الياس الزغبي/كفّوا عن تكسير المسيحيّين

82

كفّوا عن تكسير المسيحيّين
الياس الزغبي/24 آب/2020

تحت هذا العنوان، لا أتوجّه إلى المسلمين، من سنّة وشيعة وسواهم،
ولا إلى اليهود والصهاينة، ولا حتّى إلى التكفيريين أو الملحدين،
بل، إلى أولئك الكفَرة، اليوضاسيين وباعة الهيكل، الذين بنَوا عروشهم وصناديق كنوزهم على الشعار الخادع: إسترجاع حقوق المسيحيين!

تحت هذا الشعار الكاذب، ارتكبوا كل النقائص والشرور، وجعلوا من المسيحيين مطايا لأطماعهم، وساموهم تنكيلاً وإفقاراً وتيئيساً وتهجيراً وهجرةً، وضربوا خصائصهم في الثقافة والطب والعلم والريادة، وأفرغوا خزائنهم في البحبوحة والحياة والعيش الكريم،وألحقوهم بمحور الموت بحجّة دعم سلاح “حزب اللّه””ظالماً كان أو مظلوماً”.

وفخّخوا مناطقهم بمستودعات الأسلحة والمتفجّرات تحت عنوان “حماية المقاومة” والتحالف “الاستراتيجي” معها، ودفّعوهم أثماناً خطيرة في أرواحهم ومنازلهم ومؤسساتهم في كارثة تفجير مرفأ بيروت، وبإصرارهم على رفض التحقيق الدولي لتجهيل السبب والمسبّب والمرتكب.

وبلغ تآمرهم على المسيحيين اليوم حدّ تهديد علاقتهم التاريخية بالسنّة والعرب وأهل بيئتهم الدهرية، وضرب النسيج الأهلي وقيمة الحياة المشتركة الحضارية التي تشكّل المعنى العميق للبنان ورسالته الإنسانية.

نراهم الآن كيف يُمعنون في تحريك سكاكينهم في الطائفة السنّية وقرارها وكرامتها، من خلال تهميش دور ممثلها في تشكيل الحكومة على خلفية المعادلة المقلوبة: التأليف قبل التكليف والبدعة الخارقة للدستور: المشاورات قبل الاستشارات.

وكلّ ذلك كرمى لعيون “محور الفقيه” وغلامه الأثير!
إنها قمّة التآمر على السنّة والمسيحيين معاً، ولن يسلم منها الدروز، ولا الشيعة في لحظة ما، ولو ظنّوا أنهم “الغالبون”، لأن الشرّ لا حدود له، ولا طائفة ولا مذهب ولا حزب ولا تيّار.

فمن يرتكب كل هذه الفظائع في أهل بيته (المسيحيين)، لا يتوانى عن ارتكابها ضدّ أي آخر، طالما أن الهدف هو التشبّث بثنائية السلطة والمال.
وليس لي أن أسدي أي نصيحة لهؤلاء المافيويين، لأن انغماسهم في الشر بلغ قعره وأقصى مداه، ولا رجوع لهم منه ولا خلاص.

ولكن،
عليهم أن يعلموا في لحظة سقوطهم الأخير، وقبل أن تجرفهم لعنة اللبنانيين، وفي مقدمهم المسيحيون، أنهم خسروا وسيخسرون ما تبقّى من “أمجادهم الباطلة”، وأن عين الوجدان المسيحي واللبناني،
ستطارد قايينهم إلى الأرماس.