الكارثة وعدتها السياسية والطائفية والاجتماعية والاقتصادية . طاب للكثيرين ان يظنوا ان اشتعال السجالات حول أضحوكة اسمها “التشاور او الحوار ” السابق لانتخاب رئيس للجمهورية بعد سنة وثمانية اشهر من الفراغ قد يحمل نسمات تحريك فعلي لقعر متيبس لهذه الازمة منذ “حجر” عليه ( أي وضع حجرا لا يتزحزح) رئيس مجلس النواب الغالبة صفته رئيسا لحركة “أمل” وتبنى بلا هوادة موقف الشريك في ثنائية شيعية وقدمه على موقع الرئاسة الثانية في النظام الدستوري . تبين بأسرع مما ظن الطيبون بان شراك فتنة نصبت وراء بعض هذا المهرجان الداخلي الجاري منذ أسابيع وكان هدفه “الأمثل” اللعب بقوة متجددة على الحساسيات التاريخية والتناقضات والتنافسات النارية بين الموارنة وتسليط الأضواء على هذا الجانب لئلا تبقى التبعة حيث هي حقا أي لدى الفريق المسيطر على بقايا السلطة الحكومية والرسمية والمعطل بقوة مذهبية بالدرجة الأولى انتخاب رئيس لا يكون من فريقه تابعا له تبعية مطلقة . يجري هذا الفولكلور السلبي الفاقع في ظرف يكاد يكون مصيريا بالكامل في الشرق الأوسط عقب صعود وقائع جيوسياسية وجيوستراتيجية رهيبة بخطورتها بعد مرور نحو تسعة اشهر على المطحنة الحربية المرعبة في غزة والتي امتد لهيبها الى جنوب لبنان وحوله البلد المرشح في أي لحظة للانزلاق في الجحيم الحربي . يكاد اللبناني لا يقوى على تحمل ترف “ثقيل الدم” في يوميات إعلامية وسياسية ضحلة كتلك التي تتعاقب عليه فيما تتبادل إسرائيل و”حزب الله” اخطر عمليات التسابق نحو انفجار يستحيل على أي ذي منطق ان يستبعد انفجاره في أي لحظة تتفلت فيها حسابات ميدانية وتصيب هدفا كاسرا . كما يجري في غرف الديبلوماسيات الإقليمية رسم خرائط ومصائر ولا “شيء” اسمه دولة لبنان حاضرا او عارفا او معنيا بها .
ترانا نتساءل أي فتنة اخطر من هذه وما معنى الجاري في مجمل الفولكلور الداخلي وملهاته وألاعيبه سوى “انطحوا صخرة الرئاسة “!