ما هو دور حزب الله في فضيحة الإنترنت/علي الحسيني: المسـتقلون الشيعة عملاء أم أحـرار

205

ما هو دور حزب الله في فضيحة الإنترنت؟
لبنان الجديد/18 آذار/16
لم يعد الإنترنت في لبنان وسيلة آمنة حتى للمؤسسات الأمنية والسياسية، فإسرائيل تمتلك عينا في كل حاسوب متصل مع الشبكة العنكبوتية، وفي حوزتها كم هائل من المعطيات التي لا يمكن -وفق خبراء- تحديد حجمها أو نسبة خطورتها وتهديدها للأمن القومي اللبناني. مواقع جديدة تم اكتشافها، وضعت فيها أجهزة بث وإرسال غير رسمية وغير مرخصة لشركات أجنبية، بعضها يتعامل مع شركات إسرائيلية. وبينما يحمل بعض اللبنانيين “الدولة المترنحة” مسؤولية الانفلات الأمني والمعلوماتي، يتساءل البعض الآخر عن دور حزب الله، وهو الجهة الوحيدة إلى جانب الدولة التي تمتلك قدرات كبيرة وأجهزة أمنية خاصة. كما لا يستبعد خبراء عسكريون تعرض حزب الله  للخرق المعلوماتي، رغم وجود شبكة اتصالات خاصة به. وكان وزير الاتصالات، بطرس حرب، أكد أن “محطات الإنترنت غير الشرعية تتولى تزويد مقرات ومراكز رسمية حساسة بخدمات الإنترنت، ومجانا في غالب الأحيان، وقد وضعنا الوقائع بتفاصيلها في يد القضاء والأجهزة الأمنية والمسؤولين”. وبحسب حرب، فإن “الفرق الفنية المختصة في الوزارة اكتشفت تجهيزات تقنية وأنظمة معلوماتية في مواقع مختلفة في أعالي قمم الجبال اللبنانية تعمل من دون ترخيص”. يذكر أنها المرة الثانية التي يتم الكشف فيها عن خرق كبير للشبكة العنكبوتية، بعد الكشف عن شبكة الباروك عام 2009، التي كانت تستخدمها إسرائيل للتجسس على لبنان، وقد أوقف حينها عدد من الأشخاص بتهمة التعامل مع إسرائيل، غير أن بعض هؤلاء عاود نشاطه من البوابة نفسها بعد إطلاق سراحه.
من يتحمل المسؤولية؟
وبدوره، رأى النائب عن كتلة المستقبل، جمال جراح، في تصريحات خاصة لـ”عربي 21″، أن الكشف عن “شبكات تخابر إنترنت من دون ترخيص يدلّل على ضعف الدولة ومؤسساتها بشكل عام، ويؤشر إلى غياب التنسيق بين الجهات المؤسساتية اللبنانية”. وأكد أن “من واجب وزارة الاتصالات تزويد الأجهزة الأمنية بالشبكات التي تمتلك ترخيصا؛ ليكون باستطاعة القوى الأمنية تحديد أسماء ومواقع الشركات التي لا تمتلك الأوراق القانونية”. وأضاف: “إن وجود مناطق بمنأى عن الدولة ترتكب فيها أعمال مخالفة للقانون، وسط تغاض فاضح عنها، خاصة أن المتهمين في هذا الخرق سبق أن ثبت تورطهم في واقعة مماثلة في الباروك، لكن لم يتم إدخالهم السجون، كونهم يمتلكون غطاء سياسيا”.
