بول ناصيف عكاري/الموارنة… الرئاسة… بكركي

310

الموارنة… الرئاسة… بكركي
بول ناصيف عكاري/النهار/16 تموز 2015

دخل الموارنة زمن النكبة الثالثة. المهم كيف سيَخرجون. أبرز تجلّياتها تكمن في معضلة الفراغ الرئاسيَ الّذي هو عوارض المرض. أساس المرض يكمن في تقاعس أهل الحلّ والربط، مسلمين ومسيحيين، عن الدفاع والمحافظة على الوطن. ارتهنوا للخارج واستزلموا لاله هذه الأرض. أسروا الشعب والضمير، دمّروا المجتمع، ضعضعوا الدين، والكثرة الساحقة من الشعب مشت خلفهم حتّى الثمالة. الموارنة مسؤولون أكثر من غيرهم لأنّهم “أم الصبيّ” الذي تولّدوه على الحريّة والعيش المشترك. نتائج النكبة الثالثة سوف تثبت إذا كانوا على حقّ في استيلاده أو سيُدفّعهم الشركاء ثمن ذلك. انفرط العقد”الطائفيّ – الاجتماعيّ” بين الشّعب وممثّيليه الزّمنيّين والكنسيّين الذي حلّ مكان العقد الاجتماعيّ الوطنيّ بسبب سلطة الوصايّة – المرتهنة أيضاً للإله نفسه – التي رسّخت السياسة الطائفيّة في زمن النكبة الثانية مدمّرة الدولة المدنيّة العادلة. الانفراط حصل عندما نصّبت مجموعة نفسها “الأقوياء” تحت غطاء بكركي وأدخلت الشّعب والبطريرك في لعبتها.. همّهم الأوحد هو الغاء بعضهم البعض للوصول الى السلطة المطلقة إرضاءً لسيّدهم، إله هذه الأرض. لتاريخه، وبعد كلّ ما فعلوه ببعضهم وبشعبهم لم يتجرأ أحدهم على أن يعلن ندمه وتوبته طالباً الغفران… سلوكيّاتهم وأفعالهم هي نقيض وصايا الله والكنيسة. بالنسبة الى حريّتهم فحدّث ولا حرج: تابعون ملحقون مصطفّون وراء الداخل والخارج لا قرار لهم. خانوا الأمانة؛ كثرت الآفات، شاع الطلاق وعائلات كثيرة تفككت واستبيحت الأرض بأموال شيطانيّة آسنة تحت غطائهم. من لا يؤمن بالله لا يؤمن بالأرض… أمّا القوي فهو الحرّ والملتزم الروحيّة المارونيّة فكيف بالمنطق والدين همّ أقوياء؟ الشعب غريب أمره؛ مربوط بالعقد وفيّاً لهم لدرجة الأسرِ والعمى أو كاذب على النّفس لدرجة الدمار. لا عقل ولا وعي في هذه المسألة… لن يتمكّن أحدٌ من هؤلاء الأتباع الانتقال عن قناعة الى معسكر آخر، لأنّه لن يجده أفضل حالاً. فقدوا المحبّة وحرّيّتهم ووَهُنَ إيمانهم وابتعدوا عن الله… كلّ ذلك لارضاء، عن معرفة او غير معرفة، سيّد أسيادهم.

دخلت بكركي في لعبتهم وأخذ البطريرك يصول ويجول في أصقاع الدنيا طالباً حلّ مشكلة لا تعني العالم متنقلاَ من خيبة الى اخرى…لم يُعْطَ شيئاً! ألم تفهم بكركي حتى الآن أنّ الموارنة لا يستطيعون أن يتّكلوا على أحد في الأرض وأنّ ليس لهم غير الله؟ ومن النتائج السلبيّة للنكبة الثانية اصطفاف أكثر المطارنة والرّهبان والمسؤولين الكنسيّين في معسكرَي 8 و 14 آذار؛ ابتعدوا عن الله وخفتت المحّبة في قلوبهم… سابوا رعيّةً متعرّضةً لنكسة تلو نكسة ولاحباط تلو احباط. المرض في لبنان، وبالأخصّ عند الموارنة، والداء في بكركي التي أُعطيت مجد لبنان. ما النفع إذا استكانت العوارض وبقي المرض؟ حان الوقت لقول الحقيقة وإظهار النور للقضاء على اله هذه الأرض. الناس تحبّ الظلمة أكثر من النّور، لأنّ اعمالهم شرّيرة، ولأنّ كلّ من يعمل السيّئات يبغض النور، ولا يأتي الى النور لئلاّ توبّخ أعماله (يو 3/19:20)… الحقيقة ينطق بها حرّ، فأين بكركي من الحرّيّة؟ المطلوب “قرنة شهوان” مسيحيّة مفتوحة تعقد في دير بكركي بمواكبة الشّعب على وقع الصلاة والصوم حيث تتدلى صلبان خشبيّة على صدورهم وإعلان غفرانهم بإنتماء الجسم الكنسيّ الى يوم القيامة حيث المحبّة والمصالحة والغفران. يطلبون من الرّوح المعزّي أن ينوّر جميع القلوب للقضاء على آفة السلطة المطلقة والحقد والإلغاء والإرتهان وكي يكفّ إله هذه الأرض شرّه عن الموارنة ولبنان. يطلبون من الله أن يزرع المحبّة في قلوبهم وأن ينبذوا أنانيّتهم ويغفروا لبعضهم. من طلب بإسم المحبّة يعطى له… عند القضاء على المرض يمكن الاتيان برئيس قويّ.