من البيان مقابلة مع د.عبد الحميد بيضون: أصبحنا في نظام مستسلم كلياً من قبل جميع الأطراف أكانوا في 14 أو 8 آذار لإرادة نصر الله/قد يكون مشروع ضم لبنان بأكمله الى سوريا المفيدة حلماً يدغدغ مخلية الإيرانيين.

216

من البيان مقابلة مع د.عبد الحميد بيضون: أصبحنا في نظام مستسلم كلياً من قبل جميع الأطراف أكانوا في 14 أو 8 آذار لإرادة نصر الله/قد يكون مشروع  ضم لبنان بأكمله الى سوريا المفيدة حلماً يدغدغ مخلية الإيرانيين.
17 كانون الأول/16/ حاورته: كارينا أبو نعيم

*الجميع قبل بمغامرات نصر الله في الخارج وبتوجيهاته في الداخل

*يريد نصرالله أن يظهر أنه “جد الجميع” على خلفية أن الرئيس عون هو “أب للجميع”.

*حزب الله يريد أن يقول لرئيس الجمهورية الجديد إن القرار يبقى بيد الحزب ولا يعود الى بعبدا

*حزب الله يريد استيعاب الرئيس عون لكن لا يريد أن ينهي هيبته بالكامل لأنه بحاجة إليه لاحقاً

*إن بقي حزب الله غارقاً في الوحول السورية فسيطلب تمديداً من تحت الطاولة

*دخلنا في مرحلة جديدة عبر تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية هدفه إلغاء باقي الأطراف المسيحية وعلى رأسهم النائب سليمان فرنجية

*تفاهم عون وجعجع قائم على إقصاء وإلغاء وتهميش جميع المسيحيين المستقلين أو الآخرين من حزبيين وغيرهم.

*مطلوب اليوم هو تحصين الساحة المسيحية من ثنائية القوات والتيار التي تريد أن تشكل محدلة جديدة

*يكفينا المحدلة الموجودة عند الشيعة، فكيف بالأحرى أن يصبح لدينا محدلتان

*الأسد يريد استلحاق المسيحيين في مشروعه وسياسته.

*الحديث اليوم عن قاعدة إيرانية بحرية في المتوسط يوحي بأن إيران واضعة عينها على لبنان

*قد يكون مشروع  ضم لبنان بأكمله الى سوريا المفيدة حلماً يدغدغ مخلية الإيرانيين.

*المسيحيون أمام خطر وجودي ومصيري. هل سينصاعون الى إرادة حزب الله أم سيحافطون على لبنان ووجودهم؟

نحن على أبواب عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة وما زلنا ننتظر ولادة الحكومة العتيدة. هل تنفذ القوى السياسية وعدها في إتمام هذا الاستحقاق أم تذهب أحلام المواطنين في مهب الريح؟

من جهة ثانية، يجري الصراع على قانون انتخابي جديد وعد به رئيس الجمهورية في خطاب القسم. وبينما تتقلص المهل القانونية ويضيق الوقت يعاد طرح إجراء الانتخابات على أساس القانون الحالي معدَّلاً.

استقبلت “البيان” الوزير السابق الدكتور عبد الحميد بيضون، وطرحت معه العراقيل التي تقف في وجه تأليف الحكومة وإمكانية إقرار قانون انتخابي جديد، إضافة الى ملفات داخلية آخرى.

في البداية طرحنا على الدكتور عبد الحميد بيضون السؤال التالي:

لمَ حسب مشاهداتك لما يجري على الساحة السياسية في لبنان لا يزال التأليف الحكومي رهينة العراقيل وأسير المماطلة والتأخير، خاصة وأن هذه الحكومة وُجِدت لإجراء الإنتخابات النيابية فقط؟

هناك أسباب للعرقلة الحاصلة في تأليف الحكومة: السبب الأول أن حزب الله يريد أن يقول لرئيس الجمهورية الجديد إن القرار يبقى بيد الحزب ولا يعود الى بعبدا. منذ اللحظة الأولى لدخول العماد ميشال عون القصر الرئاسي، بدأ حزب الله بأخذ خطوات انطلقت بالعرض العسكري وصولاً الى تفويض الرئيس بري بوضع شروط متصاعدة. كان الهدف من كل ذلك إرسال رسالة الى الخارج قبل الداخل، تفيد بأن القرار، ورغم وجود رئيس جمهورية في سدة الرئاسة، لن يكون في النهاية لبعبدا.

أما السبب الثاني في العرقلة فهو أن حزب الله لا يريد الانتخابات النيابية في موعدها. نحن نعلم، ويفترض أن يكون اللبنانيون واعين لهذا الأمر، أن التمديد الأول والثاني لمجلس النواب قد تمّا بإرادة وبطلب من حزب الله. وكان سبب ذلك التمديد غرق حزب الله في الحرب السورية.

واليوم، لا يملك الحزب أفقاً واضحاً للوضع السوري. إن بقي غارقاً في الوحول السورية فسيطلب تمديداً من تحت الطاولة. والكل مدرك ان احتمال التمديد وارد بشكل كبير، لذلك هناك قتال شرس على الحكومة وخاصة على الحقائب الأساسية.

من هنا نرى أن العملية هي بشكل أساسي هدفها احتواء الرئيس عون بمعنى أنه ليس الأول في البلد، وفي الدرجة الثانية يريد أن يضمن حزب الله لحلفائه مراكز قوية في الحكومة تحسباً لاحتمال التمديد لمجلس النواب.

والسبب الثالث تأمين الأرجحية لإقرار قانون انتخابي يناسبه ويبقى السبب الثالث سبباً هامشياً.

