مهند الحاج علي: حزب الله والمخدرات//محمد آل الشيخ: إيران الملالي عدو دائم

227

حزب الله والمخدرات
مهند الحاج علي/العرب/17 تشرين الأول/17

قبل أيام قليلة، اتهمت محكمة أميركية في مدينة ميامي 3 لبنانيين ادعت بأنهم على صلة بحزب الله، بتبييض أموال عصابات المخدرات الكولومبية. محمد أحمد عمّار (31 عاماً) المقيم في مدينة ميدلين الكولومبية (عاصمة تجار المخدرات) اعتُقل في لوس أنجيليس الشهر الماضي، في حين احتُجز اللبناني الكندي حسن محسن منصور في باريس حيث يُواجه اتهامات مرتبطة بقضية تبييض أموال أخرى في جنوب فلوريدا. المتهم الثالث غسان دياب يُقيم بين لبنان ونيجيريا، ويُوصف بأنه ‘مسؤول كبير في حزب الله”، غير معتقل ومتوار عن الأنظار، بحسب مواقع اخبارية أميركية.

العملية كانت فخاً نصبه محققون أميركيون باستخدام نصف مليون دولار أسترالي طلبوا من المتهمين تبييضها، وهي مهمة نفذوها بنجاح. لكن المحققين كشفوا أن عمّار تفاخر بشبكة علاقاته، سيما صلته العائلية بـ”حزب الله” وكارتيل ”لا أوفيسينا دي إنفيغادو’، إحدى أبرز شبكات الجريمة والمخدرات في كولومبيا.

مثل هذا الإتهام العلني لحزب الله بالتورط في تبييض الأموال وتجارة المخدرات، ليس الأول من نوعه في الولايات المتحدة، بل سبقه كثير من التصريحات والتقارير والتحليلات، بينها المنطقي والمفصّل وبينها المُضخّم أو فاقد الصدقية. لكن هناك ظاهرتين لافتتين في قصة نشاط حزب الله في أميركا اللاتينية، ترتبطان بهدفه وبالعلاقات الممهدة والمرتبطة به.

لجهة الهدف، لن يتورط حزب الله أو قيادي فيه في تهريب مبالغ صغيرة نسبياً في ظل مخاطر كبيرة، إلا لسبب وجيه. من الصعب اقتفار آثاء أموال تجارة المخدرات، سيما في حال استخدامها في عمليات أمنية خارج لبنان، وربما داخله أيضاً. وهذا النهج واضح في عمليات أمنية اتُهم الحزب بالوقوف وراءها، مثل اعتداءات باكو الفاشلة عام 2008. عندها، اعتقلت السلطات الآذربيجانية مواطنين لبنانيين وإدعت بأن أحدهما عميل في وحدة العمليات الخارجية، والثاني خبير متفجرات. وكان في حوزة الرجلين متفجرات وأسلحة، واعترفا بحسب تقارير اعلامية، بالتخطيط لاستهداف اسرائيليين على الأراضي الآذربيجانية. لكن تهريب المخدرات ورد بين الاتهامات ضدهما. إلى جانب الأموال، تؤمن تجارة المخدرات شبكة علاقات محلية قادرة على توفير سبل الفرار والحماية وأحياناً جوازات سفر وهويات مزورة.

قبل سنتين من اعتداءات باكو الفاشلة، أوقفت السلطات البرازيلية ‘شبكة بركات” اللبنانية المتهمة بالتورط في تجارة المخدرات في المثلث الحدودي المعروف بالتهريب. أحد أفراد هذه الشبكة مُتهم أيضاً بالتورط في اعتداءات بوينس آيريس عام 1994، بحسب كتاب أميركي يُوثّق العمليات الخارجية للحزب. ووفقاً للمصدر ذاته، فإن العلاقة العملياتية بين النشاط الأمني للحزب، وبين تجارة المخدرات ”ظهرت بعد اعتقال عناصر أميركية مروان قاضي (المعروف أيضاً بإسم مروان صفدي) عام 1996 بعد مراقبته السفارة الأميركية في الباراغواي في اطار خطة لاستهدافها’. وكانت محكمة كندية دانت قاضي بتهريب الكوكايين من البرازيل، لكنه فرّ بمساعدة خارجية.

المسألة الثانية المثيرة للاهتمام هي الخلفية العسكرية والأمنية لعصابات يُتهم ”حزب الله’ بالارتباط بها، مثل ”لوس زيتاس’ المكسيكية و”لا أوفيسينا دي إنفيغادو’ الكولمبية. وهذه عصابات استقت عناصرها إما من القوات الخاصة (لوس زيتاس المكسيكية) أو فرق الموت الموالية للحكومة الكولمبية، وهم غالباً من طبقات مسحوقة. كما تلقى بعض شركائهم أو عملائهم اللبنانيين تدريبات عسكرية في معسكرات حزب الله، وفقاً لتقارير حكومية أميركية. وهذه علاقة جديرة بمزيد من الدراسة لتبيان كافة جوانبها.

