هيام طوق: أصحاب محال الوسط يتحدّون زعران الشغب/ميشيل تويني: ماذا عن المندسّين/سهى جفّال: عن رياض الأسعد: المتظاهر ضدّ الفساد/غسان بركات: جنازة التيار الوطني الحر: البرتقالة نصفين قريبا

465

ماذا عن المندسّين؟
ميشيل تويني/النهار/26 آب 2015
ما حصل أيام السبت والاحد والاثنين مشهد جميل ومقرف في الوقت نفسه. جميل لأننا بعد 10 سنوات رأينا شباباً فقدوا الأمل، لم يشاركوا في أي نشاط سياسي من قبل، يتجهون من تلقاء أنفسهم الى ساحة رياض الصلح لأنهم شبعوا دجلاً وكذباً وتهجيراً وقمعاً! من جهة أخرى هو مشهد مقرف: سيناريو مركب لإرسال “زعران” كي يتواجهوا مع القوى الأمنية ويخربوا بيروت ويتصرفوا كأنهم في شريعة الغاب، فيحطمون شارات السير التي هي ملك كل الشعب اللبناني ورمز ما تبقى من حضارة ونظام في لبنان، ويعتدون على أملاك الناس… البعض يقول انهم من “جماعة أمل” كما أخبرنا بعض المتظاهرين يومها. فعندما رأوا أصحاب العضلات والدراجات وراحوا يسألونهم من أين أنتم أجابوا “من الخندق الغميق”. وبعضهم الآخر كان يقول “من بعد الله في نبيه” والبعض “كلن سراقين إلا الاستيذ”. فهنا نسأل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري: هل أنت وحركة أمل كنتما على علم بأن هؤلاء الشبان سينضمون الى تظاهرة شعارها ضد الطبقة السياسية التي تنتمون إليها لافتعال حالة شغب؟ واذا لا كيف؟ ولماذا شاركوا؟ مخابرات الجيش والقوى الأمنية أوقفت عدداً كبيراً، هل تتمّ محاسبتهم أم إن اتصالات ستُجرى لتخلية سبيلهم؟ وهل تتجرأ السلطات القضائية والأمنية على أن تفضح مَن وراء هذه الهمروجة؟ من جهة ثانية، أن يتوجه الناس والشباب للمطالبة بالتغيير فهو أمر مهم جداً، خصوصاً لدى من كان صريحاً في مطالبه. لكن مشكلة هذا التحرك انه في ظل هذه الأوضاع يجب أن يكون ضمن خطة عمل واضحة: أولاً، على هذه الحكومة ألا تستقيل لأننا سندخل في المجهول، ولانها آخر ما يتبقى من سلطة شرعية! بل يجب الضغط عليها لحل أزمة النفايات من دون السماح بسرقتنا مجدداً أو السماح لهم بتقسيم الحصص على حساب الناس، ووقف المسرحية التي جرت بالامس في مجلس الوزراء. ثانيا، يجب أن يكون الاعتصام سلمياً كي يجبر النواب على انتخاب رئيس للجمهورية، ثم إجراء انتخابات نيابية على أساس قانون جديد. وهنا عمل الهيئات والمجتمع المدني والرأي العام، وهنا دورهم كي يضغطوا لتحقيق مطالبهم بطرق عديدة وليس فقط في الشارع. ثالثاً، يجب إيجاد حزب جديد أو حركة جديدة تعمل على تغيير العقلية وعلى جذب أكبر عدد ممكن من الذين يرفضون 8 و14 آذار، ولكن مع أفكار ومشاريع لا فقط مجرد معارضة ورفض للجميع، بل أفكار جديدة!.
من هنا يمكن أن يبدأ التغيير، لأن التغيير في الشارع من دون رؤية وبديل، والمطالبة باستقالة الجميع وبتغيير النظام من دون مسودة أو تصور لنظام جديد ليس بالأمر السليم!

أصحاب محال «الوسط» يتحدّون «زعران الشغب»
هيام طوق/المستقبل/26 آب/15
«عرقنا دما، انقطعت أنفاسنا، أصبنا بانهيار واحباط لما رأيناه يحصل في وسط بيروت، في نهاية الاسبوع الماضي، خلال التظاهرات السلمية التي تحولت الى فوضى وشغب وتعد على الاملاك العامة والخاصة»، هذا لسان حال أصحاب المحال التجارية التي ما زالت تفتح أبوابها في قلب العاصمة حيث كانوا شهود عيان على ما حصل من خراب وتعد على الاملاك في مكان غال على قلوبهم وعلى قلوب كل اللبنانيين الذين يرفعون شعارات السلام والتعايش ويؤمنون بثقافة الحياة.