هل يكمن الخلاف الحقيقي في توزيع الحقائب أم في أمر آخر يتعلق بـ”الخارج”؟

تطور حزب الله من طلب الثلث المعطل الى وضعية جديدة. فبما أنه أتى هو برئيس الجمهورية قرر ان يأتي بالحكومة أيضاً.

لذلك فإن الحزب لا يطالب في هذه الحكومة بالثلث المعطل بل إنه يريد تعيين نصف أعضاء الوزراء ويسمي حقائبهم ويترك النصف الباقي لرئيسي الجمهورية والحكومة ليقوما بتعيينهم وتسمية حقائبهم.

هل سنشهد ولادة الحكومة قبل حلول عيدي الميلاد ورأس السنة، كما يجري التداول به والحديث بشأنه بين الأقطاب؟

أؤكد أن حزب الله يريد استيعاب الرئيس عون لكن لا يريد أن ينهي هيبته بالكامل لأنه بحاجة إليه لاحقاً. يقوم الحزب بعملية تدجين وليس بعملية استنزاف بالكامل.

 لذلك ومن المعقول جداً أننا قد نشهد ولادة الحكومة قبل عيد الميلاد، مما يسمح بترك هامش صغير لهيبة الرئاسة. وإن تأخر تأليف الحكومة الى ما بعد الأعياد فيعني ذلك أن حزب الله تقصّد إضاعة هيبة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

 لكن هذا الأمر ليس مستحباً لا عربياً ولا خارجياً ولا مسيحياً لأنه سيُظهر أن الحزب يقف ضد المسيحيين.

هل الصراع على الكرسي هو سبب الخلاف الرئيسي بين عون وفرنجية؟ وهل هناك تحجيم لشخص فرنجية من جانب التيار الوطني الحر، بوصفه المرشح البارز لرئاسة الجمهورية في العهد المقبل؟

دخلنا في مرحلة جديدة عبر تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية هدفه إلغاء باقي الأطراف المسيحية وعلى رأسهم النائب سليمان فرنجية.

إن النائب فرنجية مدرك لهذا الأمر، لهذا يسعى الى تحصين نفسه. لا أعلم ما هي فكرة النائب فرنجية عن التحصين، وهل هي بنيله حقيبة دسمة؟

في الحقيقة ما هو مطلوب اليوم هو تحصين الساحة المسيحية من هذه الثنائية التي تريد أن تشكل محدلة جديدة. يكفينا المحدلة الموجودة عند الشيعة، فكيف بالأحرى أن يصبح لدينا محدلتان؟ هذا الوضع يضرب مبدأ التعددية والديمقراطية في لبنان، رغم أنهم ينفون هذا الأمر، لكن عملياً تفاهم عون وجعجع قائم على إقصاء وإلغاء وتهميش جميع المسيحيين المستقلين أو الآخرين من حزبيين وغيرهم.

هل ستجري الانتخابات على أساس القانون الحالي أم سيصار الى سن قانون جديد كما وعد به كل الأفرقاء السياسيين؟ وهل الوقت يسمح بذلك؟

تأخر الوقت لسن قانون انتخابي جديد. لكن لنفترض أنهم استطاعوا الاتفاق حول قانون جديد، رغم مرور ثماني سنوات لم يتفقوا خلالها على شيء، سيكون هناك طلب للتمديد على أقله لمدة سنة وربما أكثر من ذلك.

يعتبرون أنه من الأسهل على المواطن القبول بالتمديد إن كان هناك قانون جديد.

ماذا يمكن أن نستوحي من إشارات تضمّنها خطاب السيد نصر الله الأخير؟

إن جميع خطاباته في المرحلة الأخيرة هي في خانة استيعاب الساحة. نحن عملياً أصبحنا في نظام مستسلم كلياً من قبل جميع الأطراف أكانوا في 14 أو 8 آذار لإرادة نصر الله.

لا يريد نصر الله أن يلعب لعبة ضغط قوية في اتجاه هذا الوضع، لكن يريد المحافظة عليه كما هو.

فالجميع قبل بمغامرات نصر الله في الخارج وبتوجيهاته في الداخل. يريد أن يظهر أنه “جد الجميع” على خلفية أن الرئيس عون هو ” أب للجميع”.

يريد ان يظهر نفسه أنه فوق الاعتبارات المحلية خلال هذه المرحلة. إن التعديلات الحاصلة والاستسلام الكلي الحاصل حالياً من جميع الأطراف تتناسب مع شروط حزب الله.

كيف تقرأ الحضور السوري في لبنان الأسبوع الماضي؟

إنها محاولة لإحراج الرئاسة اللبنانية ولتثبيت أن الرئيس السوري ما يزال له الكلمة الأخيرة في لبنان وهو قادر على الإتيان برئيس للجمهورية. والأهم في كل هذه العملية أن الأسد يريد استلحاق المسيحيين في مشروعه وسياسته. وهذا يشكل خطراً على لبنان.

ان إيران وروسيا سائرتان بمشروع سوريا المفيدة (الساحل السوري مع العاصمة)، وسيكون حجمها بربع مساحة سوريا الحالية.

وقد يكون حلم ضم لبنان بأكمله الى سوريا المفيدة حلماً يدغدغ مخلية الإيرانيين.

فالحديث اليوم عن قاعدة إيرانية بحرية في المتوسط يوحي بأن إيران واضعة عينها على لبنان.

إنها أخطر خطة يمكن ان يكون لبنان يواجهها اليوم من خلال دمجه مع سوريا لخلق دويلة إيرانية مواجهة للدويلات الأخرى.

من هنا فالمسيحيون أمام خطر وجودي ومصيري. هل سينصاعون الى إرادة حزب الله أم سيحافطون على لبنان ووجودهم؟