وعن رأيه في موقف حزب الله من المسألة، قال :”من يزعم بأنه يدافع عن الدولة، فعليه أن يسمح لجميع مؤسساتها بالتواجد على الأراضي اللبنانية كافة، فعندما يقيم حزب منطقة معزولة عن الدولة، ليس باستطاعتنا حينئذ تصنيفه بأنه يطبق القانون على جزء من الأراضي اللبنانية، في الوقت الذي يمنع الدولة في الجزء الذي يتواجد فيه”. وفند الجراح كلامه، فقال: “هناك ثغرات ومنافذ ومرافئ يتسرب من خلالها الكثير من الممنوعات، وأعتقد أن المعدات المهربة الخاصة بشبكات الإنترنت المشبوهة هربت من تلك المرافئ”. واتهم الجراح حزب الله بأنه يتحمل مسؤولية مباشرة “في إسقاط هيبة الدولة والمؤسسات”. وحذر من أن “انكشاف خصوصيات اللبنانيين أمام شركات غير مرخصة أمر خطير جدا”. وتابع الجراح انتقاده لحزب الله، قائلا: “عندما يمنع انتخاب الرئيس يتيح الأمر للعبث بالدولة والدستور، وبالأعراف والتقاليد”. ولفت إلى أن: “هناك من يريد بقوة سلاحه فرض الرئيس الذي يناسبه للجمهورية بالقوة”. وعن المأمول من الحكومة اللبنانية لمعالجة أزمة “شركات الإنترنت”، قال: “نحن أمام حكومة غير قادرة على اتخاذ قرار جريء في ما تم الكشف عنه بموضوع الإنترنت والاتصالات؛ لأنها تخاف على وجودها، ليس تمسكا من بعض وزرائها بالمناصب، لكن في حال سقطت هذه الحكومة سقطت معها الدولة، وأصبحت مؤسساتها الأمنية مكشوفة تماما”.
حنا: حزب الله ليس بمنأى عن الاختراق
وعن قيمة ما يمكن كشفه من شبكات الإنترنت غير الشرعية في لبنان، قال الخبير الاستراتيجي إلياس حنا، في تصريحات خاصة لـ عربي 21″: “يعد جمع المعلومات جزءا أساسيا في أي صراع  قائم، وقد تختلف الأساليب المتبعة في ذلك”. ورأى أن “الصادم في الموضوع هو تكرار الخرق للمرة الثانية بعد الكشف عن خرق مماثل في منطقة الباروك، وخلال فترة زمنية قريبة”، مستغربا “دخول العتاد والأجهزة الخاصة بالإنترنت وتركيبها من غير أن يلاحظ أحد ذلك”. ولفت إلى أن ” إسرائيل ستسعى جاهدة إلى تجميع معلومات عن لبنان بمختلف الوسائل، خصوصا عن حزب الله، وهو ما تعمل عليه تحديدا بعد حرب عام 2006، على وقع الصراع الاستخباراتي والمعلوماتي الدائر على نطاق واسع من العالم”. وأشار إلى أن “الدولة اللبنانية ارتكبت أخطاء كبيرة، فكان من واجبها استدراك ما حصل قبل وقوعه، أو على الأقل أن تتعامل معه بشكل أفضل”. وانتقد حنا وزير الاتصالات بطرس حرب فقال: “ما عبر عنه الوزير لم يكن في محله لجهة التبريرات التي ساقها، مشيرا إلى أن على “الجهة المخولة بالاتصالات، معالجة خدماتها وتطوير قدراتها لتحصين نفسها من الاختراق قبل السعي للحصول على الإنترنت السريع”. وحذر من أن ” المؤسسات الأمنية تعتمد على شبكات الإنترنت، التي ربما تكون قد اخترقت، وهو أمر خطير، يدلل على أن الوضع في البلاد سيئ ومتسيب للغاية”. ونبه إلى أن ما يشكل خطرا كبيرا على البلاد هو “عدم معرفة ما تم تحصيله من معطيات ومعلومات، فما حصل هو ضربة مؤلمة للسيادة اللبنانية”.وعن فشل حزب الله في التعامل مع الاختراق -باعتباره الجهة الموازية للدولة من ناحية القدرات اللوجستية والعسكرية والاستخباراتية- قال: “لا يستطيع حزب الله عملانيا أن يراقب دقائق الأمور في لبنان، فمن المؤكد أن الأجهزة تم إدخالها قطعا، ومن ثم قاموا بتجميعها”.
ورأى أن حزب الله قد يجد فيما تم الكشف عنه تبريرا يعزز تمسكه بوجود شبكة الاتصال الخاصة به”.