الحسرة والحزن والعتب، بدا واضحا من خلال الاحاديث مع أصحاب المحال الذين يعتبرون ان التظاهرات السلمية المطلبية والمعيشية والاجتماعية محقة، لكنهم في الوقت عينه، يرفضون رفضا قاطعا التصرفات «البربرية» التي قام بها بعض «الزعران» لأهداف سياسية، محاولين تحويل مسار التظاهرة عن أهدافها الحقيقية والمحقة. ولعل من يجول في وسط بيروت ، ويتنقل بين محالها ومطاعمها، يبكي على الايام الحلوة، حيث افتقد ليل قلب بيروت الى نبضه، واشتاق الليل الى صخب رواده، وكأنه لا يكفي اقفال عدد من الطرقات المؤدية الى الوسط، وما يسببه من خسائر للمؤسسات والمحال التجارية والمطاعم، لتأتي التظاهرات التي تحولت الى أعمال شغب، تزيد في الطين بلة حتى ان موظفا في أحد المطاعم، أكد ان الحركة تراجعت بنسبة 5 في المئة منذ يوم الخميس الماضي، وهذا لم يشهده الوسط حتى في أحلك الظروف».
أصحاب المحال سارعوا الى تنظيف واجهات محالهم من الكتابات والشعارات غير اللائقة، لأنهم يؤمنون ان البلد الذي كان يسمى « سويسرا الشرق « سيعود الى سابق عهده ، يشكرون الله ان أحدا من الموظفين لم يتعرض للأذية ، لكنهم يروون بحسرة مشاهداتهم لأعمال الشغب التي حصلت يومي السبت والاحد الماضيين حيث تحول قلب العاصمة الى ساحة حرب فعلية، ويأسفون لما قام به بعض الشبان الجاهلين الذين أفرغوا سمومهم وتحريضهم في وسط العاصمة التي تستقبل الجميع بقلب منفتح.
وتؤكد نيبال بحصلي، صاحبة احد المحال التجارية في الوسط ان «التظاهر حق مشروع ، ونحن نؤيد مطالب المتظاهرين، لكن ما حصل من أعمال شغب وتعد على الاملاك معيب»، متمنية على «المسؤولين أن يسلموا المشاغبين الى الدولة لأن أملاك الناس ليست لعبة بين أيادي «الزعران»، فنحن دفعنا دم قلبنا لنبني هذه المؤسسات التي يعتاش منها عدد كبير من العائلات، ونحاول رغم كل الظروف الصعبة وتحويل وسط بيروت الى منطقة محاصرة، الاستمرار في العمل الذي ورثناه عن أهلنا». وأشارت الى انه «قبل أعمال الشغب الاخيرة، كان المحل يفتح أبوابه 24 ساعة في اليوم، لكن حاليا، نقفل عند الخامسة مساء، لأننا لا نريد ان نخاطر بأرواح الموظفين»، مطالبة «باعادة الحياة الى وسط بيروت». وأعرب صاحب احد المحال الذي رفض الكشف عن اسمه عن استيائه «من تحويل ساحة رياض الصلح الى مكان للاعتصام على مدى ايام السنة»، مشيرا الى ان «التظاهر حق لكل المواطنين، لكن عددا من «الزعران»، والمندسين، استغلوا الوضع، واخترقوا التظاهرة، وقاموا بما قاموا به من أعمال مشينة ومرفوضة خصوصا وان أرزاق الناس غالية على قلوب أصحابها»، مشددا على انه «علينا تجاوز الطائفية». واعتبر أحد الموظفين في محل للألبسة ان «الوضع زفت، وما شهدناه من أعمال عنف وشغب وما تعرض له عناصر القوى الامنية، وما حصل من تعد على الاملاك الخاصة والعامة غير مقبول»، مؤكدا ان «المطالب المعيشية والاجتماعية محقة، لكن «الزعرنات» التي شهدناها ، كان هدفها استغلال الوضع وتحويل التظاهرة عن مسارها ، وخلق فتنة وبلبلة في المجتمع اللبناني».

