خليل حلو: العهد والوزير باسيل ليسا البداية ولا النهاية

67

العهد والوزير باسيل ليسا البداية ولا النهاية

خليل حلو/فايسبوك/06 كانون الثاني/19

أمران يتوقف المراقب عندهما:الأول تصريح الوزير جبران باسيل أنه إذا لم ينجح العهد فلن تبقى رئاسة (الجمهورية) والثاني في موضوع العلاقة مع سوريا.

في موضوع عدم بقاء الرئاسة: منذ انتخاب الرئيس الياس سركيس في العام 1976 ونسمع أعضاء نادي المتشائمين الدائمين وزمرة المستسلمين (نعم هناك متشائمين دائمين ومستسلمين دائمين يتوارثون التشاؤم ويتلذذون بمذاقه بمازوشية ملفتة) إذن منذ انتخاب الرئيس سركيس ونسمع أعضاء هذا النادي يرددون النغمة نفسها: هذا آخر رئيس جمهورية في لبنان! وقد رددوها مع الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان.

الوزير باسيل (وهو كان من أبطال محاولة تفشيل عهد الرئيس سليمان) يعيد هذه المعزوفة التي بدأت قبله بأربعين سنة، وهو لا يتحدث فقط من باب التشاؤم من نجاح عهد عمـّه والد زوجته، بل أيضاً بهدف شد العصب لمناصريه وللخائفين لكي يؤلبهم مع تياره ومع العهد.

وبدأنا نسمع ترداداً لهذه المعزوفة من قبل بعض الإعلاميين الذين يطلـّون على برامج التوكشو وأنصار الوزير باسيل. هذه المعزوفة أثبتت عدم صوابيتها فلا يقوم وطن على شخص أو اشخاص بل على مواطنين.

وإذا فشل العهد يأتي عهد غيره يمكنه أن ينجح، ولبنان باقٍ، وبعد هذه السنوات بتنا ندرك جيداً أن الأوطان لا تبنى بالشعبوية وباللعب على الحبال وبنقل البندقية من كتف إلى آخر وبتبادل الصفقات وبالعجز عن الحوكمة الرشيدة وبمعاداة الدول الصديقة مجاناً وبالإنعزال عن المجتمع الدولي وبالكذب والتكاذب …

هذه هي العوامل التي تفشل العهد وليس أي شيء آخر. العهد والوزير باسيل ليسا البداية ولا النهاية. وحده الله هو البداية والنهاية، والإنسان ليس إلهاً!

فلبنان وجد قبل هذا العهد وازدهر وصمد بوجه الأعاصير واستمر وكذلك سيستمر بعده وهو لن يخلو من الرجال المبدعين والصادقين الذين يبنون الأوطان ويجعلوها تزدهر.

أما في موضوع العلاقة مع سوريا: نعود أيضاً إلى الوزير باسيل الذي قال ان العلاقة مع سوريا (علاقة العهد) لم تنقطع وأن لبنان يمكنه ان يسعى لعودتها الى جامعة الدول العربية …

السؤال للوزير باسيل هو التالي: سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع هم على لائحة الإرهاب في سوريا وهم رئيس وزراء لبنان وشركاء أساسيين في الحكومة، فكيف سيحدد علاقته معهم ومع سوريا التي ستعتقلهم وربما تعدمهم فور زيارتها؟ … وهل هناك خطراً يتهدد حياتهم؟

وكيف سيسعى من دون رئيس وزراء لبنان لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية؟ فعلاً لم أفهم! … طبعاً لست ساذجاً والجواب لا يتعلق لا بالقوانين ولا بالدستور بل بالعلاقات العشائرية والقبلية بين المسؤولين اللبنانيين الذين اثبتوا أنهم عاجزين عن مواكبة أحداث المنطقة، كما يتعلق بالتطورات داخل سوريا نفسها …

والنضال مستمر للبنان أفضل ولا بد أن يستجيب القدر.
عاش لبنان