بيد أن ”حزب الله’ تنظيم عسكري فحسب، وهو متصالح مع هذه الهوية، إذ لم يُقدم نموذجاً يُحتذى به لا في البلديات أو في وزارات تناوب عليها قياديوه منذ عام 2005. لم ينتج الحزب مجلساً بلدياً نموذجياً مثل زحلة حيث باتت الكهرباء والخدمات على مدار الساعة، بل تتسم إداراته المحلية بقلة الكفاءة، وأحياناً تُتهم بالفساد. والفرد الذي يُنتجه ”حزب الله’ من مدارسه إلى كشافته ومؤسساته الأخرى، لا يؤدي سوى هذه الوظيفة العسكرية، ما يُفسر جزئياً الفشل المتواصل في العمليات الأمنية الخارجية. والاعتقالات والاعلانات باتت متكررة خلال السنوات الماضية، إلى حد بات بالإمكان الجزم بأن الجهاز الخارجي لو كان موجوداً كمؤسسة مستقلة، يقتصر عمله على تهريب المخدرات وتبييض الأموال.

 

إيران الملالي عدو دائم
محمد آل الشيخ/الجزيرة السعودية/17 تشرين الأول/16

لا خلاف أن جميع مشكلات المشرق العربي مصدرها إيران الملالي. فلإيران وعملائها اليد الطولى في كل مشكلات وكوارث هذه المنطقة. العراق تحتله احتلالاً كاملاً وسافرًا، من خلال عملائها كما هو معروف، والفساد الضارب أطنابه في أرض العراق، أسسهُ ورعاه منذ انسحاب الأمريكيين عميل إيران، ولص العراق الشهير «نوري المالكي». لبنان يسيطر عليه، ويتحكم في قراره، ويدمر أمنه، ويهز استقراره، وينسف اقتصاده، (حزب الله)، وعميل الإيرانيين الملا «حسن نصر الله». سوريا التي ما زالت الحرب الأهلية مستعرة فيها منذ ما يقارب السنوات الست، تُعتبر إيران عاملاً رئيسًا في إذكاء تلك الحرب الطاحنة التي أكلت الأخضر واليابس، والإنسان والبنيان. اليمن الذي انقلب الحوثيون ومعهم صالح فيها على السلطة الشرعية، تتبناهم علنًا وعلى رؤوس الاشهاد إيران، وتمدهم بكل ما من شأنه إبقاء الحرب الأهلية هناك مستعرة. كل ما تشهده مملكة البحرين، من اضطرابات وقلاقل يقف وراءها الإيرانيون.

وهنا يأتي السؤال الذي يستفزني كل من يطرحه، وفحواه: لماذا لا تجلس المملكة والخليجيون مع الإيرانيين، ويتفاوضون لحل مشكلاتهم؟.. مشكلتنا الأولى مع إيران سببها أنها دولة لها أطماع توسعية في كل بلاد العرب، ولديها رغبة جامحة في السيطرة على كل من جاورها، وهي عمليًا تستهدف سيادة دول الجوار واستقلالها، فكيف يمكن أن تتحاور مع من يعمل على مصادرة سيادتك واستقلالك ويسعى بكل الطرق إلى تقويض أمنك واستقرارك؛ الأمر الذي يجعل علاقتنا مع إيران تقوم على خيارين لا ثالث لهما، إما نحن وإما هم.

وإيران، ومعها كوريا الشمالية، دولتان مارقتان، لا يمكن لعالم اليوم أن ينعم بالأمن والسلام طالما أن هذين النظامين يمارسان مشكلاتهما مع من جاورهما، الأمر الذي جعل كوريا الشمالية هي مصدر إثارة التوترات في منطقة الشرق الأقصى، وإيران مصدر للقلاقل والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط. ومثل هذه الدول متى ما وجدت تراخيًا في التعامل معها من قبل المجتمع الدولي، ستجد فورًا أنها تصول وتجول، وتصبح تحركاتها من شأنها تغذية الاضطرابات الإقليمية.

إيران المارقة كادت أن تختنق من جراء الحصار الاقتصادي، لولا أن «أوباما» أنقذها من خلال توقيعه الاتفاقية النووية ومعه الدول الخمس العظمى، حينها كان الأمريكيون يبررون توقيعهم لتلك الاتفاقية، ورفعهم الحصار الاقتصادي عنها، أنها ستجعل الإيرانيين منسجمين مع المجتمع الدولي لا متمردين عليه، كما هم منذ الخميني وحتى خامنئي. غير أن ما نتج عن توقيع هذه الاتفاقية، أنها مكنت إيران من الحصول على مداخيل مالية ضخمة، وظفتها على الفور ليس في رفاه شعبها وخدمة مشكلاته البنيوية الداخلية، وإنما في إثارة المشكلات وتمويل الاضطرابات في الدول التي تحدَّثت عنها في مقدمة هذا المقال.

لذلك أقول إن قدرنا – مع الأسف – مع تغول إيران أن نبقى على خصام مستمر، ولن يحل مشكلات العالم برمته مع هؤلاء المارقين (إيران وكوريا الشمالية)، إلا أن يعاملهم العالم مثلما عامل داعش، بالعمل على اجتثاثها من جذورها.