حسام عيتاني: نفايات بلاد الأرز الحائرة/محمد قواص: سعد الحريري البحث عن تسوية منخفضة تحت سقف مرتفع/عبد الكريم أبو النصر: بوتين لن ينقذ الأسد ولا سوريا

295

نفايات «بلاد الأرز» الحائرة
حسام عيتاني/الحياة/19 شباط/16
داعبت فكرة تصدير النفايات مخيلة اللبنانيين فترة. يليق ببلاد الأرز ان تكون خالية من المهملات وأن توكل عبء معالجة بقاياهم المنزلية الى من يمتلك وقتاً وموارد يصرفها في علاج ما تخلف من استهلاك اللبنانيين سلعهم ومآكلهم وشتى امور حياتهم.اول ما حملته الإشاعات عن التصدير جاء بعد اسابيع قليلة من اندلاع أزمة النفايات في تموز (يوليو) الماضي. قيل يومها ان لبنان سيصدر نفاياته الى ألمانيا والسويد. اعتز اللبنانيون مثلما اعتزوا يوم استقبلوا الانتداب الفرنسي بأبيات الزجل عن «فرنسا أم الدنيا عموم. اعتزوا يا لبنانيي». صحيح ان بلدك سيقع تحت الاحتلال، لكنه الاحتلال الفرنسي المتحضر. وصحيح انك عاجز عن ايجاد حل لمشكلة ببساطة مشكلة نفاياتك المنزلية لكنك ستصدرها الى دولتين غربيتين صناعيتين. لم يدم اعتزاز اللبنانيين طويلاً. لقد تبين أن السويد وألمانيا تستوردان نفايات لكن ضمن شروط صارمة لاستخدامها لتوليد طاقة نظيفة. وبين النفايات التي تسمح لها الدولتان المذكورتان بدخول اراضيها وبين حالة النفايات اللبنانية، بون شاسع تجوز مقارنته بالبون الفاصل بين لبنان وكل من السويد وألمانيا. ثم جاء من يقول ان زبالتنا ستُصدر الى دول افريقية. تقبل اللبنانيون هذه النكسة على مضض. لا بأس. فإن كنا لسنا في مصاف الدول الأوروبية الصناعية، نبقى في كل الأحوال افضل من الدول الإفريقية وأكثر تقدماً وسنرسل لها نفاياتنا لتدفنها في اراضيها الشاسعة. ثم إن أفضالنا سبقت نفاياتنا الى تلك البلدان البائسة وصدّرنا لهم ثلة من المهاجرين الذين حققوا نجاحات باهرة في عوالم التجارة والاقتصاد والأعمال. لكن، لسوء الحظ، تبين أن ما من دولة افريقية على استعداد لإيواء نفاياتنا. في هذه الأثناء ظهرت شركات غامضة بدأت تروّج فكرة «الترحيل» الى جهة مجهولة وانتشر خبر تحميل مخلفات اللبنانيين ضمن حاويات وإرسالها بحراً من دون ان يفصح اي من مروجي هذه الأخبار عن الوجهة الأخيرة للنفايات. وبعد المرور في مقرات شركات وهمية تتخذ من منازل ريفية في قرى هولندية مقرات لها، ورد ان روسيا تبرّعت بقبول مهملات بلاد الأرز وأن الإجراءات القانونية والإدارية قطعت مراحل متقدمة. الخيبة كانت وفية في صداقتها للبنانيين. ذلك أن الإجراءات الإدارية المذكورة تكشّفت عن عملية تزوير تشبه تهريب سلع من خلال الرشوة واستغلال الفساد في لبنان وروسيا التي تدخلت هيئاتها الرسمية والبيئية للقول ان ما من شيء حقيقي في الصفقة المأمولة التي كانت ستكلف اللبنانيين اضعاف ما سيكلفه اي مشروع للتخلص من النفايات محلياً. تضرّر «الإيغو» اللبناني من تكرار الفشل. وبعد جولة على الدول الصناعية ودول العالم الثالث وعلى المقاطعات الروسية، وجد اللبنانيون انفسهم وحيدين مع نفاياتهم. الى اين المفر؟ الإمارات اللبنانية المتعايشة ترفض مخلفات بعضها بل تسعى الى إلقاء ما تنتجه من مهملات في الإمارات المنافسة، ما ينعكس سلباً على التعايش والوحدة الوطنيين وعلى علاقات الطوائف الكريمة. إذاً، لا بد من العودة الى فكرة المطامر «الوطنية والصحية». تشي هذه الفضيحة اليومية المستمرة منذ ثمانية شهور ليس فقط بالمدى الذي بلغه تفكّك الدولة اللبنانية وهزال سلطتها وإمساكها بسيادتها وبالانتصار الضمني (وربما النهائي) للطوائف والمناطق والعائلات على الدولة، بل أيضاً بالمدى الخطر الذي وصلت إليه عزلة اللبنانيين عن العالم، كآليات عمل ومؤسسات وأجهزة رقابية وقانونية، قبل أن يكون مظاهر وتقليداً شكلياً وسطحياً. وعلى هذه العزلة يُبنى مستقبل الأجيال

سعد الحريري.. البحث عن تسوية منخفضة تحت سقف مرتفع
محمد قواص/العرب/19 شباط/16

أيا تكن ردود الفعل التي تداعت عن خطاب الرئيس سعد الحريري، فإن الحدث في وقعه وصداه ينتمي إلى فريق 14 آذار عامة، وإلى البيت المستقبلي في شرفتيْه، الحزبية أو تلك التي تظللها الحريرية بشكل عام. لم يحرك الخطاب لدى الخصوم جديدا، ذلك أنهم لم يتفاجأوا من تأكيد الرجل على ثوابت تعادي خيارات دمشق الأسد وطهران خامنئي في لبنان، وبالتالي فإن ردودهم لن تحمل أيضا أي لافت من حيث دفاعهم المستميت عن مزاج العاصمتين “الممانعتين”، لا سيما في عزّ المعركة السورية الراهنة.يطلّ سعد الحريري مخاطبا بالدرجة الأولى “ربعه” لتسويق رؤاه لإنقاذ الجمهورية وموقع الرئاسة فيها، بغية تمرير ما كان مستحيلا في خياره الزغرتاوي، تحت عنوان المصلحة الوطنية العامة، وليس مصلحة بيته السياسي بالمعنى الحزبي الضيّق. والحقّ يقال إن الرجل أثبت أنه الزعيم الأول والأخير لتيار المستقبل، بحيث يظهر بطلا للرواية والعرض، فيما يتراجع الطامحون إلى أدوار ثانوية خلفية. وفي ترجّل الحريري إلى المسرح اللبناني يأخذ الجميع علما بما يمثّله حضور الرجل في أفقه المحلي، كما في آفاقه الإقليمية والدولية. في التفاصيل الرمزية لمشاهد مهرجان البيال مناسبة لإعادة رسم الحلف الآذاري الذي تشكّل على عجل تخصّبه انفعالية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. جرت مراقبة الطقوس التي سبقت الخطاب، وتلك التي تلته، أكثر من تفحّص مضمون الخطاب نفسه. بدا مشهد المصافحات وإيقاع الحفاوة ومظاهر البرودة وتبادل القبلات، مؤشراً على المزاج الهابط على قوى 14 آذار، كما على مستقبل ديمومة ذلك التحالف الذي بات متعدد الأغراض متباين المصالح.
في الشفافية أن يظهر جليا ذلك التباين بين شخص الحريري وشخص سمير جعجع. وما بين اللقاء والمصافحة والخطاب والنهاية، مرر العرضُ حبكة درامية لا تشي، رغم صعوبة بعض مشاهدها، إلا بعتاب بين أحبة، لا بإرهاصات انفصال.
