الياس بجاني/عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل وواجب الدولة والأحزاب السيادية والكنيسة نحوهم

109

عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل وواجب الدولة والأحزاب السيادية والكنيسة نحوهم
الياس بجاني/21 تموز/2019

نشر اليوم في جريدة الشرق الأوسط تقرير يتناول ملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل، وهو نقل مواقف الأطراف اللبنانية الرسمية والسياسية والحزبية وتحديداً المسيحية منه، إضافة إلى ذكره مشاريع القوانين ذات الصلة المقدمة إلى مجلس النواب، والتي بقيت حتى يومنا هذا حبراً على ورق، ودون إجراءات تنفيذية خوفاً من إرهاب حزب الله ومحاباة لربع المتاجرين بنفاق المقاومة والتحرير ومحاربة إسرائيل ورميها في البحر من عروبيين ويساريين وغيرهم.

مواقف الأحزاب والمسؤولين المسيحيين من الملف ككل، والتي أوردها التقرير المرفق مع هذا التعليق (في أسفل الصفحة) لم ترقى إلى مستوى الجديدة، وكلها للأسف مقاربات ذمية وتتسم بالخوف والتقية والتخاذل والظلم الذي ما بعده ظلم لأهلنا ولقضيتهم ولتضحياتهم ولغربتهم ولكرامتهم ولأسباب لجوئهم القسري إلى إسرائيل عام 2000.

يشار هنا واحقاقاً للحق بأن أية مقاربة لعودة أهلنا كلهم ودون استثناء واحد من إسرائيل يجب أن تكون محقة وضميرية وشجاعة ووطنية وبعيدة عن الذمية والتملق لا لحزب الله الإيراني والإرهابي، ولا لأي من العروبيين واليساريين المتاجرين الفجار بقضية فلسطين وبالتحرير وبالمقاومة.

أهلنا اللاجئين في إسرائيل كلهم أبطال وشرفاء ومقاومين جديين وقولاً وأفعالاً، وكلهم نعم كلهم، ودون استثناء واحد، وبالتالي عودتهم يجب أن تبنى على هذه القاعدة المحقة والوجدانية والضميرية والقانونية.

أما من يتجابن ويخاف من أحزابنا المسيحية ومن المسؤولين المسيحيين تحديداً ويقارب الملف بذمية ويطالب بأي محاكمة من أي نوع وعلى أي مستوى لأي من أهلنا الأبطال والشرفاء والمقاومين فليستريح ويحط عن ظهره لأنهم لن يعودوا ليحاكموا وهم الأبطال وهم الوطنيون وهم من يجب أن يحاكموا المسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب كافة وليس العكس.

تحية إكبار وتقدير لأهلنا في إسرائيل الذين هم من حاربوا الإرهاب، وهم من صانوا أرضهم بغياب الدولة عنهم لمدة 25 سنة، وهم من قدموا ما يقارب ال 2000 شهيد، وهم الذين لم يتخلوا يوماً عن هويتهم، ولا عن حبهم للوطن الموجود في قلوبهم وعقولهم والوجدان.

هؤلاء الأبطال لن يعودوا ليهانوا ويذلوا، ولا يجب أن يعودوا إلا معززين ومكرمين وباحترام وبتقدير كامل، وغير هذا هو هراء بهراء وتلهي وتضييع للوقت.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com

