الياس بجاني/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي بل في الطاقم الحزبي والسياسي الذمي

128

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي بل في الطاقم الحزبي والسياسي الذمي
الياس بجاني/02 آب/18

(الفيلسوف والمؤرخ كمال الحاج: لقد جئت لأقول وبرصانة إن إلغاء الطائفية جريمة ترتكبها حيال لبنان، بل حيال العروبة. جئت لأقول بصراحة وبصوت عالٍ وباقتناع مسؤول: أنا طائفي.)

عملياً ودستورياً وحضارياً فإن نظام لبنان قائم على الطائفية السياسية، أي مبني على تقاسم السلطة بين الطوائف كافة (المعترف بها عددها 18) علماً أن لا دين رسمي للدولة اللبنانية.
وهذا أمر تفتقد إليه كل أنظمة الدول الإسلامية والعربية.
ومؤخراً التحقت إسرائيل بكل هذه الدولة بعد إقرار قانون يهودية الدولة العبرية.
النظام اللبناني الطائفي هو تعايشي وحضاري بامتياز عملاً بالمعايير الحقوقية والإنسانية كافة.
النظام اللبناني الطائفي هو متفوق على أنظمة الحكم في كل الدول العربية والإسلامية وكذلك على نظام الحكم في إسرائيل.
نظام لبنان الطائفي يميز لبنان إيجابياً عن كل أنظمة دول الشرق الأوسط الدكتاتورية والدينية والقمعية والجهادية والعسكرية والملكية والإماراتية.
في لبنان فقط هناك وجود سياسي ومشاركة سياسية فاعلة ومنظمة وواضحة للمذهب الدرزي وللمذاهب المسيحية كافة.
وفي لبنان فقط في ما عدا الجمهورية الأرمينية للأرمن كقومية وكمذاهب مشاركة فاعلة في حكم لبنان.
في كل دول الشرق الأوسط وكذلك في كل الدول العربية والإسلامية للدولة دين فيما عدا لبنان.
من هنا فإن كل السياسيين الذميين والجاحدين ومنهم كثر من الموارنة الذين ينتقدون النظام اللبناني الطائفي هم جماعة من المنافقين والذميين والحربائيين وما كان ليكن لهم وجود في الحياة السياسية لولا النظام هذا.
وفي نفس السياق فإن كل من يدعي بأن المارونية السياسة كانت عنصرية أو قمعية هو غير صادق لأنه أولاً لا وجود لمارونية سياسية، بل لحكم دستوري 100%.
ويوم بدأ ضرب الدستور أي التوافق بين المذاهب على احترام النظام الطوائفي راحت تحل الكوارث على لبنان ولا تزال تتولى وتتكاثر.
وفي هذا الإطار فإن اتفاقية الطائف كانت ضرباً ونقضاً واضحا للاتفاق الاستقلالي الدستوري التي عقد بين اللبنانيين يوم نال استقلاله من الانتداب الفرنسي.
وكذلك فرض الهوية العربية (من خلال اتفاقية الطائف) على لبنان واللبنانيين كان عملاً قمعياً لأن الشرائح اللبنانية في غالبيتها العظمى ليست عربية.
يبقى أن الطاقم السياسي اللبناني الجاهل والفريسي وخصوصاً الفريق المسيحي منه هو منافق وذمي ولا يهمه غير تأمين مصالحه الخاصة.
والمضحك المبكي أن من يطالب في لبنان بإلغاء النظام الطائفي (حزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي) هم الطائفيون مليون بالمائة فكراً وثقافة وأهدافاً وممارسات..
وما يطالب به هؤلاء ويسعون إليه هو عملياً هو قمع كل الأقليات كما هو الحال في كل الدول العربية والإسلامية ومعاملتها كأهل ذمة.
في الخلاصة فإن العلة ليست في النظام اللبناني الطائفي، ولا في الدستور الذي تم التوافق عليه يوم نال البلد استقلاله، بل هي في نوعية وخامة وفكر وثقافة الطاقم السياسي العفن من سياسيين تجار وأحزاب شركات مافياوية.
يبقى إنه من المحزن أن شرائح كثيرة من شعبنا هي أغنام في ممارساتها السياسية وتسير خلف السياسيين الطرواديين وأصحاب شركات الأحزاب المافياوية بغباء وجهل وقلة إيمان..
واخطر هذه القطعان هم أولئك المنطوون داخل الأحزاب الشركات وهنا لا استثناء واحد لا مسيحي ولا مسلم.. كلهم سواسية في العهر والنفاق والذمية والكذب والنفاق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com

الفيلسوف كمال يوسف الحج: ابعاد القومية اللبنانية/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة الدراسة
https://eliasbejjaninews.com/archives/56498/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC-%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9/

 

الفيلسوف كمال الحاج/ابعاد الطائفية في لبنان والعالم العربي/اضغط هنا أو على الرابط في اسفل لقراءة الدراسة
http://www.10452lccc.com/hist.geo/dimentionsofsectarianism.pdf