ولئن اعتبر الخبثاء أن ما بعد نهاية العرض، أظهر تعمدا من قبل الحريري على تثبيت أولويات تحالفه داخل الصفّ المسيحي ضمن الصورة التذكارية لـ”14 شباط 2016”، فإن “المستقبل” و”القوات” حرصا على التعبير عن ودّ رسمي يواكب “الحرد” غير الرسمي الذي أفرجت عنه وسائل التواصل الاجتماعي، ذلك أن ستريدا جعجع زوجة “الحكيم” لم تر في “لطشات” الحريري إلا تعبيرا عن “ستايل” وليس أكثر من ذلك. وفق ذلك “الستايل” نزل الحريري في معراب مُسكتا بسحر دوامة الثرثرة حول أزمة بينه وبين “الحكيم”. ألقى الحريري الكرة داخل بيته الصغير (المستقبل) وبيته الكبير (14 آذار). اختراق الرابية وزغرتا لصفوف التحالف السيادي ترك أضرارا تهددُ بتصدّع الحلف الذي دفع غاليا ضريبة الدم دفاعا عن خيارات شكّلت انقلابا في البيولوجيا السياسية – الثقافية للكيان اللبناني. وربما كلمة تصدّع لا تعبّر جديا عن جسامة المعضلة، ذلك أنه حين ترشّح القوى الرئيسية في التحالف صقرين من صقور 8 آذار من التحالف المضاد، تُطرح أسئلة وجودية حول لزومية 14 آذار ومبررات استمراره. يدركُ سعد الحريري جدية الارتباك الذي سببه غيابه وسهولة المعالجات التي يوفّرها حضوره. بدا عناقه للوزير أشرف ريفي قلبا سريعا لصفحة فتحتها رياح طارئة، فيما بدت دعوته إلى انعقاد ورشة مراجعة داخل الحلف الكبير اعترافا بأن صيغ التآلف الانفعالي لم تعد مجدية في موسم إخراج الدفاتر وجدل المحاصصة داخل النظام السياسي اللبناني الراهن والمستجد وفق غبار المعركة السورية، كما أن التوتر الذي أفرج عنه القواتيون تعقيبا على خطاب الحريري عكس تصدعا داخل الحلف الآذاري وانخفاض مناعته، بحيث يبدو سهلا انقلاب الحلفاء إلى خصوم.
لا بد أن المراقبين قد رصدوا همّة عالية أفرج عنها خطاب الحريري مرتفع النبرة وعالي السقف. تكشف الكلمات عن صلابة في الموقف لا تحتمل اجتهادات في كل ما له علاقة بثوابت تعظيم دور الدولة وتقزيم الظواهر الميليشياوية. وتكرر السطور موقفا حازما ضد نظام دمشق، كما ضد محاولات فرض وصاية إيرانية بديلة على لبنان. يرفع الحريري لواء العروبة عنوانا عريضا في تفسير موقف عائلته السياسية من تحوّلات المنطقة، سواء في انتقاد أداء إيران وأتباعها في ما عبثت به داخل العراق وسوريا ولبنان واليمن، أو في الدفاع عن موقف المملكة العربية السعودية التي قابلها الموقف الدبلوماسي اللبناني الرسمي بانتهازية صبيانية.
من داخل براكين المنطقة يتقدم سعد الحريري بخطاب ليست فيه حيادية أو رمادية. يلقي الرجل كلماته في قلب بيروت بحضور سفير العاهل السعودي، بما يضفي إشارة إضافية على موقع الرجل الإقليمي. ينشر الحريري مواقفه متواكبة مع “رعد الشمال” الذي يشغل القوى الدولية قبل الإقليمية، ومتزامنة مع انتقال الطائرات السعودية (والخليجية) نحو أنجرليك التركية من ضمن الاستعدادات المعلنة للتدخل البري في سوريا، ويأتي توقيتها وسط لهفة عبّر عنها الكرملين بإعلانه زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لموسكو، مقابل نفي يشبه التحفّظ صدر عن الرياض، على ما يرجح أن تعبيرات الحريري المحلية تأتي متّسقة مع ورشة كبرى تعيد رسم توازن المنطقة برمتها.
