النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: التحالف الإسلامي يسحب البساط من تحت إيران ويقلّد السعودية زمام قيادة المنطقة

444

واهم من يراهن على أن المبادرة ستفكك التحالف بين جعجع والحريري
بيضون لـ “الأنباء” :ـ التحالف الإسلامي يسحب البساط من تحت إيران ويقلّد السعودية زمام قيادة المنطقة

20 كانون الأول/15

رأى النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، أن رفض حزب الله انضمام لبنان الى التحالف الإسلامي، اتى استنادا الى الطموحات الإيرانية العاملة منذ أكثر من 25 سنة على الإمساك بالمنطقة العربية والهيمنة عليها سياسيا وإقتصاديا، وهو ما أكدته تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين، وفي مقدمهم الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد بقوله: “أننا بتفاهمنا مع الأميركيين نستطيع حل مشاكل العالم”، وما اكدته أيضا محاولات إيران في مفاوضاتها مع مجموعة الخمس زائدا واحدا انتزاع تفويض اميركي باطلاق يدها في المنطقة، مرتكزة بذلك على رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما بمسايرة الجانب الإيراني مقابل تخلي طهران عن برنامجها النووي.

ولفت بيضون في تصريح لـ “الأنباء” الى أن السعودية عندما تيقنت بأن الإدارة الأميركية تعطي إيران دورا أكبر من حجمها في شؤون المنطقة وتحديدا في الشؤون الداخلية للدول العربية، خطت جملة من الخطوات الجبّارة والحاسمة والتي كان أهمها “عاصفة الحزم” ذات الإعلان المزدوج، بحيث قضى الأول إبلاغ المجتمع الدولي بأنها ودول مجلس التعاون الخليجي تتولى قيادة المنطقة العربية، فيما قضى الثاني إبلاغ طهران بأن الرياض لن تسمح لها بتقويض الدول العربية والهمينة عليها بواسطة المليشيات المذهبية المسلحة والمزروعة في كل من البحرين واليمن ولبنان وسوريا والعراق.

وعليه، يعتبر بيضون أن إيران أدركت أن قيام التحالف الإسلامي بقيادة السعودية لمحاربة الإرهاب، سيسحب البساط من تحتها ويخرجها من المنطقة العربية أقله من الناحية المعنوية، الأمر الذي دفع بحزب الله في لبنان انطلاقا من كونه إيراني أكثر من الإيرانيين، الى التصدي لهذا التحالف عبر رفضه انضمام لبنان اليه، متذرعا بأسباب تضليلية وهمية واهية ملؤها التقية، ألا وهي أحترامه المفاجىء للدستور اللبناني ولأصول العمل المؤسساتي، ناهيك عن أن التحالف الإسلامي سيعالج تخاذل الجبارين في الحرب السورية، حيث أثبتت العمليات الميدانية أن هدف موسكو من نزولها العسكري على الأراضي السورية ليس ضرب تنظيم داعش بقدر ما هو حماية نظام الأسد من السقوط، وأن الغارات الجوية الأميركية لم تحل دون تقدم المجموعات الإرهابية عسكريا على أرض الواقع، ما يعني من وجهة نظر بيضون، أن ما جعل إيران ومن خلفها حزب الله بحالة هستيرية، هو أن التحالف الإسلامي بنواته العربية سيقلد السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي زمام قيادة المنطقة العربية كما أنه سيتمكن من تطويق داعش عسكريا وماديا وفكريا، ومن وضع المنطقة على طريق حل عجزت الولايات المتحدة عن شقه.

على صعيد مختلف وعن قراءته لمصير قوى 14 آذار في ظل الخلاف بين مكوّنيها الأساسيين حول مبادرة الرئيس الحريري، أكد بيضون أنه واهم من يراهن على أن المبادرة ستفكك التحالف بين المستقبل والقوات اللبنانية، وذلك بسبب دراية جعجع في إدارة الإختلاف بين الجانبين، بحيث لم يتردد وسط حماوة التباين بينه وبين الحريري على خلفية ترشيح فرنجية، في الإعلان عن أن التحالف بينهما إستراتيجي لا يخضع لاعتبارات آنية ولا تُضعف متانته عقبات ظرفية عابرة، خصوصا وأن هذا التحالف آل بجعجع الى بناء علاقة مميزة ووثيقة وبعيدة المدى مع المملكة السعودية ودول مجلس التعاون وبعض الدول العربية، مؤكدا بالتالي ومن موقعه المستقل أن 14 آذار أكبر وأمتن وأسمى من أن تحل عقدها تباينات بين المستقبل والقوات أو أن تضعف من عزيمتها على بناء دولة حقيقية وقوية.

أما عن السؤال المطروح لماذا فرنجية وليس عون، أكد بيضون أن المبادرة طبخة أشرف على تركيب مكوناتها عدد من الطباخين، وخلصت الى ترشيح فرنجية لكونه تحت سقف الطائف وملتزم به، فيما العماد عون رافض بالأساس للطائف، إضافة الى أن فرنجية لم ينغمس بالتحريض المذهبي كما فعل العماد عون. إلا أن ثبات فرنجية تحت سقف الطائف لا يعفيه كمرشح للرئاسة من زيارة معراب إنفاذا لوعده بأنه سيكون الضمانة للجميع.