وحول قدرة شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله على تجنب الاختراقات، قال:” لا أحد بمنأى عن الاختراق، ولكن، ثمة نسب متفاوتة، مشيرا إلى اكتشاف تنصت على شبكة حزب الله” في جنوب لبنان. لكنه بالمقابل أشار إلى أن حزب الله “يمتلك الوسيلة التي تمكنه من ضبط شبكة اتصالاته والسيطرة على مفاتيحها”.

الـمـسـتـقـلـون الشيـعـة.. عـملاء أم أحـرار؟
علي الحسيني/18 آذار/16
الصحافي-علي-الامين-1
ضاقت صدورهم من أقلامهم وأصواتهم فخوّنوهم ورموا الحُرم عليهم. هم مجموعة من الفتية آمنوا بقضية وطن وما زالوا، فنذروا أنفسهم لتصحيح الأخطاء مهما بلغت التضحيات واصروا على المضي قدماً في سبيل سحب بساط الطائفة الشيعية في لبنان من تحت <البازارات> والارتهانات للخارج، فمرة اتُهموا بأنهم <شيعة السفارة> ومرّات بـ<الأغبياء> و<الخونة> و<العملاء> لكنهم أرادوا أن يجدوا لأنفسهم مكانا في هذا الوطن ولو بقوّة الحضور وفرض الآراء، فاختاروا ان يكونوا <المستقلين الشيعة>.
حماية الطائفة واجب وطني
تنقسم الآراء داخل الطائفة الشيعية حول جملة من الامور التي تُعتبر اساسية في حياتهم الدينية والسياسية. حزب الله يخوض معركة وصفها بـ<الوجودية> خارج حدود الوطن تحت مجموعة عناوين منها: حماية المقدسات وحماية الحدود ومنع التكفيريين من الوصول الى القرى الشيعية عند الحدود الشرقية. في المقابل رفعت مجموعة اسماء شيعية شعارات بديلة لشعارات الحزب في حركة بدت وكأنها انقلابية لكنها ظلت في اطارها السياسي، طالبوا من خلالها بانسحاب الحزب من سوريا حقناً لدماء السوريين واللبنانيين على حد سواء، ومنعا لمن زج طائفتهم في اتون الحرب المذهبية المستعرة في المنطقة، فكان قرارهم ان يقفوا في وجه حَملة السلاح وداعميهم من اجل انقاذ ما تبقى من نزف جنوبي وبقاعي خدمة لأنظمة مارست كل انواع القهر والذل بحق اللبنانيين من دون تمييز.
ولمن لم يسمع او يقرأ، فقد خرج خلال اليومين الاخيرين الى العلن، بيان موقع من شخصيات شيعية مستقلة ترفض زج الطائفة في اتون الصراع الحاصل بين ايران من جهة وبين السعودية والدول العربية من جهة اخرى. من حيث المبدأ جميل ان يكون لهؤلاء المستقلين صوت عاقل في خضم حفلة الجنون، ولكن المؤسف ان هذه الاصوات لا تُسمع الا عند الحاجة لها، واذا كان مفهوماً ان الثنائية الشيعية وبخاصة حزب الله تعمل على كتم هذه الاصوات، فمن غير المفهوم إصرار الفريق الآخر اي قوى الرابع عشر من آذار على <ادارة الاذن الصماء> لهم الا في حال الضرورة التي تخدم مصالحه، وهذا اكثر ما يضر بهذه الاصوات. اعان الله هؤلاء المستقلين ليس على بيئتهم الهائجة فقط وانما على بعض شركائهم <الاغبياء> في الوطن، خصوصا وانهم لطالما وعدوا بملاقاتهم في نصف الطريق، لكن هذا الطريق ما زال حتى اليوم خاوياً من كل شيء ما عدا العراقيل السياسية المتنقلة التي تحصد مواقفهم وآراءهم الواحد تلو الآخر.. فهل يبقى منهم من يُبشر مستقبلاً بما يجب ان يكون عليه الوطن، والطائفة على وجه التحديد؟
الصحافي-مصطفى-فحص-يتوسط-الصحافيين-علي-الامين-ومالك-مروةالعتب على قدر الخوف من المجهول
