نحو داعش شيعي/مناخ الانفراج ينسحب على خطاب نصرالله: نريد تسوية شاملة/تفاصيل تسوية التي أنقذت الجلسة التشريعية

296

تفاصيل «تسوية» التي أنقذت «الجلسة التشريعية»
خاصّ جنوبية 12 نوفمبر، 2015
التسوية تحَقّقت. المخاوف من مواجهة طائفية تبدّدت. تشريع الضرورة فرضَ اتّفاق الضرورة. المجلس النيابي يفتح أبوابه اليوم للتشريع، لا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولكن هذا بحدّ ذاته يُعتبر إنجازاً في سياق التعطيل الذي يضرب كلّ المؤسسات الدستورية. وهكذا تمت التسوية:
وزعت التسوية “أنصاب” مكاسبها على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، بل عبر خروج “الجميع رابحين” كما يحلو للبعض ان يصورها. اذ أعتمد التوازن  في تثبيت موعد الجلسة أخرج واقعيا كلا من الرئيس بري وعون جعجع في مراتب متساوية من المكاسب.
وصَف رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون يوم أمس بأنّه “يوم سعيد”، معلِناً المشاركة في الجلسة بعد زوال كلّ الإشكالات، وحصول اتّفاق شامل حول قوانين الجنسية، والبلديات، والانتخاب وما تبَقّى من أمور تفصيلية. وتمنّى استمرار التعاون دائماً من دون الحاجة إلى أيّ مصالحة جديدة.
شدّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على أنّ “الشراكة الوطنية هي فوق كل اعتبار”، وقال: “هذا شعار استهلّينا به يومنا واختتمناه عليه، فكان فيه انتصارٌ للجميع، وتحديداً للروح الوطنية اللبنانية الجامعة، هو انتصار للروح التي رافقَت ملايين اللبنانيين في 14 آذار 2005، كان انتصاراً للمبادئ التي طالما نادى بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي جسَّدها في هذا اليوم بالذات خيرَ تجسيد الرئيس سعد الحريري”. واعتبَر أنّ إنقاذ الموقف “جاء من قبَل الحريري، بعدما كنّا وصَلنا بالأمس وحتى اليوم صباحاً إلى وضع شِبه مقفَل كان سيَستدعي منّا خطوات أخرى”.
المشاورات الأخيرة
وعن ساعات المشاورات الأخيرة على خط الرياض بيروت، أوضحت مصادر الوفد الوزاري المرافق لسلام إلى السعودية أنّ اجتماعاً عُقد بُعيد منتصف الليلة الماضية في فندق “ريتز كارلتون” مقر إقامة سلام بحضوره وبمشاركة وزير الدفاع سمير مقبل ضمّ الوزراء علي حسن خليل وجبران باسيل ووائل أبو فاعور، وخلص إلى تأكيد باسيل عدم إصرار “التيار الوطني الحر” على شرط إدراج مشروع قانون الانتخابات النيابية على جدول أعمال جلسة التشريع اليوم للمشاركة فيها لافتاً الانتباه إلى أنّ المطلب العوني يتحقق من خلال مشروعي قانون استعادة الجنسية وقانون توزيع عائدات البلديات بينما مشروع قانون الانتخاب هو مطلب “قواتي” أما “التيار” فيكتفي بتكليف لجنة مختصة لدرسه كما اقترح خليل خلال مهلة شهر على أن يُحال بعدها إلى اللجان المشتركة تمهيداً لطرحه أمام الهيئة العامة بعد التوافق عليه لكن شرط معالجة التمسك القواتي ببند قانون الانتخاب. وعلى الأثر بادر أبو فاعور إلى إبلاغ الرسالة العونية هاتفياً للحريري الذي تولى على هذا الأساس استكمال اتصالاته التي كان قد بدأها منذ أيام مع المعنيين في بيروت وأثمرت في محصلتها التوصل إلى مخرج تشريعي توافقي تجلّى في نصّ البيان الصادر عنه.
بنود التسوية
وعلى أثر مفاوضات مضنية ولقاءات مكّوكية بين كلّ القوى السياسية واتصالات بين بيروت والرياض وحبس أنفاس، نضَجت التسوية التي تضمّنت وفق “الجمهورية” النقاط الآتية:
إقرار قانون الجنسية كما أحيلَ إلى الهيئة العامة بعد تعديل في بعض بنوده.
إقرار قانون تحرير أموال البلديات، الذي قدّمه عون بلا حسومات ولا سوكلين. ما يؤمّن لصناديق تنميتها نحو ألفَي مليار ليرة.
إقرار سلسلة القوانين المالية الضرورية، والتي تَحوز على إجماع القوى السياسية.
الاتّفاق على سحب توصية سابقة للمجلس، حول عدم أولوية قانون الانتخاب. وذلك بناءً على طلب ممثّلي تكتّل التغيير والإصلاح.
تشكيل لجنة نيابية مصغّرة، مع مهلة شهرين لإعداد قانون انتخاب وإقراره. وإلّا فلا تشريعَ، كما تعهّد الحريري ووافقَه الجميع.
لا غالب ولا مغلوب
على الطريقة اللبنانية المعتادة، وُلدت التسوية التشريعية في ربع الساعة الأخير. إنها “تسوية الضرورة” التي منحت الجميع حبل نجاة، قبل انفلاش الأزمة في الشارع المحتقن طائفياً. وبدا واضحاً ان الجميع خرجوا من الأزمة رابحين، بفعل قابلية “التسوية المطاطة” للتأويل، كلٌ وفق موقعه:
“التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” انتزعا التزاماً بإقرار قانوني استعادة الجنسية وتحرير أموال البلديات، وتعهداً بمناقشة وإقرار قانون الانتخاب في أول جلسة تشريعية لاحقة، إضافة الى تكريس ثنائية “التيار – القوات” التي أثبتت جدواها بمعايير الشارع المسيحي، في ترجمة لمفاعيل “إعلان النيات”.
بري حافظ على ثوابته، ولم يتراجع، برغم كل الضغوط، عن موقفه المعلن وهو عقد جلسة تشريع الضرورة في موعدها المحدد، ووفق جدول الاعمال المقرر. ولكن بري استطاع ان يمزج تصلبه هذا بمرونة تفاوضية قادته الى ان يكون عنصراً حاسماً في إنجاز التسوية بعد الضمانات التي قدمها بتصويت كتلة “التنمية والتحرير” على قانون استعداة الجنسية، بمعزل عن موقف “المستقبل”، إضافة الى الليونة التي أبداها حيال المخرج المتعلق بقانون الانتخاب.
الرئيس الحريري قطف “زهرة التسوية” من خلال تطوعه للتعهد بعدم حضور أي جلسة تشريعية مستقبلاً، لا يتصدر قانون الانتخاب جدول أعمالها.
“حزب الله” خرج من الإحراج سالماً، بعدما نجت العلاقة بين حليفيه من “وعكة صحية” صعبة، علماً أن الحزب أدى بعيداً عن الأضواء دوراً حيوياً في المساهمة في ترطيب الأجواء بين بري وعون.

