الأب سيمون عساف/لماذا الكورونا

116

لماذا الكورونا
الأب سيمون عساف/فايسبوك/26 آذار/2020

تاديب الهي يستحقه الإنسان، لأنه اقترف افظع الآثام وعن اخلاقه كشف اللثام، جراثيم لا ملحوظه شلّت العمود الفقري في جسد البشرية التائهة. انتشرت في كل سماء فتفشّت فيروساتها زارعة الذعر والموت في كل دار ودير وديار.

اهو تدبير الملائكة ام شغل الأبالسة؟
في رأيي لا شأن للظن بذلك ولا لليقين.
المهم ان يرعوي الآدميون ويكنُّوا ويعتبروا.

كانت الدنيا تضج بازدحام دبيب الناس من كل عرق ولون على سطح الأرض بشكل يفوق الخيال، وتعج بزحمة معجوقة تتخطى حدود الوصف بتفاوت الأحجام والانشغالات، فتتراكم الكثافة ويتفاقم العدد وتختلف الأشكال والصور وإذ بالعالم حياة لا تعرف الراحة.

كنت فعلا اينما تطلَّعت ترى العواصم التي كانت لا تنام، والمدن والبيوت والقصور والملاهي، والمقاهي والمتاجر والمصانع، حركة مستمرة في الغدايا والعشايا وفي الليل والنهار.

تتاملها اليوم هامدة كالمومياء جامدة كالتمثال ساجية كالسكون راجية كالراقدين. ومساكن الأحياء تشبه مقابر الأموات.

مرعب مشهد العالم في اقطاره الأربعة ومحزن. لماذا هذا العقاب الصارم؟
ليُخزى الشيطان!

والرد على الطَرح لأنه حسب النبي ارميا: “ليس من يضع الله في قلبه، بَغْتَةً خَرِبَتْ خِيَامِي، وَشُقَقِي فِي لَحْظَةٍ. حَتَّى مَتَى أَرَى الرَّايَةَ وَأَسْمَعُ صَوْتَ الْبُوقِ؟ لأَنَّ شَعْبِي أَحْمَقُ. إِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا. لِذَلِكَ أتَى المُخَرِّبُونَ مِنَ الأماكِنِ القاحِلَةِ فِي الصَّحراءِ، لأنَّ سَيفَ اللهِ يَأكُلُ مِنْ أقصَى الأرْضِ إلَى أقصاها الآخَرِ”، (ار 12/11).

اجل حلَّ القصاص اذ خرِبت الأرض خرابا لعدم المصلين فيها.

ايُعقل ان يُنزع الصليب المقدس عن جدران المدارس في بلدان جذورها مسيحية ومعابدها الشاهقة اصبحت متاحف للعرض يؤمها الفراغ والالحاد؟

اما قال السيد المسيح: “مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، بِهِ يَسْتَحِي ابْنُ الإِنْسَانِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِهِ وَمَجْدِ الآبِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ.” (لو 9: 26).

يا للعار ونتساءل لمذا نزل الغضب الذي ارعب الكبير والصغير الغني والفقير الكافر والمؤمن؟

هل يثوب الناس الى الرشد ويحدقوا في الملأ الأعلى تائبين صادقين مستمطرين انداء المراحم والنعم؟
ام “ترجع حليمه الى عادتها القديمه؟

ان الله يكف الغضب ويرضى صافحا فهو على وعده امين، شرط ان يتوب المخلوق ويصلح العلاقة مع الخالق .

هل يبادله بالأمانة عينها ساعيا الى تحسين سلوكه واعتصامه بالوصايا والمشورات، ام سوف يرجع الى التلفُّت وراءه والتفلُّت من ضوابط مقاصده فيخون الوعد والعهد واليمين وبالتالي يخون الله الأمين؟

ان الرهان صعب والتحدي يستوجب ابطالا للمسير الى جلجلةا الخلاص.
وتحضرنا خاطرة مار بولس:” انا قوي بقوة من يقويني” وتكمن قوتي في الضعف وحيث كثُرت الخطيئة طفحت النعمه”.

على هذا الأمل نتوكل على الله وهو السميع المجيب فيسمعنا ويستجيب لنا “اطلبوا تجدوا اقرعوا افتح لكم اسالوا تعطوا”.

ربَّاه كُفَ عنا الضيقات والمكاره والمضرّات فنردّد” ابانا الذي في السماوات لتكن مشيئتك