صرخة المستقلين الشيعة هي كلام شديد الوضوح والاهمية وموقف متقدم لهم كشركاء في لبنان الوطن والدولة، ومع هذا فإن الشيعة المستقلين لم يُتح لهم الفريق الذي يتصدى للمشروع الإيراني في لبنان، فرصة ترجمة مواقفهم المتشددة لصالح لبنان وانتمائه العربي، وكأن هذا الامر متعمّد ومقصود، وفيه محاباة او تواطؤ متعمّد مع الذين يفرضون طقوسهم وممارساتهم على الطائفة المعنية. ولا بد من الاعتراف ان الشيعة المستقلين اللبنانيين هم الذين يواجهون قرارات حزب الله من داخل بيئة الطائفة الشيعيّة وبنيتها، وهم مُعرضون لخطر حقيقي ومع هذا يقومون بالجزء الخاص بهم في هذه المواجهة، بل هم صوت العقل الواعي، وهم مُستهدفون حتى في عائلاتهم واقاربهم وجيرانهم، وللأسف تأخرت كثيراً قوى ثورة الأرز في احتضان تجربتهم، مع انهم وحدهم في الأيام المقبلة الذين سيملكون القدرة على تنفيذ عملية انقاذ يحرّرون بها الذهاب للموت خارج الحدود.
بيان الشيعة المستقلين
اصدرت مجموعة كبيرة من الشيعة المستقلين الاسبوع الماضي بياناً أعلنوا فيه رفضهم الحاقهم بمشاريع خارج الوطن والعروبة، واكدوا ان الدورالشيعي لا يكون بالتكتلات المذهبية، انما بالتفاعل الحي الصادق والحضاري مع مكونات الدولة الوطنية، ومن ضمن نظام مصالح عربي واقعي وموضوعي. وقالوا: <اننا نحن الشيعة المستقلين اللبنانيين نعلن البراء من كل حس مذهبي يريد إلحاقنا بمشاريع اقليمية على حساب نظام المصالح الوطني والعربي، ونؤكد ان الشراكة في الوطن لا تقوم بالاكراه ولا بالكيدية السياسية. ان التزامنا بمشروع بناء الدولة الوطنية بإرادة حرة هو خيار استراتيجي وثابت، وان اي مساس او تهديد لاي معارض او مكون لبناني هو تهديد لوحدة لبنان واساءة إلى التضامن العربي الذي يقوم على وحدة الآلام والآمال، فالمذهبية حين تستخدم قضية فلسطين فإنما تُسيء الى قدسيتها وتهدف الى تسخيرها للاستغلال السياسي ولاغتيال قيم الدين معاً>.
وتابع البيان يقول: <ان الشيعة في لبنان ما كانوا يوماً الا مع العروبة ومع المصلحة العربية العليا، والواقعية السياسية والحضارية تقتضي منهم اليوم اكثر من اي وقت مضى، الحفاظ على مكوّنات الوحدة الاجتماعية اللبنانية واستقرارها في دول الخليج. ونستنكر التصور الذي يقول ان الدفاع عن الشيعة هو بخرق التضامن العربي، لأن الدفاع عن اي فئة لبنانية مهما كان انتماؤها لا يكون الا بالتكافل والتضامن مع مكونات لبنان كلها. والشيعة أساس في هذه المكونات ومدركون ان نهضة العالم العربي لا تقوم على مفاهيم الفئوية والاقلوية انما على اساس المواطنية والحرية وحماية التنوع.اننا ندين بوضوح استخدام تمثيل المذهب الشيعي لخطف القرار اللبناني، ونحذر من التمادي في استثمار هذا الحس المذهبي لاستجلاب اللهيب السوري والمنطق <الدواعشي> إلى داخل البيت اللبناني، خصوصاً بعد اتضاح التفاهم الروسي – الأميركي على التقسيم الفيدرالي لسوريا ومكوناتها بتنسيق روسي – إسرائيلي مُعلن. وتأكيدنا للبعدين الوطني والعربي لاعتبارهما منهجاً سار عليه علماؤنا من العلامتين عبد الحسين شرف الدين والسيد محسن الأمين إلى السيد موسى الصدر، وليس آخرهم الشيخ محمد مهدي الصحافي-مالك-مروةشمس الدين، في ترسيخ الكيان اللبناني والانتماء العربي.