قد تمثّل عودة الرجل مناسبة لإعادة الحيوية للحراك السياسي الداخلي، حتى بالنسبة لحزب الله وحلفائه. وربما في تجاهل السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير لحدث العودة تأملٌ له استعدادا لإعادة التموضع تجاهه. وفي تقديم سعد الحريري لأوسع أشكال المرونة في عدم ممانعته وصول أي مرشح لبعبدا طالما هو ملتزم بدستور الطائف وقواعد العيش المشترك، يفتح الرجل إمكانات الوصل مع كافة الشركاء في الوطن (لا سيما حزب الله) للبننة الاستحقاق الرئاسي وتوطينه محليا، على الرغم من الهوة التي تفصل بينهم في امتداداتهم الإقليمية. وإذا ما أكد الحريري أن مداولاته مع الوزير سليمان فرنجية هي تماما تلك التي أفصح عنها الأخير تلفزيونيا، فذلك يعني أن الحريري يعتبر، كما فرنجية، موضوع سلاح حزب الله إقليمي المآل، لا طائل من مقاربته محليا، وأن العلاقة مع الحزب تحكمها شروط علاقة إيران مع العالم العربي عامة، ومع السعودية ودول الخليج خاصة. بيد أن الحدث الحريري الراهن يستمد أهميته ومعاني مظاهره من مسألة العودة النهائية للرجل إلى لبنان. تحدد أمر ذلك بجدية مسارات الرجل وتيار المستقبل وتحالف 14 آذار. وإذا ما كان الحلفاء وأهل البيت قد تفهّموا الغياب السابق، فإن هامش التسامح في ذلك بدا أنه يتقلّص، ما يجعل من مسألة العودة واحتمالات المنفى محددات باتت تنال من المستقبل السياسي للرجل زعيما للمدرسة التي بناها والده. وإذا ما كان الانطباع الحالي يوحي بأن إقامة الحريري طويلة، فيبدو أن ذلك غير كاف في نظر جمهوره الذي تعب من هجرة زعيمه وإقاماته العرضية بينه. في خطاب سعد الحريري الأخير مناداة لذكرى الوالد الراحل. لم يبدأ عهد سعد الحريري بعد، فما الرجل إلا امتداد لأبيه وما قراره الوطني إلا مستوحى من تراث والده. في كل لحظة يتساءل الابن ماذا كان سيفعل الأب لو كان مكانه. في كلمات خطابه الأخيرة يتسرّب كم أن الرجل زاهدٌ في الزعامة التي هبطت عليه في ليل أسود، وكم أن حضوره هو ضريبة دم تخليدا لطموحات أب آمن، واغتيل بسبب ذلك الإيمان، بأن يجعل من بلده منارة منيعة مستقلة.
يوما ما سيطوي الابن صفحة أبيه ويبدأ بكتابة كتابه الخاص. عندها يبدأ عهده..

 بوتين لن ينقذ الأسد ولا سوريا
عبد الكريم أبو النصر/النهار/19 شباط 2016
“الاتفاق الأميركي – الروسي على وقف الأعمال العدائيّة في سوريا وإنشاء ممرّات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في ظل رقابة دوليّة وإشراف واشنطن وموسكو والذي دعمته في ميونيخ “المجموعة الدولية لدعم سوريا” المؤلّفة من 17 دولة، يعكس حرص القيادة الروسية على التعاون مع أميركا وحلفائها بقطع النظر عن تنفيذ هذا الاتفاق أو عدمه. فالقيادة الروسية تبدو في ذروة تفوّقها وسطوتها في سوريا، لكّنها في الواقع ليست منتصرة، إذ انها قوية عسكرياً وضعيفة سياسياً وهي أقدمت على تصعيد عملياتها الحربية بعدما فشلت في تحقيق أربعة أهداف أساسيّة في مفاوضاتها مع الإدارة الأميركية وحلفائها”. هذا ما قاله لنا مسؤول أوروبي في باريس وثيق الاطلاع على تطورات الصراع بين حلفاء نظام الرئيس بشار الأسد وخصومه. وأوضح المسؤول ان القيادة الروسية فشلت في تحقيق الأهداف الأساسية الآتية:
– أولاً: فشلت القيادة الروسية في إقناع أميركا والدول الحليفة لها بقبول بقاء الأسد في السلطة والموافقة على تغييرات شكلية أو جزئية في نظامه لن تمس جوهره وتركيبته الأساسية، إذ أن هذه الدول تمسّكت بضرورة رحيل الأسد والمرتبطين به والانتقال من طريق المفاوضات إلى نظام جديد تعددي من أجل إنجاز حل سياسي شامل وحقيقي للأزمة السورية. وضمن هذا النطاق كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمسؤول دولي انه قال للرئيس فلاديمير بوتين في لقائهما الأخير “إذا كنت تحاول مع حلفائك إبقاء الأسد في مكانه فإن الحرب لن تتوقف وستشهد سوريا تزايداً كبيراً في أعداد الإرهابيين وأعمال العنف وسيكون من الصعب جداً الحفاظ على هذا البلد موحّداً ومتماسكاً”. ونشر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية هذا الكلام الذي يتمسك به كيري على رغم التطوّرات العسكرية الأخيرة، كما أن الرئيس باراك أوباما على اقتناع بأن رحيل الأسد شرط ضروري لإنهاء الحرب وإعادة توحيد البلد والشعب والقضاء على الإرهاب.
