الدكتورة رندا ماروني/ما بين مؤتمر روما 02، وبعلبك الحضارة وتهديدات نصرالله

354

ما بين روما وبعلبك الحضارة
الدكتورة رندا ماروني/17 آذار/18

مدينة فينيقية وهياكل رومانية وصلة وصل بين حضارات العصور القديمة، إهراء إيطاليا الأول وقبو خمرها ومقرها الثاني بعد روما حيث شيدت فيها أجمل القصور والمعابد، إنها أقدم المدن وأجملها وأكثرها خصوبة وكرما، ضجت بالحياة ولم تعرف النوم حتى أتى زمن الإنحسار، وليتحول النهار إلى ليل حالك مرعب حيث تستباح الأرواح وتنتهك الأرزاق ويحمى القتلة واللصوص ويتسلل الجوع في أروقتها ليعلنها مدينة للاشباح.
وما بين الأمس واليوم قصة تروى بإستنسابية الراوي، تستخلص بنصين متناقضين ترجما بحدثين مؤخرا، فما دار في أروقة مؤتمر روما 2 وما إطلق من وعود مناقضة بمضمونها لما يحدث على الأرض فعليا على أبواب الإنتخابات النيابية .
فالوعود بإعادة بدء الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية بعد الإنتهاء من إجراء الإنتخابات النيابية من قبل الرئيسين عون والحريري لا دلالات ملموسة لها فعليا في الواقع الحالي، لا بل هناك دلالات مناقضة، ويبدو أنها لا تمت إلى حسابات حزب الله الداخلية والإستراتيجية بصلة، لا من قريب أو من بعيد لتسجل نوعا من الإلتفاف على الأمور لكسب الوقت .
فما سجله السيد حسن نصرالله من إستعداد للنزول شخصيا إلى الأرض في المعركة الإنتخابية، وما أطلقه من تهم للوائح الإنتخابية المقابلة شكل تهديدا مباشرا ليس فقط للأطراف السياسية التي تتشكل منها هذه اللوائح، إنما أيضا تهديدا للمواطنين والتأثير على حرية الإقتراع من عدمه خاصة بعد لمسه لحالة التململ والإعتراض لسياسة حزب الله التي باتت تشكل ثقلا كبيرا على كاهل القاطنين في كنفه في المناطق التي يسيطر عليها.
فالاقتراع ليس حرية شخصية للمواطن في تلك المناطق، إنما هي عملية إلزامية لرفع الحاصل الإنتخابي، وإلا ستخرق مقاومة حزب الله بالدواعش وأهل النصرة الممثلين باللوائح المقابلة، كما أطلق السيد حسن عليهم، كتهمة جاهزة لكل من يعارض سياسة حزب الله التي أدركت اليوم أنها أخفقت على مستوى الإنماء والفقر والبطالة والأمن والأمان وعلى كل مقدرات العيش، فكان اللجوء إلى الأسلوب الأسهل ألا وهو اللجوء إلى التهديد ولصق التهم.
فبعد أن كان الحزب يظن أن الخرق سيكون في أحد المقعدين السنين المرشح عنهما وليد سكرية ويونس الرفاعي أو بأحد المقعدين المسيحين، الكاثوليكي والمرشح عليه الوزير السابق ألبير منصور والماروني المرشح عليه النائب أميل رحمة، أتى حديث أحمد الحريري حول إمكانية الخرق في أحد المقاعد الشيعية ليعطي وقعا خاصا على أداء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلاق التهديد وتحضير التهم والتعرض لحرية الناخبين حيث رأى الحزب أن عملية رفع الحاصل الإنتخابي قد تحول دون إمكانية الخرق للائحة الأمل- الوفاء، لائحة حزب الله- حركة أمل في أي من المقاعد المحتملة، فالتخوف الأكبر لدى حزب الله هو في دائرة بعلبك- الهرمل نظرا للفرص الأكبر للخرق المتواجدة فيها في ظل حالة الإعتراض الشعبية على أداء النواب الحاليين.
هذا التخوف من عدم المشاركة الكثيفة في الإنتخابات لم يظهر في حديث السيد نصرالله فقط، إنما جاء على لسان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي هاجم من يعترضون على الأسماء الواردة في اللوائح الإنتخابية والذين قد يمتنعون عن التصويت ليقول لهم بإستخفاف “يعني إذا زعلت بتتزفت الطريق”؟. وكالعادة عالج الموضوع والمشاكل المطروحة بطرح التصدي لإسرائيل، وأكد أن حزب الله يتصدى للاحتلال وهو دعامة للبنان ولا يمكن أن يكون لبنان قويا ومستقرا من دون هذه الدعامة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من بناء المؤسسات ورسم المستقبل وتكريس الاستقلال ومنع الإحتلال بالتهيئة والاستعداد والجهوزية لإبقاء توازن الرعب.
وفيما حزب الله ومسؤوليه يمارسون الضغوط على الناخبين دون حسيب ولا رقيب ويستعدون ويتجهزون عدة وعتادا لإبقاء توازن الرعب يعد الرئيسين عون والحريري في روما 2 المجتمع الدولي بإعادة الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية، فأين الوعد من التحقيق في موضوع محسوم سلفا من الجهة المعنية به؟
ما بين روما
وبعلبك الحضارة
تاريخ مبدع
عن جدارة
حكايا وأساطير
نرويها
ملئها حماس
ملئها إثارة
فيها الشمس ساطعة
والحقول شاسعة
تتصدروا الصدارة
كهمزة وصل
للجمال أصل
مختارة إختيارا
كالماسة بهية
تشع نقية
تبهر إنبهارا
غدر الزمان بها
صال وجال
وأعلن إنتصارا
ألبسها ثوب جهنم
وأرقدها في الجحيم
وأعلنها إمارة
للجهل للفساد
وأسوأ الأسياد
وللصوص أوكارا
نرى حاضرا
لنستعيد ماض
مبدع عن جدارة
كحكايا وأساطير
نرويها
ملئها حماس
ملئها إثارة.