وسيتنبه حزب الله متأخراً وهو الذي مارس المقاومة وحمل رايتها، ان مصدر قوته كان دائماً في احتضان العمق العربي لخيار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وسيكتشف ان آلاف الصواريخ لن توفر له الطمأنينة التي كان عليها غداة تحرير لبنان في العام 2000. واننا نهيب بكل الشيعة العرب في لبنان والمنطقة الى سماع صوتنا، وتفهم موقفنا، فالدور الشيعي لا يكون بالتكتلات المذهبية انما بالتفاعل الحي الصادق والحضاري مع مكونات الدولة الوطنية ومن ضمن نظام مصالح عربي واقعي وموضوعي، اللهم اشهد أننا قد بلغنا>.
وكان الامين العام لـ<حزب الله> السيد حسن نصر الله اول من وصف المستقلين الشيعة بـ<شيعة السفارة> و<الاغبيــــاء> و<الخونــــــة> و<العمـــــــلاء>، وذلك في معرض كلام اعتُبر وكأنـــــه تحــــــريض على اسكاتهـــــــم بـــــاي طريقة او تصريح بإهدار دمائهم على خلفية مواقفهم السياسية المناهضـــــة بشكل كامـــــل لسياسة حـــــزب الله ونهجه، وخصوصاً لجهــــة تورطـــــه في الحــــــرب السورية.
<الافكار> وقفت عند آراء عدد من المتهمين الرئيسيين حيث أجمعت آراؤهم على انهم سيبقون يدافعون عن الحق وسيلتزمون اخراج طائفتهم من الظلمة التي اخذتهم اليها المصالح الخارجية البعيدة كل البعد عن المبادئ والتعاليم التي ارساها عدد من علماء الطائفة، في طليعتهم السيد موسى الصدر والراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد هاني فحص والسيد محمد حسن الامين.
منى فياض:أين هم
<شيعة السفارة>؟
تشير الاستاذة الجامعية الدكتورة منى فياض الى ان اتهام حزب الله لنا يدل على انه يتلمس وجود تغيير في بيئته، وهو يتوجه اليهم بالدرجة الاولى لأن الشيعة المستقلين لم يكن حزب الله يعيرهم الانتباه، بل على العكس كان يستخدمهم كغطاء للقول: <انظروا الى ديموقراطيتنا كيف نسمح بتعدد الآراء، وان هناك من يكتب ضدنا بطريقة شرسة ونحن نتحملهم>. وتقول: <كانوا يحافظون على هذا المكون انطلاقاً من الحفاظ على خط الرجعة، اما الهجمة اليوم فهي دليل على مأزقهم والتململ داخل البيئة الشيعية، وفيها رسائل عدة: الأولى القول لباقي المكونات الشيعية ان هؤلاء عملاء حذار ان تكونوا مثلهم وهم اغبياء فلا تنصتوا إليهم، والرسالة الثانية: هي لتخويف الشيعة بأن لا يحذوا حذو هؤلاء>.