مناخ الانفراج ينسحب على خطاب نصرالله: نريد تسوية شاملة!
خاصّ جنوبية 12 نوفمبر، 2015
مع المناخات الايجابية التي برزت بعد تحقيق التوافق على عقد جلسة “تشريع الضرورة”، تشير المعطيات إلى إمكانية توسيع نقاط البحث ليصار إلى تسوية سياسية شاملة. ووسط هذه الأجواء، يُطرَح السؤال: هل إنّ الاتفاق السياسي الحاصل سيقتصر على الجلسة التشريعية ام أنّه سينسحب على الملفات الأخرى؟ وهل ستُحَلّ الأزمة الحكومية بعد حلّ الأزمة التشريعية؟ أم أن حدود هذا الوئام أقصاه بضعة أيام؟ تبدد مشهد المناكفات السياسية أمس وسادت الأجواء الايجابية بين القوى السياسية.إذ فرض تشريع الضرورة اتّفاق الضرورة. ما يعتبر إنجازاً في سياق التعطيل الذي يضرب كلّ المؤسسات الدستورية، الأمر الذي يجعل الشعب اللبناني يستبشر خيراً بأن ينسحب ما تَحقّق نيابياً على رئاسة الجمهورية والحكومة، خصوصاً مع دعوة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله إلى “تسوية سياسية شاملة على المستوى الوطني، تشمل رئاسة الجمهورية، الحكومة المستقبلية، رئيس الحكومة، تركيبة الحكومة، المجلس النيابي وعمل المجلس النيابي، قانون الانتخاب”.  فبالإضافة إلى نجاح الرئيس سعد الحريري بإحداث خرق  و”إنقاذ الموقف” ، منتشلاً البلاد بشهادة الحلفاء والخصوم من كارثة مزدوجة كادت أن تكون محققة طائفياً ومالياً لولا أن أخذ على عاتقه إيصاد أبواب الطائفية وتشريع الأبواب التوافقية أمام بلورة مخرج تشريعي إنقاذي لاقتصاد الدولة وماليّتها.
إلى ذلك، الموقف البارز الآخر الذي استوقف المراقبين عقب التوصل الى التسوية، جاء على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته في “يوم الشهيد” من خلال دعوته الى تسوية داخلية شاملة. إذ طالب القوى السياسية “بالبحث عن تسوية سياسية حقيقية”. داعيا الى الحوار في موضوع الانتخابات الرئاسية ورئيس الوزراء وتركيبة الحكومة وقانون الانتخاب. كذلك اعتبر نصر الله ان “المعالجة الجزئية متعبة جداً وأدعو الى تسوية شاملة على مستوى الوطن”. مضيفًا: “تعالوا لنضع الأمور الأساسية في سلة وننجز تسوية، وعندما أقول تسوية يعني الناس بدها تأخذ وتعطي، من أجل مصلحة البلد.
كما دعا الى “عدم انتظار أي شيء من الخارج، “لأن الخارج كله مشغول عنّا”. وتابع: “في الرئاسة، لا أحد يواجهنا بأننا نتخلى عن مرشحنا. يمكن أن يكون النقاش في التسوية أن هذا مرشح فريقنا لرئاسة الجمهورية ونحن نصرّ على هذا الترشيح، لكن نفتح باب نقاش حتى تقبلوا به. واعتبر ان “قانون الانتخاب هو العامل الاساسي في إعادة تكوين السلطة، وهذا الموضوع ليس بسيطاً بل بحاجة الى نقاش حقيقي لافتًا الى أن “هناك أناساً ينتظرون 7 أيار جديداً أو شيئاً مشابهاً. هذا التفكير خطأ، 7 أيار أعود وأذكر كان رد فعل على 5 أيار ودفاعاً عن سلاح المقاومة، هذا هدفه، لكن نتيجته كانت مؤتمر الدوحة. لكن لو اليوم أي أحد قام بشيء مثل 7 أيار، لا يوجد في العالم العربي من يستطيع أن يأتي ويلم الناس ويضعهم في طائرة”. ومن هذه المعطيات يتضح أن التسوية لم تعُد موجّهة إلى هذه الجلسة التشريعية المعلومة النتائج، بل في اتجاه التسوية الشاملة التي تحدّثَ عنها نصرالله وكيفية ترجمتِها.!!»

