محمد عبد اللطيف بيضون: من إنجازات الشيعية السياسية/أحمد الأسعد: من ترك الحسين هو حزب الله/نديم قطيش: انكسار الهيبة والعنجهية

355

من إنجازات الشيعية السياسية
محمد عبد اللطيف بيضون/30 تشرين الأول/15
شركة الريجي او إدارة حصر التبغ والتنباك بدأت استلام محصول التبغ من المزارعين لهذا الموسم وحددت موعداً لتسلم محصول الجنوب واليوم التالي لتسلم محصول الشمال(البترون) ولأول مرة لا موعد لتسلم محصول البقاع وبكل بساطة لأن زراعة التبغ في البقاع لم تعد موجودة نظراً لتوسع زراعة حشيشة الكيف وزراعة المخدرات بشكل عام والتشريع الواقعي لهذه الزراعة اضافة الى التشريع بالفتاوى الجاهزة لخدمة سيطرة السلاح الميليشيوي وحروب هذا السلاح خدمة للطموحات التوسعية الإيرانية.
الشيعية السياسية اي الميليشيات بفرعيها شرّعت زراعة المخدرات والدولة غارقة في الحوار وليس لديها اي وقت او قدرة على التصدي بل تترك السيادة في البقاع الواعد لزراعة المخدرات وتجار المخدرات تحت مظلة الشيعية السياسية وبحمايتها٠
زراعة المخدرات في البقاع كانت تتراوح بين عشرة آلاف دونم وخمسة وعشرين الف دونم في عز حالات التفلت وغياب الدولة٠
اما اليوم وبفضل الشيعية السياسية فقد ارتفعت الى مئة وخمسين الف دونم اي اننا نقترب من انتاج أمراء الحرب في أفغانستان٠اما زراعة التبغ فهي حسب إحصاءات الريجي لا تتجاوز المئة الف دونم٠
كانت شتلة التبغ عنواناً للحرمان ولتحركات فقراء الشيعة لتحسين مستوى حياتهم.
اليوم تراجعت شتلة التبغ وانزوت جانباً وتقدمت شتلة حشيشة الكيف والأفيون لتصبح عنواناً لإنجازات الشيعية السياسية، وطبعاً هذا المناخ يشجع على تصنيع الكابتاغون وعلى توسع كل انواع تجارة المخدرات ومعها عمليات تبييض الأموال وكل ذلك ينتج مليارات الدولارات لا تذهب الى فقراء الشيعة بل الى المتسلطين على الشيعة والمتاجرين بتضحياتهم وبتضحيات قياداتهم الأصيلة وعلى رأسها السيد موسى الصدر والامام شمس الدين.

من “ترك الحسين” هو…حزب الله
أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني/30 تشرين الأول/15
مرة جديدة، يحاول حزب الله اللعب على الوتر الشيعي لتبرير تورّطه في الحرب السورية، واستغلال عواطف أبناء الطائفة الشيعية لتهدئة التململ المتصاعد من هذا التورط، ومن ارتفاع فاتورة الدم الباهظة التي يدفعها الشيعة اللبنانيون دعماً لنظام الأسد الديكتاتوري وتنفيذاً لأوامر النظام الإيراني.
وكان لافتاً في الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله  محاولته تخوين “من يتراجع” في الحرب التي يخوضها حزب الله في سوريا، وتصنيفه “من يفكر أن يتراجع” في خانة “من يترك الحسين ليلة العاشر في وسط الليل”.
ولكن، بصراحة يا سيّد حسن، هل تعتقد فعلاً أنّ قتالك سوريا له أيّة علاقة بالإمام الحسين؟
هل تريد يا سيّد حسن أن تقنع الشيعة بأنّ الحسين كان ليقبل بشن حرب في سوريا لإبقاء طاغية دموي في السلطة؟
بربّك يا سيّد حسن، هل كان الحسين ليقبل بإطاعة أوامر النظام الإيراني بشن حرب كهذه؟
هل تعتقد أنّ الحسين كان يرى أن”المؤمنين الحقيقيّين” هم فقط من يبشّرون بالإسلام أو من على رؤوسهم عمامات؟
طبعاً لا، يا سيّد حسن. لم يكن الحسين ليقبل بهذا كلّه. الحسين مختلف تماماً عن هذه الصورة التي تسعى إلى الإيحاء بها.
فالحسين ما كان أبداً ليدعم ديكتاتوراً دموياً أقدم على قتل أكثر من 200 ألف شخص من شعبه.
على العكس من ذلك تماماً، كان الحسين ليتّخذ موقفاً داعماً للشعب السوري المسكين ضدّ هذا الديكتاتور.
والحسين ما كان يوماً ليأتمر بأيّ كان، ولم يكن ليقبل بأن يقوم بما لا ينسجم مع مبادئه وأخلاقه.
فالحسين كان ولا يزال وسيبقى إلى الأبد رمزاً للرجل الحرّ الذي لا يطيع إلا ضميره.
وما كان الحسين طبعاً ليوافق على نهج حزبك والنظام الإيراني الذي يدعمه.
فالحسين لم يتأثر بنفوذ “يزيد” وقوة سلطته، ولم يسر وراءه كما فعل معظم العلماء المسلمين، لأنّه لم يكن يتوقف عند المظاهر السطحيّة، بل كان يحدد مواقفه على أساس المضمون، وكان يعلم أنّ لا يزيدا، مع كل قوته، ولا جميع الشيوخ المسلمين الذين كانوا محيطين به، كانوا يعبّرون حقّاً عن جوهر الإسلام. ولذلك، فضّل الحسين البقاء وحده، وعَزَلَ نفسه من أجل الحفاظ على سلامه الداخلي، ولكي يبقى ضميره مرتاحاً.
وإذا كنت تحاول رفع معنويات مقاتليك بُعَيدَ التدخّل الروسي الأخير الآتي لإنقاذك مع هذا النظام الدموي المتداعي، فهذا يؤكد أنّك فعلاً لم تتعلّم شيئاً من الحسين.
يا سيّد حسن: لقد ضحّى الحسين بحياته لأنّه آمن بأنّ الحق ينتصر دائماً، في نهاية المطاف، على الخطأ، مهما كانت الظروف صعبة.
خلاصة القول، يا سيّد حسن، أنت وحزبك آخر من يحق لهم التحذير من ترك الحسين في وسط الليل، لأنّك وحزبك، والنظام الإيراني برمّته، قد تركتم الحسين منذ مدّة بعيدة جداً.

انكسار الهيبة والعنجهية
نديم قطيش/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/15
من كان ينتظر التطبيقات العملية لمقالة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف «الجار قبل الدار»، التي لخص فيها تطلعات بلاده لعلاقات حسن الجوار، جاءه الجواب من الضاحية الجنوبية لبيروت.
آلاف الحناجر الهائجة هتفت ضد السعودية في مهرجان حزب الله إحياءً لليلة العاشر من المحرم، وبتأييد واضح من أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذي خطب في جمهوره مباشرة.
صحيح أن الهتاف الذي راج في إيران خلال الأشهر القليلة الماضية تأخر قبل وصوله إلى بيروت، لكن وصوله يدل على أن «الأمور تزداد تعقيدًا في المنطقة»، كما أقر نصر الله نفسه، مما يعني أنه بات يستشعر هباء وعوده بالنصر والحسم وانتهاء الأمور!
منتصف العام الحالي، في «عيد التحرير»، جدد نصر الله تذكير اللبنانيين بأن عليهم الخوف من هزيمته وليس من انتصاره. استعاد، في سياق التعبئة لحربه إلى جانب بشار الأسد على الشعب السوري، عبارة كان قالها في عام 2006، في سياق التعبئة لحرب «لو كنت أعلم»: «لا تخافوا من انتصار حزب الله.. خافوا من هزيمته»!
ما تلا هذه العبارة بعد حرب 2006 نعرفه ويعرفه العالم. استمرت ماكينة القتل والاغتيال مستهدفة فريقًا واحدًا لأغراض مختلفة. إما لمحاولات يائسة لإيقاف المحكمة الخاصة بلبنان والتهويل على اللبنانيين بأثمان المضي فيها.. وإما لضرب بنية التحقيق من خلال اغتيال العقل اللبناني الأمني الرافد لمسار العدالة كما حصل مع الرائد وسام عيد، الذي كشف شبكة الاتصالات التي أوصلت إلى اتهام قادة من حزب الله بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. وإما لإنقاص عدد النواب المطلوب لانتخاب رئيس للجمهورية بأكثرية النصف زائدًا واحدًا.. وإما للضغط على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لفرطها، هي التي أدارت المفاوضات لإيقاف «حرب تموز». وكان القرار 1701 الذي أحال عمليًا سلاح حزب الله إلى التقاعد. وكان احتلال وسط بيروت بالاعتصام الشهير، ثم السابع من مايو (أيار) 2008 وتوجيه السلاح إلى الداخل. وكان الكثير الكثير من الدم والقتل. كل هذا بعد حرب انتصر فيها حزب الله كميليشيا وهُزم فيها لبنان بدولته ومجتمعه وتماسك مكوناته قبل اقتصاده وبنيته التحتية!
حين جدد نصر الله تذكيرنا بمعادلة الخوف من الهزيمة وليس الانتصار نهاية مايو الماضي، كان يحشد لاستكمال معارك القلمون ويمهد لمعارك في جرود عرسال اللبنانية، وسط مخاوف حقيقية من مشروع تهجير مذهبي يديره حزب الله من ساحل الدولة العلوية نزولاً باتجاه حدود لبنان الشمالية والشرقية. كنا لا نزال في ميدان سوري مختلف، يخيل لنصر الله فيه أنه سينتصر على شعب قرر أن كرامته أغلى من حياته. لم يكن الحزب قد بدأ يذوق طعم الهزيمة الحقيقية في القلمون ولا كانت الزبداني تحولت إلى مكسر لتعالي ميليشيا حزب الله، ولم تكن إيران قد أوفدت قاسم سليماني لاستجداء التدخل الروسي، لأن الأسد بات آيلا للسقوط!
يعلم حزب الله أن ما بعد التدخل الروسي ليس كما قبله، وأن «منع سوريا الأسد من السقوط» خيال، رغم الأثمان الفادحة التي تكبدها لتحقيقه. ويعلم أن كل المداولات الجارية الآن في العالم تنطلق من مبدأ الإقرار بسقوط «سوريا الأسد» فيما الخلافات تتمحور حول آليات إدارة هذا السقوط. ويعلم أكثر أنه أيًا يكن حضور إيران في سوريا الجديدة فهو لا يقارن بالخط المفتوح لهلال الحرس الثوري من تبريز في شمال إيران إلى الناقورة في جنوب لبنان مرورًا بالعراق!
طال الزمان أو قصر، ثمة سوريا جديدة قيد الولادة، بعد نحو خمس سنوات من حرب الأسد وحلفائه على الشعب السوري، وثمة إيران جديدة قيد الولادة بعد الاتفاق النووي وإقرار السيد علي خامنئي له والأمر بتنفيذه رغم كل القيود على بلاده. وثمة عراق يتململ من هيمنة القبضة الإيرانية. وهذا ما ستقاومه إيران وعبر عنه نصر الله ليلة العاشر من محرم!!
كان لافتًا في خطابه أن يتطرق إلى الملف العراقي من زاوية أن أميركا تسعى لفرض رئيس وزراء، في إشارة واضحة لامتعاض إيراني من رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي. تلا ذلك سحب كتلة دولة القانون، التي يترأسها نوري المالكي في البرلمان العراقي، تفويضها الممنوح للعبادي!
تشعر إيران بأن أصابعها تتراخى على ما افترضته عواصم تحكمها ضمن نطاق إمبراطورية ولاية الفقيه. وسعيها لاستعادة نفوذها وترميمه يصطدم بحزم سعودي لا راد له مهما نشطت حملات التهجم السياسي والإعلامي والأمني على السعودية.
إنها معركة كسر عظم تذوق فيها إيران طعم انكسار الهيبة والعنجهية وتستعيض عنه بالصراخ ضد السعودية.
صادق حزب الله حين يقول لا تخافوا من انتصارنا بل من هزيمتنا. دفعنا ثمن انتصاراته بعد حصولها، أما اليوم فسيجتهد لندفع سلفًا ثمن هزيمته الآتية لا ريب فيها.