قائد فيلق القدس: العراق ولبنان يخضعان لنا ويمكننا التحكم بالأردن طهران – وكالات الأحد, 22 يناير 2012
أكد قائد فيلق القدس الإيراني، الفريق قاسم سليماني، أن بلاده حاضرة في لبنان والعراق، وأنهما “يخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها”، قائلا إن الجمهورية الإسلامية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية في هذين البلدين، فضلا عن أنها قادرة على تحريك الوضع في الأردن ايضا.
ونقلت وكالة “إيسنا” للأنباء شبه الرسمية تصريحات هذا المسؤول العسكري الإيراني الرفيع والتي أدلى بها الخميس في ندوة تحت عنوان “الشباب والوعي الإسلامي” بحضور بعض الشباب من البلدان العربية، التي شهدت ثورات ضد أنظمة الحكم.
وتصف إيران هذه الثورات بـ”الوعي الإسلامي” وتصر بأنها مستلهمة من ثورة إيران التي أطاحت بنظام الشاه في عام 1979 إلا إن طهران تستثني منذ ذلك الثورة الشعبية السورية ضد الرئيس البعثي بشار الأسد، أهم حليف لنظام ولاية الفقيه في المنطقة.
وحول أحداث سورية، أعرب قاسمي، الذي يتلقى أوامره مباشرة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، عن دعم بلاده الكامل لنظام الأسد قائلا ان “الشعب السوري موالٍ للحكومة بالكامل، ومؤيدو المعارضة لم يستطيعوا تنظيم تجمع مليوني واحد ضد الحكومة”.
وفي تحليل له حول المرحلة التي تلت هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة والأحداث التي تشهدها المنطقة اليوم، استنتج سليماني أن الغرب حاول ارعاب البلدان الإسلامية ولكن النتائج جاءت خلافا لإرادته “في العراق وأفغانستان” واصفا الإنسحاب الأميركي من البلدين بـ”الهزيمة”.
وحول الثورات العربية، زعم سليماني أنها تأخذ طابعا إسلاميا رويدا رويدا وتتبلور مع مرور الزمان على شاكلة الثورة الإسلامية الإيرانية، مشيرا إلى إن الجمهورية الإسلامية بإمكانها التحكم في هذه الثورات لتوجهها نحو العدو، وإن هذه الإمكانية متوافرة في الاردن ايضا.
واستطرد قائلا “إن الأعداء يحاولون تضييق الساحة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفرض تكلفة باهظة الثمن عليها، ولكن هذه الندوة فرصة لكي يسافر الآلاف من الشباب الذين لهم دور مؤثر في حراك الوعي الإسلامي إلى إيران بغية التقلص من الحساسية الناجمة عن ايرانوفوبيا حيث سيتمكن هؤلاء الشباب من مشاهدة حكومة اسلامية أنشأت على أسس دينية في إيران”.
وفي قسم آخر من كلمته، أكد سليماني تواجد الإيرانيين في الجنوب اللبناني والعراق مضيفا “إن هذه المناطق تخضع بشكل أو آخر لإرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأفكارها”.
ولم يتوقف الحديث منذ سقوط النظام العراقي السابق عن أنشطة الحرس الثوري الإيراني في العراق وبعض بلدان المنطقة ولاسيما من خلال فيلق القدس، الذراع السري لهذه المؤسسة العسكرية العقائدية بقيادة سليماني، الذي يعد أهم شخصية عسكرية إيرانية على الإطلاق.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية نشرت تقريرا لها في شهر يوليو/تموز 2011 بخصوص التدخل الإيراني في العراق، سلطت من خلاله الأضواء على تحركات سليماني في هذا البلد العربي الذي كان يشكل توازنا إستراتيجيا مع إيران قبل سقوط نظام صدام حسين.
وقالت الصحيفة إن سليماني “يدير العراق بصورة غير مباشرة”، وقد أصبحت سورية التي تشهد احتجاجات ضد الحكومة في دائرة نشاطات فيلق القدس في محاولة لدعم الرئيس الأسد.
وفي إشارة لأحداث سورية، قال سليماني إن الشعب السوري بكافة قومياته يؤيد الحكومة بالكامل، وإن اهل السنة الذين يشكلون قسما مهما من الشعب ينظرون بقلق إلى التدخل الغربي هناك.
وتعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية الثورة السورية “نسخة مزيفة” للثورات العربية، من صنيعة الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة.
وحول دور الإخوان المسلمين في سورية، قال إن الإخوان منتشرون في كافة بقاع العالم الإسلامي، وتشكلوا حسب ظروف ومقتضيات البلدان التي ظهروا فيها، وهم يحملون ثقافات مختلفة، والإخوان في سورية يختلفون عن الإخوان في مصر.
وأردف قائلا “حركة الإخوان شهدت صعودا وهبوطا مستمرا خلال عملها وتجنبت خلال تطورات الوعي الإسلامي (الربيع العربي) الاصطدام بالغرب، ونرى بأنها حذرة في التعامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضا لأنها تتخوف من هجوم الغرب عليها بتهمة الارتباط بايران”.
وكان سليماني من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية، التي استمرت ثمانية أعوام بصفته قائدا للفرقة 41 “ثار الله”. وبعد أن وضعت الحرب بين البلدين الجارين أوزارها، تسلم مهام بالغة الأهمية والسرية في الحرس الثوري إلى أن عينه المرشد الإيراني الأعلى بعد عام 2000 قائدا لفيلق القدس، وقام في عام 2011 بترقيته من عقيد إلى فريق نتيجة للخدمات التي قدمها لصالح بلاده في كل من العراق وأفغانستان ولبنان.
واليوم يدور الحديث أيضا حول تواجده في سورية لدعم النظام السوري ضد المحتجين، الذين تتهمهم طهران بالعمالة للغرب وأميركا.