تقرير جريدة الشرق الأوسط
«التيار الوطني» يعيد تحريك ملف اللبنانيين الفارين إلى إسرائيل و«حزب الله» يتحفظ في انتظار ما سيحصل عليه مقابل الموافقة
بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/21 تموز/2019
أعاد كلام وزير الخارجية جبران باسيل، حول توجه وزير العدل ألبرت سرحان، لوضع آلية لتطبيق قانون لعودة الفارين اللبنانيين إلى إسرائيل، هذه القضية إلى الواجهة بعد 19 سنة على مغادرتهم لبنان وما يرافقها من خلافات في مقاربتها من قِبل الأطراف اللبنانية، بين من يؤكد أنهم عملاء وبين مَن يعدهم مبعدين أو فارين. ورغم أن مجلس النواب أقرّ عام 2011 مشروع قانون تقدّم به «التيار الوطني الحر» لمعالجة أوضاع اللبنانيين في إسرائيل لكن لم يعمل على وضع مراسيم تطبيقية له، وبالتالي حصلت عودة أفراد محدودي العدد، وربط البعض ذلك بشعور الفارين بعدم الأمان بانتظار أن يتم إقرار العفو العام الذي يعفيهم من الخضوع للتحقيق، وهو ما يبدو لغاية الآن مستبعداً.
ولطالما كانت قضية هؤلاء الذين يقدَّر عددهم بنحو 3400 شخص، موضع اهتمام من قِبل بعض الفرقاء اللبنانيين ولا سيما المسيحيين منهم كـ«التيار الوطني الحر» و«حزب الكتائب اللبنانية» و«حزب القوات اللبنانية»، خصوصاً أن نحو 90% من اللبنانيين في إسرائيل هم من مسيحيي الجنوب، وذلك في مقابل رفض أو قبول مشروط من فرقاء آخرين على رأسهم «حزب الله»، رغم أن وثيقة التفاهم التي جمعت بينه وبين «التيار» عام 2006 تطرقت إلى هذا الموضوع عبر التوافق على إيجاد حلّ لقضيتهم. أما اليوم فينتظر «حزب الله» ما سيقدمه «التيار» في هذا الإطار، حسبما أشارت مصادر مطلعة على موقفه.
وبعد اقتراحات ومشاريع عدة أقر البرلمان اللبناني عام 2011 مشروع قانون لمعالجة أوضاع جميع اللبنانيين الذين هربوا إلى إسرائيل خلال انسحابها من لبنان في عام 2000، ونص على أن «يخضع المواطنون اللبنانيون من ميليشيا جيش لبنان الجنوبي الذين فروا إلى الأراضي المحتلة في أي حين للمحاكمة العادلة… ويلقى القبض عليهم عند نقطة العبور من الأراضي المحتلة ويسلَّمون إلى وحدات الجيش اللبناني. أما المواطنون الذين لم ينضووا عسكرياً وأمنياً، بمن فيهم عائلات المواطنين من زوجات (أو أزواج) وأولاد، الذين لجأوا إلى الأراضي المحتلة في 25 مايو (أيار) 2000، فيُسمح لهم بالعودة إلى لبنان ضمن آليات تطبيقية تحدَّد بمراسيم صادرة عن مجلس الوزراء، دون أي قيد أو شرط سوى تسجيل أسمائهم لدى وحدات الجيش اللبناني الموجودة عند نقطة العبور التي يسلكونها في أثناء عودتهم من الأراضي المحتلة».
وبعد ذلك، وتحديداً عام 2012 تقدّم حزب الكتائب باقتراح قانون عفو عن اللبنانيين في إسرائيل، بحيث يُمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) 2000 المنصوص عنها في قانون العقوبات اللبناني، فتسقط دعاوى الحق العام والأحكام والمحاكمات كافة وتُكفّ التعقبات، ولا تجوز إحالة أيٍّ من القضايا أو الدعاوى أو الملفات المشمولة بهذا القانون إلى أي مرجع قضائي، وهو الذي لم يُطرح في جلسة تشريعية.
ويقول النائب في «التيار الوطني الحر» آلان عون، إن ما سيطرحه وزير العدل لا يعدو كونه مراسيم تطبيقية للقانون. ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه «وفق الآليات يمكن للعائلات أن تعود إلى لبنان من دون خضوعها لتحقيق أما من شاركوا فيما يُعرف بـ(جيش لحد) فسيتم التحقيق معهم ويخضعون للمحاكمة العادلة»، مشيراً في الوقت عينه إلى أن هذا الأمر قد يؤثر سلباً على عودة الجميع انطلاقاً من أن العائلات قد لا تتخذ قرار العودة إذا كان أحد أفرادها غير قادر أو معرّض للمحاكمة».
ويؤكد عون أن هذه الصيغة الوسط هي التي تم التوصل إليها نتيجة الاختلاف في مقاربة القضية من قبل الأطراف اللبنانية التي يرفض بعضها العفو العام الذي سيكون مدرجاً ضمن «سلّة العفو العام» الشاملة التي قد تُبحث قريباً وتشمل الموقوفين الإسلاميين وتجار المخدرات.
وفيما يصف رئيس الرابطة المارونية السابق أنطوان إقليموس الذي سبق أن عمل على هذا الملف، بقاء هؤلاء اللبنانيين خارج لبنان بـ«العقوبة في حد ذاتها» وأن مرور الوقت يضاعف المشكلة لا سيما بعدما عاش جيل كامل من الأولاد حياتهم هناك بعيداً عن لبنان، يرجّح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تكون أسباب عدم رغبتهم في العودة هي الخضوع للتحقيق ومطالبتهم بالعفو، أو عدم شعورهم بالاطمئنان للقانون الذي لم يبدد خوفهم. ومع إقرار إقليموس بأن عدم إخضاعهم للتحقيق غير ممكن، يشير إلى أهمية التمييز بين من قاتل مع العدو أو مع جيش حليف له، (في إشارة إلى ما يعرف بـ«جيش لحد») وذلك وفقاً لقانون العقوبات اللبناني، وبين العائلات ولا سيما منهم النساء والأطفال.
التمييز نفسه يشدّد عليه الدكتور في القانون الدولي والدستوري المحامي أنطوان سعد، معتبراً «أن هروب هؤلاء إلى إسرائيل جاء نتيجة أوضاع محدّدة عاشوها في تلك الفترة يضاف إليها تهديد أمين عام (حزب الله) لهم عشية الانسحاب».
وفيما يدعو سعد إلى إخضاع المتعامل مع إسرائيل للتحقيق يشدّد على «أهمية أن يكون العقاب استيعابياً من دون غايات انتقامية، متوقفاً عند بعض الحالات التي تحتاج إلى دراسة دقيقة نتيجة الأوضاع القانونية الجديدة التي نتجت عن وجود اللبنانيين في إسرائيل، مثل الولادات التي لم تسجَّل في لبنان والأطفال الذين وُلدوا وعاشوا هناك إضافة إلى المتزوجين أو المتزوجات من إسرائيليين».
ووفقاً لمجموعة تطلق على نفسها تسمية «حقّن يرجعوا» فإن عدد اللبنانيين الذين غادروا جنوب لبنان إلى إسرائيل عام 2000 كان يقدّر بنحو 7500 شخص، أما اليوم فلا يزيد عددهم على 3400 بعدما هاجر معظمهم إلى دول غربية.