– ثانياً: فشلت القيادة الروسية في إقناع أميركا وحلفائها بقبول تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم معارضين يختارهم الأسد على أساس أن تكون هذه الخطوة مدخلاً إلى الحل السياسي، بل أن الأميركيين وحلفاءهم تمسّكوا بضرورة انتقال السلطة إلى نظام جديد وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2254 والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين للنظام والمعارضة وتمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتنفذ خطوات تكرس التغيير الكبير في سوريا.
– ثالثاً: فشلت القيادة الروسية في أن تفرض على الدول الأخرى تشكيلة الوفد المعارض المفترض فيه أن يتفاوض مع النظام، إذ انها سعت إلى ضم معارضين مرتبطين بها إلى وفد المعارضة الحقيقية المنبثق من اجتماعات الرياض، أو تشكيل وفد معارض ثان خاضع لها من أجل إضعاف دور المعارضة في المفاوضات. لكن أميركا والدول الحليفة لها أحبطت هذه الخطة وشدّدت على أن الحل السياسي للأزمة يتطلّب منح المعارضة الحقيقيّة المنبثقة من اجتماعات الرياض دوراً أساسياً في العملية التفاوضية مع النظام.
– رابعاً: فشلت القيادة الروسية في اقناع أميركا بضرورة إشراك النظام السوري في الحرب ضد “داعش” والإرهابيين، إذ ان الإدارة الأميركية رفضت وترفض التعاون والتنسيق مع الأسد في هذا المجال وفي أي مجال آخر، وهي تقود تحالفاً دولياً يخوض هذه الحرب التي ستشهد قريباً تكثيفاً لنشاطاتها بعد انضمام قوات بريّة سعودية وعربية إليها على الأرض السورية من غير الحصول على موافقة النظام.
وخلص المسؤول الأوروبي إلى القول: “إن هذا الفشل دفع القيادة الروسية الى محاولة حسم الصراع عسكريّاً. لكن روسيا لن تستطيع إنجاز الانتصار الذي تريد ولن يستطيع بوتين إنقاذ الأسد وسوريا وهذا مرّده إلى ثلاثة عوامل: أولاً، إن روسيا تقاتل مع إيران دفاعاً عن نظام أثبت عجزه عن معالجة مشاكل السوريين وعن إلحاق الهزيمة بالمعارضين بقدراته الذاتية وعن الإمساك بالبلد. ثانياً، إن القيادة الروسية لن تستطيع مهما فعلت أن تفرض على الدول الأخرى وعلى السوريين الحل السياسي الذي تريده. ثالثاً، إن القيادة الروسية ستجد نفسها، من غير التعاون مع أميركا وحلفائها، على رأس بلد منهار مفتت وممزّق ومقيّد ومكبّل بالكوارث المادية والبشرية والإنسانية وبخسائر هائلة في كل المجالات. وهذا ليس انتصاراً لروسيا وإيران بل يلقي على هاتين الدولتين مسؤوليات وتحدّيات بالغة الخطورة أكبر بكثير من قدراتهما على تسويتها ومعالجتها تمهيداً لإخراج سوريا من الجحيم”.