وتسأل فياض: أين هم <شيعة السفارة>؟ فالسفارة الاميركية غيرت وجهتها وتخلت عن الشيعة اللبنانيين واصبحت تدعم شيعة ايران، والدليل على ذلك التغطية على حزب الله وحذفه عن لائحة الارهاب الدولية. كما أنها تعطي إيران التي هي الداعم الاساسي لـحزب الله < carte blanche> وحتى الرئيس الاميركي <باراك اوباما> مساهم معهم بشكل أساسي بالحفاظ على الرئيس السوري بشار الاسد، وهو قلق ماذا سيفعل إذا سقط الاسد فجأة. تصنيف <شيعة السفارة> بـالخونة والعملاء والاغبياء أمر خطير جداً، بحسب فياض، وتقول: حتى وان لم يقصد نصر الله هدر دم هؤلاء الا ان حوله اشخاصاً ضعفاء القلوب والعقول نخاف منهم. وانا اخاف من الخاسر، فهم في سوريا وفي كل الاماكن الأخرى الموجودين فيها على انحدار وتراجع، فالجيش المقهور عادة ما ينتقم ويأخذ بالثأر ما قد يشكل بلحظة ما خطرا على هؤلاء الشيعة. وترى فياض ان حزب الله لا يهاجم الشيعة فقط انما كل اللبنانيين، لان هؤلاء لا يتصرفون كشيعة بل كـلبنانيين أولاً، وبالتالي هو يهدد جميع من يشبه هذا المكوّن الشيعي، لذا يجب أن يكون الرد من جميع اللبنانيين.
مالك مروّة: لدينا خلاف مع
حزب الله وليس اختلافاً
يوم-وصف-نصرالله-المستقلين-بشيعة-السفارة
بدوره يعود الصحافي والكاتب السياسي مالك مروة الى بداية توصيف <شيعة السفارة> الأميركية ليقول ان هذا الوصف كانت طرحته احدى وسائل الإعلام، وهو توصيف سخيف يحاول تخوين كل مَن يختلف بالرأي مع حزب الله، وهو بالاضافة الى عدم دقته نجد ان لا قيمة له ايضاً، فالحزب ومن معه يحاولون اسكات اي شخصية شيعية تختلف بالرأي معهم من خلال هذا التوصيف الفارغ القيمة. ويؤكد مروة اننا لسنا بخلاف مع حزب الله بل باختلاف معه، فنحن نعتبر الحزب من ابنائنا واخوتنا، وقد اختلفنا معه بالرأي لأننا رأينا كيف انتج سياسة تفرّق ولا تجمع بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب في العام 2000، وقد عبّرنا ايضاً عن موقفنا يوم ارتد عسكرياً الى الداخل اللبناني في ايار/ مايو 2008، واليوم نعارض تدخله العسكري في سوريا لاننا ما زلنا نعتبر انفسنا مع الثورة السورية ونتمنى خواتيم تفضي إلى قيام دولة مدنية يعيش فيها كل اهلنا السوريين.
ويضيف مروة: التدخل في سوريا كان خطيئة بحق لبنان وبحق الشيعة في لبنان. انها خطيئة الألف سنة. وفي رأيي منذ فترة كانت المبادرة في سوريا بيد النظام السوري وحزب الله لكن اليوم تغيرت وأصبحت بيد الثوار، وقد اصطدم النظام والحزب بعدم تحقيق اي انتصار على عكس ما كان يعد السيد نصر الله انصاره الذين يشعرون بواقع نجاح الثورة السورية، وبالعداء الموجود الذي سيدوم لفترة طويلة وسيكون له انعكاس على الحزب اولاً وعلى الشيعة ثانياً وعلى لبنان اولاً واخيراً. وبحسب مروة فإن خطر <داعش> يهدّد السنة المعتدلين الذين يشكلون اكثرية الشعب السوري، ولذلك الأجدى بالاعتدال السُني أن يواجه <هذا الوحش> لأنه موجه ضده قبل اي مكوّن آخر، لا ان نسعر النار لاننا غير مُهيئين. مضيفاً: اما في دعوة السيد نصر الله لإعادة النظر في مواقف من أسماهم بـ<شيعة السفارة>، فمن جهتي لن أعيد النظر في موقفي من سياسة حزب الله الا مع خروجه من سوريا وتسليم سلاحه للدولة وأن يترك <داعش> للاعتدال السني.
