شخصيات شيعية لبنانية تطلق إعلان مضايا/ربيع سلامة: لماذا يذكّر حزب الله اللبنانيين بمشروع الدولة الاسلامية/عماد قميحة: مضايا تحاصر حزب الله

522

شخصيات شيعية لبنانية تطلق “إعلان مضايا”
جنوبية/10 كانون الثاني/10

إننا نرفض تحميل ما جرى ويجري من تبعات ونتائج لمجموع الطائفة الشيعيّة، ونحمّل المسؤولية لمن يفتعل هذه الجرائم حصراً. ونُعلن براءة الشيعة من “الهولوكوست” السوري وتبعاته ونتائجه. وهذا مرفوض من الشيعة ومدان بكل المعايير. أطلقت مجموعة من الشخصيات والناشطين اللبنانيين من الطائفة الشيعية “إعلان مضايا” ومنها: مالك كامل مروة، وعلي محمد حسن الأمين، ومصطفى هاني فحص، ووقع عليه 55 ناشطاً ، وجاء في نص الإعلان:“أمام هول الكارثة المتمادية في سورية، وحيال جسامة المخاطر التي تتهدد مصيرها، وحياة أهالي مدن وقرى بكاملها ، وأمام فظاعة سياسة القتل والحصار التي يفرضها النظام وأعوانه على الأهالي حتى الموت،وإنطلاقاً من الحسّ الإنساني والمسؤولية العربية، والأخوة الإسلامية والتاريخية،نرفع صوتنا متضامنين مع أهالي بلدة مضايا ونرفض منطق التجويع والقتل والحصار والتركيع. ونعلن ما يأتي:
أولاً: ندين بالمطلق منطق “توازن الموت” ونهج الحصار، خصوصاً حينما يأخذ هذا البُعد المأساوي بفرض الحظر على الغذاء والماء والدواء لتحقيق غايات سياسية. ونعتبر ذلك تجاوزاً لكل القيم الإنسانية والمفاهيم العربية، ومواثيق حقوق الإنسان.
ثانياً: نرفض أن يشارك لبنانيون في عمليات القتل والحصار ضد أهلنا في سورية تحت حجّة “القضاء على الإرهابيين”، وهو المنطق الإسرائيلي عينه الذي تمارسه إسرائيل ضد المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين منذ عقود.
ثالثاً: إعتبار إعلان النظام السوري قبوله بإدخال الأغذية إلى مضايا ثم تراجعه، إثباتاً لوقائع جرائم موت الناس جوعاً في مضايا طبقاً لما نشرته وسائل الإعلام والتواصل من فظائع وإرتكابات مهينة بحق الإنسانية. وكان بيان الإعلام الحربي في “حزب الله” أكّد في (7/1) تورطه في حصار التجويع للبلدة وجوارها.
رابعاً: إننا نرفض تحميل ما جرى ويجري من تبعات ونتائج لمجموع الطائفة الشيعيّة، ونحمّل المسؤولية لمن يفتعل هذه الجرائم حصراً. ونُعلن براءة الشيعة من “الهولوكوست” السوري وتبعاته ونتائجه. وهذا مرفوض من الشيعة ومدان بكل المعايير.
خامساً: نطلب إنسحاباً فورياً للمسلّحين اللبنانيين المتدخّلين في الحرب السورية إلى جانب النظام، وخصوصاً من المناطق المحاذية للأراضي اللبنانية كالزبداني والقلمون. ونعتبر أن ما يجري هو إقتلاع لأبناء تلك المناطق لصالح تغييّرات ديموغرافية خبيثة تدمّر وحدة النسيج الاجتماعي والتاريخي بين الشعبين السوري واللبناني، وتمسّ علاقات حسن الجوار والحياة المشتركة لعشرات الأعوام المقبلة. وعليه لا نقبل مشاركة أيّ لبناني في هذه الجرائم البشعة.
سادساً: ندعو إلى تفعيل الحل السياسي، الضامن لوحدة سورية وشعبها، وإنسحاب كل القوى المتدخّلة في الشأن السوري، وترك الشعب السوري، بأطيافه، وتشكيلاته يقرّر مصيره وحريّته.
الموقعون : حارث سليمان ، حنين غدّار ، حسين شوباصي ، بادية فحص ، سهير خليفة ، رولانا أشرف ، وائل وهبي ، علي نون ، مروان الأمين ، خليل جابر ، أحمد حريري ، د. علي عز الدين ، الشيخ عباس الجوهري ، جاد الأخوي ، سلوى عنيسي ، طارق ملاعب ، شيرين عبد الله ، رفعت حلبي ، منى طيبي ، عباس متيرك ، علي مراد ، علي حيدر شعيب ، طوني أبي نجم ، حسان أبو نايف ، عبد المطلب بكري ، عادل طاهر ، حاتم دراق السباعي ، ندى مهنا ، رشاد ريفي ، سامية عون ، فادية شقير ، سعد فاعور ، طلال طعمة ، نافع سعد ، إدي سلامة ، ريما مصري ، حسن مراد ، ميشال حاج جرجيو ، حسين جابر الشمري ، مارسيل نوجيم ، رولا الحسين ، غاندي المهتار ، صخر عرب ، تمام علي ، ثريا بكور ، ليلى سلامة ، فياض مكي ، جومانة مرعي ، بول جعيتاني ، وليد فخر الدين ، محمد المقداد ، انطوان قربان ، كارول فضول ، عامر أبازيد ، ريان ضاهر

 

لماذا يذكّر حزب الله اللبنانيين بمشروع «الدولة الاسلامية»؟
ربيع سلامة/جنوبية/10 يناير، 2016/كان لافتاً رفع نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من سقف الشروط والتوقعات، وصل به الأمر إلى المطالبة بإقامة مشروع الدولة الإسلامية في لبنان،فلماذا يأتي تصريح قاسم في هذا التوقيت؟ لا سيما مع كل الشعارات التي يرفعها الحزب في مواجهة مشاريع أسلمة الدول والمجتمعات وخصوصاً في سوريا. للجواب على هذا السؤال لا بد من قراءة نتائجه السياسية وتوقيته السياسي، ووضعه في السياق الظرفي والحدثي من الناحية السياسية، لا سيما أن كلام قاسم يأتي بعد تصريح عالي النبرة تولّى إخراجه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ضد تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري، مانعاً إياه من العودة إلى لبنان. وإذا ما قرأ كلام قاسم ربطاً بمضمون كلام رعد، يمكن فهم مجرى الأمور، بأن الحزب يذهب نحو التصعيد لأنه غير جاهز لأي حلول في هذه المرحلة. فمشروع الدولة الاسلامية ما زال من صلب ثقافة حزب الله وفقهه، وقد نشأ الحزب عليه، وبالعودة إلى مختلف الكتب التي تتناول الحزب ونشأته تشير إلى هذه الثابتة، حتى العودة إلى أرشيف مصوّر حول الحزب يشير قياديوه إلى هذا الامر، وثمة شريط فيديو يظهر فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله يتحدث فيه عن مشروع إقامة الدولة الإسلامية، وعدم اقتناعهم بمبدأ الدولة المدنية. وثمة رابط أكثر جوهرية ما بين موقفي قاسم ورعد، وهو الإطاحة بأسس الدولة اللبنانية ومرتكزاتها الدستورية، إذ أن رعد اعتبر أن الحزب لا يهمه شخص الرئيس بقدر ما يهمه كيف يتم انتخاب الرئيس وتبعات هذا الأمر الدستورية على المؤسسات، ورفض حصر المسألة بالشخص بل بالسلة المتكاملة وبما يتم تحصيله من خلال هذه الصفقة، في كلام رعد ثمة دلائل واضحة عن هدف الحزب إلى تغيير بنية النظام الأساسية. وهنا يتكامل مع موقف رعد موقف قاسم، إذ أنه حين يعتبر بأن حزب الله يريد دولة إسلامية في لبنان، يعني ضمناً وعلناً أن الحزب يريد تغيير بنية النظام، وطالما أن هذا الأمر لا يزال بعيداً في هذه المرحلة، لكنه يشي بأن الحزب يحضّر شيئاً ما، أو يريد إيصال رسالة معينة تتعلق في بنية النظام، خصوصاً مع تعطيله لكل المبادرات، وهنا لا بد من العودة في الذاكرة إلى طروحات الحزب السابقة، حول المثالثة، وتغيير إتفاق الطائف، وفي هذا السياق يصب هذا السقف المرتفع، بغية حصول إتفاق جديد بين اللبنانيين، يكون بمثابة أقل من طائف وأكثر من دوحة، وبذلك يكون الحزب قد حقق مكتسبات جوهرية في أساس بنية النظام، غير ذلك لا يمكن فهم تصعيد رعد ورسالة قاسم. كثيرة هي الحقائق التي تظهر ان أوراق التوت التي يتغلّف بها حزب الله تتساقط واحدة تلو الأخرى، بدءاً من دخوله الحرب السورية، وصولاً إلى استخدامه سلاح التجويع والتهجير بحق أبنائها بغية تحقيق فرز ديموغرافي على أساس مذهبي، وربطاً بما يقوم به في لبنان لتعزيز مكانته الدستورية، عبر المطالبة بالمثالثة. سقطت عن الحزب صفة المقاومة في سوريا، حربه الإبادية عبر التجويع نزعت عنه مفهوم نصرة المظلوم على الظالم وصفاته الكربلائية، وليست طروحاته في لبنان إلا دليلاً جديداً يضاف إلى دلائل سقوط إمبراطورية أوهامه، ليظهر أن الحزب غير قابل لأيّ عيش مشترك، لا بل ان مفهوم الدولة الإسلامية لم يغب عن باله، وإن لم يتحقق الآن فلا ضير بالنسبة إليه من العودة إلى مفهوم حلف الأقليات القائم على أساس مناطق النفوذ… وهذا ما يفعله بسوريا.

 

مضايا…تحاصر حزب الله
عماد قميحة/جنوبية/10 يناير/2016
حزب الله ارتضى لنفسه أن يدخل مداخل السوء، وذلك باللحظة التي وضع سمعته وتاريخه وحاضره ومستقبله وكل ما يملك في كفّة واحدة مع نظام ال “الأسد” وقمع ال “الأسد” وأجرام ال “الأسد” وتاريخ وحاضر ومستقبل ال “الأسد”، بحيث لم يعد معه ينفع أيّ فصلٍ بينهما، فما يمارسه الأوّل، فإنّ تبعاته وما يتفرع عنه لا بد وأن يوضع في رصيد الثاني، شاء أم لم يشأ، حيث يصح المثل أن يقول ” قل لي مع من تقاتل… أقل لك من أنت “. قتال حزب الله إلى جانب قوات بشار الأسد دفاعاً عن نظام البعث، بمَا يشكّل هذا النظام من أبشع صور نماذج الأنظمة الديكتاتورية بأخبث ما يمكن أن يمارس من ممارسات المخابرات، وما يمتلك من أظلم أقبية السجون ووسائل التعذيب في العالم، إنّ نفس هذا الخيار هو بحد ذاته تهمة وجريمة لا يمكن أن تجد لها أيّ مبرر أو معذورية مهما بذل أصحابها من محاولات سوف تذهب حتماً بمهبّ الريح، ولن تعدو أكثر من زبدٍ لا يغيّر حقيقة ولا يبدل واقع . وبالعودة إلى مضايا وما أصابها ويصيب أهلها هذه الأيام من حصار جائر، بغضّ النظر عن حجمه وماهيته وضراوته ودرجة إشتماله على كل أهلها أو على بعضهم، يبقى أنّ الحقيقة الثابتة، هي انّ حصاراً مضروباً عليها منذ أشهر وله ما له من أثار لا يمكن وصفها إلاّ بالتوحش واللا إنسانية. صحيح بأنّ حزب الله وعلى طول سيرته الحربية والعسكرية لم يكن ليلجأ إلى مثل هذه الأساليب، بل وأستطيع أن أجزم في هذا السياق وحرصاً على الموضوعية بأنّه كان يراعٍي إلى حدّ بعيد أن تكون مواجهاته وحروبه مع أعدائه ما يمكن أن تسمّى بالحروب النظيفة، ومن موقع العارف يمكن أن أشهد أنّ الكثير من العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني إبان احتلاله لجنوب لبنان كانت تؤجل أو تتوقف نهائياً إذا ما افترض احتمال وقوع ضحايا أبرياء فيها. ولا شكّ أيضاً بأنّ ممارسات الحزب بعد التحرير وبعد الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان كانت بمثابة ممارسات الأنبياء الذين يقيسون تصرفاتهم بميزان الذهب، فقدّم أنموذجا راقياً وحضارياً لا يمكن التعبير عنه أو ذكره إلا بالكثير من الإحترام والتقدير، فلا عمليات انتقامية ولا تعّد على عائلات ولا حتى “ضربة كف” واحدة خارج الضابطة القانونية أو ” الشرعية ” . هذه الصورة الرائعة التي كانت تحيط بالحزب وسلوكياته في أحلك الظروف وأصعبها ، هي التي يحاول الحزب أن يبقيها في أذهان الرأي العام أولاً وفي أذهان جمهوره ثانياً ثانيا، ولكن خياره الإستراتيجي الخاطئ وتموضعه إلى جانب قوات الاسد، الذي إن سأل الحزب نفسه عن إمكانية أن تقوم هذه القوات بتجويع أهل قرية بأمّها وأبيها من أجل تحقيق مصالح سياسية لأجاب فوراً وبدون أي تردد : “بيعمل اكتر”. فالنظام الذي يقصف شعبه بالبراميل ويضربهم بالكيماوي وبالصواريخ البالستية، فإنّ أسهل ما يكون أن يعمد إلى تجويع مدينة، وللأسف فأنت يا حزب الله شريك حقيقي لكل أفعاله، وإنّ كل محاولات التبرير والتكذيب والتلفيق لن تساهم مثقال ذرة في تبرئتك، وبات من المستحيل عليك استعادة صورتك القديمة، فأنت اليوم شريك في جيش الأسد الذي يحاصر مدينة مضايا وبالتالي فإنّك وصورتك القديمة محاصرة هي الأخرى من كل المدن السورية وفي مقدمتهم مضايا .