 

نحو «داعش» شيعي؟
خاصّ جنوبية 12 نوفمبر، 2015/بعد محاولات تضخيم الهويّة الشيعية في لبنان من أجل عزلها وحصرها في شرنقتها المذهبيّة، يبدو أن الخطوط الحمر “الانسانيّة” قد تحطّمت تحت وابل حملات التعبئة الطائفيّة التي تقوم بها جمعيات ومراكز تربويّة اسلامية شيعيّة، هي أشبه ما يكون بحملات التعبئة والتحريض التي يقوم بها “داعش” في البيئة الاسلامية السنية على امتداد العالم العربي. أبدى متابعون للشأن العام في لبنان قلقهم من مظاهر التحريض وتحشيد العصبيات المذهبية التي تنمو باطراد داخل البيئة الشيعيّة، وهي تجلّت بشكل فاقع هذا العام في مناسبة عاشوراء التي مرّت الشّهر الفائت بشكل صاخب غير مألوف، زاد من مظاهرها الاستعراضية ما انتشر على الطرقات والمفارق الرئيسية في الضاحية الجنوب والبقاع من محطات وحواجز “حسينية” موشّحة بالسواد، توزّع الحلوى للمارة، وتصدح منها “ندبيات” صادرة عن مكبرات صوت عملاقة موضوعة بجانب الطريق، وقد ظهر جليّا اشراف حزب الله وعناصره على هذه الترتيبات المستحدثة هذا العام، وهي استمرت طوال عشرة أيام عاشوراء المتتالية. وفي ظل هذا المناخ الذي يشجع على تضخيم الخصوصية وتمجيد الذات الطائفية، بدأت تكثر اصدارات الكتب والمؤلفات التي تعنى باعادة تظهير التراث الشيعي وتقديمه بشكل مثالي للناشئة من الجيل الجديد. وفي هذه المناسبة نشر الناشط علي مرواني على صفحته في الفايسبوك صور عن قصّة قصيرة للأطفال صادرة عن دار المحجة البيضاء ومركزها الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي من وحي عاشوراء، تتحدّث عن ما قام به “المختار الثقفي” الذي ثأر من قتلة الامام الحسين، فقتلهم أبشع قتل عن طريق قطع رؤوسهم وايديهم وحرقهم والخ…وكلّه مصوّر برسومات مخصّصة للأطفال…رسمت على هذا الكتاب …الفاجعة!! وقال مرواني: «الصورة من قصّة مصورة للأطفال، هذا ما يتعلمه أطفالنا، وثم يسألون من أين أتت داعش!! داعش ليست حالة طارئة أو غريبة عن عالمنا، داعش نهج!
ألا يمكن أن يتم إيصال الفكرة والعبرة إلا بهذه الصور!؟ وللعلم، نفس الفكر الذي ينتج مثل هذه القصص يعلّم الأجيال بأنّ الغناء حرام