علي الأمين: الشيعي المعارض خطر
على حزب الله
الاسبوع المنصرم وُجهت لغة التخوين مجدداً الى الصحافي علي الامين رئيس تحرير موقع <جنوبية>، وذلك في بيان مفبرك وزع على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه: ان الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي <أفيخاي أدرعي> بات يشرف بشكل دوري على ما يُنشر في موقع <جنوبية> لصاحبه الصحافي علي الأمين الذي ينسق بدوره مع <ادرعي> بشكل مباشر عبر بريده الالكتروني، وذلك بعد ان توقفت السفارة الأميركية في بيروت عن تمويل الموقع المذكور. وبحسب البيان أن الأمين طلب من <ادرعي> الدعم وجاءه الرد بالإيجاب لكن تحت شروط عدة، أهمها اشراف <ادرعي> وفريقه الإلكتروني على ما يُنشر في موقع <جنوبية>، وان الامين قد وافق على كافة الشروط.
الامين يؤكد ان الهجمة عليه وعلى الموقع سببها انه منبر لمناخ شيعي مختلف وحر، له حضور وفاعلية في البيئة اللبنانية والشيعية، وهو الامر الذي يزعج البعض خصوصاً ان الموضوعات التي يهتم بها تعكس وجهة نظر الكثير من الشباب الشيعي الذي يعتبر ان الطائفة الشيعية ليست محصورة بطرف واحد، خصوصاً بعدما اصبح الصوت الشيعي المعارض لحزب الله اليوم أكثر خطراً عليه من السلاح في أيدي معارضيه. وحول ابعاد البيان وما يمكن ان يستتبعه، اعرب الأمين عن خشيته من ان يكون تمهيدا لامر ما، ففي السابق كنا نُتهم بالعمالة لاميركا والآن لإسرائيل. <شيطنوا> الموقع ما يعني أنهم يهدرون دمنا، والعدوان علينا بات متاحاً، ومع هذا تبقى اي اجراءات امنية مجرد حبر على ورق في ما لو ارادوا فعلاً السوء بنا، لان لا شيء سوف يردعهم عن اي فعل يمكن ان يقوموا به، ومن المفترض بالأجهزة الامنية المعنية التحرك خصوصاً وان البيان منسوب الى مصدر أمني، وبدورنا سوف نوكّل محامياً لمتابعة الملف وخلفياته.
هل هو التهديد الأول من نوعه؟ يجيب الامين: الرسالة وصلتنا وسنرد عليها بالطريقة التي نراها مناسبة، ففي مرحلة سابقة تعرض منزلي في بلدتي شقرا في الجنوب لتكسير محتوياته، وهذه كانت احدى الرسائل ولكن هذا لم يمنعني من الذهاب اسبوعياً الى هناك بالرغم من كل هذه الرسائل التي تصلني. وأريد ان اوضح أن المشكلة ليست في شخص علي الأمين، ولكن المسألة اصبحت أن هناك موقعاً اسمه <جنوبية> اصبح لديه تأثير وفاعلية في البيئة الموجود فيها.
نديم قطيش: تعرضت لتهديدات وهذا ليس سراً
الاعلامي-نديم-قطيش
لدى سؤاله عن تعرضه لأي مضايقات من حزب الله، يشدد الاعلامي نديم قطيش على ان مجرد وجود حزب الله ومجرد اننا نعيش معه في البلد نفسه هو أمر يثير المضايقة، مع كل هذه الكمّ من التطرف والانغلاق والتخوين و<العسكريتاريا> والأيديولوجيا. وعما إذا كانت التهديدات جدية، يشير الى انه من الطبيعي ان يكون قد تعرض لمضايقات وهذا الأمر ليس سراً، الا انه يرفض الدخول بما أسماه <بطولات>، فالبلد برأيه كله تعرض ويتعرض لتهديد. ويؤكد قطيش ان المسألة ليست مسألة افراد او اشخاص تعرضوا لتخوين او مضايقات او اتهامات باطلة من حزب الله،  بل هي مسألة بلد برمته يتعرض للكثير بسبب وجود هذا الحزب، لأنه لا يشبه لبنان، ولا علاقة له به لا بتكوينه الثقافي او السياسي ولا بانتمائه لهذا البلد الذي هو بالنسبة له مجرد مسرح عمليات.
ويوضح أنه لا يعرف من يقصد حزب الله بتسمية <شيعة السفارة>، إلا انه يسأل في المقابل أوليس شيعة السفارة الإيرانية بـ<شيعة سفارة>؟ إذاً هم <شيعة السفارة> لا نحن. ويشدّد على ان لبنان الذي نعرف هو لبنان العقد الإجتماعي والمؤسسات والدولة والدستور، هذا الـ<لبنان> معرض للتصفية بسبب وجود حزب الله، لذلك فإن مسألة الافراد هي تحصيل حاصل، فلا يشتتوا انتباهنا بشتم فلان او اتهام علان، فكل لبنان مهدد وحلفاء حزب الله ضمناً.
مصطفى فحص: <شيعة السفارة> هم نسيج وطني
الكاتب الصحافي والناشط السياسي مصطفى فحص يرفض التسويق لمصطلح <شيعة السفارة> لأنه كلام يراد به التخوين وهو باطل، ويؤكد أننا شيعة الثورة السورية، والشيعة الذين يتهمهم حزب الله او غيره بانتمائهم الى السفارة هم من ضمن نسيج وطني كامل في المجتمع اللبناني الذي يؤمن بحماية الرأي والتعدّدية والديموقراطية. ويوضح ان حزب الله لجأ الى مكان يصوب من خلاله على هؤلاء الشيعة الاحرار مستخدماً مصطلحاً يعود لـ<ويكيليكس>، ولو عاد الى هذه الوثائق لعرف من أسمتهم <ويكيليكس> بـ<شيعة السفارة>. ولا أحد من هؤلاء الشيعة الذين تحدّث عنهم حزب الله زار السفارة، ولا أحد من هؤلاء الشيعة كان من مجموعة العملاء الذين يُكتشفون من وقت الى آخر، فالسفارة لا تهتم بي ولا بمن هم مثلي لأننا لا نقدم معلومات او تقارير، وليسأل حزب الله عمن يقوم بذلك.
ويتابع: حزب الله يعتمد أسلوب التحريض ضد من يعترضه من الشيعة ليضعه  في مواجهة مع مجتمعه وبيئته، وهو بذلك يعمل على قطع الأرحام من خلال ما يلصق بخصومه من اتهامات يروج لها انطلاقاً من رفضه الاعتراف بخصومه. ويسأل هل أصبح هؤلاء الاحرار والمستقلون يشكلون ضغطاً على حزب الله ليهاجمهم بهذا الشكل؟ وهل هذا يبين حجم المأزق الذي يقع فيه الحزب؟ كما لا أستبعد ان يتعرض أحد هؤلاء الاحرار في المستقبل الى مكروه، خصوصاً وان صفة العمالة أُلحقت بهم زوراً وجوراً. وختم: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة قالوها سابقاً ولم تتحرر فلسطين بل انتقلنا الى انظمة ديكتاتورية مستبدة، والآن لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص ويبدو اننا سوف ندخل في حرب مذهبية الى ان يتحرك العقلاء في طهران تحديداً ليضعوا حداً لما يجري في هذه المنطقة من اجل مصالحة الشعوب قبل الأنظمة وذلك قبل فوات الأوان.
من نافل القول ان السياسة التي اعتُمدت في الآونة الاخيرة من قبل بعض الاطراف المعنيين بشكل اساسي بالقرار الشيعي في لبنان، وقد ضعت أبناء هذه الطائفة في واجهة الأحداث السياسية في لبنان والمنطقة، وهي سياسة الحقت الضرر بهم داخلياً على مستوى العيش المشترك بين الطوائف اللبنانية، كما على مستوى الانعكاسات الخارجية حيث ازداد الضرر ايضاً في العالمين العربي والاسلامي بسبب المشاركة في القتال على الأراضي السورية وسكوت الاصوات داخل اهل البيت عن تلك الحرب التي استنزفت حتى اليوم آلاف الشبان، وما الاصوات الحرة التي تخرج بين الحين والآخر الا محاولة بسيطة لإعادة العجلة الى سكتها الصحيحة.