عن رياض الأسعد: المتظاهر ضدّ الفساد… وقد فاز بالمناقصة
سهى جفّال/جنوبية/الثلاثاء، 25 أغسطس 2015
في وقت غرق لبنان بنفاياته وأرهق كاهل المواطن اللبناني بالأعباء الحياتية التي أصبحت لا تعدّ ولا تحصى، المواطنون الذين ضاقوا ذرعًا باستغلال الطبقة الحاكمة عندما انتفضوا، لم يسلموا أيضًا من استغلال قضاياهم باسم المجتمع المدني من زرع المندسين إلى زرع البرجوازيين ذوي المصالح الشخصية. منهم رياض الأسعد، المتظاهر الذي فاز بالمناقصة. هنا “بورتريه” لهذا النوع من الانتهازية. بالنسبة إلى العديد فإنّ اسم صاحب شركة “الجنوب للإعمار” المهندس رياض الأسعد جديد على الساحة. قليلون يعرفونه على أنّه مرشّح دائما الى الانتخابات النيابية في الجنوب، تارة تحت عباءة حزب الله، وطوراً إلى جانب هذه العباءة. لكن من انتصب أمام شاشة التلفزيون في اليومين الماضيين لمتابعة تظاهرة #طلعت_ريحتكم في رياض الصلح لاحظ بالتأكيد أكثر المشاركين نشاطًا وأكثرهم حماسة بالمطالبة من بين الجموع بوضع حدٍ لأزمة النفايات: رياض الأسعد. الأسعد المرشّح الدائم الى الانتخابات النيابية في الجنوب، تارة تحت عباءة حزب الله، وطوراً إلى جانب هذه العباءة “هو المهندس المقاول رياض الأسعد الذي كشف عن صدره “بوجه قمع قوى الأمن واحتجاجًا على مصادرة حرية الرأي والتعبير من قبل الحكومة”. هو الصديق الأكثر قرباً من النائب وليد جنبلاط والمتعهّد الأوّل في وزارة الأشغال العامة التي كانت في “عهدة” جنبلاط في العقد الأخير. رياض الأسعد هو نفسه من فاز بعقد الشوف بمناقصات النفايات الّتـي أعلن عنها وزير البيئة محمد المشنوق أمس وألغيت اليوم. فقد استحوذت شركته على “شرف” رفع النفايات من المنطقة الخدماتية الثالثة (أي قسم من بعبدا، وعاليه، والشوف). إذ اجتازت المرحلة الإدارية والتقنية شركته وفازت بالمناقصة واسمها: المجموعة اللبنانية – الإسبانية (الجنوب للاعمار مع (Hera Holdings – Guinea Limpea وعرضها المالي هو التالي: 153 $ لطنّ النفايات. ويملكها ويديرها المهندس الأسعد الصديق والشريك الشخصي لوليد جنبلاط وولديه تيمور وأصلان.. وقد رفضت الشركة المنافسة لها.
المضحك المبكي أنّ الفائز بعقد الشوف رأى في مقابلة تلفزيونية على محطة “LBC” ليل أمس أنّ هذه المناقاصات “تفنيصة” لأنّ الأسعار “غير طبيعية”، معتبرًا أنّ “هناك شئا غير مقبول فالأسعار غير طبيعية”، داعيا إلى القيام بمناقصات جديدة، وإعادة دفتر شروط جديد وشفافية اكبر”.
الأسعد الصديق والشريك الشخصي لوليد جنبلاط وولديه تيمور وأصلان
كما قال الأسعد إنّ “المقاولين هم ربحوا فقط في مناقصات ملف النفايات والوطن خسر”. مشيراً إلى أنّ “الدولة لم تربح لأن دفتر الشروط كان محصوراً ببعض الشركات التي شكلت كومبينا فيما بينها”! يقول العارفون بخفايا الأمور إنّ الأسعد، ومن وراءه جنبلاط، يريدان “بيروت” وليس الشوف وبعبدا، لأنّ نفايات بيروت كفيلة بأن تدرّ نحو 3 ملايين دولار من الأرباح شهريا، الأرباح الصافية، فيما لا تزيد هذه عن مليون في بعبدا والشوف. وفي عودة، إلى بداية أزمة النفايات، الّتي كبرت نتيجة خلافات حول صفقات لتقاسم وتوزيع حصص كنز النفايات بين القوى السياسية، فإنّه منذ 17 تموز الماضي كثر الحديث عن اورّط إسم النائب وليد جنبلاط بمتاهات هذا الملف منذ انتهاء عقد سوكلين وإقفال مطمر الناعمة. ما ضاعف أزمة النفايات وجعل شركة سوكلين “كارت محروق”. وبالتوازي مع هذه الأزمة برز إلى الواجهة اسم الشركة الـتي قرّر وليد جنبلاط تأسيسها مع رجل الأعمال رياض الأسعد لمعالجة النفايات وفق تقنية الـRDF في عقار يملكه جنبلاط في بلدة سبلين، المعدّة لمنافسة شركة “سوكلين”.

