فايزة دياب: العقوبات على حزب الله الى مزيد من التوسّع/كرم سكافي: ما بين الموازنة السعودية وتجفيف مصادر تمويل حزب الله

368

العقوبات على حزب الله الى مزيد من التوسّع
فايزة دياب/جنوبية/01 كانون الثاني/16

/يبدو أنّ السنة الجديدة ستحمل المزيد من العقوبات على حزب الله، خصوصًا مع اقتراب تنفيذ بنود الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة، فما هي تأثيرات هذه العقوبات على حزب الله والمصارف اللبنانية؟ تستمر تداعيات القرار الأميركي بفرض عقوبات على المصارف اللبنانية التي تتعامل مع حزب الله بالتفاعل، باعتبار الحزب مصنّف كمنظمة «إرهابية» في الولايات المتحدة، وآخر تداعيات ضغوطات الكونغرس الأميركي الذي صادق على القانون مؤخرًا، اعتبار المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية ان التحويلات المتعلقة برواتب نواب كتلة «الوفاء للمقاومة» تشمل العقوبات، وهذا ما تمّ بحثه أمس خلال استقبال رئيس مجلس النواب نبيه برّي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ذا القرار سيضع المصارف اللبنانية أمام تحدّ جديد إن وافقوا على توطين معاشات النواب، خصوصًا أنّ المصارف حرصت منذ اللحظة الأولى على التقيّد بالقرار الأميركي، وفي هذا الإطار سيزور وفد من جمعية مصارف لبنان الولايات المتحدة الأميركية خلال الأسابيع القليلة القادمة، في مسعى للتأكيد على أن لبنان حريص على إلتزامه بالقوانين والمعايير الدولية. هذه اللقاءات ستشمل المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية والخارجية، فضلا عن عدد من أعضاء الكونغرس الذين شاركوا في وضع القانون، أما في نيويورك فستكون للوفد لقاءات مع ممثلي المصارف المراسلة. في هذا السياق كشفت مصادر مطلعة أنّ الولايات المتحدة بصدد تشديد العقوبات على «حزب الله» مع قرب تطبيق الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى في مطلع كانون الثاني القادم. وتعليقًا على ما سبق رأى الوزير محمد فنيش في حديث لـ«جنوبية» أنّ «تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية بدأ قبل الإتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي»، لذلك نفى أن يكون هناك رابط بين القرار الأميركي وتنفيذ الإتفاق النووي. وصف فنيش القرار الأميركي «بالعدوان الأميركي – الصهيوني على المقاومة، ففي الكونغرس الأميركي هناك لوبي صهيونيمحمد فنيش هدفه الضغط على الكونغرس لاتخاذ قرارت ضدّ المقاومة التي هزمت اسرائيل». وأكدّ فنيش أنّ «حزب الله لا يملك شركات ومشاريع، ولا يملك حركة مراسيم لذلك هذه القرارات لن تؤثر بشكل مباشر على حزب الله، ولكن بالطبع هناك تضييق واعتداء على مواطنين لبنانيين يؤيدون المقاومة، هؤلاء هم المستهدفون من هذه العقوبات كنوع من الضغط على بيئة حزب الله». شدّد فنيش أنّ «حقوق هؤلاء المواطنين هي من مسؤولية الدولة اللبنانية التي يجب أن تعمل للحفاظ على حقوقهم بوجه القرارات الأميركية». وتقول مصادر «جنوبية» إن هذه العقوبات تنجم بسبب ضغط عربي من الجهة الرافضة للاتفاق النووي، والذين يعتبرون أن الافراج عن الأموال الإيرانية قد يسهم بالتوسع الإيراني في المنطقة، ولذلك تأتي هذه العقوبات بسبب طمأنة دول الخليج، وبهدف زيادة الضغط على حلفاء إيران في المنطقة وتحجيم أدوارها، وعليه فمن المتوقع أن يكون وقع هذه العقوبات قاسياً على حزب الله. ذكر أنّ واشنطن كانت قد اعترضت في السابق أموال مودعين على خلفية شكوك بوجود علاقة لهم مع حزب الله، ولكن هذه العمليات جرت في الخارج، أمّا اليوم فيبدو أنّ حصار أموال الممولين المفترضين للحزب سيكون من الداخل اللبناني، وهذا ما يثير قلق المصارف اللبنانية فهي مضطرة للامتثال له، بالمقابل تخشى من تداعيات ذلك على وضعها.

ما بين الموازنة السعودية وتجفيف مصادر تمويل حزب الله
كرم سكافي/جنوبية//01 كانون الثاني/16

في قراءة متأنية لأرقام موازنة وزارة المالية السعودية المنشورة على المواقع الإلكترونية للعام 2016، فإنك من دون شك ستلحظ إنخفاضًا واضحًا في حجم الإيرادات والسبب بطبيعة الحال عائد بمعظمه إلى انخفاض سعر النفط، المصدر الرئيس لخزينة المملكة، وستعلم مع نسخ نظرك للسطور التالية أنها وضعت خطة لدعم الموازنة تسهم في تغطية الفارق بين الإيرادات المتوقعة والنفقات. التوازي تجد أنّ الوزارة خصصت 25% منها (أي ما يقارب ال 57 مليار دولار) للأغراض الأمنية والعسكرية العائدة لوزارات الداخلية والدفاع والحرس الوطني، اضافة الى رئاسة الاستخبارات العامة، ورئاسة الحرس الملكي، وللدراسات الإستراتيجية والأبحاث التي تخدم قدرتها على مواجهة التحولات الكبرى الدولية والتطورات الإقليمية. هذا ما يشكل مع غيره من المؤشرات صورة واضحة عن السياسة االتي تعتزم المملكة السير بها في الاعوام المقبلة عبر إدارة بدأت تتوضح معالمها ترسم وتعد السياسات الدبلوماسية، الامنية، العسكرية، الإقتصادية، والإجتماعية بطريقة نوعية متخصصة وخطوات ثابتة تؤسس لمشاريع مستدامة لا تتأثر بالتغييرات الفجائية سواء الداخلية منها أو الخارجية، وهي خطوة ينظر إليها كثيرون بإهتمام بالغ نظراُ للقدرة التي أظهرتها هذه الإدارة في التعاطي مع ملفات جد شائكة ومعقدة في وقت قصير نسبياً وفي زمن التبدلات السريعة والمتسارعة المعدّ لها مسبقاً من قبل أنظمة خطرة محنكة ومتمرسة، صاحبة تاريخ وحضارة متجذرة تحمل أبعاد قومية وأخرى دينية ومنها أنظمة بصفة امبراطورية قوية لديها مطامع سيطرة إقتصادية تعتبر العالم سوقا مفتوحًا ومنبسطًا، فريدا لا مثيل لعظمته في تاريخ البشرية. في المقابل وفي مشهد يتكرر ترى الطاعة متجسدة في السجود والإنحناء والركوع والطواف الذي يمارسه رؤساء المعابد المالية وكهنتها وهم يحجون إلى كعبتهم، يؤدون طقوسهم، ويجددون محرمين إيمانهم، يتأملون الرضا، يعودون كما خلقتهم أمهاتهم أول مرة راضين مرضيين، يحرمون مالا مغموساً بالدم ويحللون مالاً مغسولاً بالدم، وكأنه فاتهم أن مال المعبد حيث هم يحجون قد جمع بالأصل من حرام، من أصحاب الأرض الحمر الأصلين، من دم نيكارغوا والبيرو، من أرواح البارغوي وبنما، من آهات هندوراس وهايتي، من أنين السلفادور وفيتنام، من صراخ تشيلي وعذابات كامبوديا، من الإنقلابات الدموية التي دعمتها في كوبا واندونيسيا و السلفادور و كوريا الجنوبية و قادتها بنفسها في العراق والصومال ويوغسلافيا و جنوب السودان وتغاضت عنها ببرودة غير موصوفة في فلسطين وقبلاً كانت لها اليد الطولى في الفلبين، و لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تنسى المخلوقات قنبلتها النووية على الأراضي اليابانية. فهذه العشوائية الفوضوية في ذكر الدول لم تفرضها التهيؤات الخيالية بل فرضتها كثرت التجاوزات التي ارتكبتها و أكثرت فيها الطلب إلى الناس تقديم الأضاحي لها بعد أن عظم أمرها. فالمسألة إذاً و بنفس المنطق ما عادت في المال الملطخ أو المغسل، هي قصة فصولها تختصر حكاية طاعة الاقل عنفاً للأكثر قهراً وتسلطاً ونفوذاً، صاحب الهيبة المفروضة بالقوة المكتسبة. زب الله كما كان في سالف الأيام، فقد دخل مرحلة تجفيف مصادر تمويله، وهو في هذه المعمعة منذ ما يقارب الخمسة عشر عاماً أي بعد العام 2000، لكنه لأسباب نجهلها وقد يكون هو نفسه يجهلها لم تصلنا اخبارالمواجهات المالية الشرسة التي تسببت له بخسائر فادحة، لم نسمع أو نشاهد تلك المواجهات من قبل فلربما هي لم تدخل إلى مطبخ الأخوة في القيادة (كما يحلو للسيد أن يسميهم) إلا متأخرة لأنهم بالحد الأدنى لم يطلبوا إلى السيد حينها بالبوح عنها أو تحليلها كما فعلوا وفعل في مقابلته المتلفزة الأخيرةً. حزب الله من دون أدنى شك يعرف خطورة الحرب القادمة، ويعرف أنها قد تكون عليه قاضية، فالميدان مليء بالجيوش الكاسرة، وهو لذلك يحاول جاهداً تدارك مخاطرها، لكن عبثاً يسعى فأسلحة المواجهة التي يمتلكها متفسخة والأوقات التي حددت له للمواجهة جداً محرجة تتطلب معجزة تفوق قدرات رجال الله المقاتلة، مفاتيحها أبوابها عالية، تتطلب قدرات مالية هائلة لم تؤمنها بعد فتوحاته وإيران الناقصة. بمنطق الأشياء أنها عندما تطول تلتوي، وكذلك هو الزمن لا بد وأن ينتهي، الفاسد لا يعجبك يوماً أو يفاجئك أنه فانٍ، هي معادلة لا بد وأن تفرض على الأشخاص الطامعين في البقاء، فك شيفرته بصمت.