ايلي الحاج: إلى الصديق كلوفيس الشويفاتي

351

إلى الصديق كلوفيس الشويفاتي
ايلي الحاج/فايسبوك/14 آذار/16

كتابك “رصاصة الرحمة” نكء للجراح كما أسمع في تعليقات بعض الشباب عليه ? أقول كلا بل شهادة حقيقة للتاريخ كي لا ننسى ونأخذ عبرة. بوركت يدك. وأكثر ما يحزنني عند الشباب تبعية عمياء تقودهم . حزبية على عائلية على قلة ثقافة وأفق محدود. الأحزاب بمفهومي يجب أن تكون مكانا للعمل الوطني، الديمقراطي، للتعامل الإنساني، للرقي بالأعضاء الرفاق . ماذا نفعل والسائد نظرية أن الحزب سيف بيد رئيسه القائد يحركه كيفما شاء وفي أي اتجاه. أقول الأحزاب ولا اقصد القوات تحديدا . القوات وغيرها. ليس في لبنان حزب ديمقراطي. وقد يكون الحق على الأعضاء المنتسبين والمناصرين. إنما تتحمل قيادات الأحزاب مسؤولية عدم التشجيع على التفكير وحرية التفكير والنقاش وإبداء الرأي والمناقشة. واقول ذلك من موقع اللا حزبي ليس عن موقف، ولكن لأن الأحزاب لم تقتنع بعد او لم تر ضرورة بعد لنشر هذا الروح بين منتسبيها.

اعترضت على ترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة وليس على المصالحة . لاعتباري أن الجنرال عون غير موزون وتاريخه وحاضره يثبتان ذلك. واعتبرت ان ترشيح القوات مناورة . لكنها خطرة جدا. ماذا اذا غيّر حزب الله أو الرئيس سعد الحريري ومشى بميشال عون رئيسا؟

ستخرب بيوت اللبنانيين جميعا في الخليج ولبنان بسبب ارتباطه وتبعيته لما يسمى “حزب الله” ( بصهرو جبران باسيل وزير خارجية مش مخلّصين كيف إذا صار هو رئيس). ولكم أحزنني أن صوتا واحدا من حزب القوات لم يطلع ويطرح سؤالا أقله عن هذا القرار غير الصائب والأشبه بلعب البوكر .

كان ردهم جميعا اني ضد المصالحة. ولم أغير رأيي . ما هذه المصالحة الأشبه بأشتراطي عليك ان تعطيني سيارتك مثلا كي نتصالح؟ اما أن ترشحوني للرئاسة أو لا أصالح؟ أهكذا تكون المصالحة (المسيحية أيضا).

ثم على الطالع والنازل بدل مواجهة الفكرة بالفكرة والرأي بالرأي ينزلون أهانات بالكتائب وبيت الجميّل. لكأنهم يتحدثون عن الحزب القومي السوري متناسين من أسّس القوات . ولا يعرفون ان لكل نائب أن يستعين بمعاونين اذا اراد تفعيل عمله. في هذا الاطار أعاون النائب سامي الجميل الذي هو أيضا رئيس حزب الكتائب الذي بدأنا في جريدته “العمل” عملنا الصحافي ، فيفيان صليبا وأنطوني جعجع وحبيب يونس وزملاء آخرين. وفي “العمل” تأسست “المسيرة” كما تأسست القوات في رحم الكتائب . ألتقيت النائب الجميّل على الموقف الوطني والسياسي الواضح، لا سيما في رفض تسليم رئاسة الجمهورية إلى “حزب الله”. ما تفتقده السياسة اللبنانية هذه الأيام الوضوح، والأخلاق. أما عن زيارة غزة فشاركت فيها كصحافي وقد أغنتني كثيرا في فهم طريقة تفكير الإسلاميين عندما يصيرون سلطة (لا يمكنهم أن يبنوا دولة مهما توافرت لهم الظروف). وللدقة لم يكن الدكتور فارس سعيد مشاركا في الوفد. ولا ازال اذكر براعة النائب الأستاذ طوني زهرا في الحديث الى قادة حماس ونقل الرسالة التي أراد الدكتور سمير جعجع اليهم. أعجبت به وبلباقته وحنكته في التعامل مع قياديين مختلفين كليا عنا، انما هذا موضوع آخر. مرة ثانية شكرا كلوفيس عزيزي على الالتفاتة والكتاب. لبنان يستحق ان نحبه ونضحي في سبيله وهو أهم منا . لا أزال أعشقه رغم كل شيء.