جنازة التيار الوطني الحر: البرتقالة نصفين قريبا
غسان بركات/جنوبية/الثلاثاء، 25 أغسطس 2015
التزكية التي حصلت داخل التيار “الاورونج”، حصلت بتذاكي النائب ميشال عون، وهي بداية جنازة هذا التيار الفاشل سياسياً وعقائديا ً ومحمولاً داخل نعش التزكية. بعيدا ً عن العملية الديموقراطية للإنتخابات الحرّة وصناديق الإقتراع داخل “التيار الوطني الحر”، تم تعيين وزير خارجية لبنان جبران باسيل صهر العماد ميشال عون بالتزكية رئيساً على رأس التيار الوطني، وذلك بعد الضغوطات التي مورست على النائب آلان عون للعزوف والانسحاب عن الترشح لمنصب رئاسة التيار لصالح الوزير جبران باسيل وعلى رأس هؤلاء جنرال “التيار الوطني الحر” ورئيسه ميشال عون بحجّة منع انقسام التيّار الى قسمين. ولو قدّر لتلك العملية الانتخابية أن تحصل ضمن ديموقراطية التصويت داخل صناديق الاقتراع لكان النائب آلان عون هو الفائز الوحيد على رأس “التيار الوطني الحر”. بداية جنازة هذا التيار بعد أن فضح وبات محمولاً داخل نعش التزكية بالمختصر المفيد وعلى مدى 25 سنة والجنرال عون يحاضر الشعب اللبناني بالديموقراطية. على مدى ربع قرن والجنرال ميشال عون لا يحترم مناصريه ولا يعير اي اعتبار لآرائهم ولا لهم كقيمة على مستوى القاعدة الشعبية المناصرة للتيار.
على مدى 25 سنة والعماد ميشال عون يعتبر نفسه مناضلاً من اجل الحرية والديموقراطية في لبنان والدفاع عن حقوق المسيحيين الى حين سقط هذا القناع بعد تعيين “الصهر” جبران باسيل وبالقوة على رأس التيار “الوطنجي” الحر. والأنكى من كل هذا كان عون دائما يتغنى بشعار التغيير والاصلاح من اجل لبنان، بعد ان قدم، للشعب اللبناني عموماً وللمسيحيين خصوصاً، نموذجاً في ممارسة الديموقراطيات لانتخابات حرة ولكن من ضمن الرؤية الشمولية عن طريق فرض رأي الفرد على الآخرين، وذلك بعيدا ً عن الإدلاء بالتصويت الحرّ داخل صناديق الاقتراع. على مدى ربع قرن والجنرال ميشال عون لا يحترم مناصريه ولا يعير اي اعتبار لآرائهم تعيين التزكية هذا داخل “التيار الوطني الحر” منذ ايام عدة، هو دلالة واضحة على ان النائب ميشال عون الممدّد لنفسه داخل البرلمان اللبناني من دون اذن او توكيل الشعب له، يريد إرسال رسالة الى اللبنانيين جميعا والمسيحيين تحديداً أنّه يمكن أن يصبح رئيسا ً للجمهورية اللبنانية بالتزكية على طراز تزكية صهره الوزير جبران باسيل لرآسة التيار.اخيراً، فإن التزكية التي حصلت داخل تيار “الاورونج”، حصلت بتزاكي النائب ميشال عون، وهي بداية جنازة هذا التيار بعد أن فضح وبات محمولاً داخل نعش التزكية، ولاحقا وعلى المدى القريب، سينقسم هذا التيار الى نصفين تماما ً كالبرتقالة التي تقسم الى نصفين